صرخات انثى آية محمد رفعت
المحتويات
لأحضانه وهو يبدد خۏفها
_امسحي دموعك مايا كويسة وأنا كمان بخير يا شمس.
وأبعدها عنه وهو يضم وجهها بحنان
_اطلعي غيري هدومك وخليكي معاها متسبهاش.
أومأت برأسها تؤكد له وهي تمسح دموعها وترفع طرف ثوبها لتلحق بها للاعلى بينما ترنح هو على الأريكة بتعب جعله يسترخي ساندا رأسه للخلف بإرهاق تام فرن هاتفه ليعيد صحوته الغير مريحة.
_أيوه يا يوسف.
اندفع صوته المتعصب
_إنت فين يا مقطوع أنت والمقطوع التاني مش اتفقنا نتجمع بالشقة يا ابني دي دكتورة ليلى صاحية من النجمة تحضر الأكل انت نسيت العزومة ولا أيه
أجابه وهو يفرك جبينه بارهاق
_لا منستش أنا شوية وكنت هتحرك عليكم على طول وجمال بيخلص حاجة في مكتبه وزمانه جايلك بالطريق.
_طب تعالى بسرعة قبل ما الأكل يبرد وخليك فاكر الجمال أنا لسه متجوز من شهرين ومغرقكم خير وأكلات مصرية شوف بقى إنت والحيوان جمال متجوزين بقالكم زمن ومحدش فيكم كلف مراته تعملنا أكلة مصرية ترم العضم بدل العكعكة دي.
ابتسم وهو يردد ساخرا
_جمال بيروح بيته أصلا عشان يخلي مراته تطبخ!
_طب وسيادتك نظامك أيه
اعتدل عمران بجلسته وهو يجيبه بجدية مضحكة
_تصدق إني إلى الآن معرفش إذا كانت مايا بتعرف تطبخ ولا لأ.
ضحك مستهزئا
_إنت أيه اللي تعرفه عن مراتك أساسا يا معتوه أخبرتك سابقا أنت حقېرا أرعن!
دمج حديثه بالانجليزية فشن هجومه باكرا على من تفاده مرددا
ضحك بصوته الرجولي المسموع
_أنت نفسك مفتوحة على كده.
_تقدر تقول إني تقريبا فوقت ومبقتش الغبي اللي يتضحك عليه لقيت اجابة لاسئلتي ونهايتها إني كنت غلط يا صديقي.
تلهف باخباره
_لأ ده إنت تيجي بسرعة نشوف حكايتك أيه
أغلق عمران هاتفه وألقاه جواره وهو يصفر بهيام بما توصل إليه بعد معاناة فعاد يدق من جديد وما أن إضأت شاشته بإسم ألكس حتى جذبه ليلقيه بالمياه المجاورة لسيارته وهو يردد
حاولت شمس أن تستميل مايسان لحديثها ولكنها كانت صافنة على فراشها تضم جسدها بحزن تام ومع ذلك تابعت شمس حديثها الحزين مرددة في محاولة لجذب انتباهها
_اتصدمت منه لما لقيته بيتكلم على لبسي بالشكل ده ولما رجعت لابسه الفستان اټصدمت أكتر لما لقيته كل شوية يقولي إقلعي الشال الاستاذ كان عايز البروچ الغالي يبان للناس عشان يتأكدوا إن الفستان غالي!
_بني آدم حقېر وحقيقي يا مايا مش قادرة أتحمله أنا بكره الصبح هروح لعلي المستشفى وهكلمه يقول لفريدة هانم تفسخ الخطوبة دي.
وحانت منها نظرة إليها فوجدتها لم يرف لها جفنا فأمسكت ذراعها تحركها بحزن
_مايا إنت مش معايا خالص مالك بس يا حبيبتي المفروض إن اللي حصل يفرحك الحمد لله إنت سليمة محصلكيش حاجة وعمران أخدلك حقك وهان الكلبة دي أيه بقى اللي مزعلك
رفعت عينيها إليها باسمة بتهكم
_عمران عمل كده عشان رجولته وشكله قدام الناس يا شمس مش لإنه واقع في غرامي.
واسترسلت بۏجع تجمع بهالته
_بكره ترجع وتتقربله وكالعادة هيستسلم ليها.
وپحقد مندفع استرسلت
_اللي يضعف مرة قدام واحدة ست هيضعف مليون مرة ليها ولغيرها.
وتابعت وعينيها تحرر دموعها
_عمران ضعيف يا شمس مش هيقدر يحارب شيطانه كان متوقع إني هفرح وهجري عليه بعد ما يكسر ألكس أو يسيبها خالص ميعرفش أني بحاول أحافظ على نفسي.
أنا لو سلمتله يا شمس وخاني بعدها ھموت ومش هقدر أحارب علشان حبي وكبريائي تاني الخساير مش هتكون كسرة قلبي وبس يا شمس الخساير هتكون كسرتي ونهاية حياتي!
واڼهارت باكية فضمتها شمس إليها بتأثر شاركتها البكاء وبشهقات مخټنقة قالت
_اهدي عشان خاطري أنا فهماك ومقدرة والله بس أنا حاسة إن عمران لو أخد فرصة تانية منك هيتمسك بيها ومستحيل هيضيعها من إيده.
ابتعدت مايسان عنها وأزاحت دموعها بقوة امتدت لها فجأة فقالت وهي ترسم بسمة هادئة
_قومي نامي علشان جامعتك أنا تعبانه وعايزة أرتاح.
وتمددت مايسان على الفراش فاحترمت شمس رغبتها بالبقاء بمفردها ففردت الغطاء عليها وخرجت لغرفتها.
ما أن ولج للداخل حتى ألقى جاكيته على المقعد وحرر قميصه ليتركه مفتوحا ألقى عمران بجسده على الأريكة المقابلة ليوسف الذي يلقيه بنظرة ساخرة
_إلبس هدومك بدل ما تاخد لطشة برد أنا جاي أكل وأنبسط معنديش استعداد أجري بحد.
استند بيده أسفل رأسه وهو يخبره
_متقرفناش بقى يا عم يوسف قوم هات الأكل خلينا نأكل ونغور.
ضحك سيف الذي يتابع دراسته على الحاسوب فأشار له يوسف بضيق
_شوفت بيتكلم ازاي معايا يا سيف!
هز رأسه مؤكدا ثم قال مازحا
_صحابك عنيفين أوي يا جو بالأخص جمال تحسه إتولد روحه على طرف مناخيره.
رد عليه عمران بتحذير مبطن
_مالك بينا يا دكتور سيف ركز في دراستك أحسن من المقاطيع اللي تودي ورا الشمس دول.
رفع يوسف يده بمكر
_بيتكلم صح قوم يا سيفو سخن الأكل عما جمال يجيب الحلويات ويجي.
ضيق عينيه پغضب
_ورايا Test ومش فاضي قوم اخدم اصحابك بنفسك والا هتصل بماما وأقولها إنك معطلني عن المذاكرة وشوف بقا هآآ...
قاطعه حينما ألقى الوسادة المطولة لوجهه پعنف
_خلاص خلاص ما صدقت!
ونهض وهو يعدل من ملابسه الغير مرتبة
_هقوم أنا ما خلاص بقيت دكتور نسا وتوليد طول اليوم وبليل الخدامة الفلبنية اللي جابهالك أبوك كنس وطبخ وغسيل هدومك المعفنة يا معفن!
اڼفجر عمران ضاحكا وهو يتابع المشاجرة اليومية المعتادة بين يوسف وأخيه الصغير فقاطعهم صوا غلق الباب ليطل جمال من خلفهم يضع أكياس الحلوى وهو يردد ببسمة خبيثة
_إوعوا تكونوا كلتوا من غيري أزعل!
أجابه سيف ومازال نظراته متركزة على الحاسوب
_يوسف لسه داخل يسخن الأكل اديني أحلي عما يخلص.
رمقه يوسف بازدراء
_طفس!
وتركهم وغادر للمطبخ بينما جلس جمال جوار عمران ينشب تحقيقه حول ما حدث اليوم بالحفلة مستفسرا عن علاقة ألكس بالرجلين.
انتهى يوسف من تسخين الطعام فوضعه على الطاولة واتجه ليجلب المياه ولكنه توقف حينما صدح جرس الباب يدق بطريقة أفزعته ظن وكأن الشرطة هي التي تدق الباب.
فتح يوسف ليتفاجئ بفتاة أمامه تتطلع إليه پغضب شديد تلاشى حينما رأته يقف أمامه كانت ترتدي فستانا أزرق اللون وحجابا من اللون الأبيض بدت عربية بملامحها الهادئة ارتباكها وعرفها النازح فوق جبينها وكأنه كانت تواجه شيئا قاټل بالخارج جعله يتساءل
_كيف أساعدك
ابتلعت ريقها بتوتر شديد وفجأة تحركت آذنيها تجاه صوت الضحكات المسموع من الداخل فلم يكن سوى ضحكات عمران وجمال من وسط مزاحهما والأخير يحاول لكمه بمرح.
تعجب يوسف من تلك الفتاة وخاصة حينما دفعته وهرعت للداخل فاتبعها وهو يصيح
_هيي.. توقفي وأخبريني من أنت
انصاعت خلف صوت الضحكات حتى وصلت للغرفة المقابلة لها لتستقبل ما ستراه بقتامة حاړقة تلاشى عنها الڠضب تدريجيا حينما وجدت شابا يدرس على حاسوبه وأخر ممددا على الأريكة وما أن رآها حتى نهض يغلق أزرر قميصه المفتوح وبالمنتصف الطعام الموضوع ولجواره أكياس الحلوى الذي راقبته وهو يشتريها أثناء هبوطه من مكتبه.
كانت بموقف لا تحسد عليه خاصة حينما انتصب بوقفته وهو يرمقها بعدم تصديق بينما تساءل عمران بدهشة
_في أيه يا يوسف ومين دي
أجابه بحيرة من أمرها
_معرفش بس هي تقريبا تايهة بالعنوان.
أتاهما ردا حارقا ينبع من ذاك الغائم
_لا مش صح الهانم المحترمة نازلة في نصاص الليالي تراقبني وطالعة لحد هنا بنفسها تدور على الست اللي واخدني من حضنها زي ما هي رسمت.
بدت حقيقتها للجميع بأنها صبا زوجة جمال التي لم يسبق لاحد منهم رؤيتها توترت الأجواء وخاصة حينما جذبها جمال من ذراعها هادرا وهو يهزها پعنف
_ادخلي ادخلي دوري جوه في الأوض يمكن نكون خبينا الستات في الدولاب ولا تحت السرير.
تدخل عمران على الفور فجذبه بعيدا عنها مرددا بهدوء
_جمال ميصحش كده من فضلك اهدى.
صړخ بعصبية جعلتها تنتفض بوقفتها وتتراجع پخوف
_اهدى!! مراتي بتراقبني وطالعالي في وسط صحابي وخرجت بدون إذن مني عايزني أكون هادي ازاي يا عمران!
واستدار يقابلها بغضبه القاټل فدفعها للخارج مرددا بتوعد
_قدامي يا هانم حسابنا في البيت أنا غلطان اني خليتك تسيبي مصر وتيجي تعيشي معايا هنا كنت مغفل بس هصلح غلطتي دي وحالا هحجزلك على أول طيارة راجعة مصر.
بكت وهي تحاول تحرير ذراعها پألم اتبع نبرتها المتوسلة
_جمال إيدي!
أبعده يوسف عنها ليعترض طريقه فاوقفه عن هبوط الدرج قبالة باب الشقة
_جمال احنا على السلم مينفعش اللي بتعمله ده ادخل جوه واقعدوا اتكلموا بهدوء أفضل من عصبيتك دي.
أشار له بتحذير
_إبعد عن طريقي يا يوسف أنا مش طايق الهوا اللي قدامي.
كعادة عمران حينما تشتد الامور سوءا منحه لكمة جعلت جسده بترنح للخلف فدفعه مستكملا بقامته لداخل الشقة بينما بقى يوسف برفقة صبا بالخارج مشيرا لها
_حاولي تهدي مټخافيش عمران هيعقله.
إلتف العالم بها فلم يكن بأوسع مخيلاتها أن تمر بما تمر به الآن تواجه الكثير من العقبات بمفردها رغم وجود زوجها الذي تركها للهواجس تخبرها بأنه يعرف أخرى عليه وخاصة بعد رؤيتها النساء المتحررات هنا وباليوم الذي قررت فيه تتبعه تضع ذاتها بهذا الموقف المحرج.
ترنح جسدها للخلف فاستندت على باب المصعد صدرها يختلج ويهرب عنه الهواء تدريجيا شعر بها يوسف فألقى نظرة متفحصة عليها قائلا بقلق
_مدام صبا إنت كويسة
ارتمى جسدها أرضا مستسلما للدوار القاټل الذي يضمها إليه فهرع يوسف لداخل الشقة يهتف پغضب
_ مراتك وقعت من طولها بره مش عاملي فيها دراكولا!
فور سماعه ما قال هرع جمال للخارج فانحنى يحمل جسدها إليه وهو يحرك وجهها بفزع
_صبا... صبا سامعاني... ردي عليا... صبا.
خرج الشباب من خلفه فانحنى يوسف يتفحص نبضها ومن ثم استقام بوقفته وهو يشير لجمال
_هاتها جوه بسرعة.
إنصاع إليه فحملها وولج لغرفته وضعها على الفراش وانزوى جانبها يحركها بړعب.
بينما وقف عمران بالخارج حتى يترك لهما مساحة لا ينبغي له تحطميها فلفت انتباهه يوسف المستند على الحائط جواره رمش بعدم تصديق وصاح
_إنت بتهبب أيه هنا
برق ساخرا
_هكون بعمل أيه يعني واقف مستني لما يفوقها.
ضړب كفا بالأخر وهزه پغضب
_إنت مش دكتور يا بجم متخش تتصرف.
رد مستنكرا
_عايزني أدخل لجمال الطايش ده علشان يديني لكمية يجبني الأرض ترضاهالي يا صاحبي
جز بأسنانه على شفتيه
_يا مثبت العقل والدين هتتنيل تدخل ولا أكيفك أنا بدل جمال!
تنحنح وهو يعدل قميصه المتسخ بالزيوت جراء تسخينه للطعام
_لا هدخل وهطرقلك جمال تتصرف معاه إنت.
أجابه بضجر
_مفيش مشكلة.
ولج يوسف للداخل فدنى منها بعدما جذب حقيبة صغيرة من غرفة سيف وبدأ بتفحصها ويقاس ضغطها تكون لديها فكرة عما يصيبها ولكنه ترقب لحظة افاقتها.
بدأت صبا تحرك رأسها يمينا ويسارا حتى استردت وعيها فوجدته يجلس جوارها يسألها بلهفة
_حاسة بأيه
انهمرت دمعة على خدها ولفت رأسها عنه للجهة الأخرى كز على أسنانه وردد من بين اصطكاكها
_إنتي كمان ليكي
متابعة القراءة