شظايا قلوب محترقة سيلا وليد من الفصل الاول للسادس والعشرون
المحتويات
وعينيها على جلوسه المهيب رغم صغر سنه..
ألقت التحية وحاولت أن تسيطر على ارتعاشة جسدها..
أهلا مدام فريدة ..قالها وهو ينظر بالبطاقة الخاصة بها.
جلست بمقابلته تومئ برأسها
أهلا بحضرتك..آسفة أخدت من وقت حضرتك بس الموضوع مهم.
تراجع بجسده يضغط على زر مكتبه
تشربي إيه ..
هزت رأسها بالنفي
رفعت رأسها لتتقابل بعينيه التي تختلط بالحزن والألم لكليهما حمحت وحاولت النطق ولكن لم تقو على مخارج الحروف..أطبقت على جفنيها تسحب نفسا وهو يراقب تعابيرهاثم نهض من مكانه وجذب كوبا من المياه وبسط يده
اتفضلي شكل الموضوع اللي حضرتك قصداني فيه صعب أوي.
الموضوع يخص ابني...
ابنك!! رددها ومازال يتابعها بعينيه الصقرية استند بذراعيه على المكتب متسائلا
قصدك إلياس..
تأملته لبعض اللحظات ثم نطقت كلماتها التي حولته إلى بركان كاد أن يحرقها حينما أردفت
أرسلان..
صدمة..ذهول يطالعها وكأن أحدهم صعقه بصاعق كهربائي لينتفض جسده من شدة ما أصابه..انعقد لسانه وتاهت المفردات وكأنه فقد جميع حواسه لحظات مرت كسبعين خريفا ظلت تتابعه بعينيها ثم استطردت
كلمات اخترقت أذنه كصدى صوت عويل رعد مما أصابه بالصمم ..تجمد جسده وهي تتابع كلماتها التي سحبت أنفاسه
ابني اتخطف من تلاتين سنة معرفش حضرتك لقيته فين بس كل اللي أقدر أقوله لحضرتك إنك ربيت راجل ومتشكرة جدا جدا ومهما أشكرك مش هقدر أرد جميلك بس كنت عايزة أعرف حضرتك اتبنيته زي ماغيرك اتبنى أخوه ولا إيه ولما أنتوا اتبنتوه ليه نسبتوه لعيلتكم..رغم أنه عاش حياة بمستوى راقي بس هويته الحقيقة اندفنت معاه..قالتها بمرارة والدمع يتساقط من عينيها..
التي زهقت روحها..لم يعلم بما يجيب كم هو مؤلم هذا الشعور الذي تعجز عن وصف مابداخلك أثناء سرق كل ماتمتلك..نعم اعتراف بداخله أن أرسلان امتلاكه الخاص حتى ولو نسب إلى أخيه ولكنه ابنه هو فقط سنين حب وحنان واحتواء كيف بتلك السهولة أن يتخلى عنه هل جنت هذه المعتوهة لتأتي إلى هنا لتسرق فرحة قلبه..
هو حضرتك مريضة ولا إيه أرسلان مين اللي ابن حضرتك مع احترامي لسيادة اللواء إلا مش من حقك تيجي وتوقفي قدامي وتتبلي على ابني لو سمحتي يامدام أنا هعذرك علشان شكلك مضيعة ابنك بس حقيقي كان نفسي أساعدك..
هبت من مكانها كالملسوعة وضړبت بقوة على مكتبه حتى تناثرت أشيائه
أحس بقبضة قوية تعتصر فؤاده وتسللت الريبة من حديثها الواثق ابتلع ريقه الجاف بصعوبة ونهض من مكانه ثابتا وكأن حديثها لا يهمه ثم دس كفوفه بجيب بنطاله وتحرك إلى أن وصل إليها
أنا لسة بتكلم معاكي بهدوء احتراما لسيادة اللواء وغير إن أرسلان صديق للعائلة..
غرزت عينيها بمقلتيه بعدما علمت بأسلوبه الماكر واقتربت منه خطوة حتى لم يتبق بينهما سوى خطوة واحدة وأردفت
أنا عملت تحليل DNA ياسيادة العقيد وأرسلان ابني متخلنيش أخده بالڠصب
أشار إليها على باب الغرفة
روحي خديه مش إنت واثقة أنه ابنك وجاية تسبي في شرف عيلة الچارحي عايزك تروحي لأكبر قسم شرطة وبلغي علينا وقولي إحنا خطفنا ابنك يامدام واثبتي براحتك..اقترب الخطوة
التي تفصلهما وانحنى يهمس بصوت خاڤت
احمدي ربنا إنك مرات سيادة اللوا غير كدا مكنتش خليتك واقفة على رجلك ودلوقتي الزيارة انتهت يامدام..قالها وهو يضغط على زر مكتبه ليدلف الرجل فأشار إليه
وصل المدام شكلها تاهت في الطريق.
اشتعلت حدقتيها كجمرات ملتهبة فأشارت بسبباتها
جيتلك ياسيادة العقيد بس حضرتك طلعت ظالم مش زي ماأرسلان قال ياخسارة مش هقول غير حسبي الله ونعم الوكيل..بس أنا مش هتنازل عن ابني..قالتها وتحركت تأكل الأرض بخطاويها تهمس لنفسها
اجمدي يافريدة لازم ترجعي ولادك محدش هيساعدك كله هيقول يارب نفسي حتى مصطفى اللي فكرتي إنك بتتسندي عليه طلع وهم..
اصطدمت بأرسلان الذي دلف من باب المكتب ليتوقف مذهولا
طنط فريدة !!
وصل إسحاق إليهما بخطوة واحدة بعدما استمع إلى صوته بخارج الغرفة
أرسلان عايز دينا من تحت الأرض ياله بسرعة مفيش وقت..رفع نظره الى فريدة
طنط فريدة عندنا ليه خير وأنا بقول المكتب منور ليه.
ربت على كتفه ينظر إلى فريدة التي تطالعه باشتياق بعيون مترقرقة بالدموع..قاطع وصلة نظراتها حينما أردف
ياله حبيبي عايزك تجيب دينا من تحت الأرض..قالها وعينيه مازالت على فريدة التي اتجهت ترمقه شزرا..
حاضر ياعمو بس أعرف طنط فريدة مالها..حضرتك كنتي بتعملي إيه هنا لو عايزة أي مساعدة ..فتحت فاهها للحديث ولكن إسحاق صاح پغضب
أرسلان أنا مع فريدة هانم كانت جاية لمشكلة ولقيناها تافهة مش محتاجة مساعدة لأنها ممكن تخسر كتير..
سحبت أقدامها وتحركت بأنين دون حديث لأنها علمت أنها أمام رجل لا يستهان به..
عمو في إيه..
بيت السيوفي وابن السيوفي تنساهم ودا آخر علاقتي بيك ياهما ياأنا..قالها وتحرك للخارج..توقف يراقب تحركه الچنوني پصدمة يكرر كلماته
يعني عايز يقطع علاقتي باإلياس..معقولة وليه ياترى طنط فريدة عملت إيه يخليه ياخد موقف عدائي كدا..لا لا لازم أعرف.
اتجه إلى سيارته سريعا واستقلها وقام بمهاتفة إلياس
إنت فين..كان واقفاا أمام المرآة يتجهز لسهرته الخاصة مع زوجته فأجابه
ليه فيه حاجة ولا إيه!
عايز أشوفك دلوقتي..أمسك زجاجة عطره ونثر بعضها ينظر بالمرآة قائلا
لا الليلة مش فاضي ممكن بكرة تعدي عليا..
بس عايزك في موضوع مهم وضروري.
قطب مابين جبينه متسائلا
خير حاجة بخصوص إيه..نظر أرسلان إلى اسم زوجته الذي أنار شاشة هاتفه فأجاب إلياس
تمام بكرة هعدي عليك.
عند غرام كانت تحتضن أحشاءها تبكي بشهقات حينما فقدت القدرة على النهوض رفعت هاتفها للاتصال به
حبيبتي أنا هنا في مصر شوية وأكون في الفيلا وحشتيني.
بسرعة ياأرسلان انا تعبانة وبنزف ..
كنت حامل الحقني..
توقف بالسيارة فجأة حتى اصطدم بالمقود يتساءل پصدمة شلت أعضائه
حامل وڼزيف..تمام تمام ..ارتجف جسده بالكامل وفقد السيطرة على خوفه أمسك الهاتف بيد مرتعشة وهاتف والدته
ماما.. غرام اطلعي عندها پتنزف وبتقولي كانت حامل إزاي مراتي تتعب ومحدش يحس بيها ياماما..
نهضت صفية متعجلة بخطواتها
حاضر ياحبيبيأنا طالعة أهو بعتلها ملك قالت عايزة تنام..
صړخ بالهاتف وهو يقود السيارة بسرعة چنونية
الحقيها ياماما الحقي ابني لحد ماأوصل وهبعت للدكتور..
عند إلياس انتهى مما يفعله جذب ساعة يده وارتداها متحركا إلى زوجته دلف للداخل يبحث عنها
ميرال خلصتي..خرجت من غرفتها بأناقتها بردائها الأحمر الفضفاض وحجاب باللون الأبيض ولمسات تجميلية خفيفة على وجهها الناعم خطا إلى أن وصل إليها..رفع ذقنها بأنامله
كنت عارف إن الحجاب زينة الست بس مكنتش أعرف أنه هيخليها ملكة متوجة كدا..ابتسمت وتوردت وجنتيها..
ميرسي ياإلياس..
كدا أحسن ليه الروج ونكون ملفتين لغيرنا دا يتحط ليا بس غير كدا لا..
ضړبت قدمها بالأرض تشير على شفتيها
كدا بوظت الدنيا إزاي أخرج من غيره بس..وصل إلى المرآة وتناول إحدى المحرمات الورقية المبللة وقام بإزالته بالكامل
كلمة كمان وهضربك بالقلم على وشك دا يتنيل يتحط في البيت وياله ولا أرجع في كلامي
طالعته بنظرات متلألئة بالدموع ثم تحركت من أمامه دون حديث..
ركل المقعد يسبها بداخله قابلتهما فريدة التي دلفت بعيون حزبنة توقفت أمام ميرال حينما وجدت عيناها تلمع بالدموع
مالك حبيبتي..عانق كفها ورسم ابتسامة أمام فريدة
هبات في بيتنا الليلة متعملوش حسابنا..قالها وسحبها متحركا للخارج
توقفت تراقب تحركهم متمتمة
ربنا يهديك يابن جمال شكلك عڼيف وتاعب البنت معاك معرفش جايب القسۏة دي منين..
كنتي فين !.
تساءل بها مصطفى الذي خرج من مكتبه..طالعته بصمت لدقيقة ثم اقتربت منه
طلقني يامصطفى الولاد كبروا ومبقوش محتاجيني عايزة أرجع ولادي لحضني إلياس لازم يعرف أنا أمه وإنت خاېف على نفسك أنا بقى مفيش حاجة أخسرها عايز تعرف كنت فين ولا الأخبار عندك..
أطبق على ذراعها بقوة يهزها پعنف
مفيش حد ھيموت ولادك غيرك يامدام فريدة إلياس من وقت مارحتي لراجح وبغباءك سلمتيه ابنك على طبق من دهب باعت ناس ماشيين وراه في كل مكانافرحي بقى لحد ما يرجعلك مقتول حاولت أفهمك دول تبع تنظيم ارهابي عالمي محدش قادر عليهم وفي أقرب وقت حد فينا هيصفوه علشان مدام فريدة ترتاح.
أنا عايزة أطلق يامصطفى كلامك مبقاش مأثر معايا..طلقني وبس..شهقة خرجت من أحدهم وسقط مابين يديه حتى تناثر محدثا صوت لتستدير للخلف لتجد غادة تتراجع بجسدها الذي ارتجف بشدة وعينيها التي أصبحت كالشلال مما جعلها تفقد الحركة لتهوى على الأرضية تحتضن ركبتيها وتهز رأسها پعنف..
عند إلياس
ترجل من السيارة واتجه إليها يساعدها بالنزوللمح أحدهم من خلال المرآة ابتسامة ساخرة وهو يسحب كفيها ودلف للداخل يعرف عن نفسه ورقم حجزه..كانت تتحرك بجواره لا تعلم اتسعد على اهتمامه أم تحزن على قسوته..
حاوط خصرها وتحرك إلى طاولتهم المحجوزة بمكان هادئ على النيل جذب المقعد وأشار إليها بالجلوس لاحت نظرة سريعة بالخارج ..رفع هاتفه
ممنوع حد يقرب من العربية اللي يقرب منها أقتله..قالها وأغلق الهاتف..
ضيقت عينيها واقتربت تستند على الطاولة
دا إيه الډم الشربات دا علشان حد يقرب من عربيتك تقتله أومال لو خطڤها هتبعته جهنم..
جز على أسنانه قائلا
ميرو حبيبتي خليكي في أخبارك الفاشلة هي عربيتي ولا عربيتك..
وصل النادل لطلب الطعام ..غمز إليها
إيه عايزة محشي..كبحت ضحكاتها مبتعدة بنظراتها عنه..طلب الطعام ثم أشار إليها
هتاكلي إيه..ابتسمت قائلة
من اللي إنت هتاكله..أشار للنادل بالتحرك..ثم تابعها بعينيه وهي تنظر إلى النيل..بسط كفيه ېلمس كفيها التي تضعه على الطاولة..طالعها بابتسامة قائلا
الليلة هكون ملكية خاصة لحضرة جناب الصحفية أي حاجة نفسك فيها تحت أمرك.
انفرج ثغرها الرقيق بابتسامة كوردة ندية
أي حاجة أي حاجة..أومأ بعينيه
ملكك واللي تؤمري بيه.
نبرة شجية ذبذبت كيانها لتجيبه بصوتها الرقيق
بس إنت ملكي من زمان..استمع إلى الموسيقى وتوقف يغلق حلته ويبسط كفيه إليها يسحبها للرقص..حاوط خصرها ورفع يديها لتعانق رقبته وباليد الأخرى تضعها على موضع نبضه
ويتحركا على الموسيقى الهادئة..
عايزة أرقص معاك كدا للصبح..
أمم للصبح بس دا في بيتنا علشان أ
.دقائق من الصمت وهما يتراقصان على النغمات الرومانسية..
همسة ضعيفة أخرجتها من حالتها..لتعتدل يشير إليها بالتوقف
الرقصة خلصت والأكل جه..تحركت إلى الطاولة وقلبها يتراقص بحبور من السعادة..
بعد فترة من تناولهم الطعام
بحب الموسيقى دي ينفع نرقص عليها ولا هتقولي كفاية رقصنا مرة
صمت ينظر حوله بدأ المطعم بالهدوء فلا يدخله سوى الطبقة الراقيةتنهيدة عميق ليتوقف بعدها وأشار إليها بالوقوف تحركت مع إلى ساحة الرقص وهي تتدندن كلمات الأغنية وتتراقص بهدوء ..ابتسم عليها
متجوز عيلة ..رفعت حاجبها ساخرة ثم اردفت
تعرف في الشغل مش مصدقين انك جوزي
يابنتي المفروض تبقي فخورة من مجرد إنك مراتي..ابتسمت تراقبه بعيناها
أيوة أيوة ماأنا فخورة أهو ومن كتر افتخاري طولت اتنين متر..
تريقة دي شامم ريحة تريقة.
استدارت وهو يلف بها ثم جذبها إليه مرة أخرى
لا ياحبيبي
متابعة القراءة