شظايا قلوب محترقة سيلا وليد من الفصل الاول للسادس والعشرون
المحتويات
مستغرقا بعد شعوره بدموعها على وجهه ورغم مفعول أدويته القوي إلا أنه استيقظ ..فتح عينيه ينظر لقربها منه
حاول الاعتدال بعدما وجد بكاءها ..أطبقت على ذراعيه
خليك مرتاح ياحبيبي..نهض متحاملا على نفسه وتساءل
بټعيطي ليه ميرال فيها حاجة..ابتسمت بعيون دامعة تهز رأسها عاجزة عن الرد..كيف تشكو له ظلام قلبها بمنعها بالتفوه عما يؤلم روحها..شهقة ماهي إلا شهقة خرجت من جوفها حتى انتفض ړعبا من حالتها التي تمادت كما ظن أنزل ساقيه وبسط كفه وهو يحاوط بطنه بكفه الآخر..
نهضت بسعادة طفلة بعدما رأت حنان عينيه ولهفته بالخۏف عليها.
جلست بجواره وعينيها ترسمه بحنان أمومي لم تشعر بنفسها وهي تضع كفها على وجهه تتأمل ملامحه بكل
تفاصيلها وكأنها ترسمه..
باغتها بنظرة مطولة ثم أبعد رأسه
مش عايز أزعلك صدقيني بس شايف أفورة مش مريحاني يعني تتعبي بسببي مش شايفة إنها أوفر شوية ولا بترسمي على حاجة تانية لو تقصدي الطلاق فالموضوع منتهي أنا وبنتك زي الشمس والقمر مايتجمعوش..بيستافدوا بس من بعض..
إيه رأيك نفتح صفحة جديدة اعتبرني والدتك..
ابتسامة ساخرة مع نظرة متهكمة ثم نهض متجها إلى سجائره
الطموح حلو برضو يامدام فريدة..توقفت وخطت بخطوات مترنحة إليه محاولة جذب سيجارته
بلاش سجاير وإنت تعبان ياحبيبي..
توسعت عيناه بوميض غاضب وتجمعت سحب الألم والحزن بعينيه يرمقها بنظرة تعني الكثير من الكره
هتفضل تعاملني كدا ياإلياس على إني عدوتك الأولى ..استفهاما مؤلما لقلبها قبل قلبه انبثق من شفتيها اقترب منها بعدما نفث تبغه
أنا كنت بقولك ياماما شوفتي.. كنت بقولك ياماما يعني كنتي غالية عليا أوي عملتي إيه ضحكتي علينا كلنا بوشك البريئ دا عرفتي تتلاعبي علينا كلنا.
فلاش باك
جالسا بجوار والدته يلعب بهاتفه استمع إلى همسها نهض من مكانه وتحرك إليها
ماما حبيبتي إنت صحيتي..ضغطت على كفه الصغير تهمس بأنين
قبل قليل جلس بجوارها
فريدة عايز أفهمك حاجة مهمة لولا إصرار غادة على الجواز أنا كنت مستحيل أتجوز عليها مهما كان..كانت مطأطأة الرأس تفرك بكفيها
عارفة يابيه..
أطلق ضحكة يهز رأسه وتحدث بمشاكسة
بيه فيه واحدة تقول لجوزها بيه!..
عايزة أعرفك إني فهمت جوازنا هيكون صوري علشان الولاد وعارفة إن كل واحد له حياته الخاصة صدقني عمري ماهتخطى حدودي معاك..
نهض من مكانه واتجه إلى النافذة ينظر بالخارج وأردف
مش أنا
اللي أغضب ربنا يافريدة ربنا ماأمرش بكدا حقوقك هتاخديها بالكامل ربنا أعلم بس الظروف اللي بتحتم علينا نعمل حاجات خارج إرادتنا علشان كدا لازم تفهمي حاجة مهمة..إنت من وقت ما كتبت عليكي بقيتي جزء من حياتي أولادي ولادك وبنتك بنتي يعني هعاملك بما يرضي الله ومش عايزك تشيلي أمر غادة غادة ماهي إلا أيام وأكيد سمعتي كلام الدكاترة أنا ماحبتش أزعلها في آخر أيامها كل اللي طالبه منك تسامحيني في حقك الأيام دي مش هقدر أقرب منك وأديلك حقوقك الشرعية ومراتي على فراش المۏت غادة مش مجرد زوجة وأم ولادي بس غادة كل حاجة حلوة في حياة مصطفى..
أومأت له ثم رفعت عينيها تنظر لمقلتيه
حضرتك شخص محترم وأنا سعيدة بوجودك بحياتي أنا وميرال بس فيه موضوع مهم لازم تعرفه قبل مانبدأ حياتنا مع بعض أنا حاولت أتكلم بس مدام غادة هي اللي رفضت خاڤت من ردة فعلك معايا لكن حقيقي مش هقدر أنام جنبك وأنا مخبية حاجات عنك..
كان يستمع إليها بتمعن ..حتى اتجه إلى الأريكة وجلس يشير إليها بالجلوس
سامعك شكل الموضوع مش مقبول اللي
يخلي غادة تخبيه..
فركت كفيها وانسابت عبراتها تتمتم بتقطع
ميرال مش بنتي ..توسعت عينيه بذهول حتى انتفض من مكانه
يعني إيه مش بنتك..ارتفعت شهقاتها تقص له معاناتها مع راجح..
شعر بانسحاب الأرض من تحت أقدامه ليهوى على الأريكة بدخول إلياس
بابي ..بابي ..مامي عايزاك قالتلي أناديك..
اطلع برة دلوقتي ياإلياس شوية وجاي ..
أومأ الصغير وتحرك للخارج بعدما استمع إلى بكاء فريدة أغلق الباب خلفه فاستمع إلى صرخات والده بالداخل
بقى إنت تضحكي على مصطفى السيوفي وتخليه يزور إنت إيه ياشخية حية إزاي ورا وشك البريئ دا شيطان ټخطفي البنت وتنسبيها لجوزك المېت..أنا أنسب بنت لراجل تاني قالها وهو يدفع المقعد بقدمه..
تحرك إلياس متراجعا عن الباب بعدما استمع إلى الحوار
ماما فريدة كذابة استمع إلى صوت ميرال خلفه
إلياسو تعال إلعب معايا..قالتها الطفلة وهي تحمل ألعابها ..هز رأسه قائلا
روحي لأنطي هدى ياميرو مامي تعبانة هستنى بابي لحد ما يجي يشوفها..
أوووف أنا مبحبش ألعب لوحدي..قالتها وتحركت ..استمع إلى بكاء فريدة بالداخل
كنت عايزني أعمل إيه لازم أحرق قلبه زي ماحرق قلبي والله لأدمره هو ومراته..
اخرسي بقى إنت إيه مصدقة نفسك إنت دلوقتي مراتي تفتكري هرضى إنك تروحي لراجل واطي زي دا صدمتيني يافريدة وليه جاية تقولي دلوقتي ليه ماقولتيش قبل الجواز كنتي عايزة تضمني جوازي منك..أطبق على ذراعها يهزها كالمچنون..
ردي عليا إنت اللي ضغطي على غادة علشان تخليها تضغط عليا وأقبل أتجوزك مراتي بټموت ياهانم وإنت اشتغلتي بدور الحنية والخۏف على الولاد صح..
هزت رأسها بالنفي..هرول الطفل إلى والدته يقص لها
مامي مامي شوفتي طنط فريدة طلعت كذابة ووحشة..كانت تلفظ أنفاسها الأخيرة تهمس باسم زوجها مرة وباسم فريدة مرة..مسح عرقها وهو لا يدري ماذا يصيبها
مامي مالك ليه عرقتي كدا..وضع أذنه بجانب فمها ليستمع إلى كلماتها المتقطعة
مصطفى إسلام غادة..مصطفى بكى الطفل على حالة والدته ..ظل لبعض الوقت فتحرك سريعا إلى والده بعد تأخره دفع الباب
بابا ماما عايزاك دلوقتي حالا..
إنت إزاي تدخل بالطريقة دي ياحيوان اطلع برة حالا..
اتجه بنظره إلى فريدة التي يضمها والده إلى أحضانه لتنساب دموعه رغما عنه..نهض مصطفى بعدما وجد دموعه واقترب منه
حبيبي متزعلش مني تعال معايا..أمسكت ذراعه تجذبه
مصطفى ..قالتها پبكاء تنظر إلى وجهه المتجهم حتى ترى هل سامحها أم لا..
استدار يحتضن وجهها يزيل دموعها
خلاص نكمل كلامنا بعدين..هزت رأسها رافضة وأكملت بشهقات
لازم تسمعني..اتجه إلى ابنه يداعب خصلاته
أنا جاي حبيبي..هقول لماما فريدة حاجة وجاي.
خرج بذيول الخيبة للمرة الثالثة على التوالي طفلا لم يتعد الثانية عشر من عمره توقف لدى الباب ينظر لوالده الذي ضمھا يربت على ظهرها
خلاص بطلي عياط خطا الطفل ودموعه تفترش طريقه إلى أن قابل مربيته تبكي وهي تحمل أخته الرضيعة التي لم تتعدى الشهر ..توقفت أمامه
باباك فين ياإلياس...قالتها بدموع كالشلال نظر إلى أخته التي ارتفع بكاؤها وكأنها شعرت پوفاة والدتها..رفع ذراعيه إليها..بقلم سيلا وليد
هاتيها أخدها لمامي هتفرح بيها قطع حديثه صوت الخادمة وهي تبكي وتردد اسم غادة تحرك سريعا إلى أن دفع باب والدته وهو يرى الخادمة ټحتضنها وتبكي فكانت جميلة الخلق وحسنة المعاملة الجميع يعشقها لمعاملتها ..هرول يبكي ويدفع الخادمة
ماما حبيبتي فوقي بابا جي ماما فوقي ..انحنى بجسده يدفن نفسه بأحضانها يبكي بشهقات
ماما فوقي بابا جي يسمعك..دلف مصطفى على بكاء إلياس..توقف شاحبا وكأن روحه هي التي خرجت لبارئها يهمس باسمها مذهولا هل زوجته توفاها الله هل لم يعد يراها..تحرك بجسد منتفض وقلبا هزمه الألم والحزن..
إلياس ..رفع الصغير رأسه يطالعه بدموعه ثم اتجه بنظره إلى فريدة المتوقفة على باب الغرفة تبكي بصمت..
نفض ذراعه من كف والده وابتعد عنه مهرولا للخارج وهو ېصرخ
أنا عايز ماما أنطي هدى اتصلي بالدكتور ماما عايزة الدكتور..
خرج من شروده ووجهه اختفى خلف شلال دموعه ينظر إلى فريدة
مكنتش عايزة غير بابا لحظات بس بس إنت استكترتي عليها اللحظات دي رغم إنها السبب في إنك مرات مصطفى السيوفي.. انحنى بجسده رغم تألمه
رغم اللي عملتيه كنت بحطلك أعذار لحد ماعرفت حقيقتك السودة واحدة
هربت من جوزها وبعتتله ناس يضربوه علشان يطلقها وياريت توقف على كدا دا إنت بعتي ولادك علشان اللي يدفع للمدام أكتر لازم حياة الرفاهية ماحترمتيش جوزك اللي ماټ ولعبتي على أخوه لحد مااتجوزك على مراته المدام تسكت.. لا تحسره بعد ماتخلف منهماهو شبهها اشتغل في الممنوعتصدقي كان لايق عليكيهل هروبك بميرال علشان لو ملقتيش راجل لقطة تضغطي عليه ببنته بس اللي مش قادر أفهمه لحد دلوقتي ليه راجح بعد ماوصلك ماطلبش يشوف بنته وليه مراته بتراقب ميرال ومخبية عن جوزها..
نهضت من مكانها تجر قدميها بصعوبة بعدما حطم قلبها باتهاماته الشنعاء
تفاجأ بضعف حركتها وجسدها الذي ارتجف مرددة بتقطع
أنا مظلومة والله يابني مظلومة.. قالتها حتى هوت على الأرضية بجسد شاحب كشحوب المۏتى..
تجمدت الډماء وانحبست أنفاسه ليرتجف جسده بعدما ازرقت شفتيها هرول يجثو أمامها مرددا
ماما فريدة.. قالها بدلوف مصطفى إليهما بعد غيابها... هرول إليها متسائلا
إيه اللي حصل قولتلها متتحركيش لكن أصرت إنها تطمن عليك..
أطبق على جفنيه متذكرا قساوة حديثه إليها..
باليوم التالي.. وخاصة بغرفته فتحت غادة الباب
شوف مين اللي جه عندنا يشوفك دلفت رؤى برأسها
ممكن أدخل ياسيادة الظابط العظيم..
أطلق ضحكة رنانة يشير إليها
تعالي ياأم لسانين.. وصلت إليه كالأطفال
وحشتني ياأبيه يابخيل ياللي الجواز نساك حبيبتك الأولى..
صفعها بخفة على مؤخرة رأسها
بطلي غلبة يابت وقوليلي إيه اللي فكرك بيا.. احتضنت كفه
كدا تتعب من غير ماأعرف دا وعدك ليا..
آسف عارف انشغلت عليكي. دلفت ميرال تنظر إليهما بصمت ثم وضعت طعامه
عملتلك شوربة خضار..
زوى مابين جبينه
ليه هو أنا مريض شيلي الأكل دا.
مفيش غيره قالتها وهي ترمقه بنظرات ڼارية رفعت رؤى طبق الشوربة
طيب دوقه الأول..إيه رأيك أكلك زي زمان..
عقدت ميرال ذراعيها وأردفت متهكمة
أه ياريت ياسي رميو خليها تأكلك زي زمان..
توقفت معتذرة
مش قصدي والله ياميرال خدي الطبق وأكليه..
أرسلته بعينان تلتهب بنيران الغيرة ثم أردفت بخفوت
مفيش داعي البيه صحته حديد وعنده إيد ماشاءالله يعرف يأكل نفسه كويس..
جذب كف رؤى وأجلسها بجواره
أنا متعود على إيد رؤى.. شوفي وراكي ايه أه المحامي أكدي ميعاده..
نظرات موجعة كادت أن تهزمها لتسحب نفسها متحركة للخارج..
وضعت رؤى الطبق
مش لاقي إلا ميرال وتوقعني معاها دي لو طايلة ټموتني من زمان كانت عملتها بتغير عليك پجنون ياعم..
ارتسمت ابتسامة ساخرة على ملامحه
ټموتي وتعرفي إيه اللي حصل صح..
أومأت تضحك ثم تساءلت
أنتو زعلانيين.. تذكر حديث مصطفى بالأمس بعد تعب فريدة
لو طلقت ميرال إنسى إن ليك أب وأنا بوعدك إنها مستحيل تطلب الطلاق تاني..
بس أنا مش عايزها..
مش بكيفك يابن مصطفى عايز تفضح أبوك روح طلقها وانساني..
فاق من شروده
شوفت سيف عمل إيه..
ضيق عينيه متسائلا
عمل إيه!
حظر رقمي.. تناول الشوربة وابتسم
تستاهلي معرفش إزاي موافقة على المهزلة دي حذرتك وإنت غبية..
طالعته وهو يتناول الشوربة
متقولش كدا قلوبنا مش بإيدينا.. توقف مرة واحدة
رؤى تتجوزيني.. قهقهت بصوت مرتفع
أيوة وماله ياحبيبي عايز الفرح
متابعة القراءة