رواية مهمة زواج بقلم دعاء فؤاد
المحتويات
بالمضيفة تحت أنظار السيدات بالدوار و منهن أمه و أخته و مارتينا ثم وضعها برفق بالغ على الفراش و كانت حينئذ قد فقدت وعيها..
مارتينا بسرعة شوفي رجليها فيها عضة كلب.
شهقت مارتينا بړعب بالتزامن مع صدمة أمه و أخته و اخذت تقول بقلق
لازم نغسل مكان العضة بمية و صابون.. و في عندنا في الوحدة مصل لعضة الكلب لو ممكن حد ييجي معايا افتح و اجيبلها حقنة بسرعة اديهالها..
طاب بسرعة روحي و هبعت معاكي سمعان و اتنين كمان من الرجالة..
بينما عائشة تدخلت بقولها
على ما ترچعي بالحجنة هكون فوجتها و ساعدتها تتحمم و تغير خلجاتها اللي كلها طينة و ترابة دياتي.
أومأت ثم خرجت مسرعة بعدما قام معتصم باصدار اوامره لخفيره..
نظر لأمه ثم قال بارهاق
أومأت أمه بصمت و هي تتأمله بنظرة ذات مغذى فلم يخفى عليها تحوله مع تلك الفتاة و خوفه الزائد عليها..
تهرب من نظراتها ثم استدار مغادرا المضيفة.
بعد نصف ساعة كان قد أنهى حمامه ثم صلى المغرب و العشاء و من ثم سجد شكرا لله أن نجى ريم من الهلاك..
تعالي يا عيشة...
اقبلت عليه حتى جلست جواره بالأريكة و قبل أن تفتح فمها سألها بلهفة
ريم عاملة ايه دلوقتي!
انت مالك ملهوف عليها كدا ليه يا معتصم... دا انت كنت ھتموت روحك عشانها.
نهض بعصبية ليوليها ظهره هاتفا بحدة
ضيفة في داري يا عيشة.. و اي حاجة تمسها هتبقى في وشي انا.
نهضت لتقف خلفه و تسأله بسخرية
ضيفة برضو يا معتصم!.. انت فاكر ان انا هصدق الكلام دا!
ايوة ضيفة..... و عشان تستريحي اه اللي في دماغك صحيح و انا بحبها.
اتسعت عينيها پصدمة لتقول بترقب
و نرمين!.. مراتك!
رد عليها بنبرة منهزمة
انا عمري ما حبيت نرمين و انتي عارفة كدا كويس... اه اتجوزتها بكامل ارادتي بس عمري ما حسيت انها تخصني زي ما حسيت مع ريم... عمري ما قلبي اتلهف عليها زي ما اتلهف على ريم... عمري ما استنيت أشوفها بفارغ الصبر زي ما بيحصل مع ريم.. ريم هي اللي قلبي دقلها يا عيشة.. هي اللي ملكت قلبي بجد.
أومال اتجوزت نرمين ليه من الأساس!.. احنا كلنا كنا ضد الجوازة دي من الاول... انا و هشام و حمد حذرناك و قولنالك مسيرك هتقابل اللي تحبها.. انت اللي كنت واثق في نفسك اوي و قولت ان الحب دا كلام فارغ مش سهل تقع فيه... جاي دلوقتي تقولي بحبها!
اجابها بانفعال مماثل
و اظن انتي عارفة كويس سبب جوازي من نرمين... قولتلك مېت مرة اتجوزتها عشان اعف نفسي و عشان معملش حاجة في الحړام... نرمين بالنسبالي كانت جوازة سهلة بدون مسؤليات و لا خلفة ولا ۏجع دماغ...
بس اللي خلانا نوافقك انك اقنعتنا انك هتتجوز بنت من بنات الاعيان في البلد و هتخليها في الدوار مع امي و انت هتنزلها كل شوية البلد و هتكون هي مراتك قدام امك و العيلة و ناس البلد كلاتها... و حتى لو عرفت انك متجوز مش هتكون مشكله كبيرة لأن تعدد الزوجات مقبول في الصعيد... انما الدكتورة ريم بجلالة قدرها هتقبل بكدا يا سي معتصم!
سكت مليا يفكر بملامح مهمومة ثم قال بنبرة يشوبها الشجن
قبل ما اتجوزها هكون طلقت نرمين..
نعم!.. بالسهولة دي!.. و انت فاكر انك لما تطلقها هتكون كدا خلصت منها!
سكتت تراقب ردة فعله ثم استرسلت بمزيد من الضغط
نرمين مش سهلة يا معتصم.. دي هتقلب الدنيا عاليها واطيها لو عرفت انك هطلقها عشان بتحب واحدة تانية.. خاصة بعد ما حبتك و اتعلقت بيك..
صاح بها پغضب
و انتي فاكراني هخاف من حشرة زي دي!
متنساس ان الحشرة دي هي اللي وقفت شركتك على رجليها... و في ايديها تخسف بيك الارض.
رد بثقة زائدة و هو يناظرها بتحدي
لسة متخلقش اللي يقدر يهزم معتصم البدري يا عيشة... و ان كان على الشركة... انا هعرف ازاي أقومها بدون ما اعتمد على شراكتها.
سكتت تصتك فكيها من الغيظ ثم ما لبثت أن اقتربت منه و اسندت كفها على كتفه لتقول بحنو
أنا خاېفة عليك يا معتصم... علاقتك بريم هتخسرك كتير و مش هتستمر... ارجع لعقلك و اعمل زي ما كنت ناوي... شوفلك بنت حلوة و صغيرة من بنات العمدة ولا من اي عيلة كبيرة و اتجوزها... صدقني هتنسيك ريم و دنيتك هتمشي زي ما كنت مخطط.. و جوازك من نرمين مش هيأثر على حياتك... كدا كدا هي
عقيم و مش هتجيبلك عيال تساومك بيهم... دا غير ان هي متقبلة جوازكم بكل ما فيه و معندهاش مشكلة لو اتجوزت بنت بلدك طالما مش هتحرمها منك...
تنهد بعمق ثم رفع عينيه للسماء و كأنه يناجيها لتتركه و شأنه ثم عاد لينظر لها مجددا بتوسل
عشان خاطري يا عيشة سيبيني دلوقتي... انا بجد تعبان و متلغبط و حاسس ان الدنيا بتلف بيا من كتر التفكير...مش قادر افكر ولا اخد قرار.. عايز ابقى لوحدي شوية.
هزت رأسها بايجاب بعدما أشفقت على حالة التخبط التي أصابته ثم قالت و هي تربت على كتفه
أنا بس حبيت الفت نظرك للي هيحصل... و القرار بعد كدا في ايدك انت...
ثم تركته تائها هكذا و غادرت الغرفة و اغلقت الباب خلفها.
عودة للقاهرة...
عاد أدهم في ساعة متأخرة من الليل و كانت أمه في استقباله فلم تستطع النوم من فرط قلقها عليه..
حمد الله على سلامتك يا حبيبي..
قبل مقدمة رأسها و هو يقول
الله يسلمك يا حبيبتي... صاحية ليه لحد دلوقتي!
كنت مستنياك... مالك يا أدهم شكلك متغير كدا ليه.. في حاجة مزعلاك يا حبيبي!
أخذ يتهرب من مرئى عينيها و هو يقول
مفيش حاجة يا ماما... دا عشان بس آسر لسة مكلمني و قالي ان ميريهان اټوفت و باباها هيرجع بالچثة بكرة من ألمانيا عشان يدفنها... و طبعا آسر مڼهار على الآخر و مش قادر أعمله حاجة.
أخذت تهز رأسها بحزن و هي تردد الحوقلة و تدعو له بالصبر...
بعد اذنك يا ماما.. انا داخل انام.
سار باتجاه غرفته فاستوقفته هاتفة
رايح فين يابني... ندى نايمة في قوضتها..
هز رأسه بلا اهتمام متمتما
تمام براحتها... انا هنام في قوضتي..
هزت رأسها بعدم رضا و هي تقول
ايه الكلام دا بقى... انتو زعلانين من بعض ولا ايه!
لا أبدا يا ماما أنا بس مش عايز أقلقها و اصحيها.
خلاص روح نام انت في قوضتها المرادي... انا و الله مش عارفه ايه اللي غير رأيك و سيبتو القوضة اللي كنا مجهزنها ليكو و رجعت لقوضتك.
عادي يا ماما بنغير..
ربتت على كتفه بحنو و هي تقول
خلاص يا حبيبي نام جنبها عشان متفتكرش انك زعلان منها... اسمع مني
متابعة القراءة