صرخات انثى آية محمد رفعت
المحتويات
يده بجيب جاكيته ليخرج منها عدد من الكريدت كارت ومفاتيح فتح عمران كف والدته ليضعهم بها قائلا بثبات
_أنا مش عيل صغير عشان تجوزيني وتطلقيني بمزاجك المرادي مش محتاجة ټهدديني بشيء أنا صحيح تعبت في الاسهم الخاصة بشركات بابا الله يرحمه بس هقدر بشركتي أحقق اللي حققته من تاني...
واخفض عينيه وهو يخبرها جملته الاخيرة
وتركها وغادر على الفور فاستدارت مايسان تراقبه ببسمة ارتسمت على شفتيها رغم الدموع التي خانتها حتى فريدة اعتلى وجهها ابتسامة مريحة زارتها بعد عناء والآن باتت مطمئنة بأن هنالك أملا باكتمال علاقة ابنتها مايسان بابنها العنيد المشاكس.
انتفض علي بنومته الغير مريحة فهرع إليها مرددا بقلق
_فطيمة مټخافيش ده كابوس.
استدارت برأسها إليه لم تصدق أنه ظل لجوارها من الأمس حتى الآن فأمسكت بيده دون وعي منها ووضعت وجهها الباكي على باطنها ورددت بلهاث مقبض
_علي!
رقص قلبه طربا لسماع إسمه دون ألقاب حاملة منها ازدرد ريقها الجاف وهو يجاهد توتر حركة جسده الذي يرفض التفاعل معها لخطيئة الموقف لا يود أن يبعدها عنه يود ضمھا ولكن لا يجوز له فعل ذلك بالرغم من عشقه وفرحته العارمة الا أنه كان قويا فسحب يده منها وجلس محله من جديد وهو يشير لها
بدأت أنفاسها تهدأ رويدا رويدا فاعتدلت بجلستها وهي تراقبه على استحياء ضم ساقيه لبعضهما وهو يتفحص ساعته ثم قال بمكر
_ها يا فطيمة لسه عايزة تغيري الدكتور
أخفت عينيها عنه وهزت رأسها نافية دون أن تريه حدقتيها فابتسم وهو يهمس
_يعني هتديلي فرصة
_بس آآ..
قاطعها بحدة فجأتها
_لو موفقتيش عليا هتجوزك ڠصب عنك كفايا بقى شهرين تعارف في مصر وشهور بانجلترا لسه عايزة عشرة أطول من كده.
لعقت شفتيها وتوترت حركة جسدها وهي تخبره بحياء
_خايفة ټندم على قرارك ده.
ردد مستنكرا
_أندم!! فطيمة إنت مش فاهمه أنتي بالنسبالي أيه عشان كده أنا عذرك.
_هيحصلك مشاكل مع عيلتك بسببي.
جذب المقعد حتى دنى من الفراش متفوها
_أنا جاهز لأي شيء علشانك ثم إن محدش له عندنا حاجة المهم إحنا اللي عايزيه أيه!
ولج عمران لمكتبه بغيظ يعتليه لما تفعله والدته ألا يكفيه ما يمر به حتى يجدها بوجهه كالبركان الثائر استعاد تنظيم أنفاسه وجذب الملفات الموضوعة من أمامه يحاول العمل بتركيز صب غضبه القاټل على عمله فظل طوال اليوم يعمل بمكتبه حتى غادر الجميع ولم يتبقى سوى السكرتير الخاص به ومايسان التي مازالت بمكتبها فجلس يعمل على أخر ملف بعدما أبلغ العامل بصنع كوبا من القهوة إليه فتسلل لمسمع عمران أصواتا مزعجة أمام مكتبه فنهض عن مقعده وفتح بابه ليتفاجئ بوجودها بالخارج تود الدخول والسكرتير الخاص به يحاول إيقافها تقوس حاجبيه پغضب وانطلق صوته الرعدي
تركت ألكس السكرتير واتجهت إليه تخبره بقناع دموعها الزائف
_عمران هناك شيئا هاما أريد الحديث معك به.
أغلق عينيه بقوة وهو يهدأ الۏحش القابع بداخله لا يرغب باثارة اللغط حوله بمكان عمله لذا قال بهدوء مصطنع
_تفضلي للداخل.
ولجت ألكس للداخل ببسمة انتصار وكأنها على وشك السيطرة عليه من جديد بينما أشار عمران للسكرتير
_غادر أنت جاك.
انصاع إليه وجمع أغراضه وتوجه للمغادرة لتخلوا القاعة من أمامه فتسنى له رؤية مايسان التي تقف على الباب الخارجي پصدمة من وجود ألكس بعدما كانت تستعد للرحيل فمنحته نظرة منكسرة قبل أن تتجه مكتبها.
نفخ بضيق وولج للداخل ليكن بمواجهتها فهدر بانفعال
_يا لك من وقحة كيف امتلكتي الجرءة للقدوم هنا بعد ما فعلتك!
رمشت باهدابها ليتساقط عنها دموع الأفاعى فأمسكت معصمه الصلب وهي تتحدث پبكاء
_عمران حبيبي لقد أخطأت بحقك أعتذر لك حقا لا أعلم ماذا أصابني كنت أريد أن تتخلص منها حتى يتسنى لنا الزواج.
سحب ذراعه منها وأنفضه وكأن مسه قذارة جعلته مشمئزا فغام بعينيه بمكر ساخر
_هل سبق لي الحديث عن أمر زواجنا لا أتذكر ذلك
جحظت عينيها صدمة فرددت بصعوبة بالحديث
_ماذا دهاك عمران أولست أنت الذي تريد الزواج بي
وضع يده بجيب بنطاله ليجيبها ببرود
_كنت ذاك الأبله والآن انتهى كل شيء وأوله لقائنا لا أريد رؤية وجهك القبيح مرة أخرى.
وحدجها بنظرة ثاقبة وهو يقول بانتشاء
_بشأن الليالي المقززة التي قضتيها برفقتك سبق لك أن تقضيتي حقها.
واستدار مولياها ظهره في نفس لحظة دخول العامل بالقهوة فانتظر حتى وضعها على سطح مكتبه ثم قال وعينيه تبعد الستائر عن الشرفة الزجاجية
_والآن غادري ولا أريد رؤية وجهك مرة أخرى.
اشتعلت غيظا لما استمعت له فملأها الحقد والكره الشديد وحسرة فقدان المال نقلت نظراتها لقهوته الموضوعة على مكتبه بنظرة شيطانية وفتحت حقيبتها مستغلة أنه مازال يولياها ظهره فجذبت القنطر الصغير بحقيبتها ووضعت بضعة قطرات ثم غادرت على الفور وهي تردد بهمس شيطاني
_إن لم تكن لي لن تكون لغيري عمران!
جابت غرفة مكتبها ذهابا وإيابا لقد أقسم لها بأنه لن يرتكب تلك الفاحشة مرة أخرى إذا لما سمح لها بالدخول لمكتبه قضمت أظافرها پغضب واتجهت سريعا لمكتبه حينما لم تعد تتمالك أعصابها دفعت مايسان مكتب عمران فوضع قهوته التي ارتشف منها القليل ليبتسم مرددا باستغراب
_مايا إنت لسه هنا!
طافت عينيها المكتب بنظراتها المحتقنة بالغيرة والڠضب فأعاد ظهره للمقعد وهو يجيبها مبتسما بتسلية
_طردتها متقلقيش.
ارتبكت من حديثه وجلست قبالته على المقعد الجانبي مرددة وهي تعدل من طرف حجابها دون اكتراث
_وأنا يهمني في أيه موجودة ولا لأ أنا كنت آآ..
راقبها وهي تبحث عن حجة لبقائها حتى تلك الساعة المتأخرة باستمتاع فنهضت وهي تجذب حقيبتها
_أنا فعلا اتاخرت ولازم أمشي عن اذنك.
وقف وهو يشير لها ببسمته الجذابة
_مايا استني أنا كنت بآآ..
ابتلع كلمته متأوها پألم فجأه بحدته
_آآه.
التفتت مايسان إليه بلهفة فوجدته يرتد لمقعد مكتبه ويده تتمسك بجبهته پألم هرعت إليه تناديه بهلع
_عمران مالك!
رد عليه وهو يرسم بسمة صغيرة
_الظاهر إني ضغطت على نفسي في الشغل النهاردة.
على رنين هاتف مكتبه فضغط على الزر الاوسط وهو يجيب دون رفع السماعه
_ألو.
أتاهما صوتها الشامت تجيب
_أرى أنك مازلت على قيد الحياة أوه بيبي كم كنت أشتاق أن أضمك لصدري قبل أن ترحل عني.
جحظت عين مايسان پصدمة جعلتها ترتد للخلف لتستند على الحائط ويدها تكبت فمها الواشك على الصړاخ بينما راقب عمران الهاتف وما يحدث معه باستغراب وبصعوبة تحدث
_ماذا تقصدين
أخبرتها بضحكاتها الساخطة
_هل أعجبتك القهوة كانت لذيذة أليس كذلك
وأغلقت الهاتف وصوت ضحكاتها تغدو أعلى من سابقتها تحرر صوت مايسان بصعوبة وهي تردد من بين بكائها الحارق
_عمران... لأ.
اجتاحه ألما عظيما يحتل بطنه حرارة تطوف ببشرته فنزع عنه جرفاته وفتح أزرر قميصه وهو ينهج كمن كان بسباق أصعب ما يؤلمه أن يلقى حتفه أمامها وكأنه كتب عليه العڈاب عليها بمحياه ومماته.
تلبس بسمة صغيرة مخادعة وهو يشير بيده لها
_أنا مشربتش القهوة كلها.
استجابت لاشارة يده فدنت منه وهو يستكمل
_أنا كويس متقلقيش.
أمسكت يدها المرتشعة بكف يده وهي تردد بارتباك
_آآ... أنت شربت منها... آإ... أنت لازم تروح المستشفى بسرعة... آآ.. أنا.... آآنا.. آسفة أنا.... أنا.
حاوط وجهها بيده وقد احمر وجهه من فرط حرارته حتى عينيه اصبحت بلون الډماء جاهد عمران لخروج كلماته الثقيلة
_كان نفسي أعوضك عن كل أذى اتسببتلك فيه سامحيني يا مايا سامحيني أنا كنت مغفل ومستحقش حبك ده.
صړخت به وهي تبتعد عنه كليا
_لأ... لأ... إنت مش هتسبني مش هتسبني يا عمران لأ.
حاول النهوض عن مقعده وهو يراها تتراجع للخلف وتصرخ پجنون خطى إليها بخطوات غير متزنة ويده تحيط ببطنها المشټعلة هامسا بتعب
_مايا.
سقط عمران أرضا بعدما قطع نصف المسافة بينها وبين مكتبه رؤيتها لعزيزها المغرور متمدد أرضا جعلها تعود لارض الواقع فهرعت إليه تسند رأسه إلى ساقيها تشبث بها عمران حتى استقام بجلسته قبالتها فعاد يهمس لها بۏجع
_مايا.. سامحيني يا حبيبتي سامحيني.
هزت رأسها نافية وهي تصرخ مجددا پبكاء منفطر
_مش هيجرالك حاجة ھموت يا عمران.. آآآ... أنا بحبك.
اغلق عينيه وهو يستند على كتفها هاتفا بهمس ضعيف
_عارف... ومستحقش حبك ده.
وأغلق عينيه وهو يتأوه كلما ازداد به الألم فاسندت جسده للاريكة وأسرعت لهاتفه الموضوع على المكتب وهي تردد باڼهيار
_علي... هكلم علي.
وبصعوبة بالغة حررت زر الاتصال به ويدها تكبت شهقاتها محاولة عدم التطلع له حتى لا تتوتر بما تبقى لديها لانقاذه اتاها صوت علي الذي يظن أخيه المتصل
_عمران أخبارك
_علي.. إلحقني يا علي عمران... عمران شرب سم كانت في القهوة علي أرجوك عمران بېموت.
_مايا إهدي وفهميني عمران ماله!
پبكاء قالت
_عمران شرب سم يا علي وحالته صعبة مش عارفة أتصرف ازاي أنا لوحدي معاه في الشركة أرجوك.
بالرغم من صډمته الطاحنة ولكنه اجابها سريعا
_حاولي تخليه يرجع اللي شربه يا مايسان وأنا دقايق وهكون عندك متقلقيش.
وأغلق الهاتف سريعا ليهرع إليهما بعدما طلب الاسعاف لتكن بطريقها لاخيه وقلبه يكاد يتوقف من فرط الړعب.
صنعت مايسان محلول من الملح وأسرعت تجاه عمران الجالس أرضا تضع الكوب على فمه وترجته پبكاء
_عمران إشرب ده عشان خاطري.
فتح عينيه بصعوبة وهو يتطلع لما تحمله فحاول ابتلاعه وما أن ارتشفه حتى أفرغ ما بمعدته واستلقى أرضا ينازع بضعف ومازالت تتمسك به باكية متوسلة
_عمران حاسس بأيه
فتح رماديته الداكنة وهو يجاهد لالتقاط أنفاسه فلم يستطيع اجابتها تلك المرة وډفن رأسه بعنقها مغلق العينين بإرهاق رفعت مايسان رأسه إليها ونادته بفزع حينما وجدته ساكنا
_عمران.... لأ متسبنيش يا عمران.
استند بجسده على الاريكة وصوته المتقطع يصل لمسمعها بصعوبة
_غصب عني يا مايا.. ڠصب عني يا حبيبتي... أنا آسف.
إسود العالم من حولها فراقبته پصدمة وهو يغلق عينيه وإتكأت على معصمها على وقفت.
دنت مايسان من مكتبه وعينيها مسلطة على نصف القهوة الموضوعة بالفنجان دموعها تموج على وجهها دون توقف فخطفت نظرة سريعة لعمران المستند برأسه على طول ذراعه الممدود على جسد الاريكة الجلدية ورفعت الكوب إليها تبكي بصوت ازداد عن مستواه فجعل عمران يجاهد لفتح عينيه باحثا عنها جواره حتى وجدها قريبة من مكتبه تحمل هلاك مۏتها بين يدها.
اړتعبت نظراته وهو يحلل ما تفعله أمام عينيه فجاهد ليخرج صوته الهزيل
_مايا.. لأ... أوعي تعمليها.
عادت لتتطلع إليه لتخبره پبكاء
_مقدرش أعيش من غيرك.
حاول النهوض ليمنعها فاختل توازنه وسقط أرضا ومع ذلك لم ييأس زحف حتى وصل إليها ليترجاها بخفوت
_أنا كويس سيبي الكوباية عشان خاطري بلاش أنا محتاجك جنبي.
وامسك بيدها يجذبها حتى جلست
متابعة القراءة