ضبط وإحضار لمنال سالم

موقع أيام نيوز


حاولي ما تخضيهومش ووديها لمحل تنضيف الهدوم.
ابتلعت غصة عالقة في حلقها وقالت ودموعها الرقراقة قد تسربت إلى حدقتيها
ماظنش هيقلقوا هما ماتوا من زمان الله يرحمهم.
تفاجأ بتصريحها الصاډم فحل على قسمات وجهه ذاك التعبير المدهوش واعتذر منها بشدة
أنا أسف جدا مكونتش أعرف.
مسحت بيدها ما تسلل من طرفيها وقالت باقتضاب

ولا يهمك.
لعڼ نفسه بلا صوت لأنه تسبب في إيذائها برعونة حديثه
أنا غبي! كان لازم أنطق بكلام زي كده!
تظاهرت أنها مستغرقة في تأمل الطريق بينما كانت تقاوم قدر استطاعتها عدم الانخراط في نوبة بكاء متأثرة خاصة وقد ساد الصمت بينهما ليشعرها بمدى صعوبة تجاوز خطأه غير المقصود. عندما تباطأت سرعة السيارة استعدت بهاء للمغادرة على الفور استوقفها عمر قائلا وهو ينظر إليها كالمعتذر
حمدلله على سلامتك.
قرأت ما احتوته نظرته من ندم وأسف وردت مبتسمة ابتسامة باهتة
الله يسلمك وشكرا ليك.
قال وهو يحاول مبادلتها الابتسام
سلمي على عم سليمان.
حركت رأسها بهزة خفيفة قبل أن تقول
حاضر يوصل.
ظل يتابعها بنظرته المهتمة إلى أن اختفت بداخل بنايتها لحظتها ضړب بقبضته المتكورة على المقود في عصبية مكررا توبيخ نفسه
غبي! هتقول عني إيه دلوقت!
تمنى لو امتلك عصا الزمن السحرية ليعود بها إلى الوراء ويمحي تلك اللحظات العابرة من الذاكرة تماما فلا يبقى إلا كل ما هو عذب ولطيف بينهما فكلما تذكر نزقه المزعج معها كان يركل مقعده في ندم ربما كانت هذه مرته الرابعة أو الخامسة وهو يفعل ذلك خلال جلوسه على مكتبه بغرفته في منزله دمدم عمر مع نفسه في استياء وهو يطوي كتابه المفتوح أمامه بتعصب وضيق
وعامل فيها أبو الذكاء كله وأنا على الله حكايتي.
اقتحم عليه حجرته شقيقه الأكبر ليسأله بفضول مستفز
مالك مكلضم ليه
عبس قائلا بإيجاز
مافيش!
انضمت إليه السيدة نهيرة وهي تحمل صينية بها فنجانين من القهوة وضعت ما يخص ابنها على سطح مكتبه وردت باستغراب
هو على كده من ساعة ما رجع من برا.
أخذ عامر قهوته من والدته معقبا بدهشة مماثلة لها
مع إن القائد بتاعك بيشكر فيك.
انتظر عمر انصراف والدته ليتساءل بفضول حذر
بقولك هو إنت تعرف إن أخو عم سليمان مېت من زمان
نظر إليه في تحير قبل أن يرد عليه متسائلا
عم سليمان مين
أخبره بحاجبين معقودين وملامح متجهمة
صاحب أبونا.
وكأن ذاكرته قد تنشطت واستفاقت من سباتها ليخبره مسترسلا في الحديث
أها الراجل الطيب ده أيوه كان عمل حاډثة مع مراته زمان ربنا يرحمهم...
توقف عامر في منتصف كلامه متسائلا بمكر
بس إنت بتسأل ليه
حاول التهرب من إجابته برده العائم
عادي يعني.
جلس شقيقه الأكبر على طرف مكتبه ليبدو أكثر قربا منه وهو يستطرد في لؤم وهذه الابتسامة الماكرة تتراقص على شفتيه
أيوه عارفها.
غمز له بطرفه متسائلا في تسلية
طب إيه الحوار
تصنع الجدية وهو يرد مدعيا كذلك انشغاله في قراءة كتابه الذي عاود فتحه
مافيش حوار ولا حاجة بسأل عادي.
نهض من على سطح مكتبه ليتجه إلى باب غرفته هاتفا بعد رشفة كبيرة لقهوته
ماشي يا سيدي.
مرة أخرى جاءت السيدة نهيرة وهي تحمل طبقا من ثمار الفاكهة المقطعة وتساءلت
مراتك مجاتش معاك ليه يا عامر
أجابها وهو يعطيها الفنجان الذي انتهى من شربه ليأخذ الطبق منها
ملبوخة مع بنت خالتها العروسة وإنتي عارفة طلبات العرايس اللي ما بتخلصش!
ردت عليه بتفهم
ربنا معاها...
ثم وجهت سؤالها إلى ابنها الأصغر
ها جهزت نفسك علشان تحضر معانا يا عمر
دون أن ينظر تجاهها قال بفتور
هشوف ظروفي إيه!
وقتئذ علق عليه عامر بشيء من التحذير
لأ ضروري تفضي نفسك بدل ما سلمى تزعل وإنت عارف زعلها عامل إزاي.
رفع عمر يده أعلى رأسه ليمررها في شعره متمتما
ربنا ييسر.
لم تكن
 

تم نسخ الرابط