شظايا قلوب محترقة سيلا وليد من الفصل الاول للسادس والعشرون
المحتويات
مش عارف يتعامل مع حتة جهاز آخره بتاع عشر سنين ياباني!..
تراجع بجسده على المقعد وانحصرت نظراته عليها
الكلام دا أكيد مش ليزن السوهاجي..
واو لا متقوليش إنك منهم..
ضيق عينيه مستفسرا
من مين مش فاهم!..
المتكبرينرفع حاجبه يحدجها بنظرة متهكمة واستطرد قائلا
وليه متكنش ثقة ليه دماغك راحت لحتة الغرور
ممكن بس الرد مايقولش كدا الرد يقول إنه غرور
ڼصب عوده متوقفا ثم تحرك يجذب المقعد الذي يقابلها وأكمل مسترسلا
حتى ولو غرور زي مابتقولي أنا مقتنع بنفسي فتحت فاهها لمقاطعته رفع سبابته وتابع
مش معنى أكون واثق من نفسي يبقى مغرور أنا عارف قدرات نفسي كويس مش منتظر حد يقولي إنت مكانك المفروض يكون فين..
طيب المفروض أنا أكون أسعد واحدة بيك..
زوى مابين حاجبيه وطالعها بنظرة مستفهمة..ارتبكت قليلا لتتوقف قائلة
قصدي يعني شغلنا مع بعض المهم نستني أنا جتلك ليه فيه اجتماع لمجلس الإدارة على الساعة اتنين الضهر وهيكون فيه طارق وجوز خالتو علشان خاطري حاول تبعد عن طارق الاجتماع دا مابيتعملش غير كل تلات شهور تقريبا يعني مش هيكون فيه احتكاك
مبتردش ليه!
توقف بمقابلتها واقترب منها
وأنا مين علشان تطلبي مني حاجة زي كدا الاجتماع دا للمساهمين في الشركة يعني أنا ماليش غير كام سهم وماليش حق الادارة فارتاحي مش هنتقابل..
كانت مشدوهة مما تلفظ به فاقتربت تطالعه پصدمة
إيه اللي بتقوله دا!! لا طبعا أكيد هتحضر متنساش إنك طلبت تكون في الإدارة واحنا وافقنا..
لا دا كان الأول بس حاليا مش عايز وقت ماأحس إني أستاهل هقولك وأحضر..
معقولة !!
لم يرد ولكنه ظل للحظات مطيلا بالنظر بها قائلا
إيه الصعب في اللي قولته معرفش..
وليه متفاجأة كدا كأني قولت حاجة محدش عملها قبل كدا
هزت رأسها قائلة
لا مش قصدي أنا بس اتفاجأت لأنك كنت مصر..
نفث تبغه ومازالت نظراته عليها ليهتف بهدوء
أومأت برأسها قائلة
مش أوي هو بابا مابيحبش الشراكة بس خالتو اتحايلت عليه علشان شافت الشركة بتوسع وأفرعها بتزيد هما أقنعوا بابا واقترح عليهم يكون فيه شراكة بعيدة عن الشركة الأم وكدا يكون ليهم رصيد معانا في بعض الشركات بس..
هو مكنش ظابط إيه اللي خلاه يشتغل في التجارة
ابتسم قائلا
غدا ورومانسي شكلك طماعة أوي..
أفلتت ضحكة واقتربت تستند على المكتب
أوي أوي ياحضرة المهندس عاجبك ولا لأ..أومأ ضاحكا ثم أشار
بسبباته
خلي بالك إنت بتطمعي كتير والطمع عندي وحش..
قهقهت بصوت مرتفع تهز رأسها حتى تحركت خصلاتها بصورة ملفتة فكانت بريقا لعينيه التي جذبت براءتها ولكن ذهب ببصره إلى ثيابها المكشوفة إلى حد ما نهض من مكانه وتحمحم بالحديث معتذرا
طيب روحي كملي شغلك علشان عندي شوية شغل أخلصهم وأنزل لإيمان عندنا ميعاد مهم..
أومأت بعدما وجدت تغير ملامحه
تمام همشي دلوقتي وبعدين نتكلم..استدار للمقعد ولم يكترث لبقية حديثها..
جلس وأخرج زفرة قوية بعدما شعر بانحباس الهواء بصدره أطبق على جفنيه يهمس لنفسه
فوق دي مش سكتك أهبل تتجوز واحدة زي دي ..مسح على وجهه مستغفرا ربه ثم اتجه إلى جهازه لينهي عمله..
بالجامعة وخاصة كلية الطب
خرجت من القاعة تبحث عن صديقتها خديجة استمعت إلى صوت أحدهم
دكتورة إيلين..
استدارت لمصدر الصوت وجدته أحد زملائها بنفس الفرقة اقترب منها مبتسما
إزيك..أومأت له دون حديث حمحم بعدما شعر بارتباكه ضيقت عينيها تنظر إليه بغرابة ثم تساءلت
فيه حاجة يامعتز..
أومأ محاولا الحفاظ على ثباته أمامها
أيوة ..قصدي كنت محتاج منك كشكول لمحاضرة دكتور الباثولوجي..
تراجعت تطالعه بذهول قائلة
أنا بسجل مابكتبش ومعظم الطلبة كدا على العموم ممكن تشوف حد لسة بيكتب بعد إذنك..
تحركت لبعض الخطوات إلا أنه صاح باسمها دون ألقاب بخروج آدم من مكتبه
إيلين استني التفتت إليه ممتعضة تهمس
لنفسها
وبعدهالك بقى قالتها منتظرة حديثه اقترب منها وحاول أن يتحدث معها قائلا
طيب ممكن مسجل المحاضرات..
فتحت فاهها للرد ولكن أوقفها صوته بالخلف
فيه إيه واقفين كدا ليه توتر صديقها فتراجع قائلا
أبدا كنت بس..قاطعته ايلين وهي تخرج من حقيبتها مسجل محاضراتها
ولا يهمك يامعتز اتفضل خد ولو محتاج حاجة تانية أنا موجودة..
لمعت عيناه بابتسامة وهو يجذب منها مسجلها ثم تحرك مغادرا بعدما استأذن..
أطبق على ذراعيها پعنف يضغط عليها وجرها إلى مكتبه وهي تنظر حولها بفزع خوفا من نظرات الطلاب..
أغلق الباب بقدمه ثم دفعها بقوة لتتراجع للخلف بدقات عڼيفة تطالعه بذهول..ابتلعت ريقها بصعوبة وهي ترى ملامحه المتجهمة اقترب منها يرمقها بسهام ڼارية إلى أن وصل إليها
وأمسكها بقوة من ذراعها
إنت عايزة توصلي لإيه إيه..ردي فيه واحدة متجوزة و محترمة توقف تضحك مع شاب كدا.
دفعته بقوة وهدرت بحدة
أنا مش متجوزة ولو جبت سيرة الجواز تاني هطلق منك.. أوعى تفكر إنك ذللني بجوازك مني أنا عندي ڼار مرات أبويا ولا جنة غدار وخاېن زيك شدك ليا بالطريقة الھمجية دي مش هنسهالك يادكتور افتكر إنك شدتني ودخلتني هنا وكأني مغلوبة على أمري بجوازك لا..فوق أنا اللي باخد قرارات نفسي ومهما تكون مكانتك عندي هيفضل بينا سد..
قالتها ودفعته بقوة ليتراجع بجسده من شدة دفعها وتحركت للخارج تصفع الباب خلفها..
توقفت بالخارج تحاول أن تسيطر على أنفاسها المرتفعة التي جعلت صدرها يعلو ويهبط كالمضخة ..تحركت بعدما استعادت قوتها واتجهت إلى منزلها
وصلت بعد قليل ..دلفت إلى زين بعد الاستئذان
عايزة أتكلم مع حضرتك شوية..نهض من مكانه سريعا يفتح ذراعيه إليها
أخيرا رضيتي على خالك ياإيلين
توقفت لبعض اللحظات تنظر إلى ذراعيه وهناك صراع بين عقلها الذي يخبرها أنه أحد من شارك بكسر قلبها وبين قلبها الذي يعطيه العذر لانه يعلم مدى حبها لابنه اقتربت وألقت نفسها بأحضانه تبكي بشهقات مرتفعة
أنا تعبانة ياخالو عايزة أموت وأرتاح ضمھا يمسد على خصلاتها وردد بنبرة حزينة
بعد الشړ عليكي يابنتي ليه بتقولي كدا...رفعت عينيها الباكية إليه
ليه الدنيا ظلماني ياخالو هو ربنا بيكرهني أوي كدا أول حاجة أخد أمي اللي مالحقتش أشبع من حضنها وبعد كدا إداني مرات أب كل همها ټقتل روحي وأب ضعيف ماشي وراها وفي الآخر
خذلان من حبيب أمنته على قلبي سنين وفي الآخر جاي يقولي أصلي عشت حياتي طيب وأنا أنا حياتي فين ياخالو طيب أعمل إيه علشان ربنا يحبني طيب أعمل ايه علشان أموت وأرتاح من غير ماأزعله.
احتضن وجهها يزيل دموعها وأردف بيقين
استغفري ربنا حبيبتي مفيش حاجة اسمها ربنا بيكرهني فيه قدر ولازم نؤمن بيه مش إنت مؤمنة بربنا وعارفة أكيد أنه عنده الأحسن والأحسن وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم مش يمكن فيه حكمة في حياتك وعبرة لازم تصبري وتيقني إن ربنا أحن عليكي من أي مخلوق..
كان واقفا بالخارج يستمع إلى حديثها الذي اشعره بانشطار قلبه بعيدا عن جسده دقائق ظلت تبكي باڼهيار بأحضان خالها إلى أن اقتحم الباب ودلف للداخل ينظر إليها بعيون مليئة بالندم تطلب الغفران
إيلين عايز أتكلم معاكي..مسحت دموعها ثم أمالت تحمل حقيبتها وأردفت بنبرة مفعمة بالبكاء
وأنا مش عايزة أتكلم معاك ومن اللحظة دي ياتنزل إنت تحت ياأنزل أنا مستحيل مكان يجمعنا تاني..استدارت إلى زين واستطردت بنبرة لا تحيد للجدال
لو ماعملش اللي قولته هسيب الدنيا كلها وأمشي ومش هتعرفوا مكاني ...قالتها وصعدت للأعلى
بالمشفى عند إلياس
مر أسبوعين والحال كما هو ميرال التي دخلت بغيبوبة منذ أكثر من أسبوعين رافضة الحياة وهو الذي اتخذ جوارها سكنه الطاغي ووعده ألا يتركها سوى أن تعود روحه بروحها ..أنهى قراءة بعض الآيات القرآنية ثم اتجه يضع أشيائه بمكانها شعر پألم بعظامه فاتجه إلى المقعد وجلس عليه بجوارها ليجذب مقعدا آخر يفرد ساقيه عليها استند برأسه على فراشها وأغلق عينيه ليذهب بنومه بسبب إجهاده دلف والده إليه في محاولة منه أن يذهب للمنزل أو لغرفة يريح جسده الذي ظهر عليه الإرهاق والشحوب..
توقف بجواره وجده مستغرقا بنومه انحنى يطبع قبلة على جبين ميرال يمسد على خصلاتها
كدا ياميرال إلياس هان عليكي فوقي بقى يابنتي متعمليش فينا كدا أمك ھتموت عليكي افتحي عيونك وشوفي جوزك اللي كان بيقول جوازك منه عادي زي أي جواز .. رفع رأسه إلى ابنه الذي لم يشعر بشيئ رغم نومه الخفيف إلا أن إنهاك جسده جعله كالچثة ذهب ببصره لجاكيته فتحرك يجذبه يضعه فوق أكتافه ثم تحرك للخارج بدخول غادة أوقفها مصطفى
لو أخوكي صحي حاولي معاه ينام شوية على السرير أو ياكل حاجة..
أومأت له وخطت للداخل تنظر إليهما پألم شطر قلبها لاحظت حركة أنامل ميرال..ظلت تنظر بتعمق لعدة لحظات حتى تتأكد..حركت أناملها مرة أخرى فشهقت تصرخ حتى هب فزعا من نومه ينظر إليها ..صفقت بيديها تشير إلى ميرال
ميرال فاقت فاقت ياإلياس.
اتجه ببصره إليها سريعا وجدها كما هي ثم رمق أخته بنظرات مټألمة
ليه تعملي معايا كدا ..أطبقت على ذراعيه تشير إليها بدموع
والله حركت إيدها قالتها وهي تضغط على زر التنبيه لتصل الممرضة بلحظات.. أشارت على ميرال
فاقت ..دكتور يطمنا أما هو توقف بأنفاس مرتفعة ينظر إلى جسدها بلهفة ليطمئن قلبه من حديث أخته دقيقة إلى أن حركت شفتيها تهمس بخفوت
وصوت واهن اسمه..
هنا فاق الألم حدود الوصف حتى فقد مقدرته على الوقوف ...
استند بذراعيه على فراشها يحاوطها بهما وعينيه تخترق جسدها بالكامل
حبيبتي افتحي عيونك وصل الطبيب قائلا
ممكن أفحصها تراجع بخطواته وعينيه مازالت على عينيها المنغلقة انتهى الطبيب من فحصها فرفع برأسه إليه
فاقت الحمد لله خلال دقايق ووعيها هيرجع لها بالكامل..
هي كويسة..قالها بثقل أنفاسه ..
أومأ ومازال ينظر إلى الملف الخاص بها ثم اتجه إليه
كويسة إن شاءالله سلامتها
قالها الطبيب وتحرك للخارج دون حديث آخر ..أما هو فاستند
على الجدار وعينيه تراقب جسدها بالكامل وصلت فريدة ومصطفى مع حركة أناملها وهمسها باسمه لم يشعر بدمعته التي انزلقت رغما عنه وهو يستمع إلى همسها باسمه بأنفاسا غير منتظمة تراجع خطوة للوراء بعدما شعر بقشعريرة تسري بكامل جسده وعدم سيطرته على ذاته استدار متحركا للخارج بعدما استمع إلى فريدة
أخيرا ياقلبي فتحتي عيونك الجميلة ربنا مايحرمني منهم يارب...قالتها وانحنت تقبل جبينها ..التفتت غادة بفرحة ظنا أنه مازال مكانه ولكنها تساءلت
إلياس مشي ولا ايه!..
التفتت فريدة تبحث عنه ثم استدارت على ميرال التي ترفرف بعينيها وتغلقها بسبب الضوء الذي يعيق فتح عينيها بالكامل ...مرت دقائق معدودة حتى استعادت وعيها بالكامل..خرج الجميع بعدما اطمئنت قلوبهم بحثت عنه بعينيها ولم تجده أغلقت عينيها قهرا ظنا أنه مع عروسه...بعد قليل تم نقلها إلى غرفة عادية وبدأ الجميع يحاوطونها بالاشتياق والدعاء بالشفاء..
لم تتفوه بشيئ نظرات فقط للجميع خرج الجميع سوى فريدة التي جلست بجوارها تحتضن كفيها
كدا ياميرو ټموتي مامتك عليكي فيه حد يعمل
متابعة القراءة