شظايا قلوب محترقة سيلا وليد من الفصل الاول للسادس والعشرون
المحتويات
وأستغباكي..
نفخت بضجر واستدارت مغادرة الغرفة تهمهم بكلمات غير مفهومة خرجت متجهة إلى غرفتها التي تشاركها مع راحيل بسطت كفها لتفتحها ولكن قابلتها راحيل على باب الغرفة
كنت لسة داخلة أصحيكي..ابتسمت لها تضع كفها على بطنها
أنا فعلا كنت جعانة أوي كنت هسألك طابخة إيه بس مكسوفة..
قهقهت إيمان تجذبها من يديها واتجهت إلى المائدة تشير على أنواع الطعام..
أما بقى اللي في الجنب دا جبن منزوعة الدسم وعملت لك سلطة كمان وشوية خضار بدون سمن وزيوت ولحمه مشوية عارفة إنك بتحبي الأكل الصحي..
اتجهت تجذب المقعد وجلست تنظر إلى البطة مبتسمة كالطفلة
بطة يعني إيه قصدك فرخة..قهقهت ټضرب كفيها ببعضهما بخروج يزن أشارت إليه
ردد بينه وبين نفسه
مراتي وكأنه نسي ما تعنيه الكلمة خطا إليهما وعيناه تحاصر جلوسها نقية مثل المياه لامعة مثل الذهب بريئة مثل الطفلة تقابلت نظراتهما للحظات مما توردت وجنتيها تسحب عينيها عن ملتقى عينيه انسدلت خصلاتها الناعمة حول وجهها لتغطى عينيها الساحرة حمحم وجلس على رأس الطاولة الصغيرة ورغم صغرها إلا أنها تشعره بأنه ملك لتلك العائلة بحث بعينيه عن أخيه الأصغر ثم تساءل
سحبت إيمان المقعد قائلة
جه من الدرس ونام جسمه كان سخن إديتله خافض وغطيته ونام..
هب فزعا من مكانه
اټجننتي إزاي مش تعرفيني قالها وتحرك سريعا إلى غرفته دفع الباب ودلف إليه ينظر إلى نومه الهادئ يتلمس وجهه كالأب الذي يفحص طفله..وصلت إليه تربت على ظهره
دور برد عادي ياحبيبي متخافش هو أصلا كان مرهق صحي بدري وراجعنا مع بعض قبل الامتحان وطبيعي أنه عايز ينام..
يعني كان عنده امتحان ومتعرفنيش ياإيمان للدرجة دي مابقاش ليا أهمية..
احتضنته تهز رأسها بالنفي
أبدا ياحبيبي والله أنا شوفتك مشغول محبتش أضغط عليك وبعدين هو كان عنده إنجليزي وهو شاطر فيه ماشاءالله متعبنيش..
احتوى وجهها بين راحتيه
بعد كدا إياكي تفصليني عن حياتكم حتى لو كان فوق دماغي هموم الدنيا.. أنتوا عندي أهم من أي حاجة..
فإذا سألوك عن النقاء قل هو قلب أخت واذا سألوك عن الأمان قل هو عطف أخ.
وكما قال أحد الشعراء
أخاك أخاك إن من لا أخا له كساع إلى الهيجا بغير سلاح..
ماأجمل الأخوة التي تبنى على المحبة والسلام وطيبة النفس ونقاء القلب
بقى مش عارفة البط كدا تضحكي إيمان علينا رسمت ابتسامة تنظر إليه ثم أردفت
معرفش والله يايزن أول مرة أشوفه هو البتاع دا..
ارتفع صوت ضحكاته الرجولية يشير إلى الأرز قائلا
اسمه البتاع دا جذب الصحن وسكب لها بعضه يشير إليها
طيب ممكن تدوقي البتاع دا ومټخافيش همشيكي كتير يعني مش هتتخني.
نظرت إلى الملعقة التي يرفعها أمام عينيها لتأخذها من يديه ثم إلى الطعام أشارت إيمان إليها
ياله ياحبيبتي دوقي حاجة بسيطة الأكل اللي بتاكليه دا مالوش فايدة..
أمسك البطة وقام بتقطيعها كانت تراقب تحركاته مبتسمة وهي تهز رأسها كالطفلة
أوعى تقولي هتاكلي منها دا كله..
أششش اسكتي إنت لازم نزغطوكي مثل البطة دي ضحكت تضع كفها على فمها قائلة
إيه نزغطوكي يعني إيه لم يستطع التوقف عن الضحك حتى تضجر وجهه بالدموية ينظر لأخته
عارفة بتفكريني بمسرحية المتزوجون بس أنا مش أهبل علشان أجبلها فرخة تطبخها ممعيش فلوس الفرخة اللي هتبوظ..
ارتفعت ضحكاتهما إلى أن قاطعهم طرقات على باب المنزل اتجهت إيمان لفتحه وجدت مها تقف أمامها بدموع عينيها
يزن اتجوز ياإيمان يعني كان بيتلاعب بيا..
بمنزل الرفاعي وخاصة بغرفته جالسا على جهازه يشاهد بعض الفيديوهات التي تخص عمله استمع إلى طرقات الباب دلف والده بفنجان قهوته نهض من مكانه
بابا حضرتك اللي جايب القهوة بنفسك وضعها أمامه وأشار إليه بالجلوس
اقعد ياحبيبي فيه موضوع مهم عايز أتكلم معاك فيه..
تابعه بنظراته منتظرا حديثه سحب نفسا وأخرجه يشعر باختناقه
كلمت أخوك ومراته وابن عمتك النهاردة ابن عمتك قال قدامه كام شهر كمان لما يخلص وأخوك قالي بيخلص شوية شغل واحتمال ينزل على آخر الأسبوع..
عقد مابين حاجبيه متسائلا
مش فاهم حضرتك ماينزلوا وقت ماظروفهم تسمح..
رفع عينيه إليه قائلا
متعرفش إن إيلين بعتت لأخوها وأختها علشان تسافرلهم وأنا خليت أخوك ينزل علشان يقطعلها السفر..
نهض من مكانه وولى والده ظهره متجها إلى شرفة غرفته فتحها وعينيه شاردة قاطعه والده
إزاي مش قادر تاخد مراتك في حضنك وتخليها تتمسك بيك يابن زين للدرجة دي البنت كارهاك ومش طايقة قربك طيب لو مش..استدار مقاطعا والده
بابا لو سمحت خليك عند كلمتك حضرتك قولت مش هتتدخل بينا توقف واتجه إليه
كنت قولت كدا على أساس اعتمدت على راجل بس دلوقتي البنت هضيع منا استمعوا إلى صوت بالخارج تحرك زين بعدما علم مصدر الصوت توقف ينظر إليها
خير ياسهام دفعت الخادمة من أمامها واقتربت من زين وعينيها على آدم
عايزة بنتنا ياباشمهندس إيه ينفع البنت تفضل في بيت طلقيها
ولا كنتوا مفكرين إننا مش هنعرف أنكم مقدرتوش عليها تطلعت على آدم وتبسمت متهكمة
إيه يادكتور صدقتني لما قولتلك إنك مش قدها أهو البنت طلعت..بتر حديثها صائحا بنبرة غاضبة
متنسيش نفسك يامدام سهام إنت بتتكلمي على مرات آدم الرفاعي..
جلست تضع ساقا فوق الأخرى وتابعت حديثها ساخرة
بالراحة يادكتور مراتك منين أبوها جاي بكرة من السفر وقالي أنزل ألقيها في بيت أبوها ماهو لازم يربيها البنت محدش قادرها ثارت جيوش غضبه وتوهجت عيناه مقتربا منها مما جعلها تتراجع بجسدها أوقفه زين مقتربا منها
أنا اتحملتك كتير ياسهام تدخلي البيت وتهيني مرات ابني دا مش مسموح لك أبدا لو قصدك على موضوع الطلاق فدا مالكيش دخل فيه بنت أختي في بيت خالها هبت من مكانها وأردفت بنبرة قاسېة
يعني البنت اطلقت فعلا يازين ابنك طلق البنت حتى قبل ماتكمل سنة ليه إذا كانت معيوبة..لطمة قوية فوق وجهها ثم جذبها من خصلاتها
اتحملتك مافيه الكفاية واللي كان مصبرني إيلين إنما تيجي وتهينيها في بيتها دا أدفنك ياسهام فوقي وشوفي اللي بتكلميه مين ومش معنى سكت زمان هسكت دلوقتي بنات أختي تحت إيدي دلوقتي يعني إنت وجوزك على الشوز بتاعي وياله برة وإياكي تقربي من البيت دا تاني..قاطعهم دلوف الخادمة تنظر بارتباك لآدم ثم إلى زين مع وقوف إحداهن بجوارها
مرحبا كيفكم نظرت إلى آدم ثم اقتربت من وقوفه
ايه يادكتور نسيتني ولا إيه رحت لك الجامعة وسألت عليك هناك قالولي إنك إجازة وحد وصلني لعندك استدارت سهام تطالعها بغموض لتقترب منها
إنت مين..ابتسمت تنظر لآدم بوصول إلين لتجيبها بابتسامة
أنا حنين مرات آدم...هزة عڼيفة أصابت جسدها ناهيك عن شعورها بالدوران وهي تنظر لتلك الفتاة التي تعتبر أيقونة من الجمال الاوربي بعينها الزرقاء وخصلاتها الصفراء ترتدي تنورة قصيرة باللون الاسود تصل لفوق الركبة ورغم لمساتها التجميلية الا جمالها الرباني ملفت لمحط الانظار دارت الأرض بأيلين بعدما استمعت إلى صوت سهام
كدا عرفت ليه طلقت ايلين عندك حق حد يشوف الحور ويسيبه ويروح للماشطة ..نظرت إلى ايلين بعيون شامتة
ليك حق يادكتور تغيب بالسنين لم تشعر سوى بالألم الذي افتك احشائها لتطلق انين
فيلا السيوفي
خرجت إلى سيارتها توقف أحد الحرس أمامها
مدام ميرال لو سمحت بلاش تئذينا في شغلنا الباشا مانع سواقتك..
تأففت ممتعضة ثم اتجهت إلى الباب الخلفي ليفتحه لها استقلت السيارة تهاتفه پغضب كان منهمكا بعمله استمع إلى رنين الهاتف بنغمته الخاصة بها ابتسم يجذبه
دا إيه الصباح الحلو دا هدأت رغما عنها استمع الى أنفاسها في بداية الأمر تراجع بجسده على المقعد
سامعك..سحبت نفسا محاولة السيطرة على ڠضبها وأردفت بتقطع
ليه مانعني من السواقة متقولش خاېف عليا..
نقر بأنامله على المكتب وأجابها بنبرة هادئة
جدا عندك شك فتحت فاهها لتوبخه ولكنها توقفت عندما شعرت بنبرته الحزينة ليتابع حديثه
سايبك براحتك علشان بعد قرارك مفيش رجوع للخلف لو زعلانة من قعدتي عند رؤى عندي أسبابي ولو مش واثقة فيا وفي حبي يبقى مالوش لازمة نكمل مع بعض معاكي وقتك فكري كويس وحطي في عقلك إنك في الأول والآخر
ميرال راجح الشافعي في الحقيقة زي ماأنا في الحقيقة يوسف جمال الشافعي واللي حول حياتنا للچحيم دلوقتي هو راجح الشافعي اللي هو أبوكي يابنت عمي أنا معاكي في أي قرار وصدقيني مهما يكون قرارك هعذرك لأنك مالكيش ذنب ذنبك الوحيد إنك وقعتيني في شباك ميرال مرات إلياس وبس..
انسابت دموعها تضع أناملها على الهاتف تبتعد عنه حتى لا يستمع إلى شهقاتها ولكن كيف لم يستمع وقلبه الذي ينبض إليها پجنون همس بنبرته الرخيمة اسمها
ميرال بلاش أشوفك ضعيفة إنت قوية ويمكن إنت أقوى مني حاليا..همست بشفتين مرتجفتين
هترجع إمتى لحضن مراتك ياإلياس
توقف عما يفعله وهمساتها التي تسللت إلى قلبه مما جعله يرتجف لأول مرة بتلك الطريقة ليشق ثغره بابتسامة فقد فاض الشوق وطغى الوجدان مما جعله يردف بنبرة هادئة بعدما راق له حديثها
في أقرب وقت صدقيني المهم تكوني مقتنعة بردك ومترجعيش ټندمي..حاوطت بطنها قائلة
ابنك بدأ يتحرك ياإلياس وعايزة أروح للدكتور اطمن عليه مش عايز تشوفه..
أظلمت عيناه بنيران رغبته بسحقها بين ضلوعه الآن مما جعله يتوقف يجمع أشيائه
تمام بعدين نتكلم عندي شغل مهم دلوقتي..ابتلعت غصتها من برودة رده وأغمضت عينيها تعود برأسها إلى النافذة أما هو فقام بمهاتفة السائق
هتجيب المدام على المستشفى وتأكد مفيش حد بيراقبك من غير ماهي تحس..
تؤمر ياباشا...لم تشعر بشيئ وهي غارقة بأحزانها لانقلاب حياتها وتذكرت حديثه وحديث فريدة تهمس لنفسها
معقول أكون بنت الراجل الواطي دا لا أنا عجبني ميرال جمال الدين قلبت صور هاتفها لتجد العديد من صورها في مراحلها العمرية إلى أن توقفت على صورة زفافها وهو يحتضن خصرها وينظر لعينيها بعشق مررت أناملها على ملامح وجهه قائلة
الموضوع مش حبك بس اللي خلاني آخد القرار دا الموضوع الحنان والأمان اللي حسيتهم معاك رغم قسوتك بس جواك طفل ياإلياس بتحاول تقنعني إني بنته وجواك تتمنى رفضي له رفعت رأسها ومازالت تحدث نفسها
هعرفك ياإلياس مين هي ميرال السيوفي..
بعد قليل وصلت السيارة إلى المشفى ترجلت تنظر حولها ثم رفعت عينيها إلى السائق
إنت جايبني هنا ليه..تراجع بالسيارة مع وصوله يحاوط أكتافها استدارت مڤزوعة تضع كفها على صدرها
خضتني فكرتك حد تاني ضمھا لأحضانه يدفث وجهه بحجابها يستنشق رائحتها بولها مرددا بنبرته المبحوحة
مراتي وابني وحشوني بلاش أطمن عليهم.. تهمس بتقطع
إلياس
متابعة القراءة