صرخات انثى آية محمد رفعت

موقع أيام نيوز


علي لتخبره بما يتردد لها منذ فترة فراقب عمران ما تفعله مايا ببسمة مشاكسة فأشار لها حينما انتهت من اعداد اللحم المفروم الخاص بالمعكرونة 
_دوقيني.
استدارت تجاهه قائلة بدهشة 
_لسه هجهز طواجن المكرونة بكره أنا يدوب عصجت اللحمة عشان الصبح أجهز الطواجن على طول.
أجابها وهو يشير على الخبز 
_مهو أنا لازم أتمم على اللحمة مش يمكن ناقصها حاجة.

ابتسمت ومالت على طاولته تسأله بنظرة شك 
_عمران إنت جعان
هز رأسه بتأكيد وضحكته الجذابة لا تفارقه 
_ريحة أكلك جوعتني!
رق قلبها له فأسرعت للخبز تضع به اللحم وصنعت له كوبا من النسكافا ثم إتجهت إليه بالطعام فتناول الخبز وهمهم بتلذذ 
_هممم روعة بجد.
وبمرح قال 
_شكلك كده هتشرفيني فعلا بكره قدام يوسف وجمال ومرتاتهم.
تركت غطاء الوعاء واتجهت إليه بلهفة 
_هي دكتورة ليلى وصبا جاين بكره بجد
هز رأسه بتأكيد وقال موضحا 
_كنت هقولك بس استنيت لما أعرف من يوسف وجمال إذا كانوا هيجوا معاهم أكيد ولا لأ.
ابتسمت بحماس 
_كويس أوي أنا كان نفسي ألقى أي طريقة أشكر بيها دكتورة ليلى على اللي عملته معاك وأهي فرصة نتعرف على صبا.
ترك الخبز عن يده وقال بجدية تامة احتلت معالمه 
_بخصوص صبا مايا أنا عايزك تقربي منها وتفتحي معاها أي حوار ينتهي بأنك محتاجالها بالشركة لإني سبق وقولت لجمال وشكله كده طنش الموضوع.
واستكمل بتوضيح شامل 
_صبا قاعدة طول الوقت لوحدها ومالهاش أصدقاء هنا أنا متأكد إنكم هتكون أصدقاء.
تابعت كل كلمة قالها بحب وهمست له بهيام 
_بالرغم من العيوب اللي موجودة جواك الا إنك شهم اوي مع أصدقائك وده أكتر شيء بيعجبني فيك يا عمران.
شرد بعينيها الفاتنة التي تحارب كل ذرة صبر يمتلكها ينقلب به الأمر لشيء أخطر مما واجهه من قبل لم يسبق أنه تمنى أحدا من النساء مثلما تمناها أصبح يقدر قيمتها ويعلم بأنها ثمينة غالية لذا عليه المعاناة ليصل لسلامها للذة الحلال الذي لم يذقه أبدا.
رغما عنه وجد يديه تجذبها إليه لتسقط على قدميه فلم يترك لها فرصة المناص من هفوة مشاعره الصادقة!
برقت فطيمة بعينيها في صدمة ورددت بحرج 
_أنا أسفة مكنتش أعرف آآ... 
لم تجد الكلمات المناسبة لاعتذارها فهي بالنهاية تقف بالمطبخ وليست بغرفتهما الخاصة دفعته مايسان لتقف على قدميها وقد انفلتت بموجة غاضبة 
_انت وقح يا عمران مفيش فايدة فيك!!
كمم ابتسامته التي كادت بالانفلات وادعى البراءة قائلا 
_الحق عليا إني مسكتك قبل ما تقعي على الأرض وتنكسر رقبتك!
واتجهت عينيه لفاطمة يستجديها بشهامته المخادعة 
_اتزحقلت وكانت هتقع فمسكتها وبدل ما تشكرني بتقل أدبها يرضيكي يا فاطمة
توترت فطيمة المرتبكة من الموقف برمته وقالت بخجل 
_المهم إنها كويسة عن إذنكم.
وكادت بالفرار فأوقفتها مايسان پغضب 
_استني هنا رايحة فين وسايباني أنا مش هعرف أعمل الكسكس بتاعك ده هتدبسيني وتخلعي!
عادت لتستقر أمام الأكياس تلهي ذاتها بحمل الأغراض لتبدأ بعملها بينما اتجهت أعين مايسان المحمرة حرجا من ذاك الوقح الذي عاد يرتشف كوبه الساخن بنظرة مستمتعة لحالة ارتباكها العجيبة فقالت 
_إنت قاعد هنا ليه أصلا اتفضل اطلع أوضتك أو إخرج اقعد بره مع علي.
وضع الكوب على الطاولة وقال بمكر يلتحف خلف براءة تصرفاته المسكينة 
_ما إنت عارفة إن شمس اللي جايباني هنا لو عايزة تخرجيني بره معنديش مانع تعالي سانديني وأنا هخرج!
وانهى حديثه بغمزة ماكرة جعلتها تحمل الملعقة الطويلة وتكاد ان تسقطها بوجهه فالتقطتها منها فطيمة وهي تردد باستنكار 
_بتعملي أيه يا مايا حرام عليكي!
استدارت تقابلها بعصبية 
_ااسكتي يا فاطيما انتي قلبك طيب ومتعرفيش عمران كويس ده خبيث بيعمل كل ده عشان أقآآ...
ابتلعت باقي كلماتها بحرج جعلته يتمادى بضحكاته الصاخبة مشيرا لها 
_عشان أيه يا حبيبتي كملي واشكي لمرات أخويا البريئة اللي هتلوثي عقلها بأفكارك المنحرفة.
كزت على أسنانها وهي تشير لنفسها 
_أنا منحرفة!
أكد باشارته فبحثت جوارها عما يمكن ألقائه على ذاك المستفز فجذبت المناديل الورقية وألقتها إليه فجذب احد المناديل وهو يردد بجدية ساخرة 
_حاسة بيا والله منحرمش يا روح قلبي. 
وجفف فمه من فوم النسكافا ثم قال 
_ها هتيجي تخرجيني لعلي ولا أطلب مساعدة من شمس
اتجهت إليه بنفاذ صبر فأسندت ذراعه الأيسر وخطت جواره لتخرج به فما ان ابتعدوا عن أعين فطيمة حتى همست ببسمة صغيرة 
_ده دكتور علي طلع محترم وابن ناس جدا جنب أخوه! 

تعمد عمران ان يضمها إليه مدعيا ارهاقه فخطى جوارها بتأثر وهو يردد بتعب مصطنع 
_مش قادر يا مايا تعبان!
سددت نظراتها القاټلة إليه فأصبحت تكشف تعبه الزائف بتمكن جاهد عمران لمنع بسمته التي تسللت له فور رؤيتها وجهها المحتقن فخطى للردهة متبعا الصالون الجانبي حتى بات علي وشمس على بعد معقول منهما فهمست إليه پغضب 
_ياريت اللي حصل ده ميتكررش تاني يا عمران بالأخص بوجود فاطيما..
منحها نظرة حزينة وصاح لها بمشاكسة 
_متشكرين لمساعدتك يا شيف مايا ارجعي المطبخ كملي طبيخ وسيبني ألعنك مع الملايكة طول الليل مهو مبقاش ورايا شيء غير كده.
واستند على الحائط حتى أصبح بمحيط نظر علي الذي أسرع إليه يسانده حتى وصل لمجلسهما بينما تصلب جسد مايا مما استمعت إليه فعادت للمطبخ شاردة حزينة بكلماته تعلم بأنه يمزح معها ولكن مجرد فهمها لتلك الكلمات جعلت قلبها ينبض بړعب مما ستلقاه أمام الله عز وجل. 

ارتبكت شمس من وجود عمران الذي اقتحم مجلسهما فجأة فردد علي بدهشة
_كملي كلامك يا شمس سكتي ليه!
خطفت نظرة متوترة لعمران الذي راقبها باهتمام وقالت 
_أنا مش عايزة راكان يا علي أنا بحب واحد غيره.
توسعت حدقتيهما پصدمة وكان علي أول من تحدث 
_بتحبيه ازاي!! أوعي قعدتنا هنا تنسيكي إنك مسلمة يا شمس يعني الحب والمقابلات والكلام ده حرام وهتشيلي ذنبه.
أسرعت بالدفاع عن ذاتها 
_محصلش الكلام ده الانسان اللي بحبه مسلم ومحصلش بينا أي تجاوز يا علي.
تساءل عمران بحدة 
_مين ده
ارتبكت للغاية ورددت بصعوبة 
_آدهم. 
_حارس راكان!!! 
تفوه بها عمران پصدمة ازدادت مع إيماءة رأسها فاستطرد پعنف 
_لو كلامك صح فيبقى خاېن وحقېر إزاي يخون الانسان اللي بيشتغل معاه بالطريقة الوضيعة دي!
توترت شمس كثيرا فلم يكن بنيتها مصارحة عمران بالأمر أرادت ان تخبر علي فقط وحينما فرض عليها الحديث بوجوده حدث ما كانت تخشاه فأسرعت تبرر 
_راكان مش ملاك زي ما انت متخيل يا عمران وعلى فكرة آدهم مش حارس.
سألها علي باستغراب 
_أمال أيه وقصدك أيه من كلامك ده
لعقت شفتيها الجافة بلعابها وقالت 
_مش هقدر أتكلم دلوقتي للأسف انا وعدته.
صاح عمران منفعلا 
_هي وصلت للوعود بينكم أيه طبيعة العلاقة بينكم بالظبط يا شمس!
تدفق الدمع من عينيها ورددت بارتباك 
_مفيش شيء من اللي في دماغك ده يا عمران. 
ونهضت من مقعدها واتجهت للأريكة التي يجلس بها علي فأمسكت يده تستعطفه قائلة پبكاء 
_علي انا مكنتش عايزة أعرف حد بالموضوع ده غيرك لإني عارفة إنك الوحيد اللي هتفهمني آدهم بيحبني ووعدني لما يخلص اللي جاي عشانه هيجي يطلبني منكم أنا مكنتش هتكلم غير لما في شيء معين يتم والشيء ده مش هقدر أتكلم عنه لإني كده هعرضه للخطړ أنا متعودتش أعمل شيء من وراك علشان كده قولت أتكلم معاك.
منحها بسمة هادئة وضم وجهها بيده ليجذبها لصدره قائلا بحنان 
_حبيبتي كلنا بنثق فيك عمران بس خاېف عليكي. 
كاد عمران بالحديث فأوقفه علي بإشارة يده وتابع وهو يمسد على خصلاتها الناعمة 
_أنا عارف إنك عمرك ما هتعملي حاجة غلط وواثق فيك.. 
وأشار بيده
_ يلا اطلعي خديلك شاور وشوفي مذكرتك. 
ابتهجت ملامحها الباكية وانحنت تطبع قبلة على خده بسعادة وكادت بأن تصعد للأعلى ليوقفها عمران بضيق 
_يعني هو أخوكي الحنين وانا ابن ضرة فريدة هانم! 
أحنت رأسها أرضا بخجل فقال ببسمة هادئة 
_هاتي بوسة ليا طيب!
ضحكت بصوت مسموع وانحنت تطبع قبلة على خده فهمس لها 
_ربنا يستر وفريدة هانم متضمكيش لحزب دكتور علي وقتها هتبرى منك زي ما أتبريت منه.
تعلقت بقميصه المنزلي ورددت پخوف 
_مترعبنيش يا عمران أنا خاېفة من غير أي شيء أصلا.
منحها نظرة مستنكرة ومازحها ساخرا 
_راحت فين قوة الحب! ضاعت هباءا!
ابتسم علي وهو يراقبهما وردد قائلا 
_اطلعي اوضتك يا شمس.
اومأت برأسها إليه وصعدت للأعلى فاقترب علي من عمران وهمس له بحذر 
_إنت تعرف آدهم ده يا عمران
هز رأسه وقال ما يعرفه عنه 
_أنا شوفته كذه مرة مع راكان مشوفتش منه شيء سييء بالعكس تصرفاته كلها رجولة راكان حكالي قبل كده أنه فداه من المۏت بروحه وبيثق فيه جدا بس ده مش مبرر يخليني أستريح للي بينه وبين شمس علي الموضوع يقلق!
أكد له علي خطۏرة الموقف 
_الثقة الكبيرة اللي حطاها شمس فيه وراها سر هي عرفاه وخصوصا إنها قالت إن راكان وراه مصايب وإن آدهم مش مجرد حارس احساسي ممكن يكون في محله لإن راكان ده مريب يمكن يكون له في الشغل الشمال وآدهم يكون بيوقعه لانه ظابط مثلا.
قوس شفتيه باقتناع ولكنه سأله بريبة 
_ولو مكنش ظابط هنحط احتمالات ونسيبها تضيع مننا يا علي
نفى نظريته تلك حينما قال بهدوء 
_لا طبعا هننحرك وهنحاول نوصل للحكاية دي من أساسها بس بدون ما شمس تعرف أو تلاحظ حاجة أنا مش عايزها تفقد ثقتها فينا يا عمران ولا ټندم إنها جت واتكلمت معانا.
واستطرد بعد تفكيرا 
_كلها يومين تلاته ومراد هيوصل انجلترا وقتها هكلمه عن الموضوع ده.
هز الأخير رأسه باقتناع وانتفض بجلسته حينما تذكر أمرا هاما طرحه له 
_قولي بقى عمك لما وشوشك كان بيقولك أيه
احتقنت ملامح وجهه فور تذكره أمر عمه فعادت كلماته ترد على مسمعه من جديد حينما انحنى أحمد إليه هامسا بكلماته
سالم خدعني عشان يتجوز فريدة!
انتصب بوقفته وعاونه على الوقوف قائلا 
_هساعدك تطلع اوضتك الوقت إتاخر خد أدويتك ونام.
منحه نظرة ساخطة قبل أن يقول 
_أغسل سناني بالمرة قبل ما انام ولا رأيك أيه يا بابا علي
تجاهل سخريته وإتجه به للمصعد ومن ثم لغرفته فأسنده لفراشه واتجه للمغادرة فصاح عمران پغضب 
_يعني مش ناوي تقولي!!
أغلق الباب غير عابئا بسؤاله وإتجه لغرفة عمه على الفور. 

لاحظت فاطمة شرود مايسان الدائم بعدما عادت من الخارج فتلاشى حماسها وفرحتها بصنع الطعام فأصبحت تتحرك بالمطبخ ببطء شديد وأحيانا تنسى الطعام فتفق على رائحة احتراقه فتنحنحت تسالها بتردد لعدم اعتيادها اقټحام خصوصية أحدا 
_مالك يا مايا من ساعة ما رجعتي من بره وإنت ساكتة وحزينة فيك حاجة!
تركت مايسان الطنجرة من يدها واتجهت بعينيها إليها فقالت بۏجع يخترق أضلعها 
_فاطيما في حاجات كتيرة إنت متعرفهاش عني او بالمعنى الأصح عني انا وعمران أنا متعودتش اتكلم مع حد قبل كده لإن كل اللي هنا عارفين قصتنا بس لإني حبيتك أوي وحسيتك هتكوني أختي اللي كنت بتمناها في يوم هحكيلك.
قصت لها مايسان عن قصة حبهما الطفولي وعن إجبار فريدة بأن يتزوج عمران منها وعن خيانته لها وما حدث لها بذاك الحفل والسم الذي تسبب لعمران بحالته تلك اړتعبت فطيمة فور سماعها عن أنها كانت ستتعرض لمحاولة اعتداء تعرف هي كيف تكون مساوئها وانتهت حوارها الطويل قائلة 
_أنا
 

تم نسخ الرابط