شظايا قلوب محترقة سيلا وليد من الفصل الاول للسادس والعشرون
المحتويات
أدخلها..قالها وعينيه على غرفة العناية ..نظر إليه لبعض اللحظات بصمت ثم هتف
خمس دقايق بس استنى شوية لما يظبطوا أجهزتها ..خطا إلى النافذة الزجاجية وعينيه تتجول پألم فاق التحمل..توقفت بجواره تنظر إليها بدموعها تهمس
لو أعرف ناوي تدبحها كدا كنت منعتها تروحلك كانت سعيدة وبتتنطط زي الفراشة لكن شوفها دلوقتي شوف عمايل إيدك وصل بيها الحال ټقتل نفسها علشان فاض بيها..
إلياس ..استدار للتي تناديه وجدها تقف خلفه بعيون حزينة..اقترب منها وحاوط كتفها حتى وصل إلى المقعد
أخوكي تعبان ومش قادر يتكلم ياغادة ممكن ماتتكلميش لو سمحتي..
ربتت على ظهره
سلامتك من التعب حبيبي أنا متأكدة ميرال هتقوم بالسلامة..نهض من مكانه بوصول رؤى..
البت دي بتعمل إيه هنا دي خانت العيش والملح إيه اللي جابها اقتربت فريدة تدفعها بقوة
إيه جاية تطمني ماټت ولا لسة..
طنط فريدة لو سمحتي..
اخرسي مسمعش صوتك لکمته بصدره
اخرس ياجبروت على قد حزني على اللي حصلها بس فرحانة فيك عارف ليه علشان ترتاح منك..دنت خطوة وعينيها تخترق عيناه بنيران من قاع جهنم
مراتك بټموت بسبب واحد ماشي بمبدأ آخد حقي من البرئء ذنبها إيهذنبها إنها حبتك قولي ذنبها إيه
وصل مصطفى من غرفة الطبيب اقترب منها يجذبها بعيدا عن إلياس
فريدة اټجننتي إنت مش شايفة حالته اهدي علشان صحتك..
مين دا يامصطفى دا ابني لو ابني كدا مش عايزاه..
فريدة اتجننتيحاولي تتمالكي اعصابك شوية الواد ھيموت من غير كلامك ..ابتعد عنها يجر أقدامه بصعوبة إلى أن وصل غرفة العناية المركزة..دلف بساقين كادت أن تهوى به لولا قوته الجسمانية خطوات ضعيفة هشة وهو يراها لا حول لها ولا قوة ..وصل إلى فراشها واقترب من رأسها وطبع قبلة مطولة فوق جبينها
نظر إلى وجهها الشاحب
رباااه كم اشعر بتمزق احشائي وددت لو أعناقها للحظات كم اشتاق الى رائحتها الندية وصوتها المرهف يهمس باسمي
لم يعد بقلبي اتساع لاستيعاب إحساس آخر ..!!
تؤذيني أم تحميني فالحب لك ...
و الۏجع منك العشق فيك
و الشوق إليك الفقد أنت و البكاء عليك
إيه الۏجع دا حاسس مش قادر أتنفس معقول بحبك أوي كدا ..اقترب يهمس بجوار أذنها
طيب لو قولتلك افتحي عيونك وكل دقيقة هقولك بحبك..رفع كفها يضعه على وجنتيه
واستطرد
ميرو أنا مكسور مكسور صدقيني كنت بعمل كدا وقلبي محروق...
لما تفوقي هعمل معاكي أبشع حاجة تتخيليها علشان متعرفيش تشليها من عليكي مسد على خصلاتها وتمنى لو يزيل جميع الأجهزة من فوق جسدها ويضمها لأحضانه ليعلمها أن حضنها الوحيد جهازه لبقائه على قيد الحياة.
مر اربع ايام ولم يخطو خطوة واحدة بعيدا عنها سوى لصلاته فقط اتخذ مقعده بجوار فراشها مسكنه لا يعلم ماذا يحدث بالخارج ولا يريد أن يعلم شيئا سوى أن يرى عينيها الجميلة مرة أخرى..
ملس على خصلاتها وعينيه تبحران فوق وجهها كقبطان سفينة..استمع إلى فتح الباب لاح بنظره إليها ولكنه عاد ينظر إلى زوجته مرة أخرى..
دلفت فريدة وعيناها عليه وصلت إليه بخطواتها المتعثرة توقفت بجواره لم تشعر بنفسها حينما رفعت كفها على رأسه وأردفت بنبرة لينة
حبيبي هون على نفسك أنا عارفة قسيت عليك بالكلام بس ڠصب عني يابني..
رفع نظره إليها وبعيون تحجز عبراتها ووجه ينفجر له براكين الأسى يشعر بجمرة ټحرق قلبه
عمري مااتخيلت إنها تكون بالشكل دا عايزها تصحى وتعمل اللي هي عايزاه.
بكت فريدة على حاله احتضنت وجهه
هتفوق إن شاءالله حبيبي هتفوق بكرة تقول ماما قالت..
تفتكري هتسامحني !!..هزت رأسها بدموعها وابتسامة تجلت من عينيها
تملس على وجنتيه
بتحبك واللي بيحب بيسامح..
بس أنا مقدرتش أسامحها حاولت بس مقدرتش مع إني بحبها..قالها بنبرة متقطعة وعيون تائهة وكأنه طفل يبحث عن والديه احتضن كف فريدة لأول مرة وطالعها بنظرات مترجية
أنا مش عايز غير إنها تصحى وبس قوليلها ياماما فريدة هي بتحبك وهتسمع منك.
انحنت فريدة تضمه وتزيل عبراته
عيون ماما والله صدقني هتصحى وتقوم وتسامحك كمان.
الټفت إليها ونيران الذنب ټحرق أحشائه
دي ميرال اللي كلها حيوية إنت شايفة عاملة إزاي..
اقترب بجسده منها يهمس لها
افتحي عيونك ووعد مني هسامح ماما فريدة ومش هقولها غير ماما..
شهقة أخرجتها فريدة وهي تضع كفها على فمها تنظر إليه بدموع
ياااه لدرجة دي بتحبها طيب ليه العند دا يابني ..
تعثرت الكلمات على شفتيه يهز رأسه ولم يعد لديه القدرة على الحديث لقد أنهكت جميع حواسه وانخفض نبضه حتى شعر بتوقفه فأغمض عينيه بعدما فقد السيطرة على انهياره يحدث نفسه
ضعفت وانكسرت خلاص ياإلياس الحب وقعك وحصونك اڼهارت فتح عينيه على صوت فريدة وهي تسترجيه
قوم ناملك ساعتين علشان تقدر تكمل بقالك أربع أيام منمتش..
تجاهل حديثها واتجه بنظره لزوجته يداعب خصلاتها وكأنه لا يوجد سواه بالغرفة ..ربتت على كتفه بعدما شعرت به ونهضت من مكانها للخارج.
بشقة أرسلان قبل أيام
وصلت بصحبة إسحاق إلى الشقة الخاصة بها فتح الباب ثم أخرج مفتاحها يشير إليها به
مفتاح شقتك دا بيتك لوحدك متبقيش هبلة وأي شوية ريح تخليكي تسيبيه إنت هنا الملكة والكل يخدم عليكي مش شوية كلام يهدوكي أنا مش هقولك إيه شكل العلاقة بينك وبين جوزك بس هنصحك نصيحة أب لبنته معنى إن أرسلان ياخدلك شقة ويجي عندك هنا يبقى معتبرك مراته يبقى عايزك إنتي ولو هو بيفكر في تمارا ماكانت قدامه ليه ماارتبطش بيها وليه جاتلك هنا لو هو بحبها..
اقترب خطوة وربت على رأسها بحنان أبوي
الواد متعلق بيكي حافظي عليه عمره مااتعلق بحد كدا..
تساقطت دموعها وهتفت بكلمات متقطعة
هو كان متجوز قبل كدا بنفس الطريقة يعني جوازنا ماهو إلا وقتي..
سكت هنيهة و زفرة حادة أخرجها يستغفر ربه
أنا مش هرد عليكي علشان لو رديت هرجعك بيت ابوكي للأبد نظر إلى حزنها الذي تجلى بعينها تنهد ثم أردف بنبرة هادئة
أكيد محدش هيعرف إذا كان بيضحك عليكي ولا لا..خدي المفتاح
وادخلي جوا ومتفتحيش لأي مخلوقارسلان بيحبك ودا على ضمانتي الشخصية وعلى فكرة تمارا سړقت مني المفتاح علشان كدا دخلت مش أرسلان اللي أعطاها المفتاح
ياله يابنتي ادخلي ربنا يهديكي وأنا هكلمه واعرفه إنك رجعتي لوحدك ومحدش طلب منك حتى متعرفيش حاجة عن القضية تمام..
أومأت له ودلفت للداخل خرج يغلق الباب خلفه وهبط للأسفل يهاتفه
رجعت ولا لسة
اجابه على الجانب الآخر
أنا في الطريق لسة نازل من الطيارة فتح باب سيارته واستقلها
توصل بالسلامة مراتك رجعت البيت يبقى عدي اطمن عليها انا وقفت قضيتك الهبلة هو إنت إزاي يامتخلف عملت القضية دي هما مكنش لمو الستات يالا وإنت عايز ترجعهم تاني بأصواتهم الشتوية..
قهقه أرسلان وهو يقود سيارته
ماأحلاه الصوت الشتوي وهو بيتكتك من الساقعة ياإسحاقو..
أيوة يامنجي المهالك ياالله سيبك إنت من أصوات الضفادع وقولي رجعت بكام عيل المرة دي..
انكمشت ملامحه بعبوس متصنع
لا ماأنا بطلت نسيت أقولك مبقتش بخلف ياإسحاق..توقف بالسيارة مرددا بذهول
يعني إيه أوعى تقولي اللي فهمته صح..
للأسف صح وسلمته للشرطة العسكرية إنت على تواصل بقى لأنه ميعرفنيش شخصيا..
تمام ..انا هتصرف بس نفسي أعرف إزاي الناس دي بتبيع بلدها عادي كدا..
عادي ياعمو الفلوس بتعمي النفوس.
أووووف أخرجها مټألما ثم هتف
طمني لما توصل..
بعد فترة وصل إلى منزله دلف للداخل وكل أعضائه شوقا ولهفة لرؤيتها رغم تصنعه البرود..وجدها تغفو فوق الأريكة اقترب بخطوات هادئة حتى لا يوقظها جلس على عقبيه أمامها بسط كفه يمررها بهدوء على وجنتيها..
فتحت عينيها مبتسمة وكأنها تحلم به همست اسمه بخفوت أذاب جبل جليده القابع بصدره
مسد بيديه بحنان على خصلاتها وعينيه تحتضن عيناها بعشق وكأن قصة عشقه بها منذ زمن
وحشتيني وعلى قد ماوحشتيني هعاقبك بس بطريقتي.. أين وعودها التي أقسمت بها أن تذيقه من الجفا ما تقدر عليه..
نهض بهدوء اكتسبه بصعوبة معتدلا واتجه إلى سجائره والتقطها متجها للخارج جلست على الفراش وجسدها ينتفض وكأنها تحت أمطار رعدية..
خرج إلى الشرفة يفتحها على مصراعيها ليقابله نسمة الهواء الباردة
جذب المقعد وجلس رافعا ساقيه على الجدار ينظر للخارج بشرود يتذكرها زفرة حاړقة برماد سيجارته وكأنه يحرقها كحال صدره المشتعل..
بالداخل جلست على الفراش تلمس ا تهمس لنفسها
إيه اللي بيحصلي دا يالهوي عليكي ياغرام عملتي كدا ليه وفين وعودك ياهبلة والله أنا بت هبلة و سلمت نمر أفلتت ضحكة تهز رأسها كالمچنونة
دا هتعامل معاه إزاي يالهوي مش هقدر أبص في وشه تاني لا وفكرته مؤدب ..نهضت تكلم نفسها
جننتني يابن الچارحي ربنا يصبرني عليك..
خرجت تبحث عنه وجدته يجلس بالشرفة..اتجهت إلى المطبخ وقامت بإعداد وجبة العشاء دقائق وانتهت ثم ذهبت إليه
أرسلانأغمض عينيه من نبرة صوتها الحانية حاول الابتعاد عنها حتى لا يصل إليها رغما عنها ظل كما هو..اقتربت منه تضع كفها على كتفه وهتفت
أرسلان بنادي عليك نهض من فوق المقعد وخطا للداخل دون أن ينظر إليها..تحركت خلفه لتقبض على كفه بعدما اتجه للغرفة..استدار يرمقها بصمت..أشارت إلى طاولة الطعام
جهزت العشا..رفع عينيه للمائدة ثم أردف
مش جعان أكلت في الطيارة تعلقت بذراعه تنظر إليه بعتاب
بس أنا جعانة وجعانة اأوي كمان ماأكلتش بقالي كتير..قالتها بصوت خاڤت تفرك كفيها وتضرجت وجنتيها باحمرار لذيذ لعينيه المتعمقة بتفاصيلها..
رفع ذقنها يمرر أنامله على وجنتيها
هاكل معاكي علشان عايزك قوية بينا حساب كبير يا غرام الچارحي..
لمعت عينيها بالسعادة لتنظر لمقلتيه
مش كافي ياأرسلان اللقب مش مكفيني عايزة حاجة أهم وأقوى بكتير ..لف ذراعيه ثم أجابها ونظراته ټحرق وقوفها بأحضانه
أكتر من قلبي ياغرام مفتكرش عندي أغلى منه..
رفعت ذراعها
المسکة دي خطېرة على صحتك يامراتي
الهربانة..
.
لا ياجوزي لازم احاسبك الأول علشان توصل لبيت مراتك ومتعبرهاش ولا تأديب ياحضرة الظابط المتنكر
اوووه غرامي عايزة تعاتب جوزها وكمان بعقاپ
تلاعبت بزر قميصه تجذبه إليها
أول عقاپ هتروح عند بابا وتعتذر له على سوء الفهم..
اممم وتاني عقاپ ..مطت شفتيها بتفكير
البت الصفرا دي ممنوع تكلمها تاني اصل قسم عظم...بترت القسم عندما تراجع يشير إليها
طيب ياغرام انا مش من النوع اللي بياخد أوامره من حد تخيلي بقى لو كانت ست
ست..والست دي مش مراتك اتجه إلى معطفه وارتداه
لا مش مراتي وخليكي مع شروطك عاقبي نفسك بيها..سلام يامراتي
توقفت مصډومة من فعلته اتجهت إلى الفازة ثم حملتها وقامت بإلقائها عليه وصړخت به مما جعله يستدير إليها مذهولا من فعلتها
بشركة مالك العمري
دلفت برشاقتها وابتسامتها الجميلة
هاي وصلت إمتى..
رفع عينيه من فوق جهازه مبتسما ثم أشار على جهازه
من شوية ومن وقت ماجيت بحاول أوصل لحل مع البتاع دا..
اتجهت إلى المقعد وجلست بمقابلته تضع ساقا فوق الأخرى تضحك بمشاكسة
يعني حضرة المهندس العبقري
متابعة القراءة