شظايا قلوب محترقة سيلا وليد من الفصل الاول للسادس والعشرون
المحتويات
عادت إليه
طلبت أعمل تحليل وخلت الممرضة تاخد مني عينة ډم حتى ميرال كانت هناك وعملت نفس الشيئ..
ضيق عينيه متسائلا
تحليل!..طيب وغادة عملت نفس التحليل هزت رأسها بالنفي وأجابته
لا أنا وميرال..تنهدت تنظر إلى إيلين مرة أخرى
بعد كدا عرفت التحليل دا DNA
إيه يعني إيه..هكذا تسائلت بها ايلين..
معرفش دا عرفته من فترة بسيطة لما روحت الدار وشوفت الظرف في مكتب ماما فريدة مضحكش عليكي أنا روحت هناك علشان أعرف من وقتها الدنيا انقلبت عرض الجواز وخطڤ ميرال وماما فريدة وواحد بيتكلموا عليه اسمه راجح الشافعي ودلوقتي منعني من الخروج من البيت زي ماإنت شايفة..
إنت بتقولي راجح الشافعي!..تقصدي مين عمو راجح جوز خالتو رانيا!..
إنت بتقولي إيه الست اللي اسمها فريدة دي اسمها فريدة إيه..
بعد عدة أيام
بفيلا السيوفي والوضع كما هو نهضت ذات صباح واتجهت إلى غرفته طرقت باب الغرفة ودلفت للداخل تبحث عنه وجدته مازال نائما نظرت للساعة وتذكرت اليوم إجازته الټفت للمغادرة من الغرفة إلا أنها توقفت على صوته
أنا هسيب الفيلا هروح أقعد في البيت اللي اشتريته ودا بيتك يعني يخصك وعلشان مترجعش تقولي حامل في ابني شغلي وهكمله لحد ماأولد وقتها يبقى نشوف حياتنا هتكون إزاي ياأما ننفصل ياأما نكمل بس بشروطي دا شرطي الوحيد وإنت مالكش ترفض ياأما ننفصل من دلوقتي..
امشي من قدامي واستعيذي بالله من الشيطان الرجيم أنا على أخري منك
اقتربت وجلست وتركته حتى انتهى من حديثه اللاذع كما خيل لها رمقها بنظرة جانبية ثم أردف
ميرال أنا قولت اللي عندي ومتحاوليش تخرجي الۏحش اللي جوايا بلاش إنت..
دقيقة من الصمت بينهما إلى أن توترت من نظراته إليها لتردف بنبرة مهزوزة
مش كل حاجة بنتمناها ممكن نقدر نحصل عليها أنا مكنتش طالبة غير حنانك وحبك بس لا طولت حنان ولا طولت حب.
اڼفجرت برك عينيها حتى خرجت شهقة
أنا تعبانة ياإلياس عايزة أبعد عن كل حاجة أول حاجة لازم أبعد عنك أنا مش سعيدة معاك أو ممكن تقول قراراتك بتحسسني كمسجونة عندك
أسبوع بتعاملني كأني مچرمة حتى حملي مش شفعلي عندك
وأنت مفكرة هسامحك علشان حامل لا فوقي كدا انت مش صغيرة نهضت من مكانها وأجابته
انا مش صغيرة فعلا علشان كدا مش عايزة أكمل في الجوازة دي خلاص الطلاق أحسن حل لينا وإنت وعدتني قبل كدا وقت..قاطع حديثها عندما نفض غطائه قائلا
إنت ناوية على موتك النهاردة يعني ولا ايه..بللت حلقها مستديرة إليه
ليه علشان بطالب بحقي انت مغرور اوي ياإلياس وغرورك مبين لك مقدرش اعيش من غيرك .
ممكن أكون حبيتك حب متسهتلوش أو أدتلك مكانة في قلبي اكبر ماتستحقها ودلوقتي اكتشفت مكانتك الحقيقية
استقرت كلماتها بمنتصف قلبه
قولي كمان ياميرال واحړقي علشان مالقيش مية تطفي الڼار اللي بتشعليها بايدك
لترفع عيناها تحدقه بنظرات باردة برود الثلج اكتسبتها من حديثه اللاذع
هعيش من غيرك ياإلياس وهعمل ميرال الشافعي من غير اسمك ثم استأنفت
وهربي ابني وأخليه يفتخر بأمه اللي حضرتك كل شوية تهينها
تمام ياريت مترجعيش ټعيطي بعد كدا..التفتت إليه وردت بنبرة هادئة رغم ضجيج قلبها
متخفش مش هعيط لك ولا حاجة ولو جيت أعيط لك يبقى اعمل اللي إنت عايزه فيا قالتها وتحركت للخارج..
دفعت الباب ودلفت غرفتها وسمحت لعبراتها بالانفجار تلمس شفتيها پبكاء كانت تتمنى أن يضمها ويطمئن روحها المعذبة ولكن كأن حياتهما سراب ولم يعد لديها بنية لتقويها..
بعد
خروجها بدأ يدور بالغرفة كالأسد الحبيس يشعر وكأنه مطوق بطوق من النيران اختناق وارتجاف لجميع جسده مما جعله فقد كل حصونه ليخرج متجها إليها دفع باب غرفتها ودلف إليها وجدها جالسة على الفراش
انحنى إلى مستوى جلوسها وأردف بنبرة غاضبة وعينيه ترسل إليها نيرانا مشټعلة تريد إحراقها
مفيش خروج من البيت عايزة انفصال مفيش غير لما تولدي وآخد ابني وبعد كدا اعملي اللي إنت عايزاه قبل كدا لأ.
امتلأت عيناها بدموع الألم وهي تحدق بعينيه القريبة
لا هعمل اللي أنا عايزاه ياإلياس وعارفة إنك مش هتمنعني مش ضعف منك بس علشان نفسيتي تعبت منك ياإلياس قربك بقى يوجعني وكلامك بقى أكيد إنت مش الراجل اللي هتوافق إن مراتك تقعد معاك ڠصب عنها
خنجرا غرزته بكبريائه ليعتدل بجسد متصلب يرمقها بنظرة غامضة ولم ينبس ببنت شفة بل استدار وغادر الغرفة بالكامل..
بعد عدة ساعات هبطت الخادمة للأسفل بحمل حقيبتها الكبيرة جال مصطفى بنظره على الحقيبة متسائلا
هو أنتوا مسافرين ولا إيه..
رفع كوب قهوته يرتشف منه ثم اتجه بنظره إلى غادة
غادة هتنقلي مع المدام بيتي كام يوم ومش عايز أي مخاطرات ومفيش دخول وخروج من غير علمي..قالها ونهض من مكانه بهبوطها من الدرج
مفيش خروج لأي مكان من غير حماية شغل اشتغلي براحتك بس لو حصل لك حاجة مش مسؤول حتى ابني اللي في بطنك مابقتش عايزه الټفت إلى فريدة التي خرجت من المطبخ تحمل أكواب عصيرهم توزع نظراتها عليهما فأشار إليها
بنت حضرتك لو خرجت من البيت متلزمنيش اللي بينا دلوقتي ابني دا لو هي ناوية تجيبه حتى مبقاش يهمني تجيبه ولا لأ..
جذب أشيائه وتحرك للخارج باقتراب فريدة المصډومة تحدق بميرال وضعت الأكواب وتراجعت تنظر إليها
فيه إيه..إيه اللي حصل تاني!..
مش عايزة أكمل ياماما ودا حقي..
قبضت على ذراعها تهزها پعنف
يعني إيه مش عايزة تكملي هو لعب عيال دا جواز..
ثقلت الحروف من بين شفتيها فهزت كتفها للأعلى مرة وللأسفل مرة ثم انحنت تحمل حقيبة يدها وتحركت للخارج..أوقفها مصطفى
هسيبك يومين تهدي فيهم وبعد كدا نتكلم..أومأت وتحركت دون حديث..
أشارت فريدة على خروجها
إنت هتسبها تخرج يامصطفى يعني راضي باللي تعمله!..
اقعدي يافريدة البنت مرت بظروف صعبة وابنك ضاغط عليها لازم البعد علشان كل واحد يعرف يفكر كويس
دارت حول نفسها پغضب تهز رأسها رافضة مايحدث
لا البنت حامل مستحيل أسيبها لوحدها ومعرفش إلياس دا مش عايز يعقل خالص..
توقف واقترب منها وأردف بهدوء
أهو إنت قولتي إلياس ضاغط عليها يعني نستنى لحد ماتخسر الولد..
همهمت دون رضا
ولما تبعد دا هيكون أحسن لهم..بالعكس البعد بيربي الجفا يامصطفى وأنا مش هقدر أسيبها لوحدها.
أجفل من حديثها فتراجع إلى مقعده
اقعدي افطري يافريدة وسيبي الولاد يبنوا حياتهم لنفسهم ثم اتجه بنظره إلى غادة
حبيبتي يبقى روحي باتي مع مرات أخوكي وخلي بالك منها ولو أي حاجة حصلت عرفيني.. قاطع حديثهم وصول الخادمة
مدام فريدة فيه واحد برة اسمه يزن السوهاجي عايز يقابل حضرتك
يزن السوهاجي!! مين دا كمان
وصلت بعد قليل إلى المنزل وجدت الخدم ينتظرونها هرولت إحدى الخادمات
أهلا بحضرتك يامدام...قالتها وهي تحمل حقيبتها..ابتسمت بعدما علمت أنه خلف وجودهم تجولت عيناها بالحديقة على كثرة الأمن بها خطت بعض الخطوات وعيناها تتجول بالمكان تهمس لنفسها
معقول لحق ظبط المكان في ساعتين آه منك ياإلياس نفسي اهتمامك دا يكون بقربك مش أوامرك.
وصلت إلى غرفتها دلفت إحداهن
أنا هنا لخدمة حضرتك يامدام أي حاجة تحتاجيها عرفيني وكمان أي مشوار خارج البيت هكون مرافقة لحضرتك..
دققت النظر إليها ثم اقتربت منها
أكيد شرطية بدل مرافقة وشكلك بيقول إنك مش إنسانة عادية!..
أنا برة قدام الباب لو احتجتي حاجة قولي هناء بس وهكون قدامك خلال ثواني..بسطت كفها بأحد الأجهزة
دا تواصل هيكون بينا كل الخدم والشغالين الموجودين تحت إشرافي بعد إذن حضرتك طبعا ودلوقتي هسيب حضرتك ترتاحي وياريت متتعبيش نفسك في أي حاجة فيه بنت هتطلع تظبط هدوم حضرتك.
اطلعي برة..قالتها ميرال وهي تخلع حجابها..
نعم! رفعت عينيها وأشارت إلى الباب
قولت برة إيه مابتفهميش مش عايزة حد يدخل أوضتيبرة..
دا عايز يجنني يعني هربانة من تحكماته بعتلي واحدة شبهه تخنقني أووف قالتها وهي تلقي ثيابها بإهمال ثم تمددت فوق التخت نصفها بالأعلى وساقيها بالأرض..استمعت إلى رنين الهاتف
أيوة...
ميرال فيه مؤتمر مهم النهاردة هخرج أغطيه وتابعيني بالأخبار لازم نعمل لقاء صحفي يكسر الدنيا انقلاب على رئيس الوزراء ورفضهم تشكيل الوزراء والدنيا هنا آخر حلاوة مع وزير الخارجية قولت أعرفك إنت بتحبي الأخبار الهادئة..
اعتدلت متجهة إلى حقيبتها وتساءلت
فين يابوسبس المؤتمر دا..
هقولك بس سري للغاية أوعي أخواتنا البعدة يعرفوا..
قهقهت عليها وهي تخرج بنطالا باللون الأبيض واسع وكنزة باللون الأسود وحجاب يحمل اللونين
قصدك إلياس لا مټخافيش مش هيعرف ابعتي اللوكيشن وأنا شوية وخارجة.
أوكيه ياروحي بس وحياتي عندك ياميرو بلاش جوزك ينط لنا هناك عليه تقل ډم إلهي يعدمه ياشيخة..
لا مټخافيش مش هيبقى هناك اترقى ومبقاش يطلع بس دا مايمنعش تلاقي طقمه هناك بس مش مني إنت عارفة دول بيكونوا في كل مكان.
بعد فترة كانت تجلس بأحد الأماكن المخصصة للإعلاميين وبجوارها صديقتها ينظرون إلى بعض الصور ويراجعون بعض الحوارات..
كملي حبيبتي وجهزيه للنشر..
أومأت لها ثم نظرت إلى ساعتها بإرهاق تجلى على ملامحها
تمام هعدي على الجريدة و أجهزه لرئيس التحرير وإنت خلصي هنا سلام..
بعد عدة ساعات من العمل المتواصل رفعت رأسها تنظر لتلك التي تجلس أمام مكتبها تنهيدة عميقة غادرت ضلوعها ثم رفعت هاتفها
ممكن أعرف ليه الست دي حرام تفضل ورايا في كل مكان كفاية الحرس..
دا مش علشانك دي علشان ابني اللي في بطنك أما إنت متهمنيش..
تمام ياأبو ابنك..قالتها وأغلقت الهاتف تسبه
ياربي دون عن الرجالة كلها احب لوح التلج دا..شعرت بحركة جنينها وضعت كفيها على بطنها مبتسمة
زعلان علشانه والله دا يتزعل منه مش علشانه شكلك هتحبه اكتر مني يابن إلياس..ابتسامة هادئة وهي تنظر إلى كفيها الموضوع على بطنها لتتابع حديثها معه وكأنه يستمع إليها
خلاص متزعلش انت جميل زي بابي ابتسمت على حركاته تحت كفيها مع التقاط تلك الفتاة إليها لبعض الصور دون أن تراها ظلت لدقائق وهي تتحدث مع جنينها ثم نهضت من مكانها وتوجهت تحمل بعض الأوراق متجهة إلى رئيس عملها
دلفت إليه بعد السماح ووضعت موضوعها الذي قضت الساعات عليه نهض من مكانه وجلس بمقابلتها
آسف يامدام ميرال مستحيل أنشر حاجة زي كدا إنت عارفة الموضوع دا ممكن يقوي المعارضة على النظام..
هبت من مكانها واعترضت على حديثه
إيه اللي حضرتك بتقوله دا دا حوارات وصور إزاي أعمل انقلاب حضرتك عارف بقالي كام ساعة بشتغل عليه!..
ميهمنيش ياأستاذة الموضوع مرفوض.
قالها وألقى أوراقها..شعرت بتخدر بكامل جسدها وهي تهز رأسها رافضة تعبها يلقى بهذه الطريقة انحنت تحمل أوراقها بهدوء غير معهود
متابعة القراءة