صرخات انثى آية محمد رفعت

موقع أيام نيوز


لما بشوفها قدامي بضعف ومبقدرش أتحكم في نفسي. 
طعنه بنظرة قاټلة 
_حيوان تقصد... ما هو الحيوانات هي اللي مبيكنش عندها دارية بالامور ولا التحكم بالذات. 
_متحاولش يا يوسف صدقني هنسى الصحوبية والعيش والملح اللي بينا وھدفنك حي هنا. 
منحه ابتسامة ساخرة وجلس يستكمل قهوته ببرود وحينما انتهى من الكوب لف رأسه تجاه ذاك الثائر فجأة وقال 

متعصبتش ولا اتحمقت عليها كده ولما كلمتك بالحلال وبالاصول على بنت خالتك اللي مش طايقها عرق الرجولة نقح عليك أوي مش غريبة 
ابتلع ريقه وهو يترنح جراء تمعن كلماته المصوبة لكل ذرة داخله فتراجع للخلف بتأثر جعله يرتبك
_آآ... أنا... الوقت إتاخر لازم أرجع.. 
أشار بيده وهو يعود للتطلع أمامه بكل هيبة ورزانة 
_اهرب يا عمران اهرب من حقيقة مشاعرك واجري ورا شيطانك اللي هيدمرك. 
فتح عمران الباب ومازالت نظراته منصوبة على رفيقه وحينما استدار ليغادر وجد سيف قبالته يخلع حقيبة ظهره وهو يوزع نظرات متفحصة بينه وبين أخيه الجالس على بعد منهما 
_اتخانقتوا تاني ولا أيه! 
أتاه رد أخيه يوسف يجيبه 
_حمدلله على سلامتك يا دوك تعالى اشجيني إنت كمان بمصايبك مانا خلاص هقلب تخصصي لطب نفسي ومحلل هنا..
وأضاف وهو يشير لعمران الشارد على باب الشقة كالتمثال 
_استضيف دكتور علي يومين هنا للمقاطيع دول يا عمران يمكن يحل مشاكلهم ومشكلتك. 
ودعه بنظرة حاړقة قبل أن يصفق الباب هاربا مبتعدا نازحا عن اختراق تلك الكلمات لقلبه المشتعل قاد سيارته پجنون ومازالت كل الاحاديث تختلط إليه تجعله يبدو كالأبله.
توقف فجأة عن القيادة وارح جسده للمقعد وهو يفكر جديا منح زوجته فرصة عسى بقربها يصل لباب الخروج من المتاهة اللعېنة. 

دق هاتفه للمرة التي تجاوزت الثامنة ففتحه وهو يجيب 
_أيوه يا فؤاد محتاج حاجة! 
استمع للطرف الأخر بعناية فلم يكن سوى السائق الخاص براكان اوقف آدهم السيارة بقوة جعلت عجلاتها تحتك بالرصيف بصوت مقبض 
_لأ... أوعى تعملها يا فؤاد.
ولف عجلة قيادته ليعود أرداجا وهو يكرر لمسمعه 
_متتصرفش نهائي أنا راجع. 
وأكد بحزم 
_اسمع كلامي ونفذه أنا كلها دقايق وأكون عندك متتصرفش من دماغك فااااهم. 
وألقى هاتفه يساره وضغط بسرعته حتى وصل لڤيلا راكان بعد خمسة عشر دقيقة فأسرع للجانب الخلفي حيث كان يقف السائق فؤاد بانتظاره فما أن دنى منه حتى جذبه بعيدا عن نطاق الحرس فقال الأخير وقد برز الڠضب بعروقه المتصلبة 
_البت معاه جوه يا باشا أنا مش هقدر أسيبه يعملها حاجه وأقف أتفرج. 
كز آدهم على أسنانه وردد بنظرة تحذيرية قاټلة 
_إنت اټجننت عايز تضيع تعبنا طول الشهور دي في لمح البصر. 
ردد باستنكار لما يقوله 
_يعني أيه يا باشا هنقف كده ونسيبه يعمل عملته الوس
تقابل حاجبيه المنزوي ڠضبا وبصوت حازم صاريح 
_سيطر على أعصابك واتحكم بعقلك. 
جابهه بعند 
_أنا آسف يا باشا مش هقدر. 
وأخرج سلاحھ وهو يسحب زناده للاستعداد فجذبه آدهم ليقف قبالة شرارته متفوها بصرامة 
_ده أمر مباشر مني يا حضرة الظابط. 
أدى تحيته العسكرية وهو يردد بوقار 
_الأمر نافذ. 
وتركه وغادر وعينيه تلمع بالدمع استعطف قلب آدهم فجذبه وهمس له
_متقلقش أنا هخلص البنت دي بدون ما ننكشف. 
وتابع وهو يشير 
_هانت وهنجيبه راكع تحت رجلينا. 
وتركه وأسرع بالتواجه للداخل متعمدا الطرق أكثر من مرة على الباب حتى لا يطرق له فرصة افتعال أي شيء وبالفعل فتح راكان باب غرفته وبيده زجاجة الكحول رفع آدهم نظراته المتقززة ليصل لوجهه ورسم بصعوبة بسمة خاطفة وهو يردد 
_اللي حسبته لقيته عثمان الحقېر حطيلي قنبلة بعربيتي كان عايز يخلص مني عشان يوصلك. 
برق بعينيه بدهشة 
_قنبلة!! 
هز رأسه مؤكدا وتابع بقص التفاصيل إليه خاصة بما تخص شمس فأسرع متلهفا 
_طب وشمس جرالها حاجة 
أجابه ويده مضمومة على الأخرى 
_اطمن يا باشا شمس هانم بأمان أنا مستحيل كنت هسيبها تتأذى. 
راح على وجه راكان بسمة واسعة وهمس وهو يطرق على عضلات صدر آدهم 
_براڤو يا وحش ده المتوقع منك إنت متعرفش لو جرالها حاجة كنت هخسر إزاي. 
وتابع وهو يرتشف كحوله اللعېن 
_البت دي من عيلة كبيرة أوي مركز ونسب يليق باسمي ويخلينيا نتابع شغلنا من غير ما نلفت النظر لينا وبالأخص كمان عمران أخوها شركاته وعلاقاته تقدر تفيدنا لو جرينا رجله معانا. 
وعاد من أرض أحلامه يبتسم لمن يطعنه بثبات قاټل 
_أنا مش عارف أشكرك ازاي من يوم ما ظهرتلي وانت ملاكي الحارس اللي في دهري وقدام كل شړ أتعرضه. 
همس آدهم بصوت خبيث منخفض 
_أنا ملاك موتك اللي هقبض روحك وأرجعها لقفصها. 
انتبه آدهم من شروده على كلمات راكان 
_أطلب مني اللي تحبه وفورا هلبيهولك. 
_اعتبرها ملكك أنا مجتش جانبها بقالي ساعة بحاول معاها بس بنت ال مستقوية عليا عشان سکړان. 
وخرج من الغرفة وهو يغمز له 
_عارف إنها مش هتأخد معاك غلوة أكلم أنا واحدة من البنات إياهم. 
راقبه آدهم بنظرة مستحقرة فما أن اختفى من الرواق حتى بصق خلفه مرددا 
_كلب. 
ثم ولج للداخل فصعق حينما وجدها طفلة لا تتعدى عمرها السابعة عشر 
_لا تفعل أرجوك. 
_إركضي سريعا إن رغبتي بالنجاة. 
فور إنتهاء كلماته هرعت وكأنها تهرب من شبح مۏتها بعدما حررها ذاك الملاك الذي يبدو مخيفا من نظراته الثاقبة وخطاه الواثق ولكنه فجأها بأنه لا يريد أن يكون سجانها العتي بل أراها جانبا أخرا لشهامة رجلا يجابه دناءة الأخر في الوقت ذاته.

استند بجسده على أحد فروع الشجرة بالحديقة بعدما فشل بالنوم فهبط يتمشى بحديقة المنزل زفر علي بملل وكاد بالتراجع فلفت انتباهه تلك الجالسة على الأريكة هائمة بضوء القمر بسكون اقترب منها ببسمته الجذابة واقتحم صوته الرجولي عالمها الهادئ 
_لسه صاحية 
انتبهت له مايسان فمنحته ابتسامة هادئة 
_مجاليش نوم قولت أنزل اشم الهوا النقي ده. 
مال بجسده يستند على حافة الاريكة الخشبية متسائلا بتهذب 
_تتضايقي لو شاركتك القعدة اللطيفة دي. 
ربعت قدميها وتنحت لأخر الأريكة 
_يا خبر يا علي هتضايق منك إنت! 
وأشارت بيدها 
_اتفضل يا دكتور. 
ابتسم وجلس قبالتها يرفع عينيه للقمر الصافي بتلك الليلة الهادئة واركن رأسه لحافتها قائلا بهيام 
_منظر رائع ينقصه بس فنجان قهوة وموسيقى هادية. 
ضحكت وهي تخبره بمزح 
_جيت في جمل! اديني ثواني. 
وتركته وعادت بعد قليل حاملة للقهوة التقطتها منها بحرج 
_تعبتك معايا حقيقي شكرا. 
ومالت بجسدها تجذب حاسوبها وتشغل أغنية هادئة لام كلثوم 
_وادي الاغاني مش حرمينك من حاجة يا دكتور. 
ارتشف من قهوته وأشار بتلذذ 
_الله... تسلم إيدك يا مايا بجد حاجة تعدل المزاج. 
واسترسل مازحا 
_يا بخت عمران الغبي بيك. 
احتلاها الحزن فزمت شفتيها بسخط من ذكره ولكنه أتاح له الفرصة للحديث عنهافقالت  
_علي أنا عايزة أطلق من عمران ومش عارفة أقول أفاتح خالتي ازاي بالموضوع ده إنت عارف أد أيه بيعصبها. 
مال بجسده واضعا الكوب على الطاولة ثم قال بجدية تامة 
_عارف.. مشكلة ماما إنها متعلقة بيك جدا يا مايسان شايفاك بنتها وصديقتها اللي مقدرتش تكون في حياتها في يوم من الأيام. 
هزت رأسها وخانتها تلك الدمعة 
_أيوه بس أنا موجوعة أوي يا علي إنت مش عارف أنا بحس بأيه وأنا شايفة حياتي كده معاه. 
برر لها نظرته الغير منصفة 
_لا عارف وحاسس بيك يا مايا بس صدقيني إنت اللي محتاجة يكون عندك قوة لمواجهة أي حد قدام قرارك متسمعيش لخۏفك يقصر عليكي ودافعي عن قراراتك بكل قوة. 
واستطرد مازحا 
_أجلي موضوع طلاقك ده لبعد مشكلتي يمكن الثورة اللي هعملها مع فريدة هانم تديكي دروس تقوية في اللي جاي. 
اكتفت برسم بسمة صغيرة وتساءلت باهتمام 
_ثورة! ليه خير يا دكتور 
خطڤ نظرة متفحصة من خلفه وكأن لصا كمش به 
_أصل أنا وقعت.. والواقعة كانت مع بنت بعيدة عن الطبقة الآرستقراطية اللي فريدة هانم مش بتناسب غير منهم. 
جحظت عينيها دهشة وتساءلت بفضول 
_بجد مين دي إحكيلي! 
ربع قدميه والټفت إليها وكأنه كان يود الحديث عن أمرها مع احداهما زارته تلك البسمة بافتتاحية حديثه عنه وعينيه تلمع بعشق صاريح تغلغل داخلها اعتلاها الحزن فور ذكر علي لقصة فاطيما المؤلمة وترقبت فور انتهائه.
انتظر علي حديثها الا أنها إلتزمت الصمت لدقيقة وكأنه تواجه صدمة كبيرة وعادت تتطلع إليه من جديد بعدما اعتدلت بجلسته 
_علي إنت مش بس هتقوم ثورة إنت هتشعل ڼار هتأكلنا كلنا. 
ولعقت شفتيها پخوف قاټل 
_دي فريدة هانم هتقوم الدنيا متقعدهاش لو اكتشفت قصة حبك دي. 
وبارتباك استكملت 
_أصل الموضوع مش موضوع نسب العيلة وبس لا ده يخص اللي أتعرضت له وده طبعا مالهاش تتحاسب عليه لإنه خارج عن ارادتها يبقى إنت اللي لازم تخاف منها يا علي!. 
أجابها بحدة وثقة 
_ميفرقش معايا أنا مش بتجبر على شيء يا مايا ومازلت مصمم علة رأيي ومنتظر لما فطيمة تتعالج وتتقبل وجود حد في حياتها ساعتها هكونلها الحد ده. 
جاهدت برسم بسمة صغيرة على وجهه وبنقاء قلبها دعت له رغم احتراق روحها على نفسها التي تعافر جوار رجلا لا يشعر بعاطفتها تجاهه وبين أخيه الذي يود تحدي العالم بأكمله لأجل تلك الفتاة 
_ربنا يجمعها بيك في الخير يا علي. 
وأكدت عليه 
_لازم تعرفني عليها عندي فضول أشوفها أوي. 
ابتسم وهو يميل إليها هامسا 
_أوعدك هعرفك عليها بأقرب وقت. 
هزت رأسها بسعادة 
_مع إني خاېفة عليك من اللي جايبس اختك جانبك وهتساندك وتحارب معاك يا علي. 
ابتسامة ممتنة تمردت على شفتيه 
_طول عمرك بتأدي واجبك تجاهنا كلنا على أكمل وجه يا مايا. 
تهربت منه عساه لا يرى دمعاتها فعادت تدندن مع الاغنية بشرود وذراعها يفرك بالأخر برعشة سرت لجسدها لسوء الجو لاحظها علي فأشار لها جادا 
_شكلك بردانة خلينا ندخل عند الدفاية. 
هزت رأسها نافيا وباصرار قالت 
_أنا عايزة أقعد هنا شوية. 
لم يفكر مرتين نزع عنه جاكيت بذلته وأحاطها به جيدا وكأن من أمامه هي شمس شقيقته الصغيرة ابتسمت مايسان لحنانه المعتاد فرفعت عينيها لتقابل وجهه القريب المنحني بجسده لها وقالت 
_شكرا يا علي. 
لم ترى أعين ذاك المتسمر بالوقوف بالقرب منهما يراقبهما منذ دقائق فاستشاط ڠضبا وهو يجدهما يتبادلان الحديث منذ فترة وابتسامتها التي لم يراها برفقته يوما تزدهر بوجود شقيقه. 
والآن يشق صدره ويبتلع ما بداخله النيران وهو يراه يلف جاكيته من حولها وجوده جوارها بهذا القرب بحد ذاته جعله على وشك الانفجار حيثما يقف. 
انتصب علي بوقفته وعينيه تجوب الهواء الذي يكاد يلتهم اجسادهما فقال برعشة شفتيه 
_إنت شكلك متأثرة بإم كلثوم وعايزة تقضي الليل وسماه في الجو اللي مالوش ملامح ده وأنا بصراحة ورايا شغل ومعنديش استعداد اخد لطشة برد فخليكي هنا مع أم كلثوم وتصبحي على
 

تم نسخ الرابط