رواية لدعاء عبد الرحمن
المحتويات
حرام اللى بيحصل ده
لحقت به والدته وأخذته وهبطت به للأسفل وهى تقول
تعالى يابنى استنى لما النفوس تصفى وبعدين نتكلم معاه تعالى احكيلى ايه اللى حصل
أما فى غرفة مهرة فقلد كانت تبكى وتشهق وهى تضع يدها على فمها حتى لا تصدر صوتا يستفزه من جديد وهو واقف امامها مصدرا لأوامره وهو يقول
مفيش خروج ولا دخول ولا جامعه ولا غيره خلاص وتليفونك هيفضل معايا .. وهجيب مراتى التانيه تقعد معاكى هنا وتحرسك ..
وجائت مسرعة إليه ...
بات فارس ليلته وقد جفاه النوم وذاق السهاد مستلقيا على فراشة ينظر للأعلى يتأمل سقف الغرفة .. غرفتها فوقه تماما لا يفصلهما عن بعضهما البعض سوى سقف الغرفة فقط ظل مصوب نظراته إليه تكاد أن تخترقه لتراها وترى حالها الآن وتعود إليه تخبره عنها ..
يود أن يمد يدها لينتشلها مما هى فيه يود أن يأخذها
بين ذراعيه ويحتضنها بقوة ليشعرها بالامان ..
أنا هنا يا حبيبتى ..لا تجزعى . لا تخافى ..لا تفزعى .. لاتحزنى .. اطمئنى واسكنى صدرى كما سكنتى قلبى دائما ...
وفى الصباح أخبرته والدته أن زوجة أبيها جائت لتسكن معهم فى نفس الشقة استشاط ڠضبا وهو لا يعرف ماذا يفعل لا يريد أن يتدخل بشكل أكثر قوة حتى لا تفسد العلاقات بين العائلتين اكثر من هذا وكان مضطرا للحاق بعمرو فى النيابه ليتعرف على نتيجة تقرير هيئة الاثار ..
يقول مفتش الآثار الخبير بأن القطعة الأثرية التى عرضت عليه قطعة حقيقية غير مزيفة ..
شكك فارس فى نتيجة الفحص وطالب بفحصها مرة أخرى عن طريق لجنة أخرى ..
تم الاستجابة لطلبه وأعيدت لعرضها على لجنة أخرى .. تقدم عمرو تجاه فارس وهو يقول بقلق
تنهد فارس وقد ظهرت علامات الاستياء على وجهه وهو يقول
زى ما قلتلك بالظبط هنسبقهم بخطوه المره دى
نظر له عمرو متعجبا وقال
مالك يا فارس فى حاجه مضايقاك
أومأ فارس برأسه وهو يشعر أنه يحمل هما تنوء منه الجبال وقص على عمرو ما حدث بالأمس مع والد مهرة ..
ما كاد ينتهى من حديثة حتى وجد والدته تتصل به بإلحاح أجابها على الفور فقالت بإضطراب
أغمض فارس عينيه وقال بحزن
طيب يا ماما اقفلى دلوقتى معلش وهبقى أكلمك تانى
نظر إليه عمرو وهو يقول في اضطراب
حصل ايه
خالطت ابتسامة متهكمة حزينة شفتيه وهو يقول
حمايا شكله كان بيتلكك علشان يطلقها مني راح يدور على محامى يرفع قضية الطلاق
متخافش مش انت واثق أنها عايزاك
أطلت نظرات القلق والحزن من عينيه وهو يقول
انا خاېف عليها اوى يا عمرو لوحدها فى وسط كل ده
ذهب فارس بصحبة عمرو كما اتفقا مسبقا لهيئة الآثار ليحاول فارس استباق نادر بخطوة كما كان يخطط من قبل ..
صافحه فارس وهو يعرفه بنفسه ويقدم الكارت الشخصى الخاص به مبتسما ...
نظر مفتش الآثار إلى الكارت ثم إلى فارس متفحصا له وهو يضيق عينيه ثم قال متسائلا
هو مش حضرتك كنت بتشتغل فى مكتب الدكتور حمدى مهران
انتبهت حواس فارس وهو يومىء ببطء قائلا
ايوا هو حضرتك تعرفنى قبل كده
ابتسم الرجل ويهز رأسه قائلا
سبحان الله الدنيا صغيرة أوى .. هو حضرتك مش فاكرنى ولا ايه يا استاذ فارس
تأمله فارس قليلا محاولا تذكره ثم قال
الحقيقة هو شكل حضرتك مش غريب عليا بس مش فاكر بصراحه
استند الرجل إلى مكتبه وشبك اصابع كفيه فى بعضهما وقال بتاثر
مش فاكر الراجل اللى مراته رفعت عليه قضية طلاق وعلشان مكنش عاوز يديها حقوقها جالكوا المكتب بتاعكوا وكان عاوز يتهمها فى شرفها ظلم ويفترى عليها وأنت قعدت تنصحه وتقوله حتى لو هانت عليك مراتك ازاى عيالك يهونوا عليك تلطخ سمعتهم بالشكل ده وميقدروش يرفعوا راسهم قدام الناس بعد كده وفضلت تذكره بالله لحد ما قام مشى من قدامك وهو بيقول أنا مش عارف هو ده مكتب محاماه ولا جامع ..
انتبه فارس متذكرا وهو ينظر غلى الرجل وقد عرفه وقال بدهشة
مش معقول
أومأ الرجل براسه وهو يقول
شفت بقى الدنيا صغيرة ازاى
أطرق فارس مفكرا وقد شعر برفض طلبه قبل أن يطلبه وحاول أن يبحث عن مخرج آخر
متابعة القراءة