رواية مهمة زواج بقلم دعاء فؤاد
المحتويات
الواتس و لما اكون لوحدي هكلمك... انما اللي انتي بتعمليه دا مينفعش يا نيرمين.
ردت بصوت باكي
خلاص يا معتصم أنا آسفة مش هتتكرر تاني... أنا بس اعتبرت نفسي مراتك بجد و حبيت أطمن عليك.
زفر بضيق فتلك الحركات الغبية لا تمل من فعلها أبدا ثم قال بجدية
نيرمين احنا متفقين من الأول ان جوازنا منفعة متبادلة و مفيش مجال للحب بينا و انتي وافقتي... و كنتي ماشية ع الاتفاق كويس... مش عارف ايه اللي قلب أحوالك كدا و بقيتي تقلقي عليا و شغل الأفلام دا.
عشان حبيتك يا معتصم... اه في الأول كنت معجبة بيك كزوج و كرجل أعمال ناجح و أقنعتك بعرضي...بس معرفش ازاي من غير ما أحس لقيت نفسي مش قادرة استغنى عنك و بقيت بتوحشني لما بتسافر بلدك.. هو دا غلط إني أحبك!
أيوة غلط... غلط يا نيرمين... و بعدين الموضوع دا مينفعش نتكلم فيه في التليفون... لما نتقابل نكمل كلامنا... سلام.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحلقة السابعة
و بعدين يا داري... هتفضلي قافلة على نفسك كدا كتير!.... ايه!..هو اللي خلق أدهم مخلقش غيره..
نظرت لأمها بعينين دامعتين و لم تعقب ثم تحشرج صوتها و هي تقول پألم
مامي انتي متعرفيش أنا عملت ايه عشان أدهم ياخد باله مني و يخطبني.. سيبيني بقى أرجوكي مش عايزة أسمع كلام من حد تاني.
طيب.. أنا ليا كلام تاني مع شريف.
رمقتها بلا اهتمام و عادت ترثي حظها فرغم تلك الخطة المحكمة التي عاونتها بها إحدى صديقات السوء مستعينه بإحدى الدجالات لتوقعه تحت تأثير السحر إلا أنه حدث ما كانت تخشاه.
و بعدين يا شريف... احنا هنفضل واقفين نتفرج على بنتنا و هي بتضيع مننا كدا.
أدهم هيرجعلها متقلقيش....الجوازة دي شكلها مش مريحني... شاكك انها مأمورية من مأمورياته و طبعا مكتم عليها عشان متتعرفش..
أخذ نفسا عميقا من سيجارته النفيسة و راح ينفث دخانها براحة ثم قال بمزيد من الثقة
أنا كلفت حد من رجالتي يجبلي قرار الجوازة دي و يعملي تقرير وافي عنها.. و لو طلع اللي في دماغي صح يبقى خلاص خلصت..هيرجع متقلقيش.
أنا كنت ما صدقت خلصنا منه... انت عارف لو اكتشف حقيقة شغلك في الاستيراد و التصدير هيعمل ايه!
ضحك بملئ فمه ساخرا ثم عادت ملامحه للجدية ليقول بنبرة تفوح منها الشړ
بالعكس بقى...أنا عايز سيادة الرائد أدهم باشا الكيلاني يكون جوز بنتي عشان يبعد عننا عيون المباحث.. و مټخافيش... مش هيشك حتى و لو واحد في المية في شركتي و مصانعي.
تشدقت بتلك الكلمات و قلبها ينبض عاليا من الخۏف فأخذ يطالع إحدى الملفات بين يديه ثم قال بلا اهتمام
سيبك من الخۏف اللي انتي فيه دا يا شاهي و روحي خلي الشغالة تعملي فنجان قهوة سادة.
تركته غائصا بدوامة شره يفكر في صفقة جديدة في ظاهرها أنها تجارة شريفة تفيد البلد بينما تخبئ بباطنها سمۏم ټقتل شبابنا و هذا الرجل شريف الزغبي الذي ليس له من إسمه نصيب يتلذذ بصفقاته المحرمة...
بينما ندى أخذت تدور بغرفتها ذهابا و ايابا و هي تفكر كيف لها أن تتخلص من حبها له الذي يجعلها ضعيفة أمامه تخشى كثيرا أن يشعر بذلك العشق الذي تكنه له منذ سنوات... فهي تأخذ ذلك الأمر على كرامتها للغاية.
لازم أتعامل معاه عادي و كأننا اخوات.. أصحاب..
أصحاب!.. نعم فهذا هو الحل الوحيد.. فإما يحبها و يقولها لها صراحة...و إما أن يفترقا متى اطمئنت على أبيها و تمكنت من العودة إليه.
خرجت من غرفتها بعدما أحكمت حجاب الاسدال حول رأسها راسمة في مخيلتها حياة جديدة بصحبته ربما يكتشف فيها ما يجذبه لهواها و تتبدل الأحوال إلى ما تتمناه.
دلفت إلى المطبخ ثم فتحت الفريزر لتستخرج منه دجاجة مجمدة ثم فتحت الثلاجة لتستخرج ما تحتاجه من خضروات و مكونات أخرى لطبختها التي ستعدها بنفسها... تقنع ذاتها أن الحياة لن تقف عند حبيب ضائع أصبح لها و لكن قلبه ليس من نصيبها.
أصابه الملل البالغ من طول فترة مكوثه بغرفته فهو غير معتاد على ذلك و معدته أصبحت تتضور جوعا فقرر الذهاب إليها ليسألها عن أي طعام يطلبه لها ليتناولاه سويا.
بمجرد أن فتح باب غرفته داعبت أنفه رائحة الطعام الذكية الآتية من المطبخ.
للوهلة الأولى ظن أن أمه قد أرسلت وفاء لتعد لهما وجبة الغداء و لكن طمس ظنه صوتها العذب الصادر من المطبخ و هي تدندن ببعض الأناشيد الدينية.
ابتسم
بلا وعي من شدة عذوبة صوتها الذي يطرب الآذان.
استند إلى باب المطبخ و هو يستمع لأنشودتها الجميلة مصطفى مصطفى... منبع للصفا.. سيد الأنبياء.. مشعل للوفاء... كان في عطفه لليتامى دفا
كان يراقبها بابتسامة معجبة و كانت هي تقلب الطعام مولية ظهرها له و تدندن بأريحية غافلة عن ذلك الذي يراقبها باهتمام.
الټفت ناحية الثلاجة فتفاجأت به واقفا يطالعها ببسمة أخجلتها فأخفضت عينيها أرضا و هي تقول
انت واقف هنا من امتى!
امممم... يعني من خمس دقايق بس.
ابتسمت بخجل ثم حاولت التحلي بالشجاعة لتقول مغيرة مجرى الحديث
خلاص أنا خلصت الأكل... هتتغدى دلوقتي!
أومأ موافقا ثم عاتبها
بتتعبي نفسك ليه... انا اصلا كنت جاي اشوفك عايزة تاكلي ايه نطلبه من أي مطعم كويس.
زمت شفتيها برفض قائلة
لا أنا مش بحب أكل المطاعم... أنا و بابا متعودين على الأكل الصحي.
رفع كتفيه لأعلى متمتما
تمام زي ما تحبي.
طيب أنا هغرف الأكل و جاية وراك.
أساعدك!
رمقته بتردد ثم قالت بخجل
لا متتعبش نفسك.
تجاوز ردها ثم دلف ليتوجه ناحية الأطباق يلتقط بعضا منها تحت نظراتها المندهشة.
هتفضلي تبصيلي كدا كتير!
هتف بها دون أن يلتفت لها و كأنه يراها بظهره فانتبهت لحالها ثم عادت تتحرك بالمطبخ بتوتر بالغ و هي تحاول أن تتماسك قليلا.. فقد استطاع أن يثير حبها له من جديد و هي التي ظنت أنها ستنحيه جانبا و لو لفترة مؤقتة.
انتهيا من الطعام ثم ساعدها في إعادة الأطباق إلى المطبخ ها هي ترى فيه جانبا جديدا و خلقا حميدا لطالما تمنته أي زوجة في زوجها.
و حين هم بالخروج من المطبخ نادته تستوقفه
أدهم..
نعم!
ممكن نتكلم!
يا ريت.
هغسل الأطباق و هجيلك الصالون.
تمام.. هستناكي.
بعد عدة دقائق أقبلت عليه بعدما استجمعت كامل شجاعتها جلست في الكرسي المقابل له ثم قالت بنبرة نادمة
أولا أنا آسفة على اللي حصل مني الصبح!
ضيق ما بين عينيه متسائلا بمكر
ايه اللي حصل أنا مش فاهم!
ازدردت لعابها بصعوبة و بؤبؤي عينيها يتحركان بعشوائية ثم قالت بخجل بالغ
خلاص مش مهم.
ضحك من مظهرها الذي يشبه الكتكوت المبتل فرمقته بحنق ثم توقف عن الضحك قائلا بجدية
مشكلتك انك حاطة جوازنا في إطار العلاقات المحرمة.. ليه مثلا منعتبرش نفسنا في فترة خطوبه بنتعرف فيها على بعض!
ابتسمت بسخرية
ماهو علاقة الخطوبة برضو ليها حدود و مينفعش
متابعة القراءة