ضبط وإحضار لمنال سالم
المحتويات
دون أن تتأكد من صدق مشاعره نحوها.
لم يكن عمر بحاجة لسؤال أحدهم عن منزل عمها صعد إليه بسهولة وفي وقت وجيز ليقرع الجرس بعدها منتظرا بتأهب قيامها بفتحه تذكر المرة اليتيمة التي رآها فيها هنا وكانت تحمل في يدها كيس القمامة معتقدة أنه حارس البناية وقد جاء لأخذه منها. ابتسم بشكل عفوي وردد في مرح مع نفسه وبلا صوت
تصلب في وقفته عندما فتحت فادية الباب لتجده قبالتها طالعته بنظرة مدهوشة قبل أن تحرك شفتيها لتلاحقه بأسئلتها وهذا التعبير المدهوش يحتل كامل وجهها
سيادة الرائد خير جاي عندنا ليه في حاجة حصلت
عم سليمان موجود
أجابته بحاجبين معقودين
لأ بس هو في الطريق.
طب بهاء .. آ.. قصدي الآنسة بهاء موجودة
هزت رأسها قائلة وهي تشير بإصبعها للأمام
أيوه بس في شقتها!
شقتها
أوضحت له بابتسامة عريضة
هي ساكنة قصادنا يعني معظم الوقت معانا بس ساعات بتفضل في بيتها لو هي مضايقة ولا مخڼوقة ولا حاجة شاغلة دماغها.
طب أنا عايز أتكلم معاها ضروري في مسألة مهمة.
فسرت فادية اهتمامه بشأنها بشيء آخر تحبذ تمام حدوثه في المستقبل القريب لهذا لم تمانع على الإطلاق طلبه وحركت رأسها هاتفة بحماس
اتجهت ناحية باب منزلها لتدق عليه ويدها الأخرى تقرع الجرس قبل أن تصيح في صوت مرتفع
بهاء افتحي يا حبيبتي.
لم تتلق أي استجابة منها فتصنعت الضحك واستدارت برأسها نصف استدارة لتتحجج له
أصلها كانت جاية تعبانة فاحتمال تكون نامت ومش سامعة الباب.
حملق فيها بنظرة مستريبة فأضافت وهي تستخدم يدها في الإشارة
أنا عندي المفتاح بتاع شقتها استنى هجيبه من الدرج وأرجعلك.
قال مومئا برأسه
يا ريت.
انتظر ذهابها ليبدأ في الطرق على الباب مناديا
آنسة بهاء لو سمحتي افتحي.
تريث للحظات وهو يتساءل مع نفسه
مش معقولة مطنشاني!
راوده هاجس مزعج باحتمالية اعتقادها في تورطه في هذا المقلب السخيف فانتفضت أوصاله وراح يدق على الباب مكملا ندائه القلق
آنسة بهاء من فضلك افتحي لازم أكلمك وأفهمك اللي حصل.
عادت إليه فادية وهي ترسم على ثغرها تلك الابتسامة السخيفة تعللت مجددا بمزيد من الأعذار
ممكن تكون نايمة ما هي بتتعب معاكو على الآخر.
أخبرها بجدية
احنا خلصنا تدريب.
شعرت بالحرج الطفيف من توضيحه وقالت
على البركة يا رب.
قامت فادية بفتح الباب في تلكؤ وهي تستمر في مخاطبته بودية كأنما تسترسل في محاسنها
تعرف يا سيادة الرائد ولا ليك عليا حلفان بهاء دي متربية على إيدي تربية زمان المحترمة حاجة معدتش في منها دلوقت.
رد من خلفها
ما أنا عارف.
ضحكت بتكلف قبل أن تقول
أصيل ..
ثم تنهدت رافعة بصرها للسماء وهي تدعو المولى في سريرتها
يا رب يبختلك معاه يا بيبو.
ما إن ولجت إلى الداخل حتى اشتمت تلك الرائحة المكتومة تحرجت من إهمال بهاء لتهوية منزلها جيدا وقالت وهي تشير بيدها ليجلس
اتفضل استناها هنا وأنا هخش أشوفها جوا.
سار تجاه أقرب أريكة مرددا في طاعة وعيناه تتابعان حركتها
تمام.
التقط أنفه نفس الرائحة الغريبة لكنه على عكس مضيفته استطاع أن يتبين ماهيتها فهب واقفا ليقول بتوجس وهو يطوف ببصره في الأرجاء
في ريحة غاز في المكان!
بلا استئذان اتجه نحو النافذة الموجودة بصالة المنزل ليقوم بفتحها أولا قبل أن يبحث عن مصدر هذه الرائحة النفاذة. تسمر في مكانه مڤزوعا عندما سمع صوت فادية ېصرخ مستغيثا
يا نصيبتي بهاء!
في التو اندفع نحو
متابعة القراءة