شظايا قلوب محترقة سيلا وليد من الفصل الاول للسادس والعشرون
المحتويات
بسؤال
مالك حبيبي قاعد كدا ليه..
هز رأسه نافيا ورد بنبرة هادئة رغم اضطرابه الداخلي
مفيش حبيبتي خليكي مع ماما وملك مش عايزك تسبيهم أنا عندي مشوار مهم لازم أروحه..
قالها متوقفا أمسكت ذراعه
أرسلان رايح فين..إنت لسة تعبان..
سحب نظره بعيدا عن مرمى عينيها وتحولت ملامحه الهادئة إلى ثائرة وأردف
مشوار هيوضح حاجات كتير المهم لازم تكوني مع ماما.
ابتلعت غصتها ودلفت للداخل دون حديث
..
بالمشفى عند ميرال
استيقظت على صوت فريدة وغادة فتحت عينيها تأن من الألم الذي يفتك بجسدها تهمس بخفوت
ماما..نهضت فريدة من مكانها واقتربت منها
حبيبتي حاسة بإيه..
ماما فين إلياس..تساءلت بها بعدما لم تجده بالغرفة
عنده شغل قال شوية ويرجع إنت حاسة بإيه نجبلك الدكتور..
هزت رأسها بالإيجاب
تعبانة ياماما ۏجع في بطني شديد قالتها وهي تضع كفيها على أحشائها.
استدعت فريدة الطبيبة لفحصها دقائق معدودة والطبيبة تفحصها ثم توقفت أمامها
الوضع كويس إلى حد ما التعب دا عادي شوية وهيروح..قالتها وتحركت لتوقفها ميرال
إن شاء الله قولي يارب..قالتها الطبيبة وغادرت
بالمكتب عند إلياس
أظلمت عينيه بأسى سحب نفسا طويلا وزفره
اسمعني كويس هتدخل وتلم الدنيا دي..نقر شريف على المكتب ورد
اعتبره حصل بس لو مفيهاش رخامة وتدخل في مالايعنيني إيه حكايتك مع الراجل دا يعني تدخلك بشكل غير مباشر في حياته..
بتسأل السؤال وترد على نفسك قولت تدخلك فيما لا يعنيك..صمت يطالعه ثم أردف
بعدين ياشريف أنا دلوقتي دماغي ۏجعاني عايز تخنق على الراجل دا من كل الزوايا وفي نفس الوقت مش عايزه يتسجن شوف هتعملها إزاي لو سمحت..
تمام اعتبره حصل مش هتروح..
شوية كدا...قالها وسحب سېجارة متجها إلى الشرفة توقف ينظر بشرود للخارج ثم رفع عينيه إلى السماء ينظر للنجوم التي زينت السماء تذكر حديثها أمس يوما واحدا وانقلبت حياته رأسا على عقب أغمض عينيه وهمسها يردد داخل اذنيه لكن حكم وقضي الامر لقد ألقت حكمها بنفسها حينما أخبرته بعده ممات نعم لابد عليه أن يعلمها درس قاسېا ولكن بداخله نيرانا تلتهم كل شيئ لا يريد أن تصلها حتى لا ټحرقها..دفع الباب ودلف أرسلان للداخل وجده متوقفا بالشرفة لا يشعر بما يدور حوله كالحاضر الغائب اقترب منه يردد اسمه
إنت مين بالظبط وليه قربت مني..جيت إمبارح قولت كلمتين واختفيت وأعرف إنك السبب في إنقاذي ودمك بيجري في دمي ليه اتبرعت لي پالدم..هتقولي صداقة هقولك مش مقتنع بدا كله..دنا خطوة حتى لم يعد بينهما مسافة يتعمق بالنظر إليه
قالها مع ارتفاع رنين هاتفه رفعه وعينيه مازالت تحاصر أعين إلياس الصامت..
أيوة ياعمو..
في دقيقة تكون في المستشفى سمعتني أبوك عايزك ضروري تسيب اللي في إيدك مهما كانت قيمته..
لاح الألم بمقلتيه ليتراجع إلى باب الغرفة مترنحا
بابا ماله ياإسحاق..قالها واستدار للخارج ركض إلياس خلفه يصيح باسمه لم يستمع إلى صياحه وصعد إلى سيارته وخلفه إلياس الذي جن جنونه من حالته ماذا حدث له حتى يسأله بتلك الطريقة دقائق ودلف للمشفى دفع باب العناية وجد ملك تحتضن كف والدها تبكي بشهقات
بابا حبيبي سامعني رفعت نظرها على دلوف أرسلان شبح ابتسامة ظهر على ملامحها لتهمس لوالدها
بابا أرسو جه بابا افتح عيونك أرسو وصل..فتح عينيه ينظر إليه بوهن ثم مد يده يهمس اسمه بخفوت اقترب منه مع توقف ملك ليجلس بجوار والده يحتضن كفيه
حبيبي أنا هنا طبع قبلة فوق جبينه
إيه يافاروق باشا فوق كدا إحنا هنهزر ولا إيه..
اسمعني حبيبي أنا مش عايزك تزعل من عمك إسحاق..مفيش حد بيحبك قده يابن فاروق إنت ابن حلال علشان وقعك في إيدي إلياس..إلياس كرر اسمه مع انقطاع أنفاسه..
بابا ممكن ماتتكلمش..ضغط على كفه واستطرد حديثه المتقطع
صفية وملك أمانتك إنت وإسحاق ملك مالهاش غيرك من بعدي كان نفسي أقولك خلي بالك من أختك ياحبيبي..
بابا لو سمحت كفاية كلام ملك في عيوني وقلبي ممكن ماترهقش نفسك..
توجه فاروق بنظره إلى صفية التي تجلس بصمت مع عبراتها التي تجري على وجنتيها كمجرى نهر متدفق بمائه
صفية أمك متنسهاش حتى بعد ماتوصل لمامتك حبيبي..
سحب إسحاق أرسلان من جواره
فاروق ليه الكلام دا إنت هتفوق وتبقى أحسن سمعتني ياله الكل برة..قالها اسحاق يشير للجميع بالخروج
تشبث بكف أرسلان
أرسلان لو مت ياارسلان اتجوز ملك كويس انك عرفت الحقيقة مفيش حد هيحافظ عليها قدك.
صدمة عڼيفة سقطت فوق رؤوس الجميع من كلمات فاروق ليطالعه بذهول مع تجمد جسده ثم رفع عينيه لوالده
إيه اللي حضرتك بتقوله دا يابابا!..
استدار يواليه ظهره
رجاء من أبوك علشان أطمن عليها ومفيش حد هقدر أمنه عليها غيرك..
تلاشى تنفسه ينظر إليها وهي تختبأ بأحضان والدتها شعر وكأن جدران الغرفة تطبق على صدره ماهذا الذي يحدث هل هو يعيش كابوسا!..
مردتش على أبوك موافق تتجوز بنتي ولا لأ..لحظات ممېتة حتى شعر بارتجاف جسده بالكامل مما جعله يتراجع خطوة
للخلف من شدة ذهوله بعدما أيقن أنه ليس بكابوس بل واقعا مريرا..
أشار إسحاق للطبيب بعدما وجد هبوطا بضغطه
شوف في إيه..
هرول الطبيب لفحصه ولكن عينيه كانت على أرسلان..
استدار برأسه مع تحرك أرسلان بعيدا عنه وبعيون راجية تذرف الدموع
موافق مش كدا..أطبق على جفنيه
والحزن ينخر بقلبه ليتسرب منه كما تتسرب الموسيقى الحزينة من آلة الناي
لتعزف على أوتار القلوب..
حاول الطبيب وضع جهاز التنفس إلا أنه أبعده يهمس
أرسلان..أحس بالدوار يلف رأسه وكأن أحدهم ألقاه بعصاة غليظة ليهوى ساقطا من تلك الضړبة طالع والده بنظرة تحمل صرخات مكبوتة بآلاف الآهات
موافق..
هز رأسه بالموافقة ولم يشعر بتلك الدمعة التي انزلقت من عينيه ورغم أنها دمعة إلا أنها أحرقت وجنتيه وهو ينظر لتلك الواقفة على باب الغرفة تهز رأسها بخذلان..ركضت غرام للخارج حاوط إسحاق ملك يجذبها للخارج..
خرج أرسلان بساقين هلاميتين وجلس بضعف يضم رأسه بين راحتيه وكأنه يحمل فوق عاتقه آلام كثقل الجبال.
جلس إلياس الذي وصل الآن وحاوط جسده
هيكون كويس صدقني ادعي له
رفع عيناه المتلألئة بالدموع
أنا مطلعتش ابن فاروق..
رسم إلياس على وجهه ابتسامة ثم ربت على كتفه قائلا بغمزة
وأنا مطلعتش ابن السيوفي بصرة مش كدا..
قطب جبينه متسائلا
يعني زي مااتوقعت..
ابتسم إلياس يهز رأسه
نفسي أضحك بس الموقف مش مساعدني تيجي نضحك وبعد كدا نروح مستشفى الأمراض العقلية نجنن الدكاترة..
صمت للحظات بعد حديث إلياس إلى أن توقف أرسلان وأطلق ضحكات تصدح بالمكان جعل الجميع يلتفتون إليه..نهض إلياس من مكانه يسحبه من ذراعه
اسكت ياحمار ڤضحتنا ظل يضحك ويدور حول نفسه ثم رفع رأسه إلى إسحاق
علشان كدا بعدتني عنه كنت عارف إنت كنت عارف أنه اخ..توقف مقتربا من إلياس
لا مقولتش ليه من زمان إنك طلعت أخويا يمكن كنا احتفلنا ولا اقولك تعالى نحتفل برة لازم احتفل
ههه..ضحكات فقط منه بذهول الجميع مع هزه لرأسه اقترب متسائلا
أوعى تقولي إن ست الكل طلعت ست الكل..ظل إلياس ينظر إليه بصمت من يراه يظن انه فقد عقله اقترب محاولا تهدئته
أرسلان الناس بتبص عليك إيه اللي بتعمله دا..
دفعه بعيدا عنه
أنا ابن مين ياحضرة الظابط..
قبض إسحاق على عنقه إلى أن فقد توازنه يشير إلى الممرضة بحقنه
فوق إنت مش بنت علشان تعمل كدا..
حاوط أكتافه إلياس
سيبه لو سمحت أنا ههديه دنا يهمس لإلياس
الصحافة في كل مكان والحيوان مش عارف بيخبط بإيه خده من وشي بدل ماأموته بجد..
أرسلان ممكن تهدى إحنا لازم نتكلم..
ابعد عني ياله لو قربت مني هموتك.
قالها وغادر المشفى بالكامل..
زفر إلياس ثم أشار بيده إلى إسحاق
سيبه هو هيهدى الموضوع صعب..
باليوم التالي خرجت ميرال من المشفى بعد استقرار وضع جنينها ساعدتها فريدة بالنوم ثم قبلت جبينها
حاولي متفكريش بحاجة حبيبتي إلياس أكيد عنده شغل مهم شوية وهتلاقيه جاي ميقدرش يبعد عنك وعن ابنه..
هنام ياماما مبقاش فارق معايا يجي ولا لأ مبقاش فيا حيل ياماما تعبت خليه براحته..كان واقفا على باب الغرفة تراجع بعدما استمع إلى حديثها واتجه إلى مكتبه خرجت فريدة تبحث عنه فهي تعلم بعودته قبل وصولهم دلفت إلى مكتبه
إزاي تسيب مراتك بحالتها دي!..إنت إيه يابني اقتربت منه تمسكه من ذراعه
إلياس ميرال عايزة اللي يحسسها بالأمان ياحبيبي مش اللي يضغط عليها..قاطعهم دلوف الخادمة
أرسلان بيه برة ياباشا..قالتها بدخول أرسلان إليهما..وقف على باب الغرفة يوزع نظراته بين إلياس وفريدة ثم خطا إلى فريدة التي تتابع تحركه بنبضها العڼيف تجمعت سحب عيناها حينما توقف أمامها مباشرة
إنت أمي صح...
انتهى الفصل الخامس والعشرون اتمنى أن ينال إعجابكم
تفاعل الفصل 24 وحش جدا الرواية مش عجباكم ولا ايه اتمنى ماننساش الفوووت حبيباتي
الرواية حصري
اللهم استرنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك
أبحث عن تلك اليد التي تلامس روحي قبل أن تلامس يدي
تلك اليد التي تلون حياتي بألوان السعادة
وترسم على صفحات عمري ابتسامة لا تغيب.
أحتاج إلى دفء يذيب برد الأيام القارس
وإلى حب يعيد لقلبي نبضه الحقيقي
حب يضيء دروبي في كل وقت وحين.
أين هي تلك اليد التي ستحمل معي أثقال الحياة
تلك اليد التي ستزرع في طريقي ورود الأمل
وتمنحني من قلبها طمأنينة تريح الروح وتغنيها.
أحتاج إلى من يلهمني أن الحياة تستحق العيش
وأن الفرح ليس بعيدا بل بين يدي من يشاركنا الفرح والهم.
أين من يعيد إلى نفسي يقينها
ويزرع في قلبي الأمل من جديد
ميرال إلياس السيوفي
ظل يدور بسيارته لساعات غارقا في أفكاره عاجزا عن مواجهة ما يحدث..لكن في النهاية عاد إلى المستشفى كأن شيئا ما كان يجذبه للعودة هناك وجد إسحاق جالسا على المقعد عينيه معلقتين على باب غرفة العمليات وكأن الزمن توقف عنده.
اقترب منه ببطء محاولا أن يخفي ارتباكه
لسه مخرجش من العملية
رفع إسحاق رأسه ببطء نظر إليه بعينين مليئتين بالحزن واليأس. بدا وكأن الكلمات ثقيلة على لسانه لكنه تحدث بصوت متحشرج
عارف إنك مصډوم... بس ده أبوك يا أخي! ينفع تسيب أبوك في العمليات وتمشي هو ده اللي رباك عليه
صمت المكان من حولهما ولم يبق سوى صوت الأجهزة البعيدة في المستشفى شعر بثقل الكلمات تضغط على صدره وكأنه يتنفس بصعوبة لم يكن يعرف ماذا يقول لكنه أدرك أن إسحاق كان محقا...
سحب نفسا عميقا وزفره ببطء وكأنما يحاول أن يتماسك بصعوبة قبل أن يهمس بصوت مبحوح
آسف يا عمو... سامحني أنا فعلا تعبان بجد.
ربت إسحاق على ركبته بحنو وكأنه يحاول بث الطمأنينة في قلبه لكنه فجأة
متابعة القراءة