رواية مهمة زواج بقلم دعاء فؤاد
المحتويات
وجد ندى تدلف و بيدها صينية بها طبق من الشطائر و كوب من اللبن الساخن فقابلته ببسمة جميلة حبست أنفاسه و شعرها الغزير مع غرتها تتهافى على وجهها بجاذبية
صباح الخير... انا قومت قبلك عشان الحق اعملك فطار.
التقط منها الصينية و هو مدهوشا من فعلتها ثم ذهب و وضعها على الكومود و قال بامتنان حقيقي
بألف هنا.
تعالي كلي معايا بقى..
حاضر..
جلسا بجوار بعضهما على حافة الفراش فناولها شطيرة ثم أخذ شطيرته و بدأ يأكل و بعد ثوان قليلة باغتها بسؤاله
نمتي فين امبارح!
حمحمت بتوتر ثم قالت بنبرة مترددة
احم... بصراحة قعدت اتكلم مع بابا فترة طويلة و بعد ما قفلت معاه ڠصب عني نمت مكاني ع السرير.
زعلت!
هز رأسه بنفي ثم قال بنبرة باردة
لأ عادي... براحتك.
شعرت من نبرته أنه غاضب الأمر الذي أثار سرورها البالغ فهذا إن دل فإنه يدل على حبه لقربها أو ربما يكون قد أحبها بالفعل... يبقى فقط أن يقر بحبه بلسانه قبل أي شيئ.
الحمد لله... أنا كدا اتأخرت و العربية تحت مستنياني بقالها اكتر من ربع ساعة.
نهضت هي الأخرى لتقف قبالته تتطلع اليه بحزن بالغ لفراقه قبل
مقدمة رأسها ثم نظر اليها بحزن و هو يقول
مش عارف اذا كنت هعرف اكلمك في التليفون ولا لأ.. لأن الشبكة هناك سيئة و الاتصالات صعبة.. مش عايزك تقلقي و ماما و اخواتي متعودين على كدا و عارفين الكلام دا... خلي بالك من نفسك.. أشوف وشك بخير..
كان الصمت مخيما عليهما فلم يكن لأي منهما القدرة على التفوه بأي شيئ من فرط المشاعر الجياشة التي غمرتهما..
أدهم العربية مستنياك من بدري و بټضرب كلاكسات بقالها ساعة لما الجيران كلها صحيت.
هتوحشيني..
قالها برقة متناهية أجفلت منها لترد عليه بنفس النبرة
و انت كمان..
فتح الباب الخلفي ليتفاجئ بآسر يجلس بالخلف فصاح به بحدة
ناموسيتك كحلي يا أدهم باشا.. خير يابا الكلكسات دي كلها مسمعتهاش!
ألقى حقيبته بوجه صديقه ليلتقطها قبل أن ترتطم برأسه ثم ركب بجواره و هو يقول
انت ايه اللي جايبك!
اللي جابك هو اللي جابني... اطلع يابني..
انطلقت السيارة في طريقها الى خارج حدود القاهرة ليسترسل أدهم ببرود
هما عاملين تمويه ولا ايه... محدش بلغني انك معايا في الانتداب..
رد آسر بسخرية
ولا انا و حياتك.. انا لسة عارف الصبح انك معايا.. بس مال شكلك ع الصبح!
نظر له نظرة مطولة و لسان حاله يقول
الله يكون في عونك يا آسر... بجد عذرتك.. فراق الحبيب صعب أوي.
ايه يابني بتبصلي كدا ليه!.. هو انا لحقت اوحشك.
ابتسم نصف ابتسامه و هو يقول بمزاح
انت علطول واحشني..
أعاد رأسه الى الخلف ثم استرسل و هو مغمض العينين
بقولك ايه.. نقطني بسكاتك بقى عشان عايز أكمل نوم لحد ما نوصل.
فعل آسر كما فعل صديقه ثم قال
و الله يكون احسن.
فعم عليهما صمتا قاټلا و كلا منهما هائما في عالمه أدهم يفكر في حياته الجديدة و مشاعره الدخيلة التي يختبرها لأول مرة مع ندى... و آسر شاردا في حبيبته الراحلة و ذكرياته الجميلة معها و كيف سيكمل حياته بدونها......
رواية مهمة زواج.
بقلم دعاء فؤاد.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحلقة العشرون
مهمة زواج
انتهى معتصم لتوه من أحد جلسات الصلح بين عائلتين متخاصمتين ثم خرج من المضيفة بعدما انفضت الجلسة قاصدا مجلس أمه المعتاد بالدوار..
انحنى يقبل ظهر يدها ثم جلس بجوارها متنهدا بتعب فربتت أمه على فخذه باشفاق
تعبت يا ولدي اني خابرة.. ربنا يچعله في ميزان حسناتك يا حبة جلبي.
ابتسم بحب و هو يقول
اللهم آمين.. ايوة اكده اني ماريدش غير دعوتك الزينة و رضاكي عليا يا امايا..
راضية عليك يا وليدي و دعيالك من كل جلبي.
قبل يدها مرة أخرى ثم أجلى حنجرته ليقول بتردد
أني يا مايا كنت ناوي أتحدت امعاكي ف موضوع اكده مخابرش هيفرحك ولا...
جول يا ولدي و الله بدي افرح..
ابتلع ريقه بصعوبة ثم قال
أني طلبت الضاكتورة ريم للچواز جبلقبل ما تعاود لمصر.
سكتت پصدمة لبرهة تحاول استيعاب ما تفوه به ولدها البكري ثم أطرقت رأسها بحزن لتقول بملامح متجهمة
عتلهيك المصراوية عنيننا كيف ما اتلهيت اف شركتك اللي اف مصر و بجينا نشوفك كيف الرحالة.
رد عليها بلهفة
لاه يا امايا لا عشت ولا كنت...ان حوصل نصيب و اتچوزتها مش هبعد عنيكي واصل.. هنعيش وياكي في الدوار و هاخدها في الكام يوم اللي هشتغل فيهم في مصر.. يعني هتروح و تاچي امعايا.
نظرت له بحيرة ثم تحدثت باستنكار
يعني بنتة البلد كلاتها خلصوا يا ولدي!
شدد من قبضته على يدها و هو يقول بنبرة هائمة
هي اللي الجلب دجلها يا امايا.. هي اللي خلتني أفكر في الچواز بعد ما كنت معفكرش فيه واصل.
أخذت تهز رأسها من اليمين لليسار و هي تقول بجدية
أني خابرة ان البنتة زينة.. چمال.. و أدب..... و نسبها يشرف.... بس كان بدي نسلك يبجى صعيدي أبا عن چد كيف ما بوك الله يرحمه كان بيحلم و بيتمنى يا ولدي.... لأچل ولدك ما يبجى الكبير من بعدك.
رد عليها بجدية
و اني مناويش اخلع چلبابي الصعيدي مهما حوصل.. و كيف ما ابويا رباني راح اربي ولدي.. و وعد يامايا ولدي هيعيش و يكبر في بلدي و هيبجى كبيرها من بعدي باذن الله.
سكتت و مازالت ملامحها واجمة فهي غير قادرة على اعطائه موافقة قاطعة من قلبها لم يكن هذا ما تمنته ولا ما انتظرته منه... رغم حبها الكبير ل ريم كشخص و لكنها لم تريدها كزوجة أبدا لولدها البكري و كبير العائلة..
طول سكوتك يامايا...
ردت بحزن و هي تتحاشى النظر اليه
اعمل اللي فيه الصالح و اللي يسعدك.. اني بدي تكون مرتاح و فرحان.
ربنا يخليكي لينا يامايا و ما يحرمنا من حنيتك علينا واصل... أني كلمت اخوها و عزمتهم على فرح حمد لاچل ما نتعرفوا على بعض و بعدين هيبلغني جراره بعد اكده..
هزت رأسها بموافقة و هي تقول بقلة حيلة
يشرفوا يا ولدي.
قبل مقدمة رأسها و هو يقول بتوسل
ادعيلي يامايا..
نظرت له بتمعن مندهشة من قلقه خشية عدم موافقة أخيها ألهذا الحد يحبها!.. أهذا معتصم ولدها القوي الذي لا يخشى من شيئ بل يخشاه الناس!.. متى أصبح ضعيفا هكذا!.. و لكنها دعت له على أية حال
ربنا يريح جلبك يا معتصم و ينولك اللي في بالك يا ضي عيني.
احتضنها بشدة و هو يمني نفسه بأن يستجيب الله دعائها عاجلا غير آجل...
مرت عدة
متابعة القراءة