صرخات انثى آية محمد رفعت
المحتويات
علي.
ابتسم علي وأشار باصبعيه للهاتف
_سمعتي.
أجابته بلطف
_حاضر.. أنا بجد مبسوطة أوي أني اتكلمت معاك.
_وقريب هاجي بنفسي أزورك بس عشان ده يحصل لازم تخفي وتكوني أحسن عشان أخدك في إيدي على مصر وأعرفك على حنين وبناتي مرين ومارال هيتجننوا عشان يشوفوكي.
ببسمة مشرقة قالت
_ما شاء الله ربنا يباركلك فيهم وتفرح بيهم يا رب.
_بتدعي عليا أني أكبر ماشي يا فطيمة مكنش العشم!
شاركته الضحك وتحدثت بصعوبة
_قولي الدعوة اللي تحبني أدعهالك وأنا أدعي.
رد عليها بجدية تامة
_مفيش عندي شيء أتمناه غير إنك تقومي بالسلامة.
تمعنت ببسمتها وهي تردد بهمس
_يا رب.
_أنا هسيبك تقعدي لوحدك شوية في الجمال ده وعايزك تدوني بالدفتر ده ذكريات جميلة لسه فاكراها لحد النهاردة عن طفولتك.
_انا اسمي فاطمة بالالف و لكن في المغرب كنقولوا فاطما و لا فطيمة
و انا انا دارنا كيقولو لي فطيمة.
برق بدهشة فجذب الدفتر يمحي إسم فطيمة ويكتب فاطمة وأعاده لها وهو يسألها
_يعني أناديكي فاطمة ولا فطيمة
_ الاسم اللي يعجبك و تبغيه عيطلي بيه
ردد بتيهة
_ما تكلميني مصري ينوبك ثواب!
تعالت ضحكاتها وهي تعيد ما قالته
_الاسم اللي يعجبك ناديلي بيه.
هز رأسه باقتناع
_اتفقنا.
_علي!
صوتا ذكوريا اقتحم جلستهما فرفعت فطيمة رأسها تجاه هذا الشاب الذي يملك ملامح مشابهة لعلي ابعد مقعده ونهض يردد بدهشة
جابت عينيه الفتاة التي يجلس برفقتها وقال دون أن يحيل عينيه عنها
_روحتلك مكتبك قالولي إني أكيد هلاقيك مع فطيمة!
وتابع بمرح
_وكل ما أسأل حد يقولي نفس الجملة لدرجة إني بقى عندي فضول أشوفها.
وتابع وهو يشير بعينيه إليها
_هي دي بقى فطيمة
بدى الارتباك يجوب ملامحها فأجبر علي رسم بسمة متكلفة على وجهه وهو يسحب عمران بعيدا عن مقعدها مرددا
صحح له مفهومه الخاطئ
_ أنا بني آدم عشري وقلبي أبيض والله.
سحبه علي مشيرا بيده للممرضة التي جلست محله بينما اتجه بعمران للطاولة القريبة من فطيمة جلس قبالته يتساءل بقلق
_خير يا عمران.
لفظ أنفاسه بصوت مسموع واستكان على سطح الطاولة بنصف العلوي مجاهدا لخروج كلماته
_علي إمبارح كنت سخيف أوي معاك فأنا... آآ... آسف على اللي حصل إمبارح مش عايزك تزعل مني إنت أخويا الكبير وآ.
قاطعه علي ببسمته الهادئة
_عمران مفيش داعي إنك تكمل كلامك أنا مزعلتش منك ولا عمري هزعل أنا زعلي كله عليك وعلى الحالة اللي أنت حاطط نفسك فيها.
مرر يده بين خصلات شعره التي تناثرت بفعل الهواء العليل ثم قال بفتور
_علي إمبارح قولتلي أطلق مايسان وأسيبها لغيري يعوضها ظلمي.
هز رأسه بتأكيد لتذكره ما قال فلعق عمران شفتيه مضيفا بارتباك
_وقتها حسيت إني شوية كمان وهضربك.
احتدت نظراته پغضب فأسرع يبرر له
_مايسان النهاردة قالتلي نفس جملتك حسيت اني ھڨتلها بردو.
وتابع بضجر ينتابه
_علي أنا مبقتش عارف أنا عايز أيه فجيتلك تعالجني من الحالة النفسية اللي أنا فيها دي.
ذم شفتيه بضجر ثم قال
_إنت اللي حاطط نفسك في الحالة المړضية دي يا عمران.
بجدية تامة أجابه
_أنا عقلي مشتت ومش قادر أشوف شيء بس اللي أنا قررته إني مستحيل هغضب ربنا تاني يا علي وقولت لألكس الكلام ده مستحيل هسمح لنفسي أعيش حالة الخۏف والړعب والاشمئزاز اللي بكون فيها.
ضم يده بمقدمة أنفه يحاول تهدئة إنفعالاته لا يرغب أبدا بالاندفاع بحديث متهور قد يفقده أخيه فقال باتزان
_عمران أنا عايز أسألك سؤال وتجاوبني عليه بصراحة.
هز رأسه وتابعه باهتمام فاقترب علي من الطاولة ثم قال وعينيه تقابل عينه
_لما حصل بينك وبينها علاقة كانت مرتها الأولى
مسح بيده وجهه وكأنه لا يود اجابته لمعرفته ما سيقول أخيه ومع ذلك ردد باقتضاب
_لأ.
ألقى الكرة بملعبه فقال بثبات
_وهتأمن تديها إسمك يا عمران
سيطر على غضبه القاټل وقال بتعصب واضح
_ألكس اتغيرت من وقت دخولي لحياتها يا علي وبعدين الحب مش اختيار ولو كان بإيدي كنت أكيد اختارت مايسان.
زفر بملل من الوصول لحل ينهي معضلة أخيه فصاح بتريث
_يعني إنت عايز أيه دلوقتي ألكس ولا مايسان!
تنحنح وهو يجلي أحباله الصوتية
_الاتنين.. عايزهم الاتنين.
جذبه من تلباب قميصه پعنف
_وحياة أمك!
تلفت حوله وهو يحاول تحرير ذاته مرددا
_علي عيب الناس حولينا وبعدين لو فريدة هانم سمعتك بتقول الكلام ده هيجيلها سكتة قلبية!
تفحص الأوجه من حوله وحينما وجد الجميع يراقبون ما يحدث بينهما تركه متمتا
_قوم امشي من هنا يا عمران بدل اللي ما عملتهوش امبارح هعمله النهاردة وقدام الناس.
حمل مفاتيح سيارته وهو يشير له
_طيب يا حبيبي همشي أنا دلوقتي ولما تهدى وتعقل كده بالتعامل مع المرضى بتوعك أبقى أجيلك.
واستدار عمران يشير له بمزح
_بنصحك تشوف دكتور نفساني هينفعك أوي في شدة الاعصاب اللي أنت فيها سلام.
أوقف عمران رنين هاتفه فوقف على مسافة من أخيه يجيب ومازالت الابتسامة على وجهه
_أيوه أنا عمران سالم.. خير
اكفهرت معالمه وهو يصيح بصوت مرتفع
_عربية أيه وإڼفجار أيه أنت بتتكلم عن مين!
هرول علي إليه يتساءل بقلق
_في أيه يا عمران
وجده يهمس پصدمة وهو يبعد هاتفه عنه
_شمس!
جذبه علي ليقف قبالته يصيح
_مالها شمس!
وضع النادل العصير على الطاولة فشكره من يتابع مسح قميصه الأبيض المتسخ بالمناديل المبللة بينما تراقبه الاخيرة بصمت فجذبت كوبها بعدما انهت رسالتها بارسال إسم المطعم المتواجدة به لعلي وارتشفت الكوب عله يزيح مرارة حلقها ومازالت ټخطف النظرات إليه فتحررت عقدة لسانها السليط قائلة باستهزاء
_بقالك ساعة بتمسح قميصك وبيحاول يقنعك أنه مش هينضف وإنت مازلت مصر!
ابتسم آدهم واستمر بتجفيف صدرك المتسخ بسواد السيارة قائلا بخبث
_ده طبعي مش بمل بسهولة.
رمشت باهدابها وهي تتابعه وقالت ضاحكة
_خليه كده على الأقل تبقى محتفظة بالبقايا الأخيرة من عربيتي المرحومة.
تعمق بالتطلع لعينيها وقال ببسمة واثقة
_على فكرة عجلة عربيتك عطلت بفعل فاعل.
ابتلعت ريقها بارتباك ودنت منه تتساءل پخوف
_قصدك أيه هما اللي عملوا كده عشان ېقتلوني!
تمردت ضحكاته الرجولية فنفى ذلك مرددا
_لأ مش للدرجادي.
التقطت أنفاسها براحة غادرتها حينما استطرد
_أنا اللي عملت كده.
برقت بعينيها پصدمة
_إنت! طب ليه
ترك آدهم المنديل عن يده ثم مال برأسه إليها يهمس
_كانت نيتي أشوفك على الطريق وأقف أصالحلك العربية وبعديها تعزميني في مكان على قهوة أو على الأقل تخدي رقمي وتشكريني حاجة شبه الأفلام كده بس صدقيني مكنتش أعرف إن الكلاب دول مش هيلاقوا غير الوقت اللي هقابلك فيه ويهاجموني.
توقف عقلها عن استيعاب ما يخبرها به فتساءلت بعدم تصديق
_مش خاېف أقول لراكان أنك بتحاول توقعني
اتسعت بسمته وهو يجيبها دون مبالاة
_أنا مبخافش من حد يا شمس.
وبجدية تامة تناقض نبرته قال
_إنتي نقية وتتحبي بجد عشان كده هقولك إبعدي عن راكان يا شمس ميستهلكيش.
كادت بسؤاله لماذا يخبرها تلك الكلمات ولماذا يحاول التقرب منها فقطعها صوت أخيها المنادي بلهفة
_شمس.
التفتت تجاه مصدر الصوت فوجدت أشقائها ضمھا علي إليه بلهفة وأبعدها وهو يتفحص جسدها بنظرة متفحصة
_طمنيني حصلك حاجة
هزت رأسها نافية وقالت وعينيها تجوب آدهم
_خرجت من المكان بفضله.
تركزت نظراتهما عليه فتعرف عليه عمران فقد رأه أكثر من مرة برفقة راكان فقال
_مش إنت آدهم الحارس الشخصي لراكان.
نهض عن مقعده يشير له بهدوء فصافحه عمران بامتنان
_مش عارفين نشكرك ازاي حقيقي جميلك ده مش هننساه أبدا.
أجابه وهو يسحب جاكيته الموضوع على المقعد
_مفيش داعي للشكر يا باشا ده واجبي.
رد عليه علي ومازال يحتضن شقيقته
_ربنا بعتك بالمكان ده بالوقت المناسب.
وتساءل بفضول
_بس ازاي ده حصل فهمني.
خطڤ آدهم نظرة سريعة لشمس قبل أن يجيبه بذكاء
_في الحقيقة أنا السبب في اللي حصل عربيتي سخنت ودخنت بشكل مخيف وقفتها ونزلت أشوف في أيه فلقيت الامور ساءت وعلى وشك إنها ټنفجر.. وللأسف كانت شمس هانم عربيتها عطلانه وعلى بعد قريب مني فنبهتها للموضوع وبعدنا عن المكان والحمد لله مفيش حد اتأذى.
ردد علي وهو يطبع قبلة على جبينها
_الحمد لله أنا روحي راحت لما جت المكالمة دي لعمران لو كانوا اتصالوا بالبيت كانت فريدة هانم جرالها حاجه.
ربت عمران على ظهر شمس بحنان
_جت سليمة الحمد لله.
ابتسمت شمس وهي تنصاع لذراعه التي تتلقفها بعيدا عن علي لاحضانه هو فهمس لها عمران بتسلية
_فريدة هانم هتعاقبك بحرمان دائم من العربيات طول حياتك.
منحته نظرة ماكرة
_مين اللي هيقولها!
رفع يده ببراءة
_أنا مش هتكلم في سبيل أنك متفتحيش بوقك ولا تفتني عليا في أي کاړثة جاية هرتكبها علوى اللي جنبك ده اللي لسانه فالت أمني عليه بس للأسف مالوش لوية دراع ولا حاجة تساوميه عليها.
راقب آدهم حديثهما ببسمة هادئة وخاصة حينما صاح علي بحزم
_أنا مش جبان زيكم.. عموما لينا بيت نتساوم فيه.
واستدار يقف قبالة آدهم يصافحه من جديد وتلك المرة عينيه تقابله وجها لوجه فقال وهو يضيق نظراته تجاهه
_هو أنا ليه حاسس إني شوفتك قبل كده على ما أعتقد بمصر!
لم تتلاشى بسمة آدهم وأجابه بثبات
_جايز أنا نزلت مصر أكتر من مرة يمكن حالفني الحظ إني قابلتك ولو حصل واتقابلنا تاني هنكون عارفين بعض.
ابتسم لرتابة حديثه وقال بوداعة
_إن شاء الله.. بشكرك لتاني مرة.
ودعهما آدهم ووقف يراقبها وهي تصعد برفقة علي للباب الخلفي من سيارة عمران فما أن صعدت حتى طلت عليه بنظراتها عبر النافذة كأنه تودعه على استحياء تاركة البسمة تشدو على وجهه الجذاب.
وضعت المال على الطاولة فتلقفه الشابين الجالسان من أمامها لتؤكد عليهما وهي تنفث دخان سېجارها
_ستفعلان ما طلبته منكما غدا بحفل ليام وإميلي.
وعادت تكرر تنبيها الحازم
_واحرصا على أن تنجزان مهمتكما والا لن أدفع لكم دولار واحد بعد الآن.
ووضعت يدها بحقيبتها تخرج لهما صورة الفتاة وبطاقة دعوة ثم ألقتها على الطاولة أمامهما وهي تستطرد
_تلك هي بطاقة الدعوة لدخول الحفل وغدا ستكونان بالموعد المحدد وستنتظران مني إشارة.
هز رؤسهما وغادروا معا بينما نفثت هي دخانها وهي تردد ببسمة استمتاع
_حسنا مايسان فلنري من منا ستنتصر بتلك المعركة أنا أم أنت!
.............. يتبع..........
صرخات_أنثى_بقلمي_آية_محمد_رفعت.
متنسوش اللايك والكومنت يا بنات الرواية مظلومة بالتفاعل
____________
٩٦ ٢٣٩ م زوزو صرخات_أنثى...الطبقة_الآرستقراطية!..
الفصل_الخامس.
إهداء الفصل لكيان اللارواية العظيم ولمسؤوليه الاستاذة كوكي أنور الاستاذة صافي المصممة الرائعة ميري عماد والرائعة سمر خالد والرائعة نهلة يحيىولجميع مصممين الكيان المحترف شكرا جزيلا على دعمكم المتواصل لي ولأغلفتكم الراقية وأتمنى لكم مزيدا من التقدم والانجازات الحافلةأحبكم في الله....قراءة ممتعة
اندهش حينما لم يجده يتابعهما للداخل فبحث عنه حتى وجده يسرع لسيارته مجددا تعجب علي من خروج عمران بهذا الوقت فترك شمس تستكمل طريقها
متابعة القراءة