ضبط وإحضار لمنال سالم

موقع أيام نيوز


في ضبط ياقة الكنزة وتكلمت
الحمدلله إنه مابيشلش في نفسه مكوناش هنسلم.
ألقت بهاء نظرة تفقدية أخيرة على هيئتها في انعكاس المرآة وطوت الكنزة المتسخة ووضعتها في الكيس البلاستيكي لتقول
أيوه يالا بينا بدل ما يكون لسه مستنينا برا.
تحركت الاثنتان بعدها خارج الحمام لتجدا كلا الشابين في انتظارهما فتحدث عمر أولا كنوع من الاقتراح

مافيش داعي تجهدوا نفسكم في باقي اليوم كفاية عليكم كده.
وكأن في حديثه طوق النجاة رحبت بسنت بذلك على الفور وبحماس كبير
أنا بقول كده برضوه.
استطرد عمر مستخدما يده في الإشارة
العربية راكنة قصاد باب النادي أنا هوصلكم بنفسي.
ابتسمت إليه بهاء بشيء من الارتباك وحاولت الاعتذار منه بتهذيب
مافيش داعي تتعب نفسك حضرتك وراك مسئوليات وآ...
قال مقاطعا إياها بنبرة حاسمة
أمير موجود هيظبط كل حاجة.
تكلم أمير باسما وبلا أدنى ضيق
أيوه أنا متعود على كده...
ثم وجه كلامه إلى بهاء قائلا
المهم إنك تكوني بخير.
ردت عليهما في امتنان مشوب بالخجل
شكرا ليكم بجد أنا مش عارفة أقولكم إيه.
أخبرها عمر بملامحه الجادة
ولا حاجة اتفضلوا من هنا.
تبعته بهاء وهي متأبطة لذراع رفيقتها التي كانت تراقب بسعادة غريبة ما يدور في الأجواء من نسمات رقيقة تعلن عن بزوغ حب قريب.
بمجرد أن وصل الثلاثة إلى البوابة اعتذرت بسنت عن الذهاب معهما وكانت حجتها منطقية فقد أتت بسيارتها ولهذا تحتاج إلى العودة بها إلى منزلها لهذا تركت رفيقتها تذهب بصحبة عمر الذي سعد للغاية من حدوث هذه المصادفة فقد وجدها فرصة طيبة للحديث معها بأريحية لإذابة حواجز الجليد بينهما وخلق نوع من الترابط الودي. 
صاحبتك جدعة أوي.
بابتسامة صغيرة مرتبكة علقت بهاء عليه
جدا احنا نعرف بعض من أيام ابتدائي.
جاء تعقيبه مدهوشا
ياه ده من زمان أوي.
تابعت في نبرة فخر
احنا يعتبر متربيين سوا.
رد عليها وهو شبه يبتسم
أنا عندي زمايل من أيام ابتدائي بس مش على اتصال أوي يعني ممكن نتكلم كل فين وفين.
تنحنحت قائلة دون أن تنظر نحوه
هو حلو إن الواحد يفضل على تواصل مع أصحابه ويفتكر معاهم أيام زمان.
هز رأسه مرددا
فعلا.
أثناء جلوسها معه في السيارة بمفردهما توقف عند أقرب سوبر ماركت ليشتري منه بعض العصائر وقطع الحلوى أعطاها ما ابتاع فاعترضت عليه هاتفة بحرج
مالوش لزوم.
تجاهلها وعاد ليركب خلف المقود مكملا قيادة السيارة حاولت التغلب على تلبكها المتزايد واستطردت تحادثه دون أن تنظر إليه كعادتها منذ أن استقلتها بجواره
عطلتك معايا النهاردة.
قال بعد زفير مقتضب
ما تقوليش كده.
خيم الصمت بينهما مرة ثانية فقطعه بسؤاله الروتيني
عم سليمان أخباره إيه
ردت بهاء بابتسامة صغيرة
الحمد لله تمام.
بشكل آلي رد
دايما يا رب.
بدا وكأنه من الصعب عليه إيجاد المناسب من الكلمات لخلق أي حوار معها ومع ذلك استطال الحديث بسؤالها المهتم حقا
معدتش فاضل في التدريب كتير ناوية على إيه بعد كده
سكتت للحظة لتفكر في إجابة مناسبة قبل أن تبوح بها
لسه مافيش حاجة محددة في دماغي بس أكيد هدور على شغل.
استطرد في تفاؤل
إن شاء الله تلاقي حاجة مناسبة.
أومأت برأسها قائلة
يا رب.
حاولت هي الأخرى مجاراته في الحديث فقالت وهي تجول ببصرها على حركة المرور المحيطة بها
الدنيا زحمة أوي النهاردة.
أتى رده عفويا
ده من حظي.
تنبهت لجملته النزقة فحاولت التعديل عليها بتبريره المذبذب نسبيا
قصدي يعني الناس كلها بتخرج في نفس التوقيت ده.
حمحمت هاتفة بوجه متورد
أيوه وقت الموظفين.
سألها في اهتمام غريب
تحبي تشربي حاجة
قالت وهي تشير إلى ما هو موضوع في حجرها
ما إنت لسه جايبلي.
ابتسم مضيفا في حبور
علشان تعوضي الډم اللي فقدتيه.
عقبت في امتنان
شكرا أنا والله كويسة.
في تلقائية أخبرها وكأنه يعطيها نصيحة ما
أكيد والدك ووالدتك هيقلقوا لما يشوفوا بلوزتك متبهدلة بالشكل ده
 

تم نسخ الرابط