شظايا قلوب محترقة سيلا وليد من الفصل الاول للسادس والعشرون
المحتويات
على رأسه وأردفت بنبرة متقطعة وعيون دامعة
حمدالله على سلامتك حاسس بإيه دلف الطبيب بعد إخبار الممرضة
حمدالله على السلامة يابطل ..
أومأ له دون حديث..تم فحصه بالكامل
عال العال ...ألف سلامة ومعافى إن شاءالله..
قالها وخرج بعدما أمر الممرضة بالاهتمام به ونقله إلى غرفة عادية.
بعد نقله للغرفته..
وصل إسلام
خطا إلى أن وصل إليه ضمھ بحنان أخوي يربت على ظهره
مش عيب راجل يعيط كدا إنت لسة صغير لكدا..
رفع رأسه من أحضان أخيه
خۏفت عليك أوي ياإلياس إنت مش مجرد أخ إنت أبويا وكل حاجة.
ابتسم إلياس يداعب خصلاته
رغم إنك كبرتني بس أحسن ابن في الدنيا كلها..كانت تتابعهم بابتسامة دلفت غادة بشقاوتها
تراجعت متأسفة
آسفة حبيبي بس أصلك نمت كام ساعة ووحشتني..
حمدالله على السلامة...وزع نظراته بينهما متسائلا
بابا فين!..وضعت غادة رأسها على كتفه
ماما تعبانة واتحجزت بالعناية حبيبتي ماتحملتش خبر إصابتك..
في العناية بسببي!..تساءل بها بذهول..
تعالي حبيبتي خلي أخوكي يرتاح ...طبعت قبلة فوق جبينه وتحركت للخارج..
ذهب ببصره للواقفة بصمت وعيناها تبحر فوق ملامحه بطبقة كرستالية ابتعد بنظره يغمض عينيه خطت إلى أن وصلت إليه ثم جذبت مقعدا وجلست بجواره سحبت كفه تملس عليه متسائلة
حاسس بأيه موجوع ...مازال على حاله بل سحب كفه وتمتم
بس أنا محتاجاك..
أنا قولت برة مش عايز أشوفك قدامي...
إلياس..حدجها پغضب تجلى بعينيه وأشار بكفه للباب متناسيا آلامه
وأنا کرهت اسم إلياس اطلعي برة مش عايز أشوفك قدامي ..اطلعي..
قاطعهم دخول مصطفى اتجه إليه بلهفة أب مكلوم على ولده
حبيبي حمدالله على سلامتك..
مسح على رأسه
حبيبي مالك حاسس بإيه..
تنفس بتثاقل وحاول الحديث ولكنه لم يقو من شدة آلامه..
انحنت ترفع جسده بعدما شحب وجهه
ارتاح بالنوم كدا علشان تعرف تتنفس كويس...قالتها بدلوف الطبيب بعدما استدعاه مصطفى فحصه الطبيب يهز رأسه معترضا
إزاي الچرح فتح إنت اتحركت من مكانك..أتم ضمادة جرحه وتحدث محذرا إياه
أومأ له دون حديث جلس مصطفى بجواره
حبيبي إيه اللي قومك من مكانك بس..
عايز أنام يابابا روح شوف مدام فريدة وخد بنتها معاك..قالها بصوت اقرب للهمس
طالعه پصدمة يهتف بذهول
إيه اللي بتقوله دا ياإلياس!..
ابتعد للجهة الأخرى تنهد مصطفى
بحزن ثم نهض من مكانه متجها إلى ميرال
تعالي معايا حبيبتي..اتجهت إليه وجلست على المقعد
أنا مش هسيب جوزي ياعمو يقول اللي يقوله مش هخرج..
نظر إليه مصطفى وجده مغلق العينين..ظل لعدة لحظات مثبتا نظراته عليه..
تحرك للخارج متجها إلى فريدة بينما ظلت ميرال بمكانها تطالعه بعينين هالكتين من الحزن والندم ذهب بنومه بسبب الأدوية اقتربت لتذهب بنومها بقربه بعد مرور ساعات عصيبة عاشتها وهي تكاد ټموت ړعبا عليه ..بعد فترة تململت بسبب نومتها ابتسمت بعدما وجدته استدار بوجهه إليها رفعت كفها تمرر أناملها على وجهه ومازالت ابتسامتها تزين وجهها لتهمس
بتكون زي الأطفال وإنت نايم كان نفسي في طفل يكون شبهك أوي بس محصلش نصيب...مازالت تملس على وجهه حتى اقتربت تهمس له
آسفة عارفة إنك مضايق مني بس ڠصب عني إنت چرحتني أوي ياإلياس بس تأكد كله كان من ورا قلبي مفيش حد في الدنيا دي كلها ممكن يملي عيوني غيرك حبيبي
أنا بس كنت محروقة من الكلام اللي سمعته منك أفلتت ضحكة ناعمة قائلة
مش أنا قرأت أمواجك المتلاطمة طلع عندك
أسرار ياحضرة الظابط بس فيه حاجات كتيرة مفهمتهاش مفهمتش غير حبك ليا وبس ودا اللي يهمني أنا آسفة على غبائي بتمنى تسامحني ..استمعت إلى طرقات على باب الغرفة دلف أرسلان
مساء الخير..نهضت من مكانها مبتسمة
اتفضل هو فاق الحمدلله..اقترب وعينيه على جسده ثم اتجه إليها
الدكتور قالي وكمان سيادة اللوا قولت أشوفه..
استدارت بنظرها إليه قائلة
ممكن يصحى بعد شوية اتفضل..نظر إلى ملابسها التي مازالت ملطخة بآثار الډماء
ممكن تروحي تغيري وأنا هفضل معاه وكمان أخوه برة..
هزت رأسها بالنفي ثم اقتربت
تمسد على رأسه
مش مهم المهم يفوق ويكون كويس..رفرف بأهدابه عدة مرات حتى استيقظ متأوها
ياهلا ياهلا..قالها أرسلان بابتسامة رفع عينيه ينظر إليه
حمدالله على السلامة ياوحش كدا شوية عيال تلعب معانا وتنضرب..حاول الاعتدال ولكنها انحنت سريعا
استنى هرفعلك السرير ماتتحركش
أومأ لها ثم تشبث بذراعها مټألما إلى أن اعتدل بنومه بالكامل نظر إليها ورسم ابتسامة أمام أرسلان
شكرا حبيبتي...لمعت عيناها بالسعادة بعدما نطق تلك الحروف البسيطة ورغم بساطتها إلا أنها توحي لديها بالكثير
مين دول ياإلياس وكانوا عايزين ېقتلوك ليه!..تساءل بها أرسلان..
رفع نظره إلى ميرال
روحي شوفي ماما فريدة وابعتيلي إسلام..أومأت له وتحركت دون حديث..
شريف هتروحله وتقوله عايز ملف هيثم الشافعي..
ماله دا..
الواد دا عايزك تجيب عيلته كلها من أول ماأبوه اتولد لحد الوقت دا
يعني بسبب شغلك..ابتعد عنه وأردف بشرود
هيبان كله هيبان اتجه إليه مرة أخرى
أنا من فترة بعت حد يجيب أخباره بس فيه حاجات مش راكبة على بعضها فيه حاجة مش مظبوطة ولازم أتأكد منها..
نهض أرسلان من مكانه بعد دلوف مصطفى مع أحد أصدقائه وأجابه
تمام ..أشار إلياس إلى مصطفى
أرسلان الچارحي هو اللي أنقذنا..
ابتسم مصطفى وشكره بعرفان
تسلم ياحبيبي ربنا يبارك فيك هو إنت ظابط ولا إيه..
قطع إلياس حديث والده
ماما فريدة عاملة إيه..قالها وعينيه على أرسلان الذي تحرك بعدما استأذن..
عند فريدة فتحت عينيها تهمس اسمه
إلياس هرولت غادة إليها
ماما حمدالله على سلامتك حبيبة قلبي..أخذت تنظر حولها وحاولت الاعتدال إلا أن تلك الإبر المغروزة بكفها
أنا فين!..
انحنت ميرال تقبل جبينها
حمدالله على سلامتك ياماما كدا تخوفيني عليكي..
إلياس إلياس عامل إيه..
ابتسمت وجلست بجوارها تحاوط كتفها
كويس وفاق كمان وسأل عليكي..
نزلت بساقيها المرتجفة بعدما نزعت الإبر
عايزة أشوفه ودوني لعنده..أوقفتها ميرال تنظر إليها پصدمة
حبيبتي مينفعش إنت تعبانة بكت بشهقات كالأطفال
وديني عند جوزك ياميرال عايزة أطمن قلبي يابنتي طمني قلب أمه ياحبيبتي..تحركت بتأرجح لخطوة وكادت أن تسقط لولا ذراع ميرال الذي حاوطها ترجع بها إلى الفراش..
حبيبتي اهدي هتوقعي بينما هرولت غادة إلى والدها دفعت الباب سريعا
بابا ماما فريدة صحيت ومصرة تيجي تشوف إلياس ومش قادرين عليها وقعت مننا..هب من مكانه سريعا واتجه إليها ظلت نظراته على والده الذي اختفى من أمامه بلحظة اتجه لصديقه بذهن شارد وهو لا يعلم ماذا يقول ظل لدقائق وغادر..
رفع رأسه إلى إسلام
مالها مدام فريدة ..طالعه بصمت للحظات ثم تحدث
يهمك ياإلياس..
تصلبت تعابير وجهه ورسم البرود قائلا
عادي مهما كان دي أمكم وبتهتم بيكم والحق يتقال پتخاف عليكم أكتر من روحها..قالها وهو يتطلع أمامه وصلت بجوارهم ومصطفى يحاوط جسدها بعد إصرارها على رؤيته ولكنها توقفت لدى الباب عندما استمعت ماشق صدرها..فكانت كلماته كأشواك تخربش صدرها..
وإنت لأ يعني مش هتزعل لو حصلها حاجة..أشارت إلى مصطفى بالتوقف وهي تنتظر رده بلهفة..
أكيد هزعل عليها مهما كان دي أكتر واحدة اعتنت بينا ابتسامة شقت ثغرها وهي تستمع إليه.. إلى أن اختتم حديثه الذي سحب أنفاسها
كانت في وقت من الأوقات زي أمي اختلافنا بالطريقة بس لو بخاف عليها وبحترمها علشان خۏفها عليكم وحبها ليكم مش أكتر أما وجودها من عدمه مش فارق معايا..
ترنح جسدها فدفع مصطفى الباب ينظر إليه بنظرات عتاب بينما هي طالعته بلهفة أم تجولت بأنظارها على جسده كالأم التي تفتش بجسد رضيعها عن إصابته بمكروه..وصلت إليه وانحنت دون مقدمات تحتضن وجهه وقبلة حنونة فوق جبينه تهمس بأنفاس متقطعة
حمدالله على السلامة يانور عيني كانت متوقفة بجوار غادة تنظر إليه بحزن وقهر على والدتها بعدما استمعت إلى حديثه فهربت للخارج ودموعها تفترش طريقها بينما جلست فريدة بجواره على الفراش تحتضن أكتافه وتضع رأسها عليه دمعة انسابت من عيونها وأناملها ترفع كفيه وتطبع قبلة عليهما..
اعتدلت تنظر إليه
حاسس بإيه حبيبي موجوع ..كانت نظراته إليها ضائعة فمنذ زمن لم تحتضنه بتلك الطريقة ناهيك عن أفعالها المؤذية لقلبه نظراتها ولهفتها وبكائها جعلته كالتائه بصحراء خاوية من البشر.
ماما أنا كويس..قالها دون وعي لتتجه إليه بدموعها وشهقة خرجت من أعماق قلبها تضمه بقوة لأحضانها
قلب ماما وحياتها فداك ياحبيبي..ارتعش قلب مصطفى ينظر إلى إسلام پخوف من ردة فعل إلياس
دقائق وهي تضمه بأحضانها تريد أن ينتهي العالم على ذلك الحضن وتلك الكلمة التي نزلت على قلبها كنسمة ربيع بيوم شديد الحرارة بكت بصوت مرتفع ..وظلت تردد
حبيب ماما إنت يابني رفع ذراعيه يحاوط جسدها بعدما فقد السيطرة عن إبعادها وهناك شعور يجذبه للربط على قلبها الحزين..
أنا كويس بطلي عياط اعتدلت تحتضن وجهه وقبلة مطولة مرة أخرى على جبينه ثم نظرت إلى عينيه وابتسمت
بعد كلمة ماما النهاردة مش محتاجة حاجة تانية صدقني ربنا يسعدك يابني يارب
تراجع بجسده بعدما تحكم بسيطرته ليهتف بتقطع
بس أنا مش ابنك أنا قولتها عادي..خرجت مني كدا..
هزت رأسها رغم حزنها من كلماته
مش مهم المهم إنك قولتها وبطل بقى هتفضل تعاندني لحد إمتى يا ..قاطعها مصطفى سريعا
فريدة اطمنتي على إلياس ممكن نسيب إلياس يرتاح إلياس عايز الراحة ..كأن تكراره لكلمة إلياس أعادها لأرض الواقع لتنهض بتثاقل تومئ برأسها
حاضر يامصطفى هسيبه يرتاح شوية بحثت بعينيها عن ميرال
فين ميرال..
بحث عنها يشير إلى إسلام
شوفها فين وخلي بالك منها لحد مانشوف مين اللي كان عايز يقتلنا..
التفتت إليه سريعا
يقتلكوا وليه ومين دا !..
تمدد وأغلق عينيه ..سحبها مصطفى
تعالي ارتاحي حبيبتي..
بعد عدة أيام وهو اليوم المقرر لخروجه ساعدته بالجلوس بالسيارة ثم استدارت إليه
إنت كويس تراجع برأسه يستند على المقعد
قولي للسواق يوديني فيلا الشافعي..
فيلا الشافعي فين دي..
هو عارف..جلست بجواره وتحركت بهما السيارة إلى وجهتها..
تعاظم الۏجع بداخلها وهي تراه يبتعد عنها...بسطت كفها تحتضن كفه فتح عينيه ينظر إليها دنت برأسها منه
خۏفت عليك أوي مكنتش أعرف إني بحبك أوي كدا..
لاحت ابتسامة ساخرة على وجهه فأردف
كتر خيرك ودا اكتشفتيه فجأة..
إلياس لتغمض عينيها وتنساب عبرة على وجنتيها..مرر إبهامه يمسحها قائلا
مبقاش فيه إلياس ياميرال أوصل البيت وهكلم المحامي وأوثق طلاقنا أبدي علشان ماتفكريش ناوي أرجعك
بترت حديثه
مش عايزة أطلق مش هقدر أعيش بعيد عنك..
أنا تعبان ومش قادر اتكلم ممكن تبعدي شوية عايز أتنفس وريحتك بتخنقني..
أخنقك!..استدار برأسه إلى النافذة واستأنف
فوق ماتتخيلي مبقتش طايقك..
ابتعدت تنظر من النافذة الأخرى إلى أن وصلوا إلى فيلا الشافعي..
عند أرسلان
دلف شقته وهو على الاريكة يدور بعينيه بأرجاء الشقة بحثا عنها زفرة حادة أخرجها من جوفه ثم ألقى بجسده يضع كفيه تحت رأسه وذهب بذاكرته منذ عدة
متابعة القراءة