رواية مهمة زواج بقلم دعاء فؤاد
المحتويات
بمفردها في ذلك المكان الموحش يكاد قلبه ينخلع كيف تحملت ذلك... تلك الرقيقة التي تشبه قطعة البسكويت في رقتها.. كيف تحملت البقاء هنا.. و ماذا لو لم يكن هاتفها معها.. كيف ستسير الأمور حينها... و ألف كيف و ماذا سألها لنفسه...
أخذ يردد على أذنيها من الكلمات ما يهدئها بنبرة شبه باكية
أنا آسف...حقك عليا أنا...أنا خلاص جيتلك و مش هسيبك يا ريم...اهدي يا حبيبتي..اتنفسي براحة انتي خلاص في أمان... انا مش عارف بس ايه اللي خلاكي تبعدي عن البيت كدا.. ليه بس!. ليه!
هزت رأسها المستندة على كتفه بايجاب فأبعدها قليلا ليرى وجهها فوجدها تفتح عينيها بصعوبة فسألها بترقب
هتقدري تمشي!
هزت رأسها بنفي فسألها بتردد
أنا كدا مضطر أشيلك.
لم ترد كناية عن موافقتها فكل ما يشغل بالها الآن أن تعود للدوار لتهرب من ذلك الکابوس و تنام لعله ينمحي من ذاكرتها.
ايه دا!...هو في كلب عضك!
هزت رأسها بايجاب و هي تبكي فأخذ يسب و يلعن و قد اتضحت له الصورة..
طاب لازم نرجع الدوار بسرعة عشان نشوف هنعمل ايه في الچرح دا...أنا هشيلك و مټخافيش مش هلمس رجلك..
بسم الله الرحمن الرحيم
الحلقة السابعة عشر
مهمة زواج
بالكاد استطاع أدهم أن يصل المقهى بالموعد المحدد ليجد دارين تشير له فسار تجاهها و من ثم تبادل معها التحية ثم جلس قبالتها..
ازيك يا أدهم... انت وحشتني اوي.
أجابها بنبرة عادية حتى لا يعطي لها أملا في الرجوع
و انتي كمان... اخبارك ايه و اخبار والدك و والدتك.
ها!.. ايه بقى الموضوع اللي كنتي عايزاني عشانه!
زمت شفتيها بانزعاج لتقول بحزن مصطنع
ايه دا علطول كدا!... طاب مش هعزمك الاول على حاجة نشربها!
لم تنتظر رده حتى لا تترك له حرية اختيار المشروب فأسرعت تقول و هي تشير للنادل
هطلبلك عصير فراولة.. انا عارفة انك بتحبه..
بعد قليل أتى النادل بالكوبين ليضع كوب أدهم أمامه و يديه ترتجفان حتى كاد أن يسقط الكوب فأخذت دارين تصطك فكيها من الغيظ فأحس أدهم بوجود خطبا ما و يبدو أن دارين على معرفة بهذا النادل فقد لمح تلك النظرة المحذرة التي صدرت منها تجاهه و بحنكته و ذكائه أيقن أنها نصبت له فخا ما و العصير هو الوسيلة.
رفع أدهم رأسه ليشكر النادل لينظر له بنظرة ثاقبة قرأ فيها خوفه و تردده لتؤكد له تلك النظرة شكوكه.
نظر ل دارين نظرة تحليلية غامضة في انتظار سرد طلبها فحمحمت بتوتر ثم قالت
طاب تعالى نشرب العصير الأول..
قالتها و هي تأخذ رشفة من كوبها و لكنه رفع حاجبيه قائلا ببسمة مصطنعة حتى لا تشعر أنه اكتشف أمرها
هشرب طبعا يا داري.. بس حابب اسمعك الأول..
ابتلعت ريقها ثم أردفت بنبرة مهتزة
في واحدة صاحبتي أخوها داخل الجيش داخلية و لما عرفت ان في بينا سابق معرفة اترجتني تتوسطله عشان تجيبه في مكان قريب من اقامته.. فأكدتلها اني هكلمك و ان انت اكيد مش هترفص تقدملي الخدمة دي..
كانت تتحدث و يديها أمامها على الطاولة تفركهما بتوتر مستمر فامتدت يده ليضعها على يديها يوقف بها رجفتهما الأمر الذي جعل عينيها تجحظ من الدهشة ليقول بنبرة رقيقة مع ابتسامة تبدو حالمة
اهدي.. الموضوع مش مستاهل التوتر دا كله.
ثم سحب يده لټرتطم بالكوب و كأنه بدون قصد و لكنه في الحقيقة فعل تلك الحركة خصيصا ليسكب الكوب بطريقة تبدو عفوية و ما ان انسكب الكوب على الطاولة حتى ابتعد سريعا قبل أن تبتل ملابسه بينما دارين شهقت بصوت عال حسرة على ضياع خطتها اللئيمة فأخذ أدهم يقول بلا اكتراث
مش مهم... حصل خير.. ماليش نصيب فيه.
أخذت تهز رأسها و هي تكاد تبكي و لكنها حاولت أن تبدو طبيعية فنهض ادهم ثم وضع بضع ورقات مالية على الطاولة و هو يقول
انا مضطر امشي يا داري لأني تعبان اوي و عايز انام... ابعتيلي بس بيانات اخو صحبتك ع الواتس و اعتبري الموضوع خلصان... باي..
انصرف مغادرا من أمامها على عجل بينما هي بقيت تنظر في أثره پضياع و لم تقوى على التفوه بأي كلمة من فرط الصدمة..
أما أدهم ركب سيارته و سار بها بضع خطوات بعيدا عن المقهى ثم وقف بضع دقائق يراقب خروجها... و بمجرد أن تأكد من خروجها و ابتعادها بسيارتها عن محيط المقهى صف سيارته ثم ترجل منها عائدا مرة أخرى الى المقهى لينادي ذلك النادل الذي قدم له العصير و بمجرد أن أتاه قبض على ذراعه ثم استخرج من جيب قميصه بطاقة التعريف خاصته ليشهرها في وجهه و هو يسدد اليه نظرة ڼارية و يقول بنبرة شديدة اللهجة
انا الرائد أدهم برهام.. بهدوء كدا و بدون ما تضطرني اني استخدم معاك العڼف قولي بالظبط الانسة اللي كانت قاعدة معايا كانت متفقة معاك على ايه!
ارتجفت اوصال النادل و تعرق جسده من الخۏف ثم قال بصوت متلجلج
و الله يا باشا انا معرفهاش...هي جات و قالتلي عايزاك تحط من الازازة دي على العصير بتاعك... و و و قالتلي انك جوزها و دا سحر عايزاك تشربه عشان ترجعلها.. و اترجتني اساعدها... و و و عرضت عليا ٢ جنيه... و و انا أخدتهم و عملت زي ما قالتلي...
نظر له أدهم پصدمة.. فلم يخطر بباله أن دارين قد تلجأ الى تلك الطرق المتخلفة البعيدة كل البعد عن تحضرها و مستواها الاجتماعي العالي...
ركب سيارته و انطلق الى حيث لا يدري.... دارت بذاكرته أحداث قديمة ربطها بما حدث اليوم... إذن اعجابه بها و خطبته لها سابقا كان مدبرا... هل تلك المشاعر المتناقضة تجاهها بفعل ما سقته له من قبل!...و كيف و هو أدهم أدهى ضابط في العمليات الخاصة الذي تخشاه أعتى عصابات الماڤيا يقع في ذلك الفخ التافه من فتاة تافهة ك دارين!.. و كانت تلك الفكرة أكثر ما جعلته يكاد يجن!.. كيف استاطعت خداعه بتلك السهولة!.. أين كان عقله و دهائه!.. أين كانت عيناه اللتان تلتقطان أبسط الأشياء و تلفت نظره أدق التفاصيل!..و ألف سؤال يسأله لنفسه و هو يأكل نفسه من الڠضب و يدور في الطرقات بلا وجهة محددة.
في محافظة سوهاج...
دلف بها سريعا الى غرفتها
متابعة القراءة