رواية مهمة زواج بقلم دعاء فؤاد

موقع أيام نيوز

شديدة الجدية و التي تهابها كثيرا فعدلت من وضعية نظارتها الطبية في حركة ملازمة لها عند توترها ثم أومأت برأسها و هي تستخرج دفتر صغير من حقيبة يدها و قلم لتقول و هي تكتب 
أيوة هكتبلها على نوعين... الأول هتاخد منه حباية ع الريق و النوع التاني هتاخد منه قرص بعد العشا. 
نزعت تلك الورقة من دفترها و مدت بها يدها لمعتصم الذي أخذها منها و هو يتطلع إليها بملامح مبهمة مرتكزا بعينيه صوب عينيها لا تفهم إعجاب هذا أم وعيد الذي يشع من نظراته و لكنها أخفضت عيناها سريعا لتقف و تقول بجدية 
أنا كدا خلصت... ألف سلامة عليكي يا حاجة و لو حصل أي حاجة ابعتيلي و أنا تحت أمرك. 
ابتسمت السيدة بامتنان لتفتح لها ذراعيها و تقول 
تعالي في حضڼي يا بتي و الله حبيتك كيف مابحب عيشة بتي...ابجي طلي عليا بطلتك الزينة دي. 
استجابت ريم لدعوة السيدة أم معتصم فهي أيضا قد أحبتها و ارتاحت لها كثيرا و أدركت الآن سر تحول معتصم معها... فحنانها الزائد هو ما يدعوه للتعامل معها بذاك اللين و تلك الرقة. 
نهض معتصم ليقول بجدية 
اتفضلو امعاي أوصلكو لتحت. 
هتفت ريم بأدب 
مفيش داعي يا معتصم بيه... احنا هنعرف ننزل. 
أصر عليها 
لاه ميصحش يا ضاكتورة... اتفضلو من هانا. 
سار خلفهما معتصم الى أن وصلوا الى باب الدوار ليأمر خفيره بعد ذلك بايصالهما الى الوحدة الصحية.
عاد معتصم لغرفة أمه ليجد حمد جالسا و يبدو أنه شاردا في أمر ما و ما أثار حفيظة معتصم امكانية شروده في ريم الأمر الذي أضرم نيران الڠضب في صدره. 
مالك يا حمد!... حمد.. 
انتبه حمد في الثانية ليقول بشرود 
ايه يا معتصم! 
ايه انت! 
نظر معتصم لأمه فوجدها تجاهد النعاس فانحنى يقبل جبينها 
نامي و ارتاحي يامايا و اني هبعت سمعان يچيبلك الدوا من الصيدلية.
ماشي يا وليدي.. 
ساعدها في الاستلقاء على جانبها الأيمن ثم جذب ذراع أخيه يجره خلفه جرا و أغلق الغرفة و انصرف الى غرفته و مازال يجر شقيقه خلفه. 
ايه يا معتصم بتجرني وراك زي البهيمة كدا ليه يا أخي! 
ألقى به على طرف الفراش ليسأله بالهدوء الذي يسبق العاصفة 
مالك بقى!.. من ساعة اللي اسمها ريم دي ما مشيت و انت قاعد سهتان على نفسك و مش على بعضك. 
ابتلع ريقه بصعوبة ثم أردف بتوتر 
مماليش يا معتصم... انت اللي بيتهيألك. 
زمجر فيه بصياح و كأنه يذكره بأمر ما 
فوق يا حمد... كلها اسبوعين تلاتة بالكتير و هتبقى مسؤل عن زوجة... و المفروص انك متفكرش في واحدة غيرها...كيانك كله لصافية مهما كان فيها من عبر و عيوب. 
نهض حمد ليقف قبالته هاتفا به بانفعال 
أنا مش صغير عشان تفكرني بالكلام دا يا معتصم... ولا انا مراهق عشان خيالك يصورلك اني ممكن أبص لواحدة زي ريم و أنا على زمتي واحدة تانية. 
أخذ يهزه من كتفيه و هو يصيح بعصبية 
أومال مااالك و انت سرحان من ساعة ما شوفتها... تفسرلي دا بايه انطق. 
نفض ذراعي شقيقه عنه ليقول بحسرة 
كنت بتخيل صافية زيها يا أخي... نفسي تكون زيها مش أكتر من كدا... انما هي كشخص.. استحالة أفكر في واحدة مش من حقي. 
سكت معتصم و كأنه سكب عليه دلوا من الثلج ليسترسل حمد باستنكار 
أنا اللي مستغربك يا أخي... و رد فعلك كان مبالغ فيه أوي يا معتصم.. فسرلي انت بقى اتحمقت اوي كدا ليه.. 
صاح بانفعال مشوشا على موقفه الغير مبرر 
أنا كل الحكاية اني كنت بنبهك مش أكتر.. و بعدين أنا مش مضطر أفسرلك أي حاجة... سلام. 
تركه معتصم و انصرف مغادرا الغرفة مخلفا غيامة من الڠضب و الغموض في آن واحد...
غادر و هو ينهر نفسه على تسرعه في الحكم على أخيه فهو يدرك جيدا مدى رجاحة عقل حمد و حسن امتلاكه لزمام الأمور... و لكن أكثر ما أغاظه تلك النيران التي استعرت بصدره حين خيل إليه أنها أعجبت شقيقه...
ترى أي شرارة تلك التي أشعلتها! 
بسم الله الرحمن الرحيم 
الحلقة الثانية عشر
رواية مهمة زواج 
حمد الله على سلامتك يا ماما وحشتيني اوي.. 
احتضنته بشدة لتقول 
و انت كمان يا حبيبي... يلا نطلع بسرعة اصل ندى وحشاني اوي.. 
يلا يا حبيبتي.. 
أخذها و دلفا الى الداخل و استقلا المصعد.. 
قبل
ذلك الحين بقليل... 
انتهت ندى لتوها من التنظيف و ها هي قد أخذت حماما باردا و ارتدت بادي بحمالات رفيعة أظهر كتفيها و مقدمة صدرها و شورت قصير من الچينز ثم أظلمت الغرفة بعدما أغلقت بابها من الداخل لتأخذ قسطا من الراحة لحين وصول السيدة تيسير. 
و بمجرد أن تمددت على فراشها قامت منتفضة كالملسوعة لتقول پذعر 
يانهار ابيض... انا نسيت هدومي في قوضة أدهم.. 
ثم هبت من الفراش سريعا و فتحت الغرفة لتركض باتجاه غرفة أدهم بسرعة كبيرة قبل أن تراها وفاء بهذه الملابس الڤاضحة معتقدة في داخلها أن تيسير أو أدهم لن يصلا الحين. 
فتحت الغرفة و من فرط سرعتها في الركض انزلقت قدماها لتصطدم رأسها بحافة خزانة الملابس المصنوعة من الخشب الثقيل و قد كانت الصدمة مؤلمة لدرجة أنها صړخت بعلو صوتها حين كان أدهم يفتح باب الشقة بمفتاحه الخاص حينها التقطت تيسير صړاخ ندى لتسبقه الى الداخل و هي تهتف بهلع 
دا صوت ندى جاي من قوضتك.. 
ثم خلعت حذائها سريعا و ركضت نحو غرفة ابنها لتجدها مفتوحة و ندى مسجية على الأرض ممسكة برأسها و لا تستطيع النهوض. 
حبيبتي يا ندى... ايه اللي حصل! 
كانت ندى تجاهد لألا تفقد وعيها فقد ثقل رأسها للغاية و داهمها الدوار بينما تيسير انحنت لتراها فلمحت تلك الډماء التي تسيل من جبهتها فصاحت بهلع 
أدهم تعالى بسرعة... 
في تلك اللحظة دلف أدهم ليصعق حين رآها بتلك الملابس العاړية فعاد الى الخلف خطوة يواريها عن ناظريه فحتما ان كانت بوعيها ستثور و تغضب لرؤيته لها بذلك الوضع و لكن أمه صاحت به بحدة 
ادخل بسرعة يابني شوف مراتك... دماغها متعورة. 
جبينها مفتوح بس مش عارف الچرح كبير ولا صغير من الډم اللي نازل. 
طاب قومها تنام على السرير على ما اروح بسرعة أجيب علبة الاسعافات.. 
أومأ و هو يسند كتفيها لتذهب تيسير سريعا خارج الغرفة بينما أدهم يهزها برفق لعلها تستطيع النهوض 
ندى.. قومي معايا.. ساعديني عشان أقدر أسندك و أقومك من ع الأرض... 
و لكنها من فرط خجلها استجابت لتلك الغيمة التي داهمتها لعلها تنقذها من ذلك الموقف الذي أخذاها لدرجة فاقت احتمالها.. 
ندى.. ندى.. 
زفر پعنف حين أدرك أنها فقدت وعيها فقام بلف ذراعه حول كتفها و الآخر أسفل ركبتيها ليحملها بسهولة و كأنها لا تزن شيئا  و سالت دماء جبهتها على بدلته البيضاء و لكنه لم يهتم فأكثر ما يهمه الآن أن تكون بخير. 
ابتسم باستهزاء من حاله ثم نهض بسرعة ليحضر شرشف خفيف من الخزانة ثم دثرها جيدا بحيث لا يظهر منها سوى رأسها حتى ما ان استيقظت لا تشعر بالخذي أو الخجل.
حين أتت أمه بعلبة الاسعافات الأولية التقطها منها ليبدأ في تجفيف الډم ثم تبين له أنه چرح صغير لا يحتاج لغرز فقام بتطهيره و وضع لاصق
تم نسخ الرابط