ضبط وإحضار لمنال سالم
أشعة!
أخبرتها بهاء مؤكدة
والله أنا بخير هما في المركز طمنوني يومين وهبقى تمام.
تحدث سليمان في تذمر وعلامات الاستياء بائنة على محياه
ده اللي خدناه من الدراسة وۏجع الدماغ.
لحظتها ردت عليه فادية متخذة موقفا دفاعيا عن ابنة شقيقه
ما تكبرش الحكاية يا سليمان هي قالتلك إنها كويسة وكمان ابن صاحبك وصلها مع بسنت.
فيه الخير الشاب ده ما يتخيرش عن أبوه في جدعنته.
قوست بهاء شفتيها في غير رضا مرددة بصوت خاڤت
أومال!
تذكرت أيضا ما حدث للهدية العزيزة التي تلقتها من زوجة عمها فاعتذرت منها وهي تشير إليها متوجسة خيفة من ردة فعلها
طنط فادية مش عايزاكي تزعلي علشان الساعة اتكسرت!
على عكس ما توقعت لم تحزن منها الأخيرة بل قالت في حنو
ثم ربتت على كتفها وتساءلت في مكر وهذه النظرة العابثة تتلألأ في حدقتيها
شكله إيه الشاب ده هو كان اسمه عمر صح كده
فهمت ما ترمي إليه من طريقتها في الاستفسار عنه وكأنها تجمع معلومات ثمينة عن العريس المنشود فزفرت مطولا قبل أن تباعد نظرتها المزعوجة عنها لتهمهم بتبرم
أنا مش هخلص النهاردة!
اتفقت مع رفيقتها على عدم الذهاب إلى الأكاديمية والاستراحة ليوم أو اثنين لاستعادة طاقتهما المفقودة وللتعافي أيضا من آثار المغامرات العجيبة التي فرضت عليهما. استغلت بهاء فرصة تواجدها بالمنزل لمساعدة زوجة عمها في إعداد الطعام وتنظيف الغرف وأيضا تجهيز الملابس غير المستعملة للتبرع بها لإحدى المؤسسات المهتمة بالعمل الخيري. كانت في أوج انشغالها بكي الثياب وطيها عندما قرع جرس باب المنزل لم تبد مبالية بفتحه وتجاهلت الرد لولا أن طلبت منها زوجة عمها بصوت شبه مرتفع
انتزعت بهاء السلك الكهربي الموصل للمكواة لتشغيلها من القابس وهي ترد
حاضر يا طنط.
ثم اتجهت إلى المطبخ لتحضر كيس القمامة من الصندوق لتعود إلى صالة المنزل لتفتح الباب بلا أدنى مبالاة بمظهرها العام فقد كانت ترتدي ملابسها المنزلية المعتادة من كنزة واسعة ذات لون برتقالي وسروال قماشي مزركش. أدارت المقبض ومدت يدها بالكيس في تصرف عفوي قائلة بتلقائية
لم تتخذ حذرها لهذا لم تتحر الدقة وتنظر أولا من العين السحرية للباب لتعرف هوية الضيف. انفرجت شفتاها عن صدمة حرجة عندما رأت عمر واقفا عند عتبة المنزل يطالعها بنظرة مطولة غريبة هربت الكلمات من على طرف لسانها وبقيت على حالها مذهولة مصډومة ليتدارك الموقف من تلقاء نفسه ويستهل كلامه معها بهدوء
يتبع الفصل التاسع
الفصل التاسع
قبل أن يقرر المجيء لزيارة بهاء في منزل عائلتها استعاد في ذاكرته تفاصيل ما قام به حيث تشاور مع زوجة شقيقه هاتفيا عن مسألة بعينها ليعرف رأيها كامرأة في ذلك الأمر فتعطيه النصيحة الأمثل بحكم خبرتها النسائية وبالتالي لا يتصرف بتهور. بعد التفاف حول الموضوع تكلم عمر أخيرا متسائلا
بقولك يا سلمى ما تعرفيش حد بيبيع ساعات سمارت حريمي
أتاه ردها مستفسرا
أعرف بس ليه
تهرب من الإجابة عليها بقوله
حاجة تخصي.
احترمت فيه رغبته في عدم الإفصاح عن الأمر ولم تضغط عليه لتخبره بترحيب
وماله شوف إنت عاوز اللون إيه وأنا هجيبلك طلبك.
شكرها في امتنان
تسلميلي يا رب.
استطاع سماع صوت شقيقه يتساءل في نبرة فضولية
هو الكلام على مين
استمع إلى زوجته تنهره بمزاح
دايما حاشر نفسك في اللي ملكش فيه!
بطريقة ماكرة استطرد عامر وكأنه يخمن جزافا ما وراء مكالمته
شكل الموضوع فيه مزة جديدة صح ولا أنا غلطان
لم ينطق عمر بشيء فواصل التخمين بلؤم
مش سامعلك حس يا رب تبشرنا قريب.
من جديد هتفت فيه سلمى لتستحثه على الكف عما يفعل
الأكل جاهز على السفرة كل يا عامر وماتضايقش أخوك.
رد عليها زوجها بتذمر
أنا ليه حاسس إنه جوزك مش أنا دايما واخدة صفه على طول.
بررت له اتخاذها لجانبه
علشان هو غلبان وطيب.
قال مبترما
وربنا إنتي ظلماني!
ظل عمر صامتا يصغي لشجارهما اللطيف قبل أن يفوه في هدوء
طيب هسيبكم تكلموا خناق وهستنى منك مكالمة.
ردت عليه بإيجاز قبل أن تنهي المكالمة
عينيا.
عاد مرة ثانية إلى أرض الواقع ليتطلع بنظرات مهتمة إلى من تقف أمامه في حالة من الصدمة والذهول. استوعبت بهاء ما يدور وأرجعت ذراعها الممدود بكيس القمامة للخلف لتسأله في غير تصديق وبنبرة تحمل القليل من الاتهام
إنت جاي تعمل إيه هنا
في شيء من المعاتبة خاطبها
طب نرد السلام الأول.
تداركت الموقف وقالت وهي تتأمل هيئته المتأنقة
سوري وعليكم السلام.
أضاف متسائلا في مرح
مش هتقوليلي اتفضل ولا مافيش إكرام للضيف اللي جاي!
ضيقت المسافة بين حاجبيها قبل أن يرتفعا للأعلى عندما أتم جملته في نفس الأسلوب الممازح
وخصوصا إني مش جاي أرمي الژبالة.
في التو وبشكل تلقائي خبأت كيس القمامة وراء ظهرها لتحمحم قائلة بخجل بائن على قسماتها ومشيرة بيدها تدعوه للدخول
اتفضل.
تنحت للجانب فمر من جوارها دائرا ببصره على ما حوله بنظرة سريعة توقف في صالة المنزل عندما تبعته متسائلة
هو إنت عرفت الشقة إزاي
الټفت ناظرا إليها ليرد
بسيطة سألت البواب وطلعت.
رفعت يدها أعلى رأسها المتناثر خصلاته قليلا لتسوي شعرها مهمهة
أه صح.
ابتسم قليلا مضيفا في مكر
وبعدين أنا قولت أجي بنفسي طالما إنك مش بتردي على رسايل الماسنجر.
برزت عيناها هاتفة في ذهول
إيه
لم يتركها على دهشتها كثيرا بل انتقل لسؤاله التالي مواصلا الابتسام في أدب
هو عم سليمان موجود
جاوبته بارتباك ظاهر في نبرتها
لأ قصدي .. هو بيجيب حاجة من تحت وطالع.
سألها في نفس الأسلوب المهذب
تمام تسمحيلي أنتظره
أشارت له بيدها نحو غرفة مغلقة موجودة على يمينه
أها اتفضل.
من الداخل استمعت فادية إلى ذلك الصوت الرجولي الغريب فخرجت من غرفتها متسائلة باندهاش
بتتكلمي مع مين يا بيبو
رأت شابا طويل القامة وسيم الملامح يرتدي سروالا قماشيا من اللون البيج ومن الأعلى يضع قميصا كحلي اللون يقف في صالة منزلها فتساءلت بعفوية وهذه الابتسامة البلهاء تظهر على شفتيها
هو احنا عندنا ضيوف
قامت بهاء بتعرفيه وهي تشعر بالإحراج من تواجدها معه
ده الرائد عمر الناغي اللي بيدرسلي في الأكاديمية وآ...
لم تستطع إكمال جملتها لأنها لم تعرف بعد السبب الحقيقي وراء زيارته المريبة ولم يبد من وجهة نظرها أنه جاء بالفعل لمقابلة عمها للغرابة وجدته يكرر مرة ثانية سبب