رواية مهمة زواج بقلم دعاء فؤاد
المحتويات
بتردد فوجدها تطقطق رأسها بخجل ثم رفعت رأسها لتلتقط الملابس من ريم و هي تقول بتعب
اخرجو انتو و انا هغير هدومي لوحدي... انا بقيت كويسه..
غمز أدهم بعينه لريم لكي تخرج و بالفعل خرجت بهدوء دون أن تتفوه معها بشئ و بمجرد أن انغلق الباب قالت ندى بنبرة شبه باكية
حمد الله على سلامتك يا أدهم.. مكانش نفسي ترجع تلاقيني كدا بس الحمد لله على كل شئ.
عشان خاطري خليك بعيد أنا خاېفة عليك.
رد بحدة طفيفة
ما أنا لابس الكمامة اهو يا ندى.. مټخافيش بقى.. و بعدين هتفضلي قاعدة بهدومك دي لحد امتى!
ما أنا مستنياك تخرج و بعدين هغير.
لم يكترث لكلامها و انما اقترب مجددا حتى التصق بها ثم قام مباشرة بفك الكمامة تحت مقاومتها و اعتراضها و لكنه قبض على كفها بقوة ليوقفها حتى استكانت و استسلمت حين لمست اصراره و عدم تراجعه.
ردت بصوت متعب
و انت كمان وحشتني و كنت بستنى تكلمني بفارغ الصبر و كنت بضايق اوي لما الشبكة بتفصل.. بس الحمد لله انك رجعت بالسلامة.
ظل يستمع اليها و هو يجاهد نفسه لألا يتجرأ و يعترف
بعشقه لها و هي في تلك الحالة السيئة... فأمر كهذا يتطلب أن يكونا على أتم استعداد له حتى يذيقها من رحيق حبه و تندمج روحيهما كروح واحدة في جسدين.
لاحظت تيسير شرودها بعد تلك المكالمة فأدركت ما يدور بخلد ابنتها الحبيبة فربتت على فخذها و هي تقول ببسمة مطمئنة
متحمليش هم الموضوع دا... أنا هكلم أدهم..
مش هينفع نسيب ندى و هي في الحالة دي يا ماما و نسافر.
و أنا روحت فين!.. ندى دي بنتي التالتة و انا عمري ما هقصر معاها أبدا.. روحي يا حبيبتي انتي و اخوكي و انا هخلي بالي منها و هديها أدويتها في مواعيدها بالساعة..
ردت بنبرة قاطعة
سواء انتو هنا أو لأ أنا مش هسيب ندى أبدا و انا برضو اللي هراعيها و هديها أدويتها... لا أدهم هينفع يسيب شغله و يقعد جنبها ولا انتي برضو هتسيبي شغلك و تقعدي جنبها... في كل الأحوال ندى مهمتي أنا..
تنهدت ريم بحيرة لتنظر لها أمها بنظرة مطمئنة مغذاها ألا تقلق فهزت رأسها باستسلام ثم احتضنتها بشدة و هي تقول
شددت أمها من احتضانها و هي تدعو لها
ربنا يفرح قلبك يا حبيبتي و لو كان فيه خير ليكي يجعله من نصيبك.
يا رب يا ماما... يا رب.
بعد حوالي ساعة خرج أدهم من غرفة ندى ليذهب الى حيث تجلس أمه و أخته و بمجرد أن وقف قبالة أخته ابتسم لها قائلا و هو يمد ذراعيه لها
تعالي يا بت انتي هاتي حضڼ مسلمتش عليكي..
وقفت ريم على الفور ترتمي بين ذراعيه و هي تقول
طبعا من لقى احبابه نسي اصحابه..
ضحك أدهم و هو يربت على ظهرها
انتي الحب الاول و الاخير يا ريمو.. وحشتيني و وحشتني شقاوتك..
ابتعدت عنه قليلا ثم قالت بنبرة متأثرة
و انت كمان يا حبيبي وحشتني اوي..
كانت أمهما تراقبهما و هي في قمة سعادتها فجلس بجوار أمه ثم قال
عايز اروح اشوف روان و محمود وحشوني من زمان مشوفتهمش.
ردت ريم
يا ريت تروح تسلم عليهم في بيتهم و بلاش تخلي روان تيجي هنا لحد ما ندى تخف بالسلامة... الحمل مخلي مناعتها وحشة و ممكن تتعدي من جو البيت بسهولة.
قالت تيسير و كأنها تذكرت شيئا ما للتو
بمناسبة الحمل يا أدهم... تصور كنا فاكرين ان تعب ندى من الحمل!
تجمد جسده لوهلة پصدمة بالغة و لكن سرعان ما ابتسم بحالمية و هو يفكر بجدية في ذلك الأمر ليقول مبتسما
قريب اوي يا ماما ان شاء الله..
ربتت أمه على فخذه و هي تدعو
ربنا يرزقك بالذرية الصالحة يا حبيبي.
غمزت ريم لأمها لكي تتحدث بخصوص أمر سفرها لمعتصم في الغد فهزت رأسها ثم توجهت لأدهم بالحديث في محاولة لاقناعه بالذهاب على أن تتولى أمه رعاية ندى في بادئ الأمر طلب منها تأجيل الذهاب و مع عدة محاولات لاقناعه أصرت والدته على ألا يكسر خاطر أخته فلم يجد بدا من الموافقة مع اصرار والدته الشديد على أن يذهبا و يعودا في نفس اليوم.
و بالفعل صباح اليوم التالي اطمئن أدهم على ندى و أوصى أمه عليها كثيرا ثم استقل سيارته بصحبة شقيقته و انطلقا سويا الى محافظة سوهاج...
كان الجميع يقفون على قدم و ساق يجهزون لحفل الزفاف بالقرية و كانت الأجواء احتفالية و الطبل و المزمار لم يتوقف طيلة اليوم في الدوار...
وصل أدهم و شقيقته الى البلدة عند منتصف النهار و كان معتصم و عائلته في استقبالهما ...
تعرف أدهم على معتصم و والدته و أشقائه و قد لفت نظره وسامة معتصم الزائدة علاوة على بنيته الجسدية الملفتة و شخصيته الواثقة الأمر الذي أقلقه خشية أن تكون ريم قد انبهرت به فقط لتلك الأمور السطحية من وجهة نظره خاصة انه استقبله بملابس عصرية أظهرت مدى وسامته و أناقته.
تناول أدهم وليمة الغداء مع الرجال بينما ذهبت ريم مع وليمة النساء بصحبة عائشة و مارتينا.
و عندما حل المساء بدأت الاحتفالات الحقيقية و انقسمت حديقة الدوار لقسمين كما كانت في حفل الخطبة..
وصل حمد مرتديا جلبابه الصعيدي و بصحبته عروسه الجميلة... وقف وسط الحفل بجوارها و الجميع يصفق و الرجال يرقصون بالعصا و الخيول ثم أخذها الى مجلس النساء و أجلسها بينهن ثم عاد لضيوفه بمجلس الرجال يرقص بينهم و هو يحاول أن يتجاهل قلقه من أيامه القادمة مع زوجته الصامتة يحاول الاستمتاع بالأجواء و صرف تفكيره عن حياته التي تبدو و كأنها ستكون عسيرة عليه...
لم يترك معتصم صهره المستقبلي أدهم و لا لحظة مظهرا له اهتماما شديدا لعله يخطب وده تحدث معه في مواضيع شتى و حكى له مسيرته حتى أنشأ تلك الشركة و بالطبع لم يتطرق الى الحديث عن نرمين و مساعدتها له حتى وقف على قدميه في مقابل زواجه بها.
انبهر حقا بحديثه و مسيرته الناجحة و لكنه رغم ذلك لم يصدقه تماما و أحس بوجود خطبا ما و لم يشعر تجاهه بالارتياح
متابعة القراءة