رواية مهمة زواج بقلم دعاء فؤاد
الكامل.
استدرجه أدهم في الحديث حتى يأخذ منه أكبر قدر من المعلومات عنه بما في ذلك عنوان شركته و مصنعه.
اندمجت ريم كثيرا مع الفتيات حتى أن واحدة منهن جذبتها لترقص بينهن و قد استجابت لها و بدأت تتمايل بسعادة فالأجواء مٹيرة للغاية و الأغاني الصعيدية التي يدندن بها ممتعة...
بعدما تعبت من الرقص جلست جانبا لتتفقد هاتفها فوجدت مكالمة فائتة من أمها لم ترد عليها فخشيت أن تكون ندى قد أصابها مكروه فتسللت من بين النساء حتى خرجت من المكان و ابتعدت قليلا حتى تتمكن من سماع الصوت.
حين علم معتصم بذلك استأذن من الحضور و كان من بينهم أدهم و خرج يتفقد ذلك الأمر خشية أن يفقدها مرة أخرى...
ألو.. آسر أنا هبعتلك ع الواتس بيانات واحد كدا معرفة و هبعتلك عنوان شركته.. عايزك تعرفلي كل حاجة عنه من يوم أمه ما ولدته و كل حاجة عن شغله و معارفة و شركائه... كل حاجة كبيرة و صغيرة مهمة او مش مهمة يا آسر... هقولك بعدين.. تمام مش عايز استنى كتير يعني على بكرة بالليل لو أمكن... راضي المخبرين بتوعك و انا هحاسبك لما اشوفك... تمام سلام..
أنا من الأول قولت مش مرتاحلك يا سي معتصم...أما نشوف ايه اللي وراك..
حين رآها تقف مستندة الى جذع الشجرة و بيدها الهاتف أخذ يهز رأسه بغيظ ثم سار نحوها ببطئ حتى لا تشعر به الى أن صار خلفها فباغتها بصياحه
تاني يا ريم..
مټخافيش يا ريم دا أنا... أنا معتصم..
و بعدين بقى... انتي شكلك مش هتهدي غير لما أحضنك..
ثم اقترب منها للغاية و كأنه سيحتضنها و لكنها ابتعدت سريعا للخلف فتراجع و هو يضحك بقهقهة فنظرت له بغيظ لكن سرعان ما تحولت تلك النظرات لاعجاب من ضحكته الجميلة التي أظهرت أسنانه البيضاء المتناسقة و التي تراها لأول مرة فلم تكن ترى منه أكثر من ابتسامة فقط بشفتيه فلاحظ معتصم شرودها و تأملها لخلقته فتحولت ضحكاته لبسمة هائمة
عادت ترمقه بغيظ و هي تقول
و عارف كمان ان انت مغرور!
أجابها برقة بالغة
لو هتغر ع الدنيا كلها.. مش هتغر عليكي أبدا.
ابتسمت بخجل ثم قالت بجرأة
انت عارف أول مرة شوفتك فيها استغربت ازاي في راجل بالجمال و الهيئة و الشياكة دي في البلد دي..اللي زيك بنشوفهم ع الشاشات بس.....ساعتها قعدت اقول في سري سبحان من صورك.. بس لما شوفت الحاجة والدتك عرفت انك وارث ملامحك الحلوة دي منها.
أومال أنا أقول ايه في جمالك و رقتك و شقاوتك اللي طيرت النوم من عيني!
أسبلت جفنيها بخجل و هي ترفرف بأهدابها فتحدث معتصم يسألها بجدية و كأنه تذكر شيئا لتوه
ايوة صحيح انتي مبتحرميش!.. ايه اللي خلاكي تبعدي عن الدوار... افرض توهتي زي المرة اللي فاتت!
ردت بعناد
ما أنا أكيد المرادي هاخد بالي يعني..
و لو أنا مكنتش شوفتك كان مين هيدور عليكي و يلاقيكي..
ردت برقتها المعهودة
أدهم كان هيلاقيني... طول ما أدهم معايا أنا مبقلقش.
ضيق عينيه و هو يتأملها بدهشة ثم قال بنبرة مغتاظة
أنا بدأت أغير من أدهم..
تبسمت ضاحكة بخجل فاسترسل يسألها بجدية
بس قوليلي بقى ايه حكاية ال اللي بتجيلك دي!.. و كام واحد حضنك غيري وقت النوبة!
ضحكت ريم بملئ فمها فاغتاظ معتصم من ضحكها ثم تمتم و هو يصتك فكيه
اممم... شكلهم كتير..
لا و الله هو أدهم بس..
سكتت مليا ثم استرسلت بنبرة أليمة
أول مرة جاتلي لما شوفت بابا
و هو بيتقتل قدام عنيا بعد ما الماڤيا ضړبته بالړصاص في صدره... كان لسة خارج من البيت رايح على شغله و انا جريت وراه عشان احضنه قبل ما يمشي ملحقتش أوصله.. كان وقع ع الأرض و غرقان في دمه... ساعتها وقفت مكاني و جسمي ارتعش و نفسي ضاق لدرجة اني كنت حاسة اني بمۏت كل اللي في البيت خرجو على صوت الړصاص و جريوا على بابا و محدش اخد باله من حالتي لحد ما حالتي ساءت و جالي اڼهيار عصبي.. المشكلة اني مبعرفش أخرج من الحالة دي بارادتي.. بعد ما أدهم اتأكد ان خلاص بابا ماټ بعد ما وقع ع الأرض انهار بس شافني انا كمان مڼهارة و بطلع في الروح.. جري عليا بسرعة و أخدني في حضنه و قعد يهديني بالكلام و يطبطب عليا لحد ما جسمي هدي و أغمى عليا بعدها... فضلت فترة كبيرة بعدها بتعالج نفسيا و الكوابيس مكانتش بتسيبني... الحمد لله بقيت أحسن دلوقتي بس المشهد لسة سايب أثر جوايا... ندبة كبيرة مبتروحش.
تأثر معتصم كثيرا لما رأته حبيبته يود لو يمحي ذلك الألم و تلك الندبة و لكن ليته بيده..
كنتي صغيرة!
محت دمعة فرت من عينها ثم هزت رأسها بايجاب
أيوة... كان عندي حوالي ١ سنة...
سكتت مليا ثم استرسلت بحزن
من ساعتها و أدهم بېخاف عليا من الضغوط النفسية و بيحاول بكل الطرق انه ميزعلنيش عشان حالتي ماتسؤش... كان خاېف يدخلني كلية الطب عشان مشوفش چثث في التشريح بس أنا صممت و قعدت أطمنه ان النوبة دي ملهاش علاقة بالچثث... مرتبطة أكتر بالخۏف و القلق... و تاني مرة جاتلي فيها لما ماما جاتلها أزمة قلبية و وقعت من طولها قدامي... خۏفت تروح مني زي بابا ما راح..ساعتها مقدرتش أسيطر على نفسي و الحالة جاتلي و أدهم حضڼي و برضو قعد يهديني بالكلام و يطبطب عليا و يطمني لحد ما بقيت كويسة..
رفعت كتفيها لأعلى و هي تقول بشبه ابتسامة
و بس كدا... و تالت و رابع مرة بقى انت عارفهم.
أمال رأسه قليلا لمستوى رأسها ثم قال بنبرة هائمة
و ان شاء الله مش هيكون في بعد كدا... و يوم ما هحضنك تاني... هحضنك و انتي مراتي.
في تلك اللحظات رن هاتفها فنظرت الى الشاشة لتجد أخاها من يتصل..
دا أدهم.. أكيد بيدور عليا... انا هروح أشوفه..
استدارت لتغادر من أمامه بخطوات أشبه بالركض فاستوقفها مناديا بعدما ابتعدت عنه مقدار ثلاث أو أربع خطوات لتقف تنظر اليه باستفهام فسألها بهيام
هو أنا قولتلك قبل كدا إني بحبك!
ابتسمت حتى ظهرت نواجزها و هزت رأسها بنفي فاتسعت ابتسامته الهائمة ثم استدارت لتغادر مرة أخرى و هي تقول بصوت خاڤت لم يصل اليه
و أنا كمان بحبك اوي يا معتصم.
استند بجسده الى جذع الشجرة ثم نظر للسماء و مازالت البسمة الهائمة تزين وجهه البهي متمتما بهمس
بحبها
أوي..بعشقها يا ليل..... يا رب تمم فرحتي بيها على خير..
يتبع..
بقلم دعاء فؤاد