رواية مهمة زواج بقلم دعاء فؤاد

موقع أيام نيوز

نظرك في الرفض!... ولا هو عند و خلاص..! 
لوحت بيديها بعشوائية 
و انا هعند معاك ليه... كل الحكاية ان أدهم لو عرف اني ركبت عربية حد غريب المسافة دي كلها هيزعل جدا مني. 
أمال رأسه اليها ليقول بغيظ 
ما قولتلك عيشة اختي هتكون معاكم... يعني مش هتسافري لوحدك في عربيته.. 
ربعت ذراعيها أمام صدرها لتقول باصرار 
لأ برضو مش هينفع.. 
اقترب منها للغاية مميلا رأسه للأسفل لأنها أقصر منه قامة حتى كادت أن تختلط انفاسهما ليصيح بنبرة قاطعة 
بقولك ايه.. انتي هتسافري مع اخواتي يا اما و ديني ما انتي متحركة من هنا... فاهمة! 
أجفلت من قربه الشديد و من نبرته العالية لتقول بتوتر و كأنها قد اړتعبت منه 
هسأل أدهم الأول. 
حانت منه بسمة انتصار أخفاها سريعا ثم قال بجدية 
تمام... كلميه و اجهزي.. 
رفعت حاجبيها باندهاش لتقول بسخرية و هي تغادر من أمامه 
بتتكلم كدا كأنك واثق انه هيوافق.. 
أخذ يهز رأسه بيأس و هو يبتسم و ما ان ابتعدت عنه مقدار خطوتين عاد يناديها بنبرة حانية على النقيض تماما من نبرته الحادة منذ قليل نبرته جعلت دقات قلبها تتسارع فالتفتت له مهمهمة 
امممم.. 
هتكلمي اخوكي على طلبي! 
سكتت مليا تلملم شتات نفسها ثم قالت بجدية 
أكيد طبعا... موافقة أدهم قبل موافقتي. 
هز رأسه بموافقة ثم قال بنبرة راجية 
تمام هستنى ردك على أحر من الجمر.. 
أطرقت رأسها و هي تبتسم بخجل ثم استدارت لتغادر من أمامه سريعا بينما هو بقي ينظر في أثرها بعشق بالغ و هو يمني نفسه بقرب اللقاء.. 
قامت ريم بالاتصال بأدهم عدة مرات و لكنه لم يحيب ولا مرة فهو كان في ذلك الوقت في جنازة ميريهان و كان هاتفه على وضع الصامت. 
تأففت بضيق ثم لم تجد بدا من الذهاب مع حمد و سوف تقوم بالاتصال به لاحقا أثناء سفرها بالطريق. 
قامت ريم بتوديع الحاجة ام معتصم و مارتينا و معتصم ذاته الذي كان يودعها بحزن لفراقها و لو مؤقتا.
كان يوما عصيبا للغاية على محمد والد ميريهان و والدتها و آسر الذي كان في أشد حالات البؤس... الى الآن لا يصدق أنه فقدها للأبد... 
انتهت مراسم العزاء و عاد محمد في المساء الى ألمانيا مرة أخرى للحاق بمودة... فقلبه يؤلمه كثيرا عليها و يخشى فراقها هي الأخرى. 
بينما قام أدهم بتوصيل آسر و والده الى منزلهما أما والدة مودة أقامت بفندق لتعود في الصباح الباكر الى جدة بالمملكة العربية السعودية.
في تمام الثامنة مساءا عاد أدهم الى المنزل و تتجلى علامات الارهاق على ملامحه.. 
و بمجرد أن رأته ريم يدلف من باب الشقة صړخت باسمه ثم ركضت اليه تحتضنه بشدة و هو أيضا يشدد من احتضانه لها و هو يضحك و يقول 
وحشتيني يا شقية انتي.. وحشتيني اوي.. 
و انت كمان يا حبيبي وحشتني اوي.. 
ابتعد عنها ثم أحاط كتفها بذراعه و سارا سويا لغرفة الاستقبال و هو يسألها بدهشة 
انتي جيتي امتى!.. و ازاي معرفتنيش! 
أجابته پغضب مصطنع 
ما سيادتك مبتردش يا بيه... شوف موبايلك كدا هتعرف رنيت ولا لأ! 
استل هاتفه من جيب بنطاله و هو يقول بتذكر 
ايوة صح انا كنت عاملة عشان العزا بس نسيت خالص ابص عليه. 
أخذ يتفقد سجل المكالمات الفائتة ليجد عدة مكالمات من ريم و أخرى من والدته و أيضا مكالمة واحدة فائتة من ندى فابتسم بسخرية لذلك فيبدو أنها لم تحاول اعادة الاتصال به حين لم يرد عليها... 
وصلا الى الغرفة ليجد والدته و ندى يجلسان سويا في
انتظاره انحنى يقبل يد والدته ثم اتجه الى ندى و ألقى عليها تحية السلام ثم جلس بجوارها ليهمس لها 
ازيك عامله ايه! 
أومأت و هي تقول ببسمة خجلى
كويسة الحمدلله.. 
حمحم ثم قال محاولا تبرير عدم رده عليها 
على فكرة الفون كان صامت لما رنيتي عليا و لسة شايفه حالا.. 
هزت رأسها عدة مرات ثم أجابته بخفوت 
انا كنت بطمن عليك بس لما اتأخرت اوي. 
أومأ و شعورا بسعادة لا يعرف سببها يغمره.. أو ربما راحة نفسية لا يدري.. أن تهتم به ملاك كندى فهو شيئ يدعو للارتياح... 
كانت والدته و أخته يراقبان و يتغامزان عليهما فريم لأول مرة ترى شقيقها يتحدث بتلك الرقة و يبرر دون أن يوجه اليه اللوم... حقا رأته شخصا آخر.. فحتى حين كان مرتبطا ب دارين لم يكن بتلك الحالمية بتاتا البتة. 
سيدي يا سيدي على أدهم باشا الحبيب.. 
التقط الوسادة من جانبه فألقاها بها و هو يقول 
امشي يا حقودة انتي.. 
ضحكت ريم و هي تلتقط الوسادة و من ثم ضحكوا جميعا فنهض أدهم و هو يقول 
أنا هدخل اخد شاور و اغير هدومي و ارجعلك يا دكتورة ريم عشان تحكيلي على اللي حصل معاكي في الصعيد.. 
أومأت ريم و هي تفكر من أين تبدأ له حكايتها مع معتصم و بأي كلمات سوف تصفه بها و كيف ستسرد له طلبه الزواج بها. 
قومي مع أدهم يا ندى.. 
قالتها السيدة تيسير لتنظر ندى لها بتردد في بادئ الأمر ثم لم تجد بدا من الاستجابة لأمرها.
دي ماما تيسير قالتلي أجيلك عشان لو احتاجت حاجة.. 
ضحكت رغما عنها ثم قالت بجدية 
ضحك أدهم ثم باغتها بمسك يديها و هي خلفه ثم قبل باطنهما 
شكرا.. تسلم ايديكي.. 
تسمرت ندى من فعلته بينما هو نهض و هو يحاول السيطرة على مشاعره التي تدفعه لاحتضانها و سحقها بين ذراعيه ثم التقط ملابسه من الخزانة و اتجه مباشرة الى المرحاض دون أن يلتفت اليها بينما بقيت هي تهدئ من نبضاتها المتلاحقة... إنه يسحبها الى دوامة عشقه بأفعاله دون أن يشعر.. و هل كان ينقصها عشقا فوق العشق الذي يغمر قلبها!!..
بعد قليل خرج من المرحاض مرتديا ملابس بيتية مريحة و كانت ندى حينئذ تمشط شعرها أمام المرآة فوقف خلفها و كان أطول منها قامة و التقط فرشاته و أخذ يمشط شعره و هو ينظر لها بتأمل في المرآة الأمر الذي أربكها فوضعت فرشاتها و تنحت لتفسح له و لكنه قيدها بذراعيه يوقفها ثم تحدث اليها عبر المرآة و هو خلفها 
مش عارف ليه حاسس انك مش قادرة تتعودي عليا... مع اني اتعودت عليكي بسرعة مكنتش متوقعها من نفسي.. بس يمكن عشان انتي انسانة نقية اوي و تتحبي بسرعة. 
استدارت لتواجهه و لكنها بمجرد أن نظرت الى عينيه المسلطة في عينيها تاهت منها الكلمات... الى متى سيطغى حبه على قلبها و يعجز عقلها حتى عن التفكير.. فقط دقاته تتسارع في حضرته و عينيها تتعطش لرؤيته.. 
اتكلمي يا ندى.. ساكتة ليه.. 
أجلت حنجرتها ثم حاولت أن تتحلى بالجدية 
أدهم سبق و قولتلك ان انت شخصية مميزة و أي بنت تتمناك.. بس اعذرني ظروف جوازنا غريبة شوية و من ناحية تانية بحاول أتأقلم على الحياة بدون بابا.. بابا كان و مازال هو كل حاجة بالنسبالي و فراقه مأثر فيا جدا. 
هز رأسه عدة مرات بتفهم 
أنا مقدر الظروف دي طبعا و ان شاء الله الفراق ميطولش و... 
لم يكد يكمل عبارته حتى قاطعه رنين هاتفه فذهب ناحية الفراش و التقطه ثم فتح الخط ليجيب 
ألو... ايوة يا باشا.. انتداب!... بكرة!.. و حضرتك بتبلغني دلوقتي!.. تمام تمام... تمام.. شكرا مع السلامه.. 
أقبلت
تم نسخ الرابط