رواية مهمة زواج بقلم دعاء فؤاد
المحتويات
تاني!
ردت بمرارة
قول عاشر يا آسر.
زم شفتيه بأسف بالغ و هو يقول
معلش يا حبيبتي ربنا يشفيها يا رب.
تنهدت بحړقة و هي تقول
يا رب يا آسر.
خلاص هعدي عليكو بعد الشغل أطمن عليها..
لا يا حبيبي متتعبش نفسك.
تعبك راحة يا قلبي... أومال عمو محمد فين!
بابا لسة ماشي من شوية راح على الشركة يشوف أشغاله و هيرجعلنا بعد ما يخلص.
أغلق الهاتف و هو يتنهد بحزن على حال تلك الفتاة ذات القلب الأطيب على الإطلاق و الأضعف على أن يبقيها على قيد الحياة... إنها مودة الشقيقة الكبرى لخطيبتهميريهان.
يتبع.....
بقلم دعاء فؤاد
بسم الله الرحمن الرحيم
الحلقة الثالثة
رواية مهمة زواج
عاد من عمله في ساعة متأخرة من الليل فقد كان مشتتا طيلة اليوم متعصبا لأقصى درجة نادم كل من اقترب منه أو حاول التحدث معه في ذلك اليوم فقد كان ينفعل و ېصرخ لأتفه الأسباب.
استقبلته أمه بلين و هي تحاول امتصاص غضبه فأيقنت أن حالته الرثة هذه بسبب مهمة اللواء سامي صبيحة اليوم.
أقبلت علبه ببسمتها المريحة و هي تحمل بيديها صينية صغيرة عليها وجبة عشاء خفيفة و كوب من اللبن الساخن.
لا لا يا أمي مش هقدر أكل أي حاجة... أنا مرهق و عايز أنام.
عشان خاطري يا حبيبي انت لازم تاكل كويس طالما مرهق و تعبان... مش معقول اهمالك في صحتك دا يا أدهم.
بصي أنا مش هشرب غير اللبن عشان خاطرك بس.
كدا برضو يا أدهم!
أنا آسف يا أمي مش هقدر صدقيني.
ربتت على كتفه بحنو و هي تقول
مالك يا حبيبي فيك ايه احكيلي.
يااا يا أدهم... قد كدا يا حبيبي تعبان!... احكيلي يا ابن قلبي يمكن ترتاح شوية.
أراح رأسه للخلف و هو يتأمل السقف قائلا بشجن
أنا واقع في مشكلة و مش عارف أتصرف فيها ازاي ولا عارف اخد قرار.
مشكلة ايه يا حبيبي كفانا الله الشړ.
بدأ يقص عليها أدهم الأمر برمته إلى أن انتهى بټهديد اللواء له و خشيته من تنفيذه.
بدى الثبات و الهدوء على وجه أمه الأمر الذي أثار حنقه و دهشته في آن واحد و لكنها تنفست بعمق ثم قالت
انت عايز رأيي يا أدهم!
طبعا يا ماما
توافق على المهمة دي.
قطب جبينه باستنكار شديد هاتفا
بالسهولة دي بتقوليلي وافق!!
استرسلت بمنتهى الهدوء و الثبات
حبيبي أولا شغلك و منصبك حساس جدا و طبيعي انك هتقدم تنازلات و تضحيات في سبيل إنك تعلى و ترتقي في منصبك و دا اللي والدك الله يرحمه كان بيعمله و دايما كان بيدرسهولك.. ثانيا البنت لو وحشة أنا كنت رفضت بغض النظر عن أي حاجة.. بس ندى دي انت متوعاش عليها لأنك كنت وقتها في الكلية و مش بنشوفك غير كل فين و فين... بس فعلا يا حبيبي بنت ولا كل البنات.. تربية ايدي و أضمنهالك بعمري كله.. هي دي فعلا البنت اللي أدهم يستاهلها.
ماما حضرتك بتتكلمي و كأني مش مرتبط ببنت تانية بحبها
و بتحبني.
ردت بعقلانية
أكيد مش ناسية...بس دارين حساها نزوة سريعة كدا جات بسرعة و هتروح زي ما جات... أنا أكتر واحدة فاهماك و عارفة إن علاقتك بدارين مش علاقة حب أبدا... هي مجرد اعجاب حصل بعده وعد بالجواز و انت مش عايز تخلف بوعدك لأن دا مش من طبعك و لا من أخلاق رجولتك... أنا متأكدة إن قلبك لسة مدقش لبنت و لا الحب عرف طريق لقلبك يا أدهم... مش انت اللي واحدة ټخطف قلبك بالسهولة دي.
بدأ يزدرد لعابه بتفكير و عينيه مسلطتان على نقطة ما في الفراغ و كأن أمه قرأت ما يحدث بقلبه تماما.
و لكنه أصر على الإنكار متمتما
لا يا أمي الكلام دا مش صح... أنا بحب دارين و متعلق بيها و مش متخيل موقفها لو دا حصل.
ربتت على كتفه و هي تقول بابتسامة متفهمة لما يدور بخلده
حبيبي اللي انت بتمر بيه دا مجرد احساس بالذنب ناحيتها مش أكتر... يعني لو مكنتش خطبت دارين كانت الأمور هتكون أسهل كتير بالنسبالك.
تمام يا أمي...حطي نفسك مكانها...يرضيكي أكسر بخاطر انسانة ملهاش ذنب في أي حاجةعشان خاطر واحدة تانية..!
يا أدهم يعني نسيب البنت ټموت!..مش كفاية الصدمة اللي حصلتلها و هي شايفة أمها بتتقتل قدام عينيها!!..ازاي يابني يكون في ايدك تنقذ حياة انسان و تسيبه..و بعدين دي مش أي حد..ندى دي بنتي اللي مخلفتهاش... و بعدين على الأقل دارين عندها أب و أم و عيلة هتهون عليها... إنما دي يتيمة ملهاش حد و أبوها يا عالم هتشوفه تاني ولا هيسيبها في الدنيا لواحدها.
يا أمي...
أومال فين كلامك عن الټضحية و الآية اللي دايما بترددها و من أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا..ولا هي شعارات في الفاضي.
قالت عبارتها الأخيرة بحدة نوعا ما حين لمست صلابة رأيه فنظر لها بلوم و هو يقول
أنا برضو بتاع شعارات يا أمي!
اقتربت منه أكثر و أخذت تمسد على شعره و هي تقول بليونة
يا حبيب قلبي انت أشجع و أرجل ظابط شوفته...و أنا اللي بطلب منك يا أدهم انك توافق على جوازك من ندى و تتعهد لوالدها بحمايتها...مش عشان هي مهمة انت مكلف بيها...لا.. عشاني أنا و عشان أبوك الله يرحمه...ياما اتمنينا أنا و هو انكو تكونو لبعض لولا إن الظروف فرقتنا كلنا...اللي ماټ ماټ و اللي هاجر هاجر و الأخبار انقطعت بس مكانتها في القلب متغيرتش أبدا.
أخذ يخلل أصابعه بخصلات شعره الطويل في حركة ملازمة له حين يشعر بالحيرة و التوتر ثم تنهد قائلا بقلة حيلة
من فضلك يا أمي سيبيني بس دلوقتي أفكر و أهيأ نفسي للحكاية دي...لأني بجد حاسس اني متلغبط و مش قادر اخد قرار صح.
ربتت على ظهره بحنو و هي تقول
قوم يا حبيبي اتوضى و صلي صلاة استخارة و هي هتتحل بإذن الله بس انت استعين بالذي لا يغفل ولا ينام...و تبات ڼار تصبح رماد.
انحنى ليقبل يدها ثم قال ببسمة بسيطة
حاضر يا أمي بس انتي ادعيلي.
داعيالك يا حبيبي...ربنا يريح قلبك و يجعلها من نصيبك يا ابن قلبي.
تركته أمه ېحترق بنيران حيرته و شتاته و غادرت الغرفة بينما هو جلس يقلب الأمور في رأسه لا يصدق أن أدهم برهام ضابط العمليات المخضرمالذي لا تستعصيه مهمة ولا يصعب عليه هدف يقع في ذلك الفخ العويص ولا يستطع الخلاص منه.
في الأخير أخذ بنصيحة أمه و توضأ و صلى صلاة الإستخارة بقلب خاشع قلب يريد الوصول لما فيه الخير له.
و بعدما انتهى نفض دماغه من أي أفكار إيحابية كانت أو سلبية ثم غط في سبات عميق.
مرت الليلة ثقيلة على
متابعة القراءة