ضبط وإحضار لمنال سالم
المحتويات
الداخل ليجدها تستنجد به رغم السعال الذي أصابها فجأة
الحقني يا سيادة الرائد.
أرشدته إلى الحمام فانخفضت عيناه على الأرضية ليجد بهاء راقدة عليها بلا حراك انقبض قلبه في ذعر كبير وقال مطمئنا إياها إن لم يكن نفسه أولا
لف ساعده حول أنفه ليمنع رائحة الغاز من اقټحام رئتيه وأمرها في صوت جاد
في تسريب غاز في الشقة اقفلي المحبس لو في المطبخ واطلبي طوارئ الغاز أوام.
حاضر.
انطلق صوبها متخذا حذره في خطواته على الأرضية الزلقة التي أصبحت غارقة في المياه سعل رغما عنه من الرائحة الخانقة ومد إصبعيه ليتحسس النبض في عرق رقبتها أحس بقدر من الارتياح لكونه لا يزال يشعر بنبضها ثم ألقى نظرة تفقدية سريعة عليها ليجد بقعة من الډماء المتجلطة عند مؤخرة عنقها. قڈف قلبه في ارتياع أكبر وجاهد ليبدو هادئا قادرا على التعامل بحنكة مع أزمتها. في التو مرر ذراعيه أسفل جسدها ليحملها نحو الخارج ونظراته القلقة تطوف على وجهها الساكن.
تولى المسئول عن إدارة شئون البناية متابعة الأمر في حين هبط عمر الدرجات وهو يحملها متجها بها إلى سيارته لتتبعه فادية وهي تضع الهاتف على أذنها لتتصل بزوجها لتعلمه بالأمر.
امسكيها كويس وخدي بالك من راسها.
يا لهوي دي دماغها اتفتحت.
أخذ يردد في صوت لاهث آملا ألا يصيبها مكروه
إن شاء الله هتبقى بخير إن شاء الله.
صفق الباب وانطلق راكبا خلف عجلة القيادة ليندفع بسيارته عبر الطرقات والمسالك المختلفة ليصل بها في أقرب وقت إلى المشفى العسكري فالثانية الواحدة قد تكلفها حياتها.
عند منطقة استقبال الطوارئ صاح عمر مناديا على من بالمشفى ليساعدوه في حملها ووضعها على الناقلة لفحصها في الحال تدخل الفريق الطبي المكلف باستقبال حالات المرضى العاجلة وتولوا رعايتها طالبين منه الانتظار بالخارج. فتوقف في موضعه مقاوما شعوره بالعجز ليجد فادية من ورائه تبكي في حزن
نجيها يا رب من اللي هي فيه دي يتيمة ومالهاش حد يا رب.
وكأن ما به من طاقة صمود قد تبخرت دفعة واحدة فبحث عن أقرب مقعد ليجلس عليه شاعرا بهذه الغصة المؤلمة في صدره. رفع عمر عينيه اللامعتين بدمعات خفية إلى السماء مناجيا بلا صوت
يا رب احفظها لي يا رب!
دارت كل الاحتمالات المخيفة في رأسه لكن ما لبث أن سكنت جميعا كأنها لم تكن عندما جاء الطبيب ليطمئنهم على حالتها حتى إصابة رأسها لم تشكل أي خطۏرة عليها وقتئذ تنفس عمر الصعداء وأحس بموجة من الارتياح تغمره فابتسم لأول مرة في حبور لكونه قد أتى في اللحظة المناسبة وإلا
متابعة القراءة