ضبط وإحضار لمنال سالم

موقع أيام نيوز


مع مرشد مجموعتهما ليستمعا بإصغاء وانتباه لما يمليه عليهما من أوامر لإجراء التجربة العملية في المنطقة الخاصة بهما بينما يراقب الجميع ما تقوما به بتركيز شديد.
باستخدام الحبال والعصي وذلك المجس الحراري حددت كلتاهما المناطق التي تم التأكد من خلوها من الألغام ليتمكن غيرهما من السير عليها بسلاسة وبلا خوف. ظنت بسنت أن المسألة في غاية السهولة لذا تقدمت في تعجل وبلا حذر نحو الأمام فتسببت في الضغط بقدمها على لغم خفي لم تره ليصدر صوتا مفزعا بجانب نثر المياه الملونة عليها قبل أن تطرح أرضا وكأنها تعرضت للهلاك مجازا بالطبع طال الضرر رفيقتها وارتمت على الأرضية شبه الطينية فكانت مثلها في حالة رثة.

من مسافة لا تبدو بعيدة عنهما تقدم عمر ناحيتهما بخطى مسرعة ليقول مشيرا بيده لمن جاءوا خلفه
ده مثال حي للي هيحصل على أرض الواقع لو استهنا بالأمر ودوسنا على اللغم زي الأستاذة بس الفرق إنك هتكون أشلاء.
حل الامتعاض على كافة تعبيرات وجه بهاء ومع ذلك تجاهل ما يظهر على ملامحها ليكمل وهو ينظر إليها من علياه
طبعا لو لابسة بدلة واقية راسك هتطير وتتفتت بس باقي جسمك هيكون مع بعضه.
دمدمت في صوت مستنكر خاڤت وهي تستند بمرفقيها على العشب الرطب
كده أنا المفروض أرتاح يعني
لم يبتسم وواصل الحديث إلى باقي الواقفين لتنهض بعدها بهاء من رقدتها المهينة قبل أن تتجه نحو رفيقتها وتعاونها على القيام لتسمع صوته يجيء من خلفها ليحذرها بصرامة
يا ريت ناخد بالنا أكتر من كده.
هزت رأسها في طاعة قبل أن تتجمد في موضعها عندما أكمل أوامره
اتفضلوا عيدوا من الأول بس في المنطقة ج.
برزت عيناها في محجريهما متسائلة بذهول
احنا مش موتنا خلاص هنجرب تاني ليه
زجرها هاتفا بنظرة قاسېة
هنهزر اتفضلي.
أومأت برأسها وهمهمت بتذمر ساخط
أوكي حاضر هروح أهو.
كان تأثير الوقعة كبيرا على بسنت فبدت مترنحة إلى حد ما وتساءلت وهي لا تصدق ما فاه به
هو احنا هنعمل زي ما قال
جاوبتها ساخرة في تهكم أكبر
أيوه تم بعثنا من جديد وهنقوم نشوف هننفجر إزاي من تاني لأن المرة الأولى مش أد كده مدخلتش مزاجه.
ضبطت بسنت الخوذة على رأسها مبدية تذمرها الشديد
يا ختاي! أنا مافياش حيل للانفجار أكتر من كده.
أخذ العرق يتفصد من جبينها وهي تعيد تكرار التجربة مرارا وتكرارا كانت بهاء مرهقة للغاية يسيطر عليها التعب ناهيك عن تلطخ وجهها بالتراب وامتزاجه بعرقها فأصبحت ملامحها مخبأة تحت الطين والأغبرة. هذه البقعة تحديدا احتوت على مئات الألغام وكأن درجة الاختبار تزداد صعوبة بانتقالهما من منطقة لأخرى أثناء إجراء المحاكاة الميدانية وبالتالي بذلت مجهودا مضنيا للتركيز ولتجنب خطړ التعرض للمۏت المفاجئ. سارت بسنت على حذاها وهي تسألها
هو احنا انفجرنا كده كام مرة
فيما يشبه السخرية أجابتها بعدما توقفت لتأخذ نفسها
بتاع 15 مرة.
ردت عليها في يأس
يا لهوي احنا فشلة أوي.
جاء تعقيبها ساخطا
أكيد تقييمنا هيكون تحت الصفر في التدريب ده.
حين رفعت بسنت رأسها للأعلى لتنظر أمامها تسمرت وهتفت في فزع
صاحبنا جاي علينا.
من تلقاء نفسها استدارت بهاء لتتجنب مواجهته وخاطبت صديقتها بتجهم
اديله ضهرك أوام كأننا مش شايفينه.
أيدتها في الرأي وقالت وهي تفعل المثل
معاكي حق مش ناقصين تنمر منه.
أضافت عليها بعدئذ في سخرية مريرة
ده كفاية إننا بقينا ملطشة الأكاديمية زمانهم عملوا مننا كوميكس للواتساب.
المرادي إنتو أفضل..
توقفت عن البحث لتلتفت ناظرة إليه بتعجب مشوب بالشك فوجدته ينظر إليها بشيء من الإعجاب قبل أن يتابع مادحا
مهاراتكم اتطورت وقدرتوا تحددوا أماكن الخطړ بدون ما تخلصوا على نفسكم.
سمعته بسنت فتنفست الصعداء هاتفة في صوت مرهق
أخيرا!
بينما رددت بهاء بهزة خفيفة من رأسها
الحمد لله.
مرة أخرى أثنى عمر على أدائهما قائلا كنوع من التشجيع لهما
برافو استمروا على كده.
في تذمر شبه مستتر تساءلت بهاء وهي تزيح الخوذة عن رأسها
طب ممكن نرتاح شوية أنا تعبت.
أبدى موافقته في هدوء
معاكو بريك لمدة ربع ساعة قبل ما ننتقل لمنطقة تانية.
لوت ثغرها مدمدمة بسخط
وجاي على نفسك ليه
لم يتبين بوضوح ما فاهت به فاستطرد
أفندم! عيدي اللي قولتيه.
أعطته عذرا كاذبا وهي تتصنع الابتسام السخيف
ده أنا بقولك شكرا على ذوقك.
ما إن ابتعد عنهما حتى رمت بسنت
 

تم نسخ الرابط