ضبط وإحضار لمنال سالم
المحتويات
عندما صدح رنينه مبددا السكون استطالت ذراعها لتلتقطه وأجابت عليه فور أن رأت صورة رفيقتها تحتل شاشته
أيوه يا بسنت.
سألتها رفيقتها في صوت يبدو للوهلة الأولى باكيا
إنتي صاحية
في شيء من الاستغراب المستهزئ أجابتها
أومال هرد عليكي إزاي
اندفعت تقول دون مقدمات تمهيدية أجبرت بهاء على تحفيز كافة حواسها واستنفارها دفعة واحدة
على هذا الفراش الناعم متوسط الحجم جلست الشابات الأربعة في حالة جمعت ما بين التحفز والضيق يواسين صديقتهن الخامسة تلك التي تبكي بحړقة على ما وصفته بخېانة عظمى لا تغتفر من قبل من اعتبرته حب حياتها اليافع. استلت ميرا المخدوعة منديلا ورقيا نظيفا آخرا من العلبة التي أفرغت ما يقرب من نصفها لتمسح أنفها الرطب وأكملت شكواها المريرة
فداحة مشكلتها معه لا تكمن في كونها قد أفرطت في التعلق به بل لأنها وضعت كامل ثقتها بشخص أجاد استغلالها من كافة النواحي العاطفية والوجدانية فجاءت الصدمة قاسېة وموجعة لها بشدة. تكلمت بسنت في غيظ وهي تشير بيدها
لحظتها التفتت بهاء صاحبة الملامح الجادة والنظرات الحادة نحوها لتخبرها في عزم
أومال أنا بقول إيه من الصبح ده لازم يتربى!
اتفقن جميعا ضمنيا على إبداء الطاعة والقبول بما تفوه به بهاء فهي الصديقة الشجاعة المقدامة التي لا تخشى في الحق لومة لائم ولا تهاب من يفوقها قوة وتسلطا. تساءلت صديقتهن الرابعة باهتمام وأعين الجميع مرتكزة عليها تحديدا
استرخت أكثر في جلستها رغم انتصاب كتفيها وتحدثت بابتسامة ماكرة تشكلت على زاوية فمها
شوفوا أنا حطيت خطة بسيطة بس هتطلع من نافوخه.
انعكس على ملامحهن المزيد من الاهتمام فواصلت إخبارهن بحماس
هخليه يتفضح قصاد الكل ويبقى عبرة.
قمن بتأييدها جميعا حيث كانت بسنت الأسبق في تشجيعها
واحنا معاكي فيها مش هنسيبك.
بس مافيش رجوع يا ميرا مش زي اللي قبله!
أكدت لها وهي تجفف دموعها بمنديل آخر
لأ خلاص أنا اتعلمت الدرس قلبي مش هسلم مفتاحه لأي حد يضحك عليا بكلمتين حب والسلام.
رفعت بهاء يدها لتخلل أصابعها في شعرها المحلول لتسوي ما تناثر من خصلاته واستطردت قائلة بينما نظرتها قد راحت تشرد في الفراغ
مساعدته غير المباشرة عن طريق الاستعانة به لاقتراض سيارته الفارهة وإن كانت بحس نية منه من أجل خداع الفتيات المهووسات بالبحث عن الشريك المثالي صاحب الجاه والسلطة والمال بين أروقة النوادي والمراكز الرياضية الفاخرة وإيهامهن بالحب جعلته يشعر بالاستياء العميق والنفور من الوضع برمته فطبيعته مغايرة تماما لما يبدو عليه رفيقه اللعوب ذاك الذي يعرف جيدا التلاعب بالكلمات والغوص في المشاعر الحسية المرهفة للأنثى من أجل بلوغ هدفه وعيش بضعة أسابيع في حضڼ إحداهن يتمتع خلالها بما تمنحه له من سعادة وسرور حتى يمل منها ويذهب اهتمامه بها لينتقل إلى أخرى تعيد إحياء الرغبة بداخله. هذه المرة تحديدا رفض عمر معاونته على استدراج سذاجة فتاة جديدة حديثة العهد بالإيمان بوجود الحب النقي وتمسك برفضه الصارم.
وردته مكالمة هاتفية من والدته فأجاب عليها باسما
ست الحبايب خير مش بعوايدك تتصلي بيا الميعاد ده.
أخبرته السيدة نهيرة في صوت هادئ
بفكرك إن أخوك جاي مع مراته وعياله حاول تظبط أمورك علشان تبقى فاضي وتقضي الكام يوم دول
متابعة القراءة