ضبط وإحضار لمنال سالم
اقترحت إحداهن
هو احنا ممكن ننط من هنا
أجابها بلا ابتسام
تقدري مع حد محترف بس زي ما قولت محتاجة تأهيل قبل ما تخوضي التجربة.
من أبعد نقطة عن فتحة المروحية صاحت بسنت وهي متشبثة بحزام أمانها
أنا عايزة أنزل على الأرض.
أدار عمر رأسه تجاهها ليخبرها
احنا قربنا نخلص الجولة.
من جديد تكلمت إحدى الشابات في ميوعة مستترة
تعامل مع أسلوبها برسمية فاقتضب في رده قبل أن يتحرك مبتعدا
شكرا.
استوقفته إحداهن تسأله في شيء من الوقاحة
هو احنا ممكن ناخد رقمك..
منحها نظرة ڼارية فعدلت من حديثها
قصدنا يعني بحيث نتواصل معاك لو وقفنا في حاجة.
أشار عمر إلى أذنه مردفا
معلش مش سامع علشان الدوشة خلينا نتكلم لما نهبط بأمر الله.
سكر أوي أنا بحضر التدريب ده علشانه.
ردت عليها أخرى بنفس اللوعة
وأنا كمان.
للمرة الأولى شعرت بهاء بالغيرة الشديدة جراء حديثهما اللعوب عنه لم تعد تحتمل هرائهما فصړخت فيهما بصوت منفعل استغربت نفسها منه
ما كفاية كلام بقى وادعو ربنا نوصل بالسلامة.
مالها دي!
وقتئذ أدركت أن ثمة شيء فيها انجذب لا إراديا إليه ومع ذلك حاولت استنكاره بترديدها بين
يتبع الفصل الخامس عشر
الفصل الخامس عشر
رغم انشغاله بمتابعة كل شاردة وواردة تخص جميع دارسيه إلا أنها بقيت على قائمة اهتماماته فظل يراقبها خلسة متابعا عن كثب ردات فعلها تجاه تصرفات الشابات المتجاوزات مؤخرا في معاملتهن معه حرص تمام الحرص على أن يبدو صارما ملتزما في تعاملاته لئلا يفسر تصرفه بشكل خاطئ ومع هذا لم تتوقف الشابات عن ممارسة حيلهن المكشوفة له لاستمالته حقا لو كان أنس في محله لانتشى واستمتع بما يقدم له على طبق من ذهب غير مكترث بجرائر انسياقه وراء أهواء النفس.
يا رب أنا لسه صغيرة مش عايزة شبابي يروح هدر.
ضحكت الشابات على ما تقوم به من تصرفات خرقاء ووصفن إياها بالشابة البلهاء المحبة للفت الأنظار لكنها لم تعبأ بهن بينما دافعت عنها بهاء في تعصب
لو أي واحدة في مكانها طبيعي هتحس كده.
ردت عليها إحداهن في تأفف وهي تهم بالخروج من باب المروحية
اتخذت موقفا دفاعيا صارما عنها بقولها المتحيز
مالكوش دعوة بيها إنتو شاغلين بالكم بيها ليه
قالت أخرى في استحقار
أصله باين أوي إن اللي بتعمله fake وكل ده علشان هي عايزة تخلي كل الظباط حواليها.
ضحكت ثالثة مضيفة في استهزاء
ما هما بيحبوا اللي تبات ضعيفة ومحتاجاهم.
اغتاظت بهاء من تحاملهن على رفيقتها فأشارت إليهن بأصابع الاتهام
كلماتها بدت مستفزة لإحداهن فسألتها في نبرة هجومية
بتقولي إيه وضحي كلامك!
لم ترغب بهاء في إثارة أي نوع من الفضائح لهذا أثرت التراجع عن حدتها وقالت بسخافة
إنتو جامدين أوي هي لأ.
من ورائها أهانتها أخرى بطريقة فجة
سيبكم منها ما هما معروفين إنهم المهزقين بتوع التدريب ده.
كادت أن ترد عليها لولا أن ظهر عمر في محيطهن ليتساءل بصرامة
إنتي بتتكلمي عن دول
تجمدت عينا بهاء عليه فرأت كيف قست تعابير وجهه واحتدت نظراته خاصة والشابة تحاول التبرير
أنا...
قاطعها في غلظة
اعتذريلها فورا وإلا هتطلعي برا التدريب.
على مضض برطمت وهي تنظر إلى بهاء بحنق
سوري.
صاح عمر محذرا في صوت قوي جهوري
مش مسموح نهائي إن حد يغلط في التاني.
لم تعقب أي واحدة بشيء فواصل حديثه الصارم
ومش معنى إنكم قادرين تتحملوا الضغط يبقى الباقي زيكم في حاجة اسمها فروق فردية وقدرات.
انعكس الحرج على محيا الشابات فأكمل
والمفروض تحترموا الاختلاف بينكم ده لو فعلا جايين تتعلموا.
اعتذرت منه إحداهن محاولة البحث عن حجة مناسبة لتبرير رعونة تصرفهن غير المحايد
سوري يا سيادة الرائد احنا منقصدش حاجة بس هي كانت مأفورة حبتين والموضوع مش مستاهل.
أعطاها نظرة قاتمة قبل أن يقول
ده بالنسبالك لكن هي لأ!
لم ترغب بهاء في سماع المزيد شعرت بالحرج الشديد من الموقف برمته لذلك تراجعت بخفة نحو الجانب الآخر لباب المروحية لتساعد رفيقتها على الهبوط لفت ذراعها حول كتفيها لتسندها قائلة
تعالي يا بسبوسة.
ما إن لمست قدماها الأرض الصلبة حتى هللت فرحا
أخيرا احنا على الأرض أنا مش مصدقة نفسي.
كانت تبدو خائرة القوى غير متوازنة الحركة فطلبت منها بهاء الاتكاء عليها ومحاولة السير باتزان لكنها أخبرتها
مش قادرة مفاصلي سابت من بعضها.
شعرت بهاء بثقلها على كتفيها وعجزها عن مساعدتها دون أن تتعثر فأخبرتها
طب ما ترميش حملك كله عليا أنا مش عارفة أمشي خالص.
قبل أن تتذمر عليها بسنت ظهر أمير من ورائها ليقول بغموض مربك لكلتيهما
عنك.
تفاجأت به يسحب ذراع رفيقتها من على كتفيها ليقوم بحملها بين ذراعيه فتذمرت بسنت في ذهول خجل للغاية
إنت بتعمل إيه
نظر أمامه قائلا بغير مبالاة
السكة طويلة شوية وهي مش هتقدر تسندك.
من وراء كتفه نظرت