صرخات انثى آية محمد رفعت
المحتويات
مازال يحرص على سعادتها حتى بعدما امتلك حق ابعادها عن حلمها عاد يمنحها أجنحة أكثر قوة ويطالبها بالتحليق مجددا رددت بهمس مغرم
_حبيبي يا يوسف.
ووضعت قبلات متفرقة على الورقة الماسدة بين يدها وهي تتمنى رؤيته بذاك الوقت فنهضت وإتجهت لحمام الغرفة وفور انتهائها من أخذ حماما دافئ خرجت تتجه لعيادته بارتباك انتابها فور رؤية عدد النساء القابعات بالخارج أخذت تفكر جديا في الساعات الطويلة التي ستقضيها بالخارج بانتظار دورا عادلا لرؤيته فلم تجد سوى اللجوء للوسطة للدخول.
_مرحبا سيدتي.
وفتحت أحد الدفاتر قائلة
_أخبريني اسمك سنك عدد شهور حملك وآ..
قاطعتها ليلى حينما قالت على استحياء
_أنا الدكتورة ليلى زوجة الدكتور يوسف كنت أرغب لقائه وأعدك بأنني لن أتاخر بالداخل.
منحتها نظرة متفحصة قبل أن تنهض مرحبة بها بحفاوة
أومأت برأسها ببسمة هادئة وإتجهت للمقعد المشار إليه فأخذت تتفحص النساء الحوامل بنظرة غريبة لا تعلم لما انتابتها رغبة غريبة بأن ترى ذاتها ببطن منتفخ مثلهن.
إن روادها هذا الشعور لبضعة دقائق قضتهما بالجلوس هنا فيحق ليوسف رغبته العاجلة بالحصول على طفل صغير أفاقت ليلى من شرودها على صوت الممرضة التي تفتح باب الغرفة ببسمة واسعة
نهضت ليلى وولجت للداخل بارتباك فما أن رآها يوسف حتى نهض عن مكتبه يردد بذهول
_ليلى إنت لسه هنا
أومأت برأسها ودنت من مكتبه تراقب الممرضة التي ما أن أغلقت الباب حتى إتجهت إليه تخفي ذاتها بأحضانه هامسة پبكاء
_يوسف!
وجد ورقته مازالت بيدها فعلم ما تخوضه الآن فرفع ذراعيه يحيطها بحنان ثم انحنى لمكتبه يجذب أحد المناديل وأبعد الحاسوب وأوراقه ليحملها بقوة ومن ثم جعلها تجلس على المكتب وجلس على مقعده قبالتها يزيح دموعها برفق خطفت ليلى نظرة سريعة إليه ورفعت الورقة إليه تشير إليه
ابتسم وهو يحرك المقعد ليحيط جسدها بذراعيه فقرص ذقنها بخفة
_لا تستاهلي وتستاهلي أكتر من كده كمان.
وتابع ببسمة جذابة
_مش معنى إن حصل بينا خلاف يخليني أنسى صفاتك الكويسة وحبك ليا يا ليلى.
وقال مازحا
_وبعدين ينفع اول مرة تخشي فيها مكتبي تخشيه مكشرة ومعيطة كده يا لوليتا
_ايه رأيك بقى
أبعدت عينيها عن خاصته لټخطف نظرة متفحصة لمحتويات الغرفة التي يملأها صورا كثيرة للأطفال وعادت لتستقر عليه قائلة
_جميلة.
واخفضت ساقيها للأرض ثم نهضت بحرج
_أنا همشي عشان الحالات اللي برة.. وهستناك بليل بس مش هنخرج هعملك أكل بيتي بايديا.
_يسلملي روح الشيف اللي ساكن جواك.
وأضاف بنهم
_يبقى تعمليلي سجق وكبدة اسكندراني.
سحبت كفها بخجل وهو تخبره
_عيوني..
وتركته ورحلت والابتسامة لا تفارق شفتيها فأوقفت سيارة أجرة وإتجهت للمشفى أولا قبل الذهاب للمنزل لتحضير سهرة مميزة لزوجها.
انتهت شمس من المحاضرة وخرجت برفقة مجموعة من الفتيات فتجهمت معالمها ضيقا فور رؤيته يقف بانتظارها أمام السيارة المكتظه بالحرس أطالت بوقفتها عن عمد برفقتهم قاصدة أن يختنق من الانتظار ويغادر وكلما حاول ان يشير لها كانت تتصنع عدم رؤيته مما جعل ذاك الجالس باحدى السيارات يبتسم على حبيبته الخبيثة راق له تصرفاتها تجاه ذاك الأرعن الذي صمم أن يحضر بذاته ليأمن الحماية له خوفا من أن يعود أحدا للتعرض له فبات آدهم الحصان الأسود الحارس له من كل همسة تحيط به.
طالت وقفتها وبالنهاية غادرت الفتيات واتجهت هي عابثة الملامح وبخطوات بطيئة تود الفرار من لقائه فما ان وجدها تقترب حتى أسرع إليها يردد
_شمس مبترديش ليه على مكالماتي
احتقنت نظرتها تجاهه وقالت بنفور
_وأرد عليك ليه راكان من فضلك هيكون أفضل لو انفصلنا أنا ماليش بجو الاسلحة والخطڤ ده فمن فضلك ياريت كل واحد يروح لحال سبيله.
ابتلع ريقه بارتباك وراح يبرر
_أيه الكلام اللي بتقوليه ده يا شمس يعني ده بدل ما تتطمني عليا بعد اللي حصل بتقوليلي نسيب بعض!
واستطرد بمكر
_وبعدين تجارتنا بتعرض حياتنا للخطړ واللي حصل ده ممكن يحصل مع عمران نفسه هو عارف الكلام ده والحمد لله إنها عدت!
زفرت بملل ولزمت الصمت فقال بنبرة جاهد لجعلها تعج بالمشاعر المصطنعة
_شمس أنا بحبك وصدقيني مكنتش سعيد باللي حصل ده بس ڠصب عني الموضوع وما فيه إن في مناقصة أخدتها من رجل أعمال مشهور فحب ينتقم مني وخلاص الموضوع إتحل ولو مش مصدقاني إسألي آدهم وهو يقولك.
واستدار يشير إليه فهبط من السيارة واتجه إليهما.
فور ذكره لإسمه رفعت رأسها بلهفة تستكشف وجوده فما أن رأته يدنو منهما حتى ابتسمت بسعادة ورددت بهمس
_آدهم!
وقف قبالتها يدعي جموده التام
_أخبارك يا شمس هانم.
ببسمة واسعة قالت
_الحمد لله يا آدهم إنت اللي أخبارك أيه
تنحنح ليوقظ أحلامها الوردية التي ستفضحهما أمام راكان الذي يراقب ابتسامتها وتبدل حالتها فور رؤية آدهم بذهول أجلي الأخر أحباله قائلا
_اللي حصل ده كان ڠصب عنه وهو اللي خلاني اتشرط عليهم إنهم يخرجوكي بره الموضوع ده يعني حاول بكافة الطرق إنه يحميكي وإن شاء الله اللي حصل ده مش هيتكرر تاني فاتمنى حضرتك متتضايقيش من الباشا.
هزت رأسها بخفة وببسمة كبيرة قالت
_مش زعلانه.
وتطلعت لراكان قائلة وابتسامتها تهرب عنها اجباريا
_حصل خير يا راكان.
ابتسم بسعادة لاصلاح الامور بينهما وقال
_يعني مش زعلانه
هزت رأسها إليه فقال بحماس
_خلاص نروح نتغدى بأي مكان عشان اضمن أنك مش زعلانه فعلا.
اكفهرت معالمها وكأنه يدعوها للهلاك فقالت بمكر
_خليها بكره لإن النهاردة ورايا مذاكرة وكام حاجة مهمة..
وعادت تتطلع لادهم قائلة بابتسامتها الرقيقة
_عن اذنكم.
وتركتهما وعينيها تختطف النظرات لآدهم الذي يجاهد بمنع ذاته من التطلع إليها ولكن نظراتها المحبة تلك كانت مغرية بدرجة لعينة فصعد لسيارته وانطلق خلف راكان على الفور.
داوم علي على تحريك ساق عمران المتعب من طولة مدة التمرين فقال بإرهاق
_خلاص يا علي معتش قادر.
اتجهت إليهما الطبيبة تشير بالاستمرار
_عليكما بمداومة التمرين لعشرة دقائق أخرى.
احنى عمران قامته مستندا على أخيه وصاح بتعصب
_لست قادرا على فعل ذلك بعد الآن أريد الاسترخاء قليلا.
هزت رأسها بتفهم وتركت لعلي زمام الأمور فأسنده للأريكة ثم جلس جواره يمسد على يده بحنان اختزل صوته الهادئ
_كل شيء بيبقى صعب بالبداية بعد كده الدنيا هتبقى لطيفة.
استدار برأسه تجاه أخيه وقال بحزن
_علي أنا مش هقدر أتحمل احساس العجز ده بشع صدقني.
ترك الأريكة وانحنى أسفل قدم أخيه الصغير يتعصب بقوله
_متقولش عجز دي تاني إنت مش عاجز يا عمران ايدك ورجلك بتتحرك بس هتحتاج وقت عشان تحركهم بقوة زي الأول.
وعاتبه بأعين دامعة رغم عن تحكمه بتعابيره
_أنا عكازك وسندك اللي لا يمكن يميل يا عمران الفترة اللي بتعشها دي مؤقتة وبعدها هترجع أحسن من الأول صدقني.
ابتسم له عمران وانحنى يهمس له وعينيه تجوب الطبيبة
_لو انت مقطع أبواب حبي كده خلعني من باقي التمرين ينوبك ثواب.
احتل الضيق معالمه وجذبه سريعا للحامل قائلا
_مش هينفع تخلع من أولها.
همس بضيق
_ ماشي يا علي!
خرجت فطيمة للتراس الخارجي حينما شعرت بالفتور اليوم الثاني لها وحيدة دون وجود شمس أو مايسان لجوارها تخشى الخروج من الغرفة فأسوء كوابيسها رؤية فريدة لا تحتاج لسماع كلماتها الشبيهة بالسم القاټل قادها التراس لدرج خارجي هبطت منه للحديقة فجلست على الأرجوحة حركتها فطيمة ببسمة سعادة فلف الهواء البارد وجهها وعينيها تنغلق استمتاعا بما تلاقاه هنا وفجأة تجمدت ساقيها حينما وجدتها تقترب منها حتى باتت تقف أمامها فجلست جوارها تتأمل المنزل بنظرة عميقة انتهت بسؤالها
_يا ترى ده كان من حساباتك ولا خارج توقعك
ازدرت ريقها القاحل وهي تحرر صوتها الهامس
_مش فاهمه حضرتك تقصدي أيه
رسمت فريدة بسمة ساخرة وأشارت على المنزل
_يعني بسألك كنتي تعرفي إن علي غني وقاعد بقصر زي ده ولا اتفاجئتي لما جيتي هنا
وقبل أن تستوعب ما تحاول قوله قالت بنظرة محتقرة
_مهو أكيد مش هترسمي الرسم ده كله الا لو كنتي عارفة ورا الجوازة دي أيه
انهمرت دمعاتها بقوة ورددت بصعوبة بحديثها
_أنا مش عارفة ليه حضرتك شايفاني بالشكل البشع ده بس أنا مقدرة اللي آنت فيه أنا نفسي حاولت أرفض وأوقف علي عن الجوازة دي بس مقدرتش.
ضحكت ساخرة
_ومقدرتيش ليه ويا ريت تسيبك من جو سعاد حسني ده لإني زي ما قولتلك قارية دماغك.
رددت بصوت واهن بعدما سيطر عليها بوادر نوبة تجتاح أضلعها
_انا بحس معاه بالأمان وآ...
قاطعتها وهي تعتدل بجلستها قائلة
_اسمعيني يا فطيمة وأوزني كلامي كويس أنا مستعدة أشتريلك بيت بإسمك وأحولك 2مليون دولار في سبيل إنك تطلبي الطلاق وتخرجي من حياة علي للأبد.
جحظت عينيها صدمة فحاولت بشتى الطرق اجبار لسانها على الحديث فأشارت لها فريدة
_احسبيها كويس وإبقي بلغيني ردك.
وتركتها واتجهت للداخل تاركة من خلفها قلبا ېتمزق دون رحمة اخترقت الآلآم رأسها بشكل جعلها تئن ۏجعا فشعرت بأنها على وشك الاغماء بأي لحظة لذا اردت الصعود لغرفتها قبل أن يرى أحدا حالتها تلك.
صعدت فطيمة الدرج الجانبي حتى وصلت لشرفة غرفتها فما أن ولجت للداخل حتى تفاحآت بعلي يبحث عنها بالغرفة بفزع اهتدى فور رؤيتها فدنى منها متسائلا
_كنتي فين يا فطيمة قلقتيني عنك!
رفعت يدها تحجب بها آلآم رأسها وفجأة تلاشت محاولتها المستميته وسقط جسدها فاقدا للوعي أمام عينيه فهرع إليها صارخا
_فاطيما!
....... يتبع......
صرخات_أنثى... آية_محمد_رفعت..
_________
٩٦ ٢٤٠ م زوزو صرخات_أنثى!....الطبقة_الآرستقراطية!..
الفصل_السادس_عشر.
اللهم صل وسلم وبارك على من بالصلاة عليه تحط الأوزار وتنال منازل الأبرار ورحمة العزيز الغفار. اللهم إنا نسألك من خير ما سألك منه محمد نبيك ورسولك ونعوذ بك من شړ ما استعاذ بك منه محمد نبيك ورسولك اللهم إنا نسألك حبه.. وحب من يحبه وحب كل عمل يقربنا الى حبه..
جسدها الهزيل لم يعد قويا ليحتمل كل تلك الضغوطات خرت قوتها وباتت ساقيها ضعيفة لحمل جسدها تعلم بأنها ستخوض معركة ضد فريدة ولكنها والله لا تمتلك النية من الأساس ألا يكفيها ما تواجهه ألا يكفيها ما يقلق منامتها ويكسرها كل يوم بل كل لحظة عساها تدرك بأنها أنثى محطمة تلاشت صرخاتها وتبخرت فلم تعد تمتلك صوتا ولا حياة.
جاهد علي ليجعلها تسترد وعيها ولحظه لم يمتلك بمنزله أي من معداته الطبية أو حتى الدواء الخاص بها فأسرع لغرفته وجذب زجاجة الرفيوم الخاصة به ونثر على كفه ثم حملها لصدره وهو يقرب يده من أنفها وصوته القالق يناديها
_فاطيما... سامعني!
بدأت الرائحة النافذة تكسر حاجز ظلمتها والأروع من ذلك بأنها تعلم تلك الرائحة جيدا فهمست إليه
_علي.
ابتسم وهو يجيبها
_جانبك وطوع أمرك يا قلبي!
فتحت عينيها لتجده يتأملها ببسمة هادئة يده تتمسك بيدها وذراعه يلتف من حولها جلست باستقامة على الفراش وأبعدته عنها وهي تتساءل على استحياء
_هو... آآ.. أيه اللي حصل
مط شفتيه بسخط وقال
_المفروض
متابعة القراءة