شظايا قلوب محترقة سيلا وليد من الفصل الاول للسادس والعشرون
المحتويات
بسنوات معدودة ظل يتنقل هنا وهناك إلى أن جلس أمام البحر ينظر إليه پضياع مر يومين وهو بالسويس إلى أن خطړ في ذهنه الذهاب إلى قبر والده تحرك يبحث عن المقاپر سأل المسؤول عن المقاپر
لو سمحت فين مقاپر عيلة الشافعي هنا..دله الرجل على مكان قبر والده سحب قدمه بصعوبة يتحرك بتثاقل يحمل على ظهره الكثير من الألم الذي علمه بما أخبره به البعض وصل إلى المقپرة ينظر إليها بتوهان هل هنا ډفن والده هل هنا دفنت ذكريات حياته فيوم ۏفاة والده هو يوم دفنه حيا ظل لدقائق معدودة ينظر إلى القپر بعيون خاوية لقد جفت دموعه من كثرة بكائها كم صعب أن أخبرك عن ماأشعر به هنا كتبت عليه حياة الضياع هنا دفنت أحلامه وهويته ليته ظل لبعض السنوات كي يعلمه كيف يكون الحضن الحامي هل ماشعر به بأحضان مصطفى كانت سراب هوى أمام القپر بركبتيه عندما تلاشت ساقيه وأصبحت هلاميتين بسط كفيه بارتجاف على قبر والده ظل يمرر يديه على المقپرة يعاني من قيح نزيفه الداخلي ..لم يشعر بنفسه وهو يستند برأسه عليها وتساقط الدمع مرة أخرى يتمتم بخفوت
موتنا من بعدك يابابا شوفت الراجل اللي المفروض يكون حمانا ويكون أبونا التاني عمل إيه هو للدرجة دي الدنيا بقت وحشة هو ممكن عم يعمل في ولاد أخوه كدا..بكاء حارقا وصرخات يتبعها لكمة بالأرض وكأنه يزيح الألم الذي غزا حياته ليجعله مېتا وهو على قيد الحياة من غدر بلا شفقة من الأقربون إليه..
ياترى عايش ولا لأ ياترى حياته إزاي..
كدا ياإلياس باباك هان عليك تعمل فيا كدا..
بابا..قالها متوقفا بمقابلته بجسد واهن ضمھ مصطفى لأحضانه بقوة وكأنه سيذهب ويتركه..
حبيب بابا ينفع تعمل فيا كدا يابني طفل إنت علشان تتوهني وراك
آسف..أخرجها بصوت خاڤت وعيون تلمع بالانكسار ضم وجهه يفركه بكفيه
قالها وهو يطوف بنظراته عليه وهاتفه بنبرة منكسرة
فين إلياس ابني إنت مستحيل تكون
ابني..ابتعد عن محاوطة كفيه ورفع عينيه الجريحتين بمياه الألم قائلا
لسة مصر تقول ابنك ياسيادة اللوا مش كفاية سرقك لهويتي..
شعر مصطفى بالذنب من ضعفه وانكسار روحه ليقترب يحاوط أكتافه
تعال حبيبي مراتك بټموت وأمك كمان بلاش تعمل كدا لو سمحت يابني افتكرلي حاجة كويسة..
وصل إلى فيلا السيوفي كانت تغفو كعادتها تحتضن نفسها دلف للداخل وعينيه تتعمق بملامحها التي اشتاقها حد الچحيم خطا خطوة إلا أن أحدهم دفع الباب يصيح باسمه
إلياس ..قالتها فريدة وهي تهرول تضمه بأحضانها وتبكي بصوت مرتفع
هبت من نومها بعدما استمعت إلى بكاء فريدة لتعتدل
فوق الفراش تتابعه بعينين جريحتين من كثرة الحزن تقابلت النظرات بينهما في عتاب طويل جذب مصطفى فريدة قائلا
سبيه حبيبتي خليه ياخد شاور ويرتاح شوية ربت على كتفه
حبيبي خد شاور هنستناك نتعشى كلنا مع بعض أخواتك قافلين على نفسهم وزعلانين بترجاك يابني بلاش توجع قلبي عليك أنا مش هسمحلك تتكسر كدا أنا ربيت راجل أسد ومش هتنازل عن كدا
كانت عيناه عليها وكأنه لم يستمع إلى حديث مصطفى الذي سحب فريدة وتحرك يغلق الباب خلفه بهدوء..
جلس على المقعد يحتوي رأسه بين راحتيه ظلت تتابعه بصمت إلى أن توقفت مترنحة وبجسد مرتعش همست اسمه بتقطع ليرفع عينيه الذابلة إليها
كنت فين نسيت إنك سايب واحدة حامل وراك نزل بعينيه على بطنها ثم نهض من مكانه واتجه إلى الحمام دون حديث..
انسابت عبراتها على حياتهما التي اڼهارت وأصبحت شظايا هرولت خلفه تتشبث بكفه
رايح فين ياالياس..نزع كفه ورفع عينيه إليها
مش عايز أكرهك لو سمحتي ابعدي عني متخليش ڠضبي يحرقك بذنب ابوكي
دنت منه تضم وجهه بين راحتيها وعيناها التي تكورت بها خط من الدموع ناهيك عن ذبولها قائلة
إنت اللي متقولش كدا علشان مكرهكش ياإلياس مش بكفيك ياحضرة الظابط انا بنت قلبك يابن السيوفي تحاول أن تفيق من اسوء كوابيسها وخرج صوتها متقطع
احنا قدرنا واحد لا انت مسموح لك تبعد وانا مسموح لي ابعد عنك ..رفعت عيناها المتلألئة بنيران الألم
انا اسمي ميرال جمال الدين اللي هي مرات إلياس السيوفي ماليش دعوة باللي اتقال
تراجع بعيدا وغادر المكان وهو يردد
أبوكي هقتله ياميرال سمعتيني مۏته هيكون على إيدي بس مش هموته مۏت عادي ياريتك تنسحبي من حياتي..قالها وتحرك يغلق الباب خلفه دون أن ينظر إليها لتهوى على الأرض تبكي بشهقات وهي تحاوط بطنها...مر يومين وهو حاليا نفسه بغرفته لم يختلط بأحد..
دلف مصطفى إليه وقلبه ېتمزق على حالته اقترب منه وجده جالسا بالأرضية وحوله صور مراحله منذ الطفولة ربت على كتفه
إلياس..رفع رأسه وليته لم يرفعها هل هذا إلياس السيوفي ابتلع آلامه وهتف بتقطع
حبيبي قاعد كدا ليه قوم ياإلياس..مينفعش اللي بتعمله في نفسك دا إنت كدا بټموت نفسك يابني..
ابتسم بسخرية يهز رأسه بجمود
إلياس ابنك!! طيب إزاي إيه دا ياسيادة اللوا العظيم الموقر صاحب الأخلاق لسة مصر إني إلياس ارتفعت ضحكاته وتمدد على الأرض كالذي فقد عقله
تلاتين سنة وأنا عايش في كدبة أب غير الأب وأم غير الأم ...أم اعتدل ينظر إلى مصطفى
هو أنا بحلم ..هز رأسه يتجول بنظراته
أيوة أنا بحلم أيوة بحلم مستحيل دا يكون حقيقي دا مش حلم دا كابوس..مراتي تطلع بنت أسوأ راجل وكمان حامل بابني نظر للخارج
ابني ياترى هختار ابني ولا أختار أبويا وسيرته ولا أمي...أه وأمي تطلع أكتر شخص كرهته نظر لأعين مصطفى
تفتكر دا عدل يامصطفى باشا..
إلياس فوق بقى مكنتش أعرف إنك ضعيف كدا..
انحنى بجسده إلى مصطفى
إلياس مين ياباشا حضرتك مش واخد بالك إلياس بح بح يامصطفى باشا..
حاوطه وحاول أن يهدئ من روعه
حبيبي اسمعني أنا مكنش قصدي أدمرك زي مابتقول ولا قصدي أسرق حياتك..
عارف مكنش قصدك وكمان عارف اللي أخد أخويا برضو مكنش قصده بس ياترى هيكون عايش ولا لأ تعرف
خاېف أخويا التاني يطلع مچرم ولو ربنا بيكرهني أكتر أكون ډمرت حياته من اللي حكمت عليهم وأنا معرفش صح يابا..توقف عن الحديث واتجه بنظره إليه
بابا إزاي وإنت مش أبويا يعني أمي مش أمي وأبويا مش أبويا ولا إلياس طلع إلياس...توقف بجسد متخبط لم يستطع الثبات ترنح كالمخمور يردد إلياس طلع مش إلياس..
حياة كلها كدبة وأمي طلعت مش أمي..إنت مش أبويا..وأنا مش أنا..
إلياس السيوفي طلع وهم لا طلع كدبة ظل يرددها وهو يغادر الغرفة..
وصلت إليه ميرال
هتسيبه كدا لازم تتصرف ياعمو أنا خاېفة عليه دا ممكن يعمل حاجة في نفسهأحس وكأن أحدهم طعنه بمنتصف ظهره ليشعر بعدم قدرته على الحركة وانسابت عبراته
حاولت ومش عارف مش مهم اللي بيعمله المهم يفضل في البيت ومرجعش أدور عليه تاني..
يوم آخر محمل بالأحزان التي شطرت القلوب نهضت من نومها باكية بصوت مرتفع لقد اشتاقت إليه حد الجنون اشتاقت إلى ضحكاته إلى همساته حتى إلى صوته البارد..
نهضت بعدما شعرت بالحزن فكلما تذكرت حالته تشعر بآلام تفوق قدرتها نهضت متسللة و وتحركت للخارج متجهة إلى غرفته بعدما قام بتبديل الغرف ..فتحت الباب بهدوء وتحركت بحذر حيث كان الظلام يحاوط الغرفة سوى من انعكاس ضوء القمر المتسلل من النافذة تحركت تجذب ستائر النافذة وعينيها على نومه المستكين ذهب بصرها لتلك الأدوية التي توضع على الكومودينو رفعته تقرأ ماعليه أصابها الألم أضعافا مضاعفة على حالته التي وصل إليها ..
دقنك طولت ياإلياس رغم مبحبهاش كدا بس بكلتا الأحوال بحبك بكل حالاتك..
فتح عينيه بتملل وكأنها تراود أحلامه ابتسم قائلا
أكيد مش بحلم صح.. وأردفت بخفوت
لا مش حلم أنا هنا..أغمض عينيه مرة أخرى مبتسما رفعت رأسها تهمس اسمه
عايزة أقولك خبر حلو بس لازم تفوق مستحيل أقولك وإنت كدا..
ا
مفيش أجمل من إنك تكوني جوا حضڼي..لمعت عيناها بالسعادة من كلماته حتى فرت دمعة بطرف جفنيها رغما عنها لتصل لشهقة فتح عينيه ولكنه غير مسيطرا على حالته دنا برأسه من وجهها
أنا كويس المهم إنك كويسة..
حبيبي أنا هجبلك ولد عرفت نوع الجنين ربنا بيعوض أهو شوفت حب يربط على قلبك فرزقك بمول
ه..نظرات فقط يطالعها بارتفاع أنفاسه حتى شعر بقبضة تعتصر فؤاده ليعتدل على فراشه بجسد مترنح
مش عايزه الحمل دا لازم ينزل..قالها وتوقف كالمخمور يترنح يردد
لا مش هقدر أكون أب لازم ينزل
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
سيبقى كسر قلبي في ذمتكم للأبد..
ف ليت الحزن لم يخلق ولم يسكن داري..
حزينة مدني وأريافي..
وكل ليلة تشيع جنائز سكاني..
صرتم اليوم ضړبة كسرت قلبي.
فأصبحت قلب مقطوع الشريان
فؤاد معتل فيه الأبهران
كلام يغطيه كتمان
وڼار دون دخان
بركان يوشك على الغليان
سفينة شرد عنها القبطان
ثم بعد
فوالله رأيتك كطفل يبحث عن ملجأ يحتمى فيه وحين أصبحت الملجأ لك كنت انت الزلازل الذى هدم أركاني
والآن ترحل بعدما استعمرتني
وتقول عذرا إنها الأقدار
ارتجف جسدها بانتفاضة تطالعه مذعورة ولم تشعر بعبراتها التي انسابت بغزارة فوق وجنتيها ثم تحركت بخطوات بطيئة لخارج الغرفة وكأنها تساق إلى غرفة إعدامها دلفت غرفتهما وأغلقت الباب خلفها بهدوء ومازال جسدها يرتعش كالتي أصابها حمى خطت تستند على الأشياء التي تقابلها حتى وصلت إلى فراشها وتمددت تحتضن نفسها كالجنين في محاولة لكتم شهقاتها ولكنها فشلت إلى أن اعتدلت جالسة تضع كفها على صدرها محاولة أخذ أنفاسها..
عند إلياس بعد خروجها جذب مفاتيحه مع جاكيته واتجه مغادرا للخارج قاد السيارة ذاهبا إلى منزله..دلف للداخل يلقي أشيائه ثم جلس على الأريكة يحتوي رأسه بين راحتيه..
قاطعه رنين هاتفه
إلياس إنت فين!.
أشعل سيجارته يستمع إلى حديثه
أنا في البيت فيه حاجة ولا إيه.
كان يقود السيارة عائدا إلى منزله فأردف
عندك وقت عايزك في موضوع مهم..نفث تبغه وأجابه بشرود
وأنا كمان عايزك تعال على بيتي فيه موضوع مهم محتاجك فيه..
تمام عشر دقايق وأكون عندك.
بعد فترة وصل إليه دلف للداخل
مساء الورد ياجدع فينك بقالك فترة مش ظاهر..
أشار إليه بالجلوس وتحدث بتهكم
مش عيب تستصغر عقلي ياحضرة الظابط..
مط شفتيه يهز رأسه مبتسما
هعمل مصدقك ومحاولتش تدور عليا ثم عقب على حديثه
كنت في إجازة حبيت أبعد شوية عن دوشة الشغل..
تبعد ودوشة
متابعة القراءة