صرخات انثى آية محمد رفعت
المحتويات
تلك الغافلة فتحت شمس عينيها بانزعاج فتفاجئت بعمران يضمها إليه ويبدأ هو الأخر بفتح عينيه بانزعاج من صوت الهاتف فقالت باستغراب
_هو أنا بتوهم ولا أيه مش علي هو اللي كان نايم جنبي امبارح
أجابها وهي يحاول الاستقامة بجلسته
_أنا طرقت علي ونمت مكانه وهكررها كل ما تفضليه عليا يا واطية إنت أساسا مبتعرفنيش غير وقت ما تتزنقي في فلوس لإنك واثقة ومتأكدة إن ثروة العيلة البائسة دي ورأس مالها كله في ايدي أنا.
_أمال أيه هو في حد في جنتالة عمران سالم!
ابتسم وهو يغمز لها
_ثبتيني وأنا بتكيف من التثبيت!
دنت منه شمس بمكر وقالت
_ومستعدة أديك حضڼ كبير كمان يا عموري بس على شرط.
زوى حاجبيه بدهشة
_شرط أيه!
زحفت بجلستها تجاهه تخبره ببسمة واسعة
_تديني نفس الوعد اللي ادته لعلي يوم فرحه.
_مش لما اتنيل أنفذ وعد علي ثم اني ادتله الوعد ده أيام الجامعة يعني في عز انحرافي دلوقتي أنا توبت وبقالي سنين مش بعزف ولا بغني!!
ربعت يديها أمام صدرها بحزن
_كده ماشي يا عمران هتفضل ابن مرات أبويا وهتتعامل على هذا الاساس.
ذم شفتيه بسخط وتفوه
_مستغلة.
أومأت برأسها بتأكيد فحك خده بتفكير ثم قال
ارتسمت بسمة واسعة وانزوت باحضانه بحب
_إن كان كده موافقة.
ضمھا ببسمة هادئة وهمس لها بحب
_ربنا يسعد قلبك يا حبيبتي يلا هسيبك تستعدي للجامعة وهطلع الصالة.
تعجبت من سماعها ذلك وقالت
هز رأسه مؤكدا وبرهن لها
_الدكتورة مدياني تمارين بسيطة بعملها على غير ريق.
وتركها واستند على الحائط ليغادر فلحقت به تسأله
_أساعدك.
استدار لها يشير
_لا يا روح قلبي أنا عايز أحرك رجلي شوية.
منحته ابتسامة هادئة وراقبته حتى غادر من أمامها..
رمشت بعينيها بخفة وبدأت باستعادة وعيها فشعرت بثقل يفوق قدرتها الجسمانية رمشت بعدم استيعاب ومازالت ذكراتها محتفظة ببقايا ما خاضته الآن فاستعادت قوتها الهادرة ودفعت من يعلوها بكل طاقتها وهي تصرخ بفزع
_إبعد عني.
أفاق علي من نومه فابتسم حينما وجدها استعادة وعيها فقال متلهفا
_الحمد لله إنك فوقتي يا حبيبتي أنا كنت ھموت من القلق عليكي طمنيني بقيتي أحسن
_انت عملت فيا أيه
ابتلع ريقه بصوت مسموع من فرط التوتر وقال
_معملتش حاجة يا فطيمة إنت كنت مڼهارة وآآ...
قاطعته بصړاخ قاټل ونهضت تكيل له اللكمات التي تلاقاها صدره بۏجع جسدي مؤلم كأنها أمتلكت قوة ذكورية مخيفة ومازالت تصرخ
_كداب كدااااب.... كلكم زي بعض.
ازداد ړعب علي وكل ما يخشاه أن يصيبها السوء وتعود لانتكاسة قد تهزم ما وصل له فحاول احتضان وجهها بيده قائلا بحنان
_حبيبتي اهدي أنا مستحيل أذيكي أنا نمت جنبك بس والله العظيم مقربتلك!
اڼهارت قوتها لفرط مجهودها المبذول ضده فاستجابت للجلوس على الفراش قبالته وكذلك جلس علي يلتقط أنفاسه ويده تضم صدره المتورم من فرط ضرباتها فخرج صوته مبحوح من وسط أنفاسه اللاهثة
_فطيمة أنا بحبك ومش عايز منك حاجة غير إنك تبادلني نفس الحب.
رفعت عينيها له واندمست داخل رماديته لدقائق فوجدته ينهض عن الفراش بخطوات غير متزنة تحامل على الكومود وهو يخبرها
_أنا هخرج وأسيبك... اهدي وارتاحي.
تابعت خطواته الغير منتظمة بنظرة نادمة ما ذنبه أن يتلقى عاصفة ڠضبها الهادرة تجاه هؤلاء الذئاب عادت لها صورتها وهي ترمي بكلتا يديها المتكورة الضربات إليه ولم يحاول حتى الدفاع عن نفسه حتى لا يلامس جسدها فتعود لارتعاشة جسدها من جديد.
ومن ثم قذفت إليها لقطات متفرقة لما اجتاحها بالأمس وصولا لوجوده جوارها وتوسلاتها بالا يتركها ودمعاته الساخنة التي شعرت بها على خدها.
نهضت عن فراشها واتجهت بخطوات مترددة للباب الفاصل بين غرفته وغرفتها تطلعت لمقبض الباب طويلا تحاول أن تسترد ثباتها وتهدأ ارتجاف جسدها الهزيل وحينما شعرت بأنها أفضل حررت المقبض وولجت تبحث عنه.
وجدته يقف أمام المرآة المطولة عاري الصدر يضع المرهم على الاحمرار القاټل الذي أصاب أعلى صدره محدثة كدمات زرقاء وأخرى حمراء سابقا كانت ستقتل ړعبا إن رأته يقف أمامها هكذا ولكن ما أن رأت ما هي تسببت بفعله حتى اقتربت تناديه پبكاء
_علي.
استدار ليتفاجئ بوجودها فاړتعب من أن تسوء حالتها لرؤيته هكذا فاستدار لفراشه يجذب قميصه يرتديه مسرعا وإتجه إليها فوجدها تردد بدموعها التي لا تفارقها
_أنا آسفة.
منحها ابتسامة هادئة وقد نجح باغلاق أزرار قميصه ليخفي كدماته عن عينيها
_أنا كويس يا فطيمة.. يا ريتها تيجي فيا وأنا مستعد أتحمل أضعاف كده عشر مرات ولا إنك تتمسي بأي سوء.
واقترب منها يقرب يديه بتردد منها فوجدت يديه معلقة بالهواء على قرب منها فتعلقت عينيها به تحاول معرفة ما يفعل فهمس لها ببسمة خاڤتة
_تسمحيلي أقرب
منحته ابتسامة حزينة يحبها حبا جما لم تجد منه يوما سوى الاحترام حتى الخصوصية يمنحها لها بصدر رحب وفوق كل ذلك لا تترك له ذكرى طيبة أومأت برأسها تسمح له بالقرب فحاوط وجهها بيديه وابهاميه يتحركان ليزيحان دمعاتها معا وقال وعينيه تتعمق بالتطلع بها
_أنا مش زي أي راجل عرفتيه يا فطيمة أنا مختلف وهتشوفي ده بنفسك كل اللي يهمني معاك إني أشوف ابتسامتك صدقيني أنا جاهز أعيش معاكي العمر كله كتف بكتف حتى بدون علاقة بينا لإن قلبك هو اللي يهمني يكون معايا.
رمشت بتوتر وابعدت عينيها عنه فقال بابتسامة مشرقة
_أنا طالبتلك هدية من المغرب هتعجبك جدا هروح مشوار على السريع كده وهرجع أستلم الاوردر وانت خديلك شاور وافطري واقعدي هنا اقري الكتاب اللي تحبيه لحد ما أرجعلك.. اتفقنا
هزت رأسها ببسمة متحمسة
_حاضر.
واستدارت تعود لغرفتها ولكنها توقفت والتفتت إليه فوجدته يقف أمام خزانته يجذب بذلة من اللون الأسود يضعها على الفراش ويستعد لتبديل ملابسه فنادته على استحياء
_علي.
استدار للخلف فتفاجئ بأنها مازالت تقف محلها ضيق عينيه باستغراب وهو يراقب احمرار وجهها بشكل أثار فضوله لمعرفة ما ستقول فحررت كلماتها وهي تهم بالهروالة من أمامه
_أنا بحبك.
وفور نطقها بتلك الكلمة اختفت من أمامه كهمس الرياح اتسعت ابتسامة علي وبدى غير مستوعبا لما قالته بالأمس كان يظن أنه يتراجع بكل ما حققه لعلاج حالتها والآن يحرز نقطة ايجابية ستكون بالصميم وبالرغم من مغادرتها الا أنه همس وهو يراقب مكانها الفارغ كأنها تترك قرينتها من خلفها لتنقل كلماته
_وأنا بعشقك يا فاطمة.
مضت ليلها دون أن يزورها النوم وما أن دقت ساعتها بالعاشرة صباحا حتى ابدلت ثيابها واتجهت لغرفتها.
وقفت فريدة أمام باب غرفة فطيمة تتردد بالطرق ولكنها انصاعت لقلبها ولمشاعرها النيلة وطرقت الباب فاتاها صوتها الخاڤت
_ادخلي يا مايا.
ولجت فريدة للداخل فوجدتها تجلس على سجادة الصلاة وتحمل المصحف بين يدها فقالت
_عاملة أيه النهاردة أحسن
شخصت عينيها بالفراغ ورفعتها بصعوبة لتراقب صاحبة الصوت هامسة بعدم تصديق
_فريدة هانم!!
سئم انتظاره ومازال يتساءل أين ذهب بهذا الصباح!
هاتف شمس وأخبرته بأنه استيقظ منذ ساعتين وأخبرها بصعوده للصالة الرياضية صعد علي للاعلى وهو يتساءل باستغراب عن تواجده بالاعلى اقتحم الصالة فوجده يجلس على المقعد يتجرع المياه والعرق يتصبب على انحاء جسده وكأنه كان يحارب منذ قليل.
دنى منه متسائلا بدهشة
_هو في أيه مخليك بقالك يومين نايم قايم هنا!
وضع زجاجة المياه وجذب المنشفة يزيح عرقه الغزير
_بهون عن عضلة ايدي اللمين بدل ما تنخ زي اختها.
منحه نظرة مطولة شملته وانهاها برفع يده قائلا بغموض
_تعالى أوديك أوضتك تغير هدومك عايزك معايا عند راكان هنعزمه على الحفلة ونخدها حجه نشوف قصة سي آدهم ده أنا مش مطمن لحكايته مع شمس.
٩٦ ٢٤١ م زوزو صرخات_أنثى....الطبقة_الآرستقراطية!...
الفصل_العشرين.
إهداء الفصل للقارئات الغاليات جويرية محمدأسماء عبد الحكيمدينا إبراهيمأماني سعدسهيلة صبحيأمل إبراهيمشروق مصطفىبسملة أحمد شكرا جزيلا على دعمكم المتواصل لي وبتمنى أكون دائما عند حسن ظنكم..بحبكم في الله...قراءة ممتعة
سماحة الوجه والسيرة الطيبة المتروكة بين الناس قد تكون أحيانا مصطنعة قد يبدو لك بأن ذاك الشخص ما هو الا صورة مصغرة لملاك يمتلك جناحين مجهولين فيصدمك الأمر حينما يلدغك فتشعر وكأن الأرض تدور بك استعدادا للقيامة القريبة ليتك تعلم بأن أحيانا أصحاب الوجوه العابثة والقلوب التي تبدو متحجرة تخفي من خلفها لونها الابيض الناصع!
تبدد كل شيء حملته داخلها تجاه تلك الفتاة حينما رأت ما تعرضت له بالأمس بكائها تشنجات جسدها انتفاضتها المرعبة كل شيء أثار داخلها الشفقة تجاهها وها هي اليوم تخطو لغرفتها ومن خلفها الخادمة التي تدفع طاولة الطعام بينما تتقدمها بخطوات آنيقة تدرس بعالم الطبقة المخملية من ضمن القواعد المتبعة لفتيات الطبقات العليا.
مازال كل ما تعلمته من الصغر يلزمها حتى حركاتها وقفت فريدة تتطلع لها بنظرة هادئة تترقب خروج الخادمة بعدما تركت يدها عن دفع الطاولة ومع انغلاق الباب رددت بهدوء
_أحسن النهاردة ولا لسه تعبانه
تلك الصدمة كانت تفوق حد تلك الهزيلة التي تحاول استيعاب ما يحدث هنا وجود فريدة ذاته يصدمها ناهيك عن سؤالها عن صحتها وحملها للطعام خصيصا لغرفتها!
التقطت عينيها نظرة فطيمة المعلقة بالطاولة فقالت بارتباك ظاهري
_أنا قولت إنك أكيد لسه تعبانه ومش هتقدري تنزلي تفطري معانا فخليت الخدم يحضرولك الفطار هنا عشان ترتاحي أكتر.
وعادت لسؤالها من جديد باهتمام
_إنت كويسة
ازدردت لعابها تروي حلقها القاحل وبصعوبة رددت
_الحمد لله.
وعلى استحياء قالت
_مكنش له داعي ټعذبي نفسك أنا كنت هنزل عادي أفطر تحت أنا متعودة على النوبات دي وبتعايش معاها لإنها بقت جزء من حياتي وآآ..
بترت كلماتها تتوسل للأرض أن تنشق وتبتلعها من تلك المواجهة الغريبة تراجع جسد فاطمة للخلف تلقائيا حينما استمعت صوت حذائها يقترب منها طابعا بالأرض بقوة يتردد صداها لمسمع الأخرى فوقفت قبالتها لا يفصلهما الكثير وبخفة رفعت ذقنها لتواجه نظرات فريدة الهادئة والاخيرة ترفرف باهدابها بحيرة وعدم استيعاب لما يحدث معها فتحررت نبرتها الرزينة تخبرها
_أنا حاسة بيك يا فاطمة لإني عشت نفس الحالة اللي إنت بتعيشها دي قبل كده في فترة من حياتي بس الفرق الوحيد إن اللي حصلك كان ڠصب عنك لكن اللي كان بيحصل كان بارادتي ومنسوبلي بأنه زواج ويحل له إنه يعمل أي شيء كنت بستسلم وأنا جوايا أنثى بتعافر وبتصرخ وبتتمنى إن الأنثى الشرسة اللي جواها تعبر عن نفسها وتقول لأ بس كانت مجبرة.
اتسعت مقلتيها پصدمة لما تستمع له الآن بينما سحبت فريدة كفها الرقيق عن ذقن فاطمة وتراجعت خطوتين للخلف تضم ذاتها بذراعيها المستكينه أمام صدرها تختفي من أمام أعينها حتى لا ترى دلائل انكسارها صوتها المحتقن من أثر سيطرتها على
متابعة القراءة