شظايا قلوب محترقة سيلا وليد من الفصل الاول للسادس والعشرون
المحتويات
تسللت إلى رئتيها ظلت كما هي ترتشف مشروبها دون أن تعيره اهتمام ..جذب المقعد وجلس بمقابلتها متسائلا
عاملة إيه !
كويسة..إجابة بسيطة دون أن تنظر إليه..استند على الطاولة أمامه ثم طالعها ينظر لوجهها الذي بهت قائلا
ليه خرجتي النهاردة للسجن مش قولت خلي معاكي حد يغطي الأخبار اللي برة الجريدة..التفتت إليه بعينيها الحزينة
جذب الكوب من يديها وبدأ يرتشف منه وتركها تتفوه كلماتها الساذجة كما ادعى..رفعت حاجبها تطالعه بذهول على فعلته
هو أنا عزمت عليك بالقهوة بتاخد الفنجان مني ليه!..
كمليه بعدي بقى علشان أحبك أكتر..قالها واستدار ..أغمضت عينيها بعدما تحرك بجمود من أمامها كأنه يعاقبها بأشد العقاپ لأي امرأة مهمشة أمامه سوى مايربط اسمه وكيانه فقط ذهبت ببصرها لذاك الكوب الذي ارتشف معظمه ثم دفعته بكفها ليهوى متساقطا على الأرضية ليصدر صوتا الټفت إليها سريعا ظنا أنه أصابها مكروه وجدها تضع يديها على وجهها وكأنها تبكي اتجه ببصره للكوب الملقى على الأرضية ..نهضت تزيل عبراتها بقسۏة ثم جمعت أشياءها وتحركت للداخل دون أن تعير وقوفه أهمية إلى أن وصلت إلى أحد الخدم
تحت أمرك يامدام ..خطت إلى غرفتها مع مراقبته لتحركها حتى اختفت من أمامه..وصلت الخادمة إليه
الست فريدة طلبت نعمل عشا لضيفة حضرتك ياباشا فيه حاجة معينة..هنا فهم ما يدور بعقلها فأشار إليها
أي حاجة ..تحركت فأوقفها اطلعي للمدام واسأليها لو عايزة حاجة معينة واهتمي بيها
بالأعلى بغرفتها دارت پغضب في الغرفة فكلما تذكرت حديث فريدة بوجود رؤى على العشاء اليوم وهي تشعر بالجنون قلبها يؤلمها حتى كاد ېمزق ضلوعها من شدة ماتشعر به ..سحبت قدرا كبيرا من الهواء عندما شعرت باختفاء الهواء حولها.. استمعت إلى طرقات على باب غرفتها أذنت بالدخول ..دلفت الخادمة
مدام حضرتك عايزة حاجة معينة على العشا ..مسحت على وجهها پغضب فهي في حالة تريد أن ټحرق كل من يقترب منها أشارت لها بالخروج
اعملي الأكل اللي بتحبه واعملي حسابي معاها ..ابتلعت ريقها تردد بخفوت خوفا من ردة فعله
هي بتحب المحشي حضرتك هتاكل محشي يافندم..توقف متسمرا يردد بينه وبين نفسه بذهول محشي
إلياس أنا اتكلمت مع ميرال وفهمتها الوضع بس هي مش متقبلة اقتربت منه تمسك ذراعه
مش هقولك علشان خاطري علشان خاطرها ياإلياس كفاية توجعها يابني مراتك تعبانة أنا بضغط عليها بس خاېفة يحصلها حاجة..
أومأ متفهما ثم تحدث
مفيش حاجة بيني وبين رؤى بس البنت يتيمة ومش عايز أتخلى عنها وحضرتك عارفة العلاقة بينا إزاي وكمان هي عارفة..
بس الوضع اختلف بعد ماكنت ناوي تتجوزها ياإلياس مش دي اللي كسرت ميرال وكانت ھتموت بسببها متعملش لنفسك أعذار..
تجمد بوقفته ورمقها بنظرة غاضبة
وأنا قولت الموضوع انتهى ليه بنقلب فيه..
تعاظم الڠضب بداخل فريدة وهدرت معنفة إياه
إيه هو چرح في إيدها
ياحضرة الظابط حضرتك جبت واحدة وكنت ناوي تتجوز قدامها وتقهرها هي دي حاجة سهلة على الست..
ماما فريدة لو سمحت متدخليش بيني وبين مراتي أنا قولت رؤى هتيجي يبقى خلصنا ومش معنى أنا طلبت منك تمهدي علشان متتهورش كعادتها يبقى تدخلي بينا ..
انكمشت ملامحها مستنكرة حديثه پغضب جم قفز بعينيها ثم
استطردت بنبرة موبخة إياه
وأنا مش هتفرج على بنتي وإنت بتقهرها الحب مش كدا ياحضرة الظابط وأنا لو مش متأكدة من حبك ليها صدقني كنت خليتك تطلقها من وقتهافاعقل كدا وخد مراتك في حضنك بدل مافي يوم ماتلاقيهاش فعلا ربنا إدالك فرصة تصلح أغلاطك مش تمشي بمبدأ أنا وبس..
قالتها وتحركت من أمامه سريعا قبل أن تفقد أعصابها عليه..
وصلت للخارج وقامت بمهاتفة أحدهم
وصلت لإيه يابني..
اسمه أرسلان الچارحي من عيلة كبيرة أوي يامدام فاتح نادي رياضي وشغال في شركة والده هو مهندس الكترونيات له عم عقيد في الشرطة اسمه إسحاق وعمة ليها بنت وولد جدته كانت عايشة برة بس رجعت من كام يوم عرفت أنه متجوز من فترة بنت من حي شعبي ومكنش حد يعرف من أهله غير عمه عملوا حفلة من أسبوع على شرفها..
تمام يابني ..قالتها وصعدت إلى سيارتها تشير للسائق بالمغادرة إلى وجهتها..
بالأعلى بغرفتها
حاولت ألا تنساق إلى ڠضبها وتفعل شيئا ټندم عليه ..ظلت تفكر لبعض الوقت فيما ستفعله حتى تسير هذه الليلة على مايرام ..
بعد عدة ساعات هبطت درجات السلم تتأنق بفستان باللون الأحمر ضيق من الخصر ينزل باتساع للكاحل بحجاب باللون الأبيض..لأول مرة يراها بتلك الهيئة عن قرب ..ظلت عيناه تتابعها إلى أن وصلت إلى مائدة الطعام وألقت تحية المساء بهدوء ثم جذبت المقعد لتجلس عليه إلا أنه قاطعها
هتقعدي بعيد عني ولا إيه !
شيعته بنظرة سريعة ثم التفتت بنظرها إلى رؤى التي تجلس بالجانب الآخر قائلة
هنا هكون مرتاحة أكتر..لم تعطيه فرصة للحديث لتتابع حديثها مع مصطفى وإسلام
وحشتوني أخيرا شفتكم..ابتسم مصطفى بحنان أبوي قائلا
معلش حبيبتي مشغوليات أنا بسأل والدتك عليكي دايما أومأت مبتسمة
تسلملي ياعمو..قاطعها إسلام
مبرووك الشغل في الجريدة الجديدة ياميرو.
شكرا ياإسلام لسة بحاول أتأقلم عليها إنت عامل إيه في الجامعة..
بدأ يتناول طعامه ويتحدث معها متجاهلة الحديث معه..توقفت فجأة عن الحديث على صوت رؤى
أنا جاية أوضح سوء الفهم اللي حصل بس أنا كنت في مشكلة كبيرة وأبيه إلياس حاول يساعدني علشان كدا كنا عاملين موضوع كتب الكتاب دا بس والله مكنش زي ما أنتوا متخيلين أنا عارفة حدودي كويس..التفتت إلى إلياس واستطردت
إلياس أخويا وهيفضل أخويا العمر كله ومقدرش أنكر فضله هو وعمو مصطفى لولاهم كنت زماني بنت من بنات الشوارع..
اهتزت حدقتيها تتابع ميرال التي أمسكت الشوكة وبدأت تتناول الطعام ولم تهتم لحديثها تحدثت فريدة بعدما رفعت نظراتها إلى ميرال
الموضوع انتهى زي ما إلياس قال يارؤى وأنا متأكدة إن إلياس مستحيل يتجوز على مراته أو يفكر في غيرها قالتها وهي تغرز عينيها بأعين إلياس الذي التوى ثغره بابتسامة قائلا
مدام فريدة شايفك بتدافعي عني مش كدا ولا إيه..
أكيد ياإلياس لازم أدافع عن جوز بنتي يعني بتحاول تسعدها وأزعلك..
رفع حاجبه بعدما لمح نبرة التهكم بصوتها غرز الشوكة بصحن المحشي
وبدأ يتذوقه وعينيه على ميرال التي تأكل بصمت إلى أن هتفت فريدة بصوت انتبه الجميع إليه
طعمه حلو ياإلياس أول مرة أشوفك بتاكل محشي مش خير ولا إيه..
زم شفتيه وعلم أنها تتلاعب به رفع كوب المياه وارتشف بعضه ثم اتجه بنظره إلى ميرال التي نظرت إلى طعامه بذهول ثم أردف
بحاول أحب حاجة مراتي بتحبها مش دي من بنود السعادة الزوجية يامدام فريدة..
شرقت غادة التي توقف الطعام بفمها تبتلعه بصعوبة حتى أدمعت عيناها تنظر إليه بذهول..
بينما أفلت إسلام ضحكة
البت ھتموت من صباع محشي أكلته ياأبيه..بدأ الجميع بالضحك على غادة التي ضړبت إسلام بخفة..بينما هو كان ينظر إلى ميرال بصمت نهضت متوقفة بعدما أردفت
شبعت ..عشا سعيد نورتي البيت يارؤى بس مش معنى قعدت معاكي على السفرة متقبلاكي أبدا أنا قعدت علشان عمو مصطفى وماما طلبوا مني كدا إنما إنت في نظري خنتي العيش والملح ودا جوزي ميختلفش المعنى عليه أنا شايفة أنه خاېن زيك بالظبط..
توسعت العيون پصدمة من كلماتها التي كانت كالړصاص إليهما ثم استدارت وتحركت للأعلى وكأنها لم تقل شيئا..صمت مشحون بأنفاسه المرتفعة حتى توقف من مكانه هبت فريدة بمقابلته
منتظر منها إيه تصقفلك جايب واحدة من شهرين كنت ناوي تتجوزها وأصريت تقعد معاها على سفرة واحدة دنت منه ترفع سبباتها بټهديد واضح
بقولك قدام أبوك أهو أي غلط جهة بنتي مش هسكتلك ياإلياس وزي ماجوزناكم بالڠصب نطلقكم بالڠصب إيه يامصطفى هصبر على عمايله لحد ماتموت نفسها إنت مش شايف حالتها دي ميرال اللي كان ضحكاتها بترن في البيت ياأما قافلة على نفسها ياأما في الشغل..
كان واقع كلمات فريدة على مسامعه كصدى رعد أصابه بالصمم فتحرك للأعلى دون حديث..حاولت إيقافه ولكنها أخرجت جيوش غضبه ونيران متقدة تخرج من مقلتيه صعد للأعلى ورغبة ملحة ټضرب قلبه.
بدون مقدمات دفع الباب ودلف يبحث عنها بلهفة وجدها جالسة على الأرضية تحتضن ركبتيها وتضع كفيها على فمها تمنع شهقاتها ودموعها تسيل فوق وجنتيها بغزارة حتى كادت وجنتيها أن تختفي خلفها..
وقف يتأمل مظهرها ببؤس مزق روحه المحترقة لأشلاء فهو يعشقها حد الجنون ولكن عنادها وتكبره أضاع مابينهما..
كتم صړخة مهتاجة جاشت بصدره وأقبل عليها بخطوات هادئة
انحنى ليسحبها من خصرها ويحتجز جسدها بين ذراعيه..ليضمها بقوة الاشتياق الذي ينبض بالقلوب..أزاحت يديه التي تعتقل خصرها وتراجعت تزيل دموعها
إيه اللي جابك انزل علشان ضيوفك مايزعلوش..
صك على أسنانه من حديثها اللاذع
وبعدهالك أنا جيت وراكي أهو عايزة إيه..قفلت جفونها بقوة حينما تسربت الغيرة بداخلها كنيران ټحرق أوردتها لتدفعه بعيدا عنها بعدما شعرت بأنفاسه الحارة على وجنتيها
وليه جاي ورايا مكنش فيه داعي متحسسنيش إنك مهتم..
حاول معها ببداية الأمر بأعصاب باردة ولكنها أخرجته عن البرود وهتف بفظاظته المعهودة
وإنت متحسسنيش إنك ملاك بريئ..
اقترب عاجزا حائرا يريد أن يعاقبها ولكنه لا يتحمل حزنها فمن يطرق باب العشق عليه أن يتحمل آلامه جاهد في إخفاء حزنه ..رفعت عيناها الباكية إليه
انسابت عبراتها وارتجف جسدها تشير بيدها وتمتمت
قولي هتفضل لحد إمتى توجع فيا ياإلياس ليه مصر إنك ټموتني بالبطيئ عايزني أتزلل لك وأقولك مقدرش أعيش من غيرك ماهو من غير ماأتذلل وإنت عارف ومتأكد ورغم كدا بدوس على قلبي..
شعر وأنها تثير أعصابه ولكنه حاول السيطرة على نفسه وتركها تخرج قيح آلامها
زفرت بيأس تدور حول نفسها بقيت أتعصب من أقل كلمة رغم مش دي شخصيتي معرفش حاسة مبعملش غير الغلط وبس ندمي لنفسي أكتر من تعظيمها أنا تعبت وزهقت ومبقتش متحملة بحاول أعيش دور واحدة ساذجة بعد مالغيت شخصيتي علشان أرضي معالي الباشا..
كان مشدوها لما يسمعه حتى توقف ملجم اللسان ولم يستطع التفوه لم تحيد بصرها تطالعه بملامح جامدة
عايزة اعيش حياتي بشخصيتي ليه انا بقيت كدا فين ميرال من حياة إلياس كل اللي بتعمله
متابعة القراءة