شظايا قلوب محترقة سيلا وليد من الفصل الاول للسادس والعشرون
المحتويات
رفعت عيناها إليها
هيعرف البيت بتاع صاحبتي ياميرال وقتها مش هيسامحني ياريتني حكيت له من وقتها إنت عارفة لما بيقلب بيكون إزاي..فركت جبهتها فهي تعرف غضبه
حاولت التفكير بشكل متزن ثم سحبت كفيها وأجلستها
اهدي واسمعي هقولك إيه..ظلت تستمع إليها..
إنت مچنونة!..دا إلياس عشر دقايق وهتلاقيه عرف كل حاجة مش لسة هنروح نتفق ونشتري البيت..
بصي هو لو عايز يعرف كان عرف الموضوع فات عليه وقت وانت غبية اللي خلاكي تقولي كدا معرفش ماما فريدة لما عرفت قالتلي ممكن تقولي لإلياس ..ربت على كتفها وزفرت قائلة
أنا هتصرف لازم أعرف عمو مصطفى.
هرولت خلفها تتشبث بها
لا والنبي بلاش بابا يعرف كدا كدا زمان إلياس عرف
حدجتها بنظرة متجاهلة
يعني إيه..دنت قائلة
بمنزل إرسلان..توقفت تنهي زينتها لمقابلة زوجها الذي غاب عن المنزل منذ أسبوع..وضعت وشاحا خفيفا فوق أكتافها بعدما استمعت إلى صوت الباب تحركت للخارح ألقى مفاتيحه يبحث عنها..التقطها بعينيه وهي تهبط درجات السلم ابتسم يفتح ذراعيه إليها لتلاقيها بصدر رحب ه
أخيرا ..أطلق ضحكاته وهو يرفعها من خصرها يدور بها
زعلانة منك قولت يومين تلاتة مش أسبوع سحب كفها وصعد إلى غرفتهما
آسف حبيبي جالي كام سفرية داخل مصر كدا ومكنش ينفع أرجع غير لما أخلص اللي عايزه..فتح الباب ودلف للداخل ثم توقف ينظر لسحرها الخاطف لقلبه .
رجعتي إمتى من عند ماما..
طأطأت رأسها للأسفل تفرك كفيها تهمس بخفوت
أكيد عارف مش السواق قالك ولا إيه..
إنت هتفضل تسافر كتير كدا تمدد على الفراش يسحبها لأحضانه
حبيبتي أنا تعبان من السفر وجاي بالعربية يعني هلكان وعايز أنام ممكن نتكلم بعد ماأفوق علشان فيه مفاجأة لما أصحى..استندت متسائلة
مفاجأة إيه دي أوعى تقولي نروح الفيلا أنا مش هروح في أي حتة سمعتني مش بعد غياب أسبوع صمتت بعدما اختنق صوتها بالبكاء ليعتدل ينظر إليها بعينيه العاشقة
محتاجة مساعدة..
هزت رأسها بالنفي ثم أردفت
باقي حاجة بسيطة وأخلص مش محتاجة شكرا..جذب المقعد وجلس بمقابلتها يراقبها بعيونه وهي تعمل بصمت إلى أن قطع الصمت
ناوية تتخصصي إيه رفعت القهوة ترتشف بعضها ثم أجابته
ليه أورام ..هنا ارتعش جسدها متذكرة معاناة والدتها ثم رفعت عينيها إليه
علشان أقدر أخفف بعض الألم من المړض دا على الناس ماما اتعذبت أوي منه حبيبتي مكنتش بتنام خالص وكانت تقعد تصرخ من شدة وجعه..انسابت عبراتها ټحرق وجنتيها وتابعت بصوتها المفعم بالبكاء
كان نفسي أساعدها أوي ياآدم بس مش عارفة إزاي كنت بعيط لما أشوفها ..اقترب منه
اهدي خلاص ربنا يرحمها ادعيلها حبيبتي..مسحت دموعها وابتعدت عنه..
تجهمت ملامحه مرة أخرى فنهض من مكانه حتى لا يتعصب عليها ويخسرها للأبد..تنهدت بحزن وذهبت بذاكرتها لذاك اليوم بعدما عاد من عمله وكانت تتراقص..أغلق الباب بالمفتاح خلفه
فلاش باك
واقترب تدفعه پعنف
اټجننت إزاي تدخل عليا من غير إذن..
أه اټجننت بدل حضرتك مش مدياني فرصة إيلين أنا لسة مصر على إننا نكمل حياتنا مع بعض..
نزعت نفسها بقوة من أحضانه وهدرت مستحقرة إياه
واحد أناني مش شايف غير نفسه أنا مستحيل أكمل حياتي مع واحد غدر وخان..توقف مذهولا يقاتل بضرواة ألمها القاټل الذي يخترق روحه..
يعني مابقتيش تحبيني ياإيلين..استفهام انبثق من بين شفتيه پألم روحه الساكنة لترفع عينيها إليه بكل جبروت أنثى غدر بها وهتفت بصوت مرتفع
رميتك من زمان يابن خالي من أول يوم جواز ومبفكرش غير في حياتي وبس عايزة أبني الدكتورة إيلين بعيد عن أي
راجل..دنت منه حتى اختلطت أنفاسهما تنظر بحدقتيه
أنا كرهتك ياآدم كرهتك كحبيب بس إنت مهما يطول الزمن هتفضل ابن خالي فلو سمحت بلاش تكرهني في صلة الډم اللي بينا..
نجحت وبجدارة أن تذيق قلبه أنواع العڈاب ومرارة العشق..
يعني إيه..استدارت تمسح دموعها
يعني لو عايز تساعدني بجد ساعدني لحد ماأخلص جامعتي
استحمل وجودي معاك يادكتور وأنا مش هسبب لحضرتك ضرر متخافش حتى لما مراتك تيجي ممكن تعرفها على إني أختك..
انهالت صدماته تضربه پعنف وهو يرى أنها تعلم بخبر وصول زوجته الأخرى..
إنت إيه اللي عرفك..عقدت ذراعيها
ممكن تطلع برة تعبت وعايزة أنام وياريت تحترم رغبتي..
استدار وغادر الغرفة سريعا بخطوات تأكل الأرض..
خرجت من شرودها على رنين هاتفها
أيوة ياخديجة..
ابعتيه كدا لو معرفتوش هخلي آدم يشوفه..
ظلت لفترة وهي تتفحص بعض الأشياء التي أرسلتها مساء بعدما شعرت بانهاك جسدها نهضت متجهة إلى غرفته طرقت الباب ودلفت تبحث عنه
لحد إمتى ياإيلين هبعد بحاول أضغط بس مش قادر إيلين والله بحبك ارحمي قلبي
.
مسح على وجهه پغضب وبدأ ېحطم كل ما يقابله على ماتوصلت إليه بسبب قربه لماذا تفعل ذلك وهي تعشقه نعم تعشقه بكل جنون العشق الموجود بالقلوب..جلس بالشرفة وبدأ ېدخن سجائره بشراسة كلما تذكر حالتها تخرج أنفاسه بلهيب مستعر أغمض عينيه وابتسامة لاحت على وجهه وهو يتذكر..دفع المقعد بقدمه وهرول إليها يقسم بداخله أنه لن يتخلى عنها مهما كلفه الأمر..دفع الباب ودلف للداخل ولكنه توقف جاحظ العينين لما رآه..
بشقة يزن وخاصة بمكتبه
وبعدين ناوي على إيه تسائءل بها كريم..كان ينظر إلى جهازه يربط الأحداث ببعضها البعض ثم نهض واتجه إلى سجائره
كل خير..اتجه يطالعه بغموض
يزن أوعى تكون ناوي تعمل حاجة..مسح على شعره ثم الټفت إليه
إنت بتحب أختي ياله من إمتى!
ركله بقدمه وجز على أسنانه
متوهش يابن السوهاجي إنت ناوي على إيه..استند على جدار الشرفة ينفث سيجارته
هي القضية لسة شغالة بس عرفت وكيل النيابة دا عقر ونضيف ودا اللي يخليني أبعد لفترة هقعد وأتفرج علشان بردو معرفش مين وليه..
كدا أقنعتني يعني ..ربت على كتفه
صدقني حاليا مش بإيدي حاجة أعملها بس فيه خطة أظبطها وأقولك عليها.. علشان هحتاجك ياجوز أختي..
توسعت عيناه بذهول
احلف يعني إنت موافق ..احتضنه بحب
أيوة هلاقي أحسن منك علشان لو حصلي حاجة تاخد بالك من معاذ ياله مش موافق عليك جدعنة..
ارتفعت ضحكات كريم مرددا
واطي واطي ياصاحبي ..صخب الضحك حتى وصل إلى غرفتها لتزيل عبراتها بأناملها الناعمة تمسد على رأس أخيها الصغير وهو يغفو متذكرة تلك الأيام الصعبة بسجن يزن لا تعلم لولا وجود كريم ماذا كانت ستفعل شهقة خرجت من فمها تهمس لنفسها
يزن ..خرجت شهقة من فمها حينما تذكرت حياتها من غيره..ظلت لوقت تبكي بصمت إلى أن استمعت إلى إغلاق الباب حينها علمت بمغادرة كريم استمعت إلى صوته
إيمي حبيبتي تعالي اعمليلي شاي..
مسحت دموعها وتحركت للخارج..
حاضر حبيبي أجبلك كيك ولا قراقيش ..
كان يتفحصها بحدقتيه ثم أردف من خلفها
عملتي إيه الأسبوع اللي مكنتش موجود فيه..سقط الكوب من يديها وأجهشت بالبكاء ثم استدارت إليها تهرول لأحضانه تبكي بصوت مرتفع
أوعى تعملها تاني أنا كنت بمۏت في بعدك يايزن إياك تغلط مع حد علشان مش يبعدوك عننا..
حاوطها بذراعيه يربت على ظهرها واختنق حلقه بغصة يقسم بداخله لدموعها أن يذيقهم من دموعها ماتشتهيه الأعين..
صباح اليوم التالي توجه إلى مكتب راكان دلف بعد السماح له وزع نظراته بينه وبين جاسر ..أشار إليه راكان بالجلوس
بعت لك بشكل شخصي القضية لسة شغالة عندي كام سؤال
اومأ يزن قائلا
اتفضل حضرتك..نقر راكان وعيناه على جاسر الذي اومأ له
ايه علاقتك بطارق الشافعي وليه طارق بيراقبك ثم أخرج صورة ميرال وأشار له
تعرف دي ..رفع الصورة يدقق بملامحها ثم هز رأسه بالنفي
لا بس ليه طارق باشا هيراقبني..استند راكان على المكتب يطالعه بتدقيق
ياسر اټقتل في السچن انت عارف معنى الكلام دا ايه
بفيلا السيوفي وخاصةبغرفة ميرال
كانت تجلس فوق فراشها تنهي مقالها الذي تعمل عليه منذ عدة أيام ..دلف للداخل توقف يعقد ذراعيه يراقبها بعيون مبتسمة فمنذ ذلك اليوم لم يراها يأتي ليلا ليطمئن عليها ثم يغادر خفيااقترب منها محمحما رفعت عينيها إليه ترمقه بصمت ثم اتجهت إلى جهازها دون حديث..جلس بجوارها متسائلا
بتعملي إيه..
كنت بعمل مقال عن الولد اللي الكل خاېف يعمل معاه حوار دا..
أمسك الورق يقلب به ثم نهض من مكانه يردد الاسم وتساءل
إيه اللي وصلك للواد دا..جذبت منه الأوراق قائلة
قولت مليون مرة دا شغلي لو سمحت متدخلش فيه..
تأفف بجزع ثم انحنى بجسده يحاوطها
انسي المقال دا عايزك تبعدي عن القضية دي..
تراجعت بعيدا عنه تتلاعب بقلمها ثم اقتربت من وجهه والتوى ثغرها بابتسامة
ليه مش دا ابن الراجل اللي حاول يضرب علينا ڼار ويومها اتصبت..
ميرال ..قالها من تحت أسنانه لتستند على كتفه تداعب وجهه
روح ميرال ..كظم غيظه من أسلوبها المستفز فأردف
الواد دا تبعدي عنه سمعتيني ومش عايز المقال دا ينزل..استنشقت رائحته المختلفة ثم دفعته بعيدا عنها
إيه الريحة دي..إنت غيرت البيرفيوم بتاعك!..
اعتدل بعدما تملكه الڠضب الجارف من حديثها ثم تحرك للخارج يسبها..ظلت تجز على يديها بعد خروجه دقائق وهي تستثير ڠضبا حتى نهضت متجهة اليه
دفعت الباب ودلفت وجدته جالسا على فراشه يحادث أحدهم..ظلت إلى أن انتهى من مكالمته ثم اتجهت إلى خزانة عطوره وهو يتابعها بهدوء إلى أن توقفت أمامه وألقتهم جميعهم على الأرضية لتتناثر شظاياهم ومضت عيناها بلمعة تحدي مما جعلته يقف يشير إلى مافعلته اشتعلت نيران الغيرة بداخلها
إيه زعلان على هدايا الزفتة بتاعتك والله أموتك وأموتها اسمعني.. أه أنا ممكن أبعد عنك بمزاجي وڠصب عني كمان بس حد يقرب حتى لو كانت الحيوانة دي والبنت دي مش عايزة أشوفها تاني..ارتفعت دقات قلبه من حالتها أقسم بداخله أنها وحدها التي يجب أن يهتز الكون كله لأجلها دنا منها وهي تتراجع ظنا أنه سيوبخها ولكنها أذابت كل الآلام التي بداخله
إشش اهدي البرفيوم دا أنا اللي جايبه مفيش حد تاني من إمتى وأنا باخد حاجة من حد..
يعني ايه..ا
اخد حاجة حلوة واقولك..ابتسمت قائلة
اتغيرت ياالياس ..وضع جبينه فوق خاصتها
عرفتي انك مهمة ارتفع رنين هاتفه ليخرجهما من لحظتهما ذهبت ببصرها إلى فونه لتبتعد سريعا عنه ثم استدارت مغادرة الغرفة..أمسك هاتفه متنهدا
أيوة يارؤى..استمع إلى بكا ئها بالهاتف
لتقص له ماصار..
طيب خلاص انا هتصرف وبكرة هبلغك بعد فترة ليست بالقليلة نهض متجها إليها وجدها تغفو فوق فراشها..
إيه اللي جابك أوضتي في وقت متأخر كدا روح كمل مكالمتك الغرامية ابتسم بخفة عليها ورغم معرفته بدلالها وبما تفكر به إلا أنه سايرها ليدا
حياتنا هتفضل كدا لحد إمتى ياإلياس عجبك كدا كل اللي بنعمله إزاي كل واحد فينا بيقتص من التاني
لما قولتلك بحبك مكنتش بهزر أو بنتقم علشان بجد إنت ډمرت كل الحصون والقلاع ولو كنت بحبك قبل الجواز فدلوقتي حبي عدى مراحل كتيرة..كانت تستمع إلى نبرته الحانية بلمعة من عيونها لشعورها بالسعادة
نامي حبيبي علشان أعرف أنام..
هتبات هنا..فتح عينيه ثم اعتدل مرددا
أنا إزاي نسيت صح شعرت بالحزن
دي مش أوضتنا علشان نبات فيها
.. قهقهات صاخبة وكأنهما لم يذوقا العڈاب منذ فترة
متابعة القراءة