ضبط وإحضار لمنال سالم
المحتويات
صعوبة كبيرة في التواصل معها بشكل مباشر دون جدال أو سوء فهم نحى ما يشغله جانبا عندما نادته والدته السيدة نهيرة من خارج غرفته
يا عمر تعالى أخوك الكبير جه.
نهض من على فراشه وألقى نظرة خاطفة على هندامه في المرآة ليخرج من غرفته واضعا على شفتيه ابتسامة صغيرة أنيقة سرعان ما تحولت لضحكة مرحة عندما قفزت التوأم لين ولانا تجاهه لتقوما باحتضانه حمل كل واحدة بذراع وانهال عليهما بالقبلات هاتفا
سألته الصغيرة لين وهي تمسد على شعره القصير
إنت حلقت شعرك
لم يجبها لكون التوأم لانا قد تولت الإجابة عنه
علشان تبقى حلو صح يا عمو
أومأ برأسه قائلا
أيوه.
اعترض عليه شقيقه الأكبر في تذمر
مش أحلى مني.
حينئذ نظر تجاهه وأنزل الصغيرتين ليقترب منه ويحتضنه فاستمر عامر في تقريعه
يعني لو مكونتش أجي لحد عندك ما تسألش عني!
مشاغل ما إنت عارف.
بأسلوب شبه متحيز خاطبه شقيقه الأكبر
أنا مش فاهم عاجبك إيه في شغل التدريس ونهي القلب ده ما كنت تبقى معايا وتوريهم ذكاءك وتخطيطك في المعارك اللي بجد مش شغل كتب ونظريات افتراضية.
خفت ابتسامته قليلا وعقب في صوت هادئ
أنا حابب يكون ليا لي دور مؤثر في غيري.
تدخلت زوجة شقيقه سلمى في الحوار قائلة بلهجة جادة
لحظتها استدار زوجها برأسه ناحيتها ليرد
ده أنا مستني لما البنات تكبر وأدخلهم حاجة عسكرية.
رمقته بهذه النظرة المحتجة هاتفة
كمان إنتو هتحتلوا الجيش بقى!
أخرج تنهيدة طويلة مهللا
يا سلام لو يجي اليوم ده نعمل كتيبة للعيلة.
اغتاظت منه سلمى وراحت تكلم عمر في لهجة محذرة
جاء رد زوجها مستخفا بقرارات شقيقه
مش لما يتجوز الأول بدل ما هو مقاطع كل حاجة مؤنثة.
واجه سخريته بلباقة وحذر
أنا مش في دماغي المواضيع دي ورايا حاجات أهم.
في طريقة ساخرة استأنف عامر التعليق عليه وهو يسحب مقعده على مائدة الطعام للخلف تمهيدا للجلوس عليه
يا ابني الجواز شړ لابد منه.
قصدك إني شړ يا عامر!!
في التو صحح خطأه اتقاء لعصبيتها الوشيكة
يا باشا إنت فوق الراس حد يقدر يغلط في الحكومة ده فيها محاكمة عاجلة!
زمت شفتيها مغمغمة
بحسب!
رددت السيدة نهيرة في صوت شبه صارم بعدما ساعدت التوأم على الجلوس في مقعديهما
أشار عامر بيده في الهواء هاتفا بعزم وحماس
ده أنا واقع من الجوع وهقوملك بالسفرة دي كلها.
ضحكوا جميعا على طريقته المرحة فربتت السيدة نهيرة على كتفه قائلة بمحبة أمومية
ألف هنا على قلبك.
الآخر لإحياء ذكراهما. اتشحت بهاء بالسواد من رأسها لأخمص قدميها حتى نظارتها كانت مطابقة لنفس اللون. تفاجأت أثناء خروجها من باب العمارة بوجود رفيقتها بسنت أمام المدخل فتحركت صوبها تتحدث إليها في استغراب
ما تصلتيش ليه قبل ما تيجي كان ممكن متلاقنيش فوق
ابتسمت في ودية وأخبرتها
وأسيبك في يوم صعب زي ده!
كانت ممتنة حقا لوجود رفيقة مثلها مخلصة في مشاعرها وصداقتها لمعت عيناها بتأثر فاستطردت صديقتها مرة أخرى مرددة بنفس الصوت الرقيق المتعاطف
تعيشي وتفتكري يا حبيبتي هما في مكان أحسن دلوقت.
اكتفت بهز رأسها فالصمت أحيانا أبلغ من الكلام استعدت لتتجه نحو سيارة عمها لكن بسنت استوقفتها بنبرة تحولت للجدية
خدي دول قبل ما أمشي.
نظرت إلى ما تحمل في يدها من كيس بلاستيكي وسألتها مستفهمة
ده إيه ده
أجابتها موضحة
هما سلمونا الزي الرياضي ده في الأكاديمية علشان التدريب العملي وأنا خدت بتاعك.
اندهشت للغاية من هذا الأمر واستخبرت أكثر منها
طب واشمعنى يجبولنا هما ما نلبس من عندنا.
هزت كتفيها معقبة
معرفش هو أصلا مجاني يعني ماتكلفناش حاجة وأنا هبعتلك على الميل مواعيد العملي علشان لازم تحضري.
حررت زفرة سريعة من رئتيها لترد باقتضاب
طيب.
لاحقا انضم إليهما عمها وألقى التحية على بسنت قبل أن يطلب منهما ركوب السيارة لينطلق بهما نحو مقاپر العائلة وقد راح يسرد ذكرياته السعيدة مع الراحلين.
بعد البقاء لوقت لا بأس به تضمن قراءة سورة الفاتحة وقصار السور القرآنية وكذلك بعض الأدعية للمټوفي مسحت بهاء بيديها
متابعة القراءة