رواية لدعاء عبد الرحمن

موقع أيام نيوز


عينيهما وسيصور لهما أنهما الافضل والاجمل 
وسيطفى عليهما صفات خياليه أخرى تجعل الالفه والاعتياد لهما مفهوما اخر
وضع المصحف جانبا ووقف يصلى القيام واطال فيه حتى ركع وأطال فى الركوع حتى سجد ..
وهنا شعر ولاول مره يشعر بسجود قلبه مع سجود جبهته 
أطال السجود وهو يشعر بحلاوته التى يتذوقها بقلبه وجوارحه...

أغمض عينيه وهو يدعو لا يريد ان يفارق تلك السجدة التى وجد حلاوتها ابدا فهى له الدنيا بما فيها
ووجد نفسه يدعو..اللهم جنبنى الفتن ما ظهر منها وما بطن 
اللهم أكفنى بحلالك عن حرامك وأغننى بفضلك عن من سواك اللهم خذ بيدى إليك أخذ الكرام عليك
لم يستطع أن يرفع راسه ابدا الا عندما سمع صوت أذان الفجر ينتشر فى الارجاء ..
أنهى فارس صلاته وقد قرر ان يفاتح الدكتور حمدى فى امر فصل الرجال عن النساء حين عودتهم للعمل
دخلت والدتها لتوقظها فى الصباح فوجدت الهاتف النقال بجانبها فأخذته وظلت تنظر إليه بإمعان وتتفحصه وباليد الاخرى توقظ دنيا وتهزها هاتفتا بها قومى دنيا ايه اللى جاب التليفون ده معاكى
نهضت دنيا متكاسله وهى تتثائب فتحت عيونها فوجدت امها تمسك هاتفها النقال بين يديها وتقلبه متسائلة
بتاع مين ده يا دنيا
أنتزعته من يد والدتها وهى تقول برجاء
الله يخليكى يا ماما مش عاوزه بابا يعرف ليقعد يحقق معايا وجبتيه منين ومجبتيهوش منين
نظرت لها والدتها بشك وقالت
وانا يعنى مش هسألك
قبلتها دنيا على وجنتها وقالت 
انتى مامتى حبيبتى مش هتعقديلى الدنيا زى بابا
أبعدتها والدتها عنها قليلا وبرفق قالت
طب جاوبينى مين اللى أدهولك
أستاذ باسم مدير المكتب اللى حكتلك عنه قبل كده أنه عاوز ياخدنى معاه مكتبه
وجابهولك بمناسبة ايه ده
بمناسبة عيد ميلادى يا حبيبتى
صمتت والدتها قليلا فقالت دنيا متوتره
ايه يا ماما سكتى يعنى 
مش عارفه مش مرتاحه
عانقتها دنيا وقبلتها مرة أخرى وهى تنهض من الفراش قائله بثقه
متقلقيش يا حبيبتى انا عارفه انا بعمل ايه كويس وبتعامل مع الناس أزاى
نظرت والدتها إليها وقد خرجت من الغرفه ثم ألتفتت الى الهاتف الملقى على الفراش 
وشردت تماما ولاول مره تشعر بالقلق حيال تصرفات ابنتها
ويوم الخميس وفى المساء كان منزل عزة مهيأ لتلك المناسبه المبهجة للأسرتين حفلة خطوبة عزة وعمرو
كانت الحفله بسيطه ينعزل فيها الرجال عن النساء نوعا ما فالنساء فى الصالون والرجال فى الخارج يفصل بينهما بابا لا يكاد ينغلق من كثرة الحضور..لذلك أحتفظت عبير بنقابها حتى لا يراها احد دون أن تشعر
لم يكن هناك شخص أسعد منه فى تلك اللحظه..اللحظة التى طوق خاتم خطيته اصبعها وأخيرا اصبحت خطيبته واخيرا اصبحت له...لم يكن بحاجه الى التعبير عن سعادته فلقد تكفلت عيناه بهذا الامر مما جعل عزة تشعر بتأنيب الضمير لانها لا تبادله نفس مشاعره ولا حتى جزء منها غير الاحترام وفقط
كان فارس يجلس مع الرجال فى الخارج وفجأة شعر بمن يهزة من الخلف نظر خلفه فوجد مهره ابتسم كعادته كلما رآها واستدار إليها فى جلسته ودون ان يقف فأقتربت من اذنه وهى تشير الى محمود أخو عمرو وتقول 
ألحق يا فارس الواد الرخم ده بيضايقنى
نظر فارس إلى حيث تشير ثم نظر إليها مرة أخرى متعجبا وقال
بس هو شافك أزاى اصلا علشان يضايقك
نظرت له پغضب ومطت شفتاها وقالت
انت كمان بتتريق عليا ماشى يا فارس
قال مداعبا
طب متزعليش بقى خلاص انا هقوم أكسرلك عضمه ..ثم حك ذقنه وهو يقول
بس قوليلى هو ضايقك ازاى يعنى خد منك حاجه
حركت رأسها نفيا وقالت
لاء بيقولى شعرك حلو اوى
نظر لها بدهشه ثم تصنع الجديه والڠضب وهب واقفا وهو يقول
طب استنى هنا انا هروح أكسرهولك
تقدم فارس من محمود أخو عمرو وهى تتبعه كظله وقال مداعبا له 
أنت يا أخ أنت بتعاكس خطيبتى ليه
ضحك محمود وهو يقول
خطيبتك ايه يا ابيه فارس بقى الاوزعه دى خطيبتك
صاحت مهره من جواره پغضب
بس متقولش أوزعه
أمسكه فارس من
شعره كما يفعل به دائما كلما رأه وقال له
عارف لو شفتك بضايقها تانى هعمل فيك ايه ..هحلقلك شعرك اللى فرحان بيه ده زلبطه
ثم ألتفت الى مهره واشار لها آمرا وقال بجديه 
اتفضلى يا هانم اقعدى جوه مع الستات ايه اللى مطلعك وسط الرجاله
أستدارت مهره وهى تنظر الى محمود بانتصار وشماته ودخلت عند النساء كما أمرها فارس
قال فارس لمحمود
أنت من صغرك كده هتقعد تعاكس البنات اومال لما تكبر شويه هتعمل ايه ..
وبعدين ملقتش الا مهره يعنى دى تجرسك فى كل حته يابنى
قال محمود بصراحه يا ابيه فارس أنا ناوى اخطبها لما تكبر
والله ..وانت بقى هتستناها لما تكبر 
وفيها ايه يا ابيه انا رايح تانيه ثانوى وهى رايحه تانيه أعدادى يعنى قريبين من بعض
أمسكه فارس من كتفه وقال بجدية
بقولك ايه يا محمود أنت فى مرحله حرجه دلوقتى يعنى تركز فى مذاكرتك أحسن يابنى علشان تعرف تدخل كليه محترمه..وبعدين يعنى اشمعنى مهره دى شعرها أطول منها
ماهو ده اللى عاجبنى فيها يا ابيه
كتم فارس غيظه وهو ينظر إليه ويشعر بتفاهته وقال
هو انا واقف معاك ليه اصلا ..ودفعه
 

تم نسخ الرابط