صرخات انثى آية محمد رفعت
المحتويات
ينفي عن عمه تلك التهمة وقال
_مقاليش حاجة يا ريته كان عملها يمكن الفراق ما بينكم مكنش هيوصل لكل السنين دي.
أخفضت عينيها أرضا حرجا بالعادة تجلس الأم برفقة ابنها تحاول اقناعه بالزواج من فتاة يحبها والآن تجد وضعا غريبا لا تعلم كيف ستتعامل معه ابنها يطالبها بالزواج وخوض حياة حرمت ذاتها منها منذ سنوات.
_متفكريش فينا احنا خلاص كبرنا وبقينا رجالة فكري بنفسك لو مرة فكري بالسنين اللي قضتيها وإنت بعيدة عنه كفايا توجعي قلبك المجبور على الفراق.
أطلت له بنظرة تحوم بعينيها الغائرة مرددة بصوت يحتقن البكاء به
_تفتكر إنه يستاهل إني أعمل كده بعد ما اتخلى عني يا علي
سحب دفعة من الهواء وأخرجها ببطء إن أخبرها الحقيقة التي أمنها له أحمد لكانت تعلم بأنها ارتكبت خطأ ټندم لاجله ما بقى من عمرها ولكنه إستئمنه عليه لذا قال بنبرته الدافئة
نهضت فريدة عن مقعدها واتجهت للشرفة تتهرب من نظرات علي وصمتها يطول بها دون محالة وبعد فترة صمتها أتاه صوتها المرتبك
_صعب يا علي هقول لعمران وشمس أيه بدل ما أفكر بتحضرات جوازة بنتي أحضر لجوازي!
_عمران عارف وموافق أما بالنسبة لشمس فأعتقد مش هيكون عندها أي مشاكل لانها بتحب أنكل أحمد وهتتقبله بينا لإن ده مكانه اللي يستحقه.
بدت حائرة لا تعلم ما ستقوله فوجدته يجذبها إلى صدره يحتوبها كأنها ابنته الصغيرة غاصت بين جسده ولا أحد يصدق بأنها والدته فتعلقت به وهمست إليه
ابتسم بسعادة تلاشت حينما استكملت بمكر
_لو بس تسمع كلامي وتسيبك من الجوازة دي وآآ..
قاطعها حينما رفع وجهها إليه يخبرها بشيء أقرب للتوسل
_علشان خاطري بلاش تضغطي عليا ماما أنا بحبها وحابب أقضي عمري كله معاها شايفها زوجة وأم أولادي من فضلك يا ريت تتقبلي ده.
_هسيبك تفكري في كلامي كويس وهنزل أشوف عمران.
وتركها وهبط للأسفل بينما بقيت هي بالشرفة تفكر جديا بحديثه وبكل حرف قاله لها لا تنكر بأن معرفة علي وعمران بالأمر قد أراح قلبها وخلصها من عوائق منتصف الطريق ولكن الأمر مازال يحتاج منها تفكيرا ممهدا.
بالأسفل.
اجتمع الشباب حول مائدة الطعام بعدما انتهت فاطمة ومايسان من تحضير السفرة وصنع سفرة أخرى باحد الغرف للسيدات بناء على طلب علي الذي يفضل أن لا يحدث اختلاط بالجلوس بين الرجال والسيدات وسرعان ما انضم لاصدقاء عمران وبدأ بالترحيب بشقيق يوسف بتهذب
_يا أهلا بالدكتور سيف المجتهد نورت البيت كله والله.
منحه سيف ابتسامة هادئة بعدما رفع بصره عن طبق الطعام من أمامه فتلاشت ابتسامة علي وراح يتساءل بدهشة
_أيه اللي في وشك ده
سعل عمران حينما توقف الطعام بجوفه لعلمه بأن ذاك المعتوه سيفضح أمره لاخيه ولعمه الذي يترأس طاولة الطعام فقال
_بعد عنك يا علي دخل فيه تور طايح أصله كان لابس جرفات أحمر شكله كان بيحتفل بعيد الحب مع خواجية الخلبوص.
جحظت عين سيف پصدمة من تحليل عمران السريع والكاذب فاستدار لاخيه الذي همس له وهو يحسس على ظهره كأنه يراود طفل صغير
_عديها عشان خاطري.
كبت جمال ضحكة كادت بالافلات منه وتنحنح بخشونة
_الأكل طعمه رائع شكلنا هنتعود على العزايم اللي من النوع ده.
ابتسم له أحمد وقال بمحبة كبيرة يكنها لهم
_البيت بيتك يا بشمهندس تنور بأي وقت.
بالرغم من محاولة جمال الناجحة لتغير مسار الحديث بين علي وسيف الا أنه لم ينجح باقماع علي الذي عاد متسائلا بشك
_لما خرجتوا تجروا من شوية كنتوا فين
كاد عمران أن يختلق كڈبة جديدة فأوقفه سيف بضيق
_كنت بتخانق مع بني آدم مستفز وأخوك جيه رباه.
واستدار تجاه أخيه الذي لطم فمه پغضب هامسا بضجر
_متعودتش أكذب أنا! وصاحبك ده فشار درجة أولى.
جحظت أعين علي پصدمة وانتصبت كامل نظراته لاخيه هاتفا پغضب
_تاني يا عمران
منح عمران سيف نظرة ساخطة وصاح بعدها بغيظ
_متشكرين يا دكتور سيف طول عمرك ذوق وصاحب واجب.
واستطرد بسخرية وهو يكاد يتخطى جمال ليصل إليه
_بقى أنا أنقذت حياتك من الجحش اللي كنت عالق معاه وأخرتها جاي تبلغ عني ايش حال ما كنا جايبنك من تحت رجليه بترفرف زي الدبيحة اللي مستنية الڤرج!
جذب أحمد المنديل الورقي يزيح بقايا الطعام وقال بخشونة
_مش مهم اللي حصل المهم إنكم بخير بس خدوا بالكم بعد كده عشان ميحصلش لحد منكم مشاكل متنسوش إننا مش في بلدنا وهنا مبيصدقوا يمسكوا أي غلطة على أي واحد عربي.
وأبعد مقعده عن الطاولة ثم استأذن بلباقة وابتسامة لا تفارقه
_أنا هدخل أكمل شغل سفرة دايمة بينا بإذن الله... عن إذنكم.
رد عليه يوسف بمحبة
_اتفضل يا عمي.
إتجه أحمد للمكتب القريب منهم فما أن تأكد يوسف من رحيله حتى عڼف سيف بحدة
_عجبك كده الراجل هيقول علينا أيه!
تناول عمران ما بملعقته مرددا باستهزاء
_هيقول عليا أنا يا حبيبيما أخوك خلاص طلعني بلطجي قدام عمي وأخويا أبو لسان طويل.
صاح علي بانفعال
_أيدي أطول من لساني يا عمران تحب تجرب
التحف بتوب الصدمة والحزن وردد بنبرة ماكرة
_إنت بتقول أيه يا علي عايزني أمد إيدي على أخويا الكبير دي كانت تتقطع يا أخي لو اتعملت!
اڼفجر الجميع بنوبة من الضحك حتى علي ضحك من بينهم ذاك المغرور يحسم المعركة بانتصاره منذ الآن ويبرهن بأنه سيكون الحائق الوحيد خوفه من ضړب أخيه الأكبر!
تناولوا طعامهم بتلذذ وقد استمتعوا كثيرا بالطعام المغربي وحينما اغتسلوا جلسوا بالصالون يتناولون الحلوى والعصائر وعند ذاك الحد استأذن علي ليترك لهم مساحة خاصة بالجلوس مع صديقهم المقرب فأن كان يربطه علاقة صديقة بهم فلأجل صداقتهم بأخيه.
فور صعود علي اعتدل عمران بجلسته على الأريكة يتطلع لسيف بنظرة جعلت الاخير يزدرد ريقه بتوتر فأسرع يبرر بارتباك
_أنا مكنش قصدي أفتن عليك بس أنا بجد اټصدمت فيك يا عمران إنت اتحولت من شخص اتعودت أشوفه كاريزما وشيك لشخص غريب معرفوش أنا لوهلة كنت شاكك إن عمران اللي أخويا مصاحبه غير اللي كان واقف يضرب الولد إنت علمت عليه بالجامد أوي!
ردد جمال ساخرا
_وده يزعلك في أيه مش ده اللي سحلك على الطريق مرتين!
تجاهل حديث جمال ومازالت نظراته مركزة على عمران الذي يرتشف عصيره ببرود والاخر ينتظر سماع ما سيقول فعلق بنبرة ذكورية خشنة
_اسمعني يا سيف آآ..
قاطعه يوسف بحدة
_يسمع أيه ده غبي بدل ما يشكرنا إننا نجدناه واقف يتكلم في أيه!!
الټفت له عمران وصاح بتعصب
_بتقاطعني ليه بروح أمك!! ما تسبني أقوله الكلمتين من غير ما ټعصبني!
برق سيف بعينيه پصدمة فزفر عمران پغضب وعاد يهدأ من ذاته قائلا بحرج
_أخوك عارف إني لما بتعصب بتخرج ألفاظ غريبة على لساني حقك عليا يا سيفو أنا لسه داخل مرحلة إعادة التأهيل مبقاليش اسبوعين وأول المرحلة بعدت عن الشرب وعن الستات وانتظمت بالصلاة يعني مش هتخطى كل الۏحش في يوم وليلة.
هز رأسه بخفة وإن كان غير مقتنع لوقاحته تلك فاستكمل عمران حديثه ببسمة خبيثة
_بص بقى يا دكتور سيف خدها مني نصيحة وحطها مبدأ في حياتك.
كبت يوسف ضحكاته ومال لجمال يهمس له
_أخويا هيضيع مني بعد نصايح الوقح ده ما تيجي نمشي أنا محلتيش غيره!
هزه بضيق وهو يتابع الحديث بينهما باهتمام
_اسمع بس لما نشوف هيقوله أيه
بدأ عمران بالحديث والابتسامة المغرورة تلاحق حديثه وكأنه يمنحهم وقتا ثمينا للغاية
_الستات بتحب الراجل الكاريزما الشيك اللي يقدر يهتم بشكله وبجسمه الرياضي ولبسه المتناسق وفي نفس الوقت عايزاه وقت الجد أسد يهز الغابة علشانها ومفيش مانع إنه يكون بلطجي إن تطلب الأمر مهو مش هيرضيها تتكوم على الأرض مضړوب وإنت بالبدالة الشيك والبرفيوم الغالي والساعة الفخمة اعقلها!
وتابع وهو يرتشف عصير البرتقال
_دورك إنت بقى إنك تجمع كل الصفات دي في شخصية واحدة تتعلم إزاي تكون كاريزما وشيك ولبق في كلامك وإمته تستحضر الانسان البلطجي اللي متدكن جواك وقت اللزوم.
وأشار على يوسف مستحضرا بحديثه
_فكك بقى من أخوك وجو المستشفيات اللي انتوا عايشين فيها دي!
ورفع يده يشير بحزم وجدية
_متسبش قفاك مكشوف لحد يعلم عليه لإن الايد اللي هتنزل عليك مرة مش هتتمنع عنك تاني!
راق له حديثه حتى وإن اتبع نبرة مرحة ولكنه محق بنهاية الأمر لطالما كان يوسف لجواره يعلمه أن يباشر دراسته دون أن يتأثر بأي شيئا حوله ولكن رغما عنه كان ينغمس بمشاكل غريبة كأي شابا مغتربا كان يخشى التعامل بهمجية فيسوء من حوله التفكير به ولكن ماذا حدث بالنهاية
بسبب صمته وتغاضيه عن حقه استغله ذاك الشاب الذي يحمل نفس دماء العروبة بعروقه وود لو أن يسجل علامات فارقة بتاريخ شبابه ليقص بها لاجياله متفاخرا بأنه سدد الضربات لشاب ذات يوم!!
حاول العمل على الحاسوب لأكثر من مرة ولكنه لم يتمكن من كثرة الأفكار التي تتكوم عليه بتلك اللحظة أحزانه تجمعت لتحاربه بكل قوته ليبقى بالنهاية بائس متخازل لا يعلم ماذا يحتاج من الصبر ليتجرع صبرا فوق صبره!
أزاح أحمد الستائر عن الباب الزجاجي ليتأمل المسبح والحديقة بنظرة غائمة فاسند جبهته للزجاج وهو يهمس بۏجع
_يا الله!
وفجأة تسلل له صوت طرقات خاڤتة اتبعها تحرر باب الغرفة وولجت هي للداخل تقترب بعدما أغلقت الباب من خلفها.
وقفت على مقربة منه تتطلع له بنظرة غريبة جعلته يستدير بجسده كليا لها دنت منه على استحياء وبحثت عما ستقول طال بها الصمت وكأنها لا تجد ما ستبدأ به فقالت بتلعثم
_أحمد لازم نتكلم.
أغلق عينيه مطولا واستمد جزء من طاقته المهدورة فتحرك ببطء للأريكة الجلدية احتلها بصمت قطعته نبرته الهادئة
_سمعك.
جلست على المقعد المجاور له تبحث عن بداية لحديثه وبعد فترة قالت
_مش عايزة أكون أنانية معاك يا أحمد آآ... أنا...
وانقطعت عن حديثها بتوتر ټخطف نظرة سريعة إليه فوجدته ساكن كسكون چثة لا تجيد التحرك بعد عناء مۏتها بصلابة يترقب سماع ما ستقول تلك المرة من رفضها للحق يشفق عليها لم تجد حجة طوال تلك السنوات الا وذكرتها ترى ماذا ستعلل سبب رفضها الآن
استجمعت فريدة شجاعتها التي لا تنفك عنها الا أمامه تلزم جمودها وثباتها قبالة الجميع وتأتي أمامه تجد ذاتها طفلة تخشى كل شيء بحضرته تخلت عن تلعثمها وقالت بوضوح
_أحمد إنت عشت عمرك كله بدون ما يكون عندك أولاد وأنا مش هقدر أحققلك الحلم ده مش هقدر أخلفلك بيبي وأنا المفروض أكون جدة بأي وقت عشان كده مش
متابعة القراءة