رواية لدعاء عبد الرحمن

موقع أيام نيوز


ايه الحكاية
نظر أبو يحيى إلى عامر ومينا بثقة وكأنه يعرف إلى أى جهة سينضم فارس وبدأ فى سرد ما حدث بينهما من شقاق وڼزاع.......
شوف يا فارس يابنى من مدة كدة مرات عامر كانت عاوزه تشترى مكنة خياطة ومعهاش المبلغ كله لجأت لمراتى التانيه وطلبتهم منها ومراتى اشترطت عليها أنها تردلها المبلغ بعد كام شهر بس بزيادة 500 جنيه دلوقتى بقى مراته جايه ترجع المبلغ من غير الزيادة والحريم اتخانقوا مع بعض حاولت افهمه أن احنا عندنا فى شرعنا أن العقد شريعة المتعاقدين وهما اتفقوا من قبل ما تاخد الفلوس برضه مش مصدق 

ويقولى ده حتى عندكوا فى دينكوا اسمه ربا حاولت افهمه واشرحله واقوله أن السلف ده زى قرض البنك كده بالفايدة بتاعته مش ربا ولا حاجه .. ولا حياة لمن تنادى برضه راكب راسه ومش راضين يدفعوا الزيادة اتفضل بقى انت فهمه يمكن يفهم منك اصله فهمه على قده شويه
هتف مينا ابن عامر پغضب 
لو سمحت حسن ملافظك شويه يا عم ابو يحيى ولا يعنى علشان هو جوز بنتك ومتأكد أنه هيحكملك .. أنا اصلا مكنتش مقتنع أننا نيجي هنا ما انا عارف أيه اللى هيحصل ..
تنهد فارس ببطء وهو يشعر أنه مقدم على مشكلة كبيرة سوف تحدث وقال ل مينا 
وعرفت منين اللى هيحصل بقى يا مينا
لوح مينا بضيق وهو يقول 
طبعا هتحكمله هو مش انت جوز بنته وغير كده هتقول ده مسلم ودول مسيحين يبقى احكم للمسلم اللى زيى ثم نظر إليه نظرة ذات معنى وهو يقول 
مش كده برضه يا شيخ فارس
جذب عامر ذراع ولده ونهره بقوة قائلا
عيب كده يا مينا احترم الدكتور وأنت بتتكلم قصاده
ثم الټفت إلى فارس وقال معتذرا 
أنا آسف يا دكتور امسحها فيا معلش مينا لسه صغير وميعرفكش كويس زيى
الټفت فارس إلى مينا وقال بهدوء 
ايه بقى حكاية شيخ فارس دى تقصد بيها ايه
نظر له مينا بحنق ولم يجبه فكرر عامر اعتذاره ل فارس فقال فارس على الفور وهو ينظر ل عامر 
اتفضل احكيلى ايه اللى حصل يا عم عامر
قال ابو يحيى معترضا 
منا حكتلك الحكايه كلها يا دكتور هو هيقول ايه يعنى مختلف عن اللى قلته 
نظر له فارس مبتسما وحاول أن يعطيه احساس بأنه ليس ضده وقال 
معلش يا أبو يحيى أى حد بيحكم بين طرفين لازم يسمع من الاتنين .. ربنا سبحانه وتعالى بيقول فى آيه فى القرآن الكريم وكان بيكلم فى الايه دى سيدنا داوود عليه السلام يا داوود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله 
والايه دى نزلت بتحكلنا عن سيدنا داوود لما اتنين اخوات راحوله وواحد فيهم اشتكى من التانى فسيدنا داوود شافه مظلوم فعلا فحكم له من غير ما يسمع للتانى اللى هو اصلا كان واقف جانبه وسامع أخوه بيتكلم وعلشان كده سيدنا داوود فكر فى أن لو كان اللى بيشتكى بيقول غير الحق كان التانى أتكلم وقال أنه بيكدب لكن فسر سكوته بأنه عارف أن اخوه بيقول الحق علشان كده حكم بسرعه من غير ما يطلب يسمع من التانى ورغم أنه حكم صح لكن الآيه دى نزلت تقولنا أن ده غلط وفيه خوف من اتباع الهوى هنا ...
علشان كده حتى لو انتوا الاتنين قدام بعض لازم اسمع من الطرفين قبل ما اقول أى حاجه ...
هز عامر رأسه موافقا بإعجاب وهو ينظر إلى فارس الذى كان يتحدث بطلاقة شارحا الآية وسبب نزولها فقال 
أنا كلامى مش هيختلف فى حاجه يا دكتور فارس هو نفس الكلام .. مراته سلفت مراتى واتفقت معاها على زيادة 500 جنيه بس مراتى خبت عليا موضوع الزيادة دى ومكنتش اعرفها ولما كنت قاعد مع الحج عبد الله وبحكيله قالى أن ده عندكو اسمه ربا يعنى انا مجبتش حاجه من عندى وده كده فى ظلم كبير لينا لاننا معناش المبلغ ده دلوقتى المكنه باظت ومستفدناش منها بحاجه
مال ابو يحيى مستندا بيده على مكتب فارس وهو يقول 
طب أنا ذنبى ايه العقد شريعة المتعاقدين ومراتك وافقت من الاول
ابتلع فارس ريقة وهو يشعر أنه يقف بقرب فوهة بركان تكاد أن ټنفجر فى وجهه فى أى وقت ولكن الحق احق أن يتبع ..سلم أمره لله ونظر إلى عامر الذى كان ينتظر كلمة حق ..شعر بسخونه تسرى فى جسده فهو يعلم ماذا سيفعل به أبو يحيى إذا ما نصر عليه غريمه .. لكن هل يقول كلمة تقرب بينه وبين حبيبته وزوجته وتبعده عن الجنة وتلقى به فى الچحيم وبحسبة بسيطة حسم فارس أمره ونظر إلى عيونهم المتعلقة به وأخذ نفسا عميقا وقال 
عم عامر على حق ده عندنا اسمه ربا
فعلا
ارتسمت ابتسامة رضا على وجه عامر بينما حدق مينا فى فارس بدهشة واڼفجر بركان ابو يحيى فى وجهه كما توقع تماما وقال صائحا 
أنت
 

تم نسخ الرابط