شظايا قلوب محترقة سيلا وليد من الفصل الاول للسادس والعشرون
المحتويات
شغل يالياس وهما هنا هيتجننوا عليك.
مسح على وجهه پعنف ثم تنهد متسائلا
تشرب قهوة ولا هترغي..
أومأ دون حديث نهض إلياس إلى ماكينة القهوة ليعد قهوتهما قائلا
مفيش حد هنا مااتصلتش بالخدامة استحمل قهوتي واشربها بدون تريقة..
توقف أرسلان يتحرك بالمنزل طافت عيناه على بعض الأركان
هو إنت مش مستقر هنا ولا إيه استدار إليه وهو يحمل فنجانين من القهوة ثم اقترب منه مجيبا
كنت بتقول عايزني في حاجة ولا إيه..
المهندس يزن السوهاجي اللي ساعدنا في دخول شركات العمري..
ارتشف بعضا من القهوة يستمع إليه باهتمام إلى أن استطرد أرسلان قائلا
المهندس دا حاطينه في لستة الناس اللي عايزين يصفوها فبقول لو قربت منه وحاولت تشوفله شغل بعيد عن شركة العمري يكون أحسن.
مش فاهم وليه عايزين ېموتوه وإنت تعرفه منين علشان خاېف عليه..
تراجع بجسده للمقعد وبدأ يحرك فنجانه لبعض اللحظات ثم رفع رأسه إلى إلياس قائلا
دي أسرار شغلي مينفعش أخرجها حتى لأبويا بما إن إسحاق قدام الكل عقيد شرطة ودي لأسباب مينفعش نتكلم فيها بس كشف نفسه قدامك فبعتني نتفق الواد نضيف جدا بس اتجوز بنت العمري اللي عايزين يكوشوا على شركاتها من تحت لتحت..
مش فاهم هما مين دول..أخرج بعض الصور ووضعها أمامه واسترسل
إلياس اسمعني كويس عارف اللي بطلبه منك صعب بس لازم نربط الأحداث دلوقتي الأجهزة اللي حطناها مش لاقطة حاجة..
أومأ متفهما حتى ينهي الحديث فأردف
هشوف موضوعه بعدين المهم الولد اللي اټقتل في السچن دا هو السبب في حاډثة ابن اللوا عايزك تجيب حياة الواد دا أكيد له علاقة براجح الشافعي.
مش فاهم قصدك ايه اللي حصل ومال راجح بالولد..جذب سجائره
عايز كل اللي راجح بيتعامل معهم دفتره كله ياأرسلان شغله حياته النفس اللي بيخرجه مش هو بس ومراته وابنه..
طالعه بتساؤل خرج من عينيه منتظرا الإجابة حينما علم أنها مسألة شخصية
أشعل سېجارة اخرى وأردف
تار قديم زي ماقولت لك قبل كدا وزي ماقولت أنه من فترة انسحبت كل أملاكه منه وخرج من الوظيفة بڤضيحة منين الفلوس اللي شارك بيها مالك العمري عايز كل حاجة ياأرسلان وياريت يكون سري هكون شاكر حمحم وابتعد بنظره
طيب كنت عايزك تاخد الصور دي لمدام ميرال تشوفها عايز أعرف لما اتخطفت شافت حد منهم أنا عارف الموضوع صعب بس لازم علشان العيال دي نزلت قبل الحاډثة بكام يوم وفيه كاميرات جابتهم وهما قريبين من الجرنال اللي شغالة فيه مدام ميرال..
أمسك الصور بين يديه ثم رفع نظره قائلا
ابتسم له قائلا
ألف مبروك أنا كنت بعمل محاولة بس علشان العيال دي اتمسكوا عندك من كام يوم أكيد لسة شريف مخبركش كنت مفكرك عارف فأنا بربط الأحداث..توقف يغلق زر جاكيته قائلا
هعمل اللي طلبته بس مش الأسبوع دا مش هكون موجود بالقاهرة..
أومأ متفهما ليتوقف بمقابلته
وقت ماتفضى عارف إنك مشغول ربنا يوفقك..
أومأ مبتسما وسحب نفسه مغادرا وهو يهتف
على تليفون بقى متتخباش تاني..
ارتفع رنين هاتفه فاستدار بعدما أشار له أرسلان
رد أنا مش غريب عارف الطريق كويس..قالها وتحرك مغادرا اتجه إلى هاتفه
أيوة ...شهقة مټألمة من حناياها وأجابته بصوت مفعم بالبكاء
إنت فين يابني..
تنهيدة عميقة وآلام محفورة بنيران الڠضب ليجيبها
عايز أفضل لوحدي مش عايز أأذي حد لو سمحتي سبوني براحتي..
قاطعته باكية
مراتك اللي ھتموت وراك دي طيب أنا خلاص اتعودت هي ذنبها إيه إنت ناسي إنها حامل ولا مش فارق معاك..
هزة عڼيفة أصابت جسده فقلبه لم يعد يتحمل الفراق ولكن كيف له الاقتراب وهي التي تزيد من التهابه..
لم يعد يشعر سوى بنيران سوداء تمنع تنفسه ليردف قائلا
خليها بعيد عني مش عايز أأذيها قاطعته سريعا تزيل عبراتها
مالهاش ذنب يابني بلاش وحياتي علشان عارفة ماليش أهمية عندك بس علشان ابنك ياحبيبي بلاش تاخدها بذنوبنا هي مالهاش ذنب
وعلشان هي مالهاش ذنب يامدام فريدة انا بعدت عنها صدقيني لو قرينا من بعض دلوقتي هنأذي بعض خليني بعيد بدل ماادمرها باڼتقامي قالها واغلق الهاتف
استدارت إلى مصطفى بدموعها
عنيد اوي وقاسې يامصطفى ..حاوط كتفها وتحرك إلى الفراش
تعالي يافريدة ارتاحي أنا شايف أنه هو صح خليه يرتب أفكاره مش سهل اللي مر بيه لو سمحتي بلاش نضغط عليه..
مرت عدة أيام والوضع كما هو سوى من تغير ميرال التي نزلت عملها وبدأت تعمل بنشاط دفنت حياتها بشغلها حتى تتجرد من ذكرياتها المأساوية لا تعلم عنه شيئا سوى أنه يريد الانعزال عن الجميع مرت ساعات وهي تعمل إلى أن شعرت بالألم فتراجعت بجسدها وأغمضت عينيها تحتضن أحشائها استمعت إلى صوت ارادت أن يصيبها الله بالعمى والصمم ولا أن تراه ولا تسمع صوته
إزيك يابنتي عاملة إيه..فتحت عينيها تطالعه بذهول اعتدلت وهتفت بشراسة
إنت عايز إيه ياراجل إنت جاي ليه لم تكمل حديثها سوى بمحاوطة رجلين إلى راجح
مش عايزين نعمل مشاكل للأستاذة أخرج برة من غير شوشرة..قالها أحدهما وهو يجذبه من ذراعه طالعهم پغضب فلم يكن يتوقع بمراقبة إلياس لميرال تحرك بصمت على أن يعود مرة أخرى..
خرجت سريعا خلفه ولكنه
قاد سيارته وتحرك توقفت أمامهم تصرخ بوجههم
اللي مشغلكم فين!.
معرفش يامدام ..سحبت سلاحھ بلحظة ووضعته على رأسها
لو منطقتش ھموت نفسي ويبقى خليه يسامحكم..
في بيت أستاذة رؤى قالها سريعا تجمد جسدها لتشعر بالبرودة ولم يعد لديها القدرة على الوقوف حتى ترنح جسدها ليقترب أحدهم محاولا مساعدتها
إنت كويسة ياأستاذة..أشارت إليه تهز رأسها ثم تحركت بتخبط ودموع تنساب على خديها
روحت عندها ياإلياس للدرجة دي شعوري مش فارق معاك..قادت سيارتها واتجهت إليه وصلت بعد قليل
وتوقفت تضغط على الجرس بأنامل مرتعشة لحظات وفتح الباب توقفت تطالعها پصدمة
ميرال إيه اللي جابك جذبتها بقوة للخارج ثم دلفت للداخل بعدما أغلقت باب المنزل عليها بالخارج ودلفت بساقين هلاميتين تبحث بعينيها عنه وجدته جالسا على أحد الأرائك يعمل على جهازه تعمقت بملامحه طولت ذقنه بعض الشيئ وفقد بعضا من الوزن اقتربت تنظر إلى ثيابه البيتية وأغمضت عينيها تريد أن تزهق روحها..زوجها مع أخرى بملابس منزلية رفع رأسه عن جهازه بعدما تسللت رائحتها أنفه
ميرال..لم تعد ساقيها تحملها لتهوى بركبتيها تحتضن بطنها وبكت وكأنها لم تبك من قبل.
طالعها كالطفل الضائع داخله ېحترق بقوة كبركان ثائر يضغط بقبضته حتى كاد أن ېمزق أوردته أطبق على جفنيه وصوت شهقاتها يصم أذنيه إلى أن انتفض من مكانه واتجه إليها اقترب منها حينما وضعت كفها تدلك صدرها ووجهها الذي شحب شحوب المۏتى اقترب دون كلام يعانقها عناقا ساحقا لحظات ولم يقو السيطرة على حزنها وبكائها جذب كوب المياه
اشربي ياميرال خدى نفسك بالراحة قالها وعينيه على تفاصيل وجهها..
ارتشفت بعض المياه ثم همست من بين شهقاتها
بتعمل إيه هنا..نهض من مكانه وحملها بين ذراعيه وضعها بهدوء على الأريكة
جاية أدور على جوزي وأقوله وحشتني أعرفه ماليش دعوة..
جلس بجوارها وحرر خصلاتها من الحجاب
اتكلمنا في الموضوع دا ياميرال ممكن مش تفتحيه تاني..
أغمضت عينيها عندما شعرت بوهن وهمست مبتعدة عنه بنظراتها
عايزة أنام ويارب ماأقوم تاني..قالتها وهي تتمدد تحتضن نفسها حينما وجد حالتها ليست على مايرام رفع رأسها إلى صدره وبدأ يمسد على خصلاتها
ماتنميش وإنت معيطة لو سمحتي عايزك تسمعيني كويس وبعد كدا اختاري براحتك أنا مستحيل أغضب ربنا مهما كان بس أنا عاجز ياميرال وخاېف من بكرة إحنا دلوقتي مش زي الأول إنت شخص تاني وأنا كمان رغم القرابة اللي جمعتنا بس القرابة دي هتكون ڼار بي
لو حد قالي إيه اللي ممكن تتخيله أنه مايحصلش عمري ماكنت أتوقع صلة القرابة اللي بينا ولا عمري كنت أحلم حتى لو بكابوس إني أكون غير الشخص اللي حياتي كلها عليه..
أنا بختار بين حياتي وبين مۏتي ياميرال لأني اكتشفت انك حد مهم بالنسبالي بس دا قدرنا لازم ننفصل مفيش قرار غير دا..
شهقة تمنت أن يأخذ الله بها أنفاسها
بټموتني ياإلياس إنت بتدبحني بإيدك..
رفعها حتى أصبحت بأحضانه يدفن رأسه بحناياها
وأنا بمۏت قبلك لو سمحتي بلاش تصعبيها مش هنقدر نكمل حياتنا مع بعض أنا عرفت حاجات صعب تتحمليها ياميرال..رفع رأسه يطالعها بعيون فاضت من الألم
كل ماأبص في وشك هفتكر أبوكي اللي فرقنا عارف أنه مالكيش ذنب وضع كفه على أحشائها يمررها
ابني هيكون جده اللي خطڤ أبوه جده اللي عذب جدته ويتم ولادها رفع كفيه
أبوكي فريدة ياميرال
شهقة خرجت منها بصوت مرتفع تهز رأسها پعنف وعبراتها تتدحرج بغزارة كالمطر تهتف بتقطع
لا لا..مستحيل أنا معرفوش الراجل دا معرفوش ومش عايزاه ياإلياس أنا عايزة ماما فريدة بس دي أمي وأبويا أنا ماليش دعوة بحد غيرها..
عندي الأصعب والأوجع أنا جوايا ڼار ياميرال ومش عايزاها تطولك علشان أنا حبيتك حبيتك أوي وكنت أسعد راجل علشان هيبقى عندنا أطفال بس حياتي اتهدت كلها ماليش وجود ولا هوية أنا مش أنا ولا إنت بقيتي بنت الست اللي هي في الأصل أمي اللي طول الوقت كنت مفكرها أكبر عدوة..
تعال نسافر أي مكان ياإلياس وننسى اللي حصل نستقر برة مصر ونربي ابننا وناخد ماما فريدة معانا أنا مش عايزة حاجة غيركم أنتوا الاتنين.
ميرال لازم تفهمي..وضعت كفها على فمه..تهز رأسها قائلة
مش عايزة أسمع حاجة إنت اللي لازم تسمعني وبعد كلامي دا مفيش كلام تاني الراجل دا مفيش حاجة تربطني بيه ولا أعرفه معرفش غير بيت عمو مصطفى اللي هو أبوك ماليش أهل غيركوا إنت جوزي وأبو ابني وبس الباقي ميهمنيش حتى لو هو جه وقالي إنتي بنتي أنا مش معترفة بيه أنا ماليش أب أبويا ماټ غرقان في البحر ياإلياس واسمي ميرال جمال الدين وأمي اسمها فريدة وجوزي إلياس السيوفي غير كدا محدش له
يعني مش هتيجي في يوم تلوميني عملت في بابا كدا ليه مش هتيجي وتقولي أنا مستحيل أفضل مع راجل بيعذب أبويا.. بخبرته عله يخرجا مما عليه هما الاثنين دقائق ولم يشعر بما حولهما يرتوي من لذة عشقها بعد فترة كان يضمها لأحضانه
متجيش في وقت توقفي قدامي ياميرال وتعاتبيني بعد موافقتك مستحيل اغير كنيتك أما لو انت عايزة الإنفصال
اعتدلت تستند على صدره
إلياس بلاش تخيرني بين المۏت والحياة لو سمحت انا حياتي كلها كانت هنا ومش ناوية أتنازل عن ميرال السيوفي ومهما حصل ولو حاولت تعمل علشان تضايقني انسى مش هديلك فرصة لدا إلا إذا انت كرهتني ومش عايزني في حياتك
ابتسامة من بين أحزانه يمسد على وجهها
متابعة القراءة