وتين الجزء الثاني
ورده و ماما فهيمة لوحدهم .
ابتسم له الحاج محمد بفخر هاتفا
نظرتي فيك انك راجل عمرها ما خيبت.. روح يا ابني وخلي بالك من حماتك عشان أعصابها تعبانه .
هم زياد للوقوف واستقام ليغادر .. ليمسكه يونس من زراعه هاتفا
استنى يا أخينا رايح فين .. هتسبنى معاهم وتمشى .. مش رجوله دى يا متر .. راشق معاك فى المشوار ده ..
أبتسم يونس وهو ينقل عيونه بينهم.. ليغمض عين ويفتح الاخرى.. لتستكتين نظراته ويدعى البرأه قائلا
يعني عشان هو راجل ربنا مدييه شوية طول وانا قصير يعني .. تستقلوا بيا..
لتتعالى قهقهاته ويهتف بمرح مردفا
انا كمان عاوز أروح مع ماما ابرار وماما كريمه والبنات اوصلهم .
اقترب منه راكان يضيق ما بين حاجبيه ويزم شفتيه ليكسر على عينيه بنظره ماكره هاتفا
ان كان على الرجاله فكلنا رجاله ..
وان كان على الطول فمحدش اطول من اخويا..
وحمل اخاه يونس على كتفه وهو ينظر إلي الجميع ويقهقه قائلا
مين هنا اطول من يونس الشاذلي
بلا فخر حبيب قلب اخوك انت..
الطول هيبه .. وانت أهلها..
ليكمل بداعبه ساخره
بس متتلككش وتجيبها فى زياد..
ضحك الجميع على داعبة يونس .. وفهمهم لمقصده .. ولكن رسموا البلاهه حتى تحين اللحظه المناسبه..
بينما السعاده تعتلى ملامحهم من صدق مشاعر راكان ومساندته لاخيه..
ليهتف جلال بصدق ردا على كلام راكان
محدش يستجرا يكون اطول منه عشان انت سند اخوك .. ديما كتف بكتف ..
انفرجت اساريره و دعا احمد في سره ان يحفظ الله له اولاده من الشړ والحسد والعين والمجهول .
انزل راكان يونس وهو يضحك ليطلب الإذن من جده.. ليسمح له بالذهاب معهم .. ليهز جده راسه بالموافقه ..
ليحول نظره لهذا المراهق الكبير ويغمز له هاتفا
يلا بسرعه عشان متتأخرش عليهم ..
ليدنو منه هامسا
وعد الجمايل يا اخويا ..
هرول يونس للخارج يشاور لهم بسعاده .. فهو حصل على مبتغاه ..
وترك زياد يقلب كفيه على تهوره .. فهو منذ قليل كان ممسك به كالطفل الصغير
جلس راكان يسترد انفاسه بعد موجه من الضحك انتابته على حال اخيه وهو ينظر إلي والده احمد الشاذلي قائلا
كده الكلام كبير يا معالي المستشار...
ضحك احمد قائلا
الكلام مش كبير وبس...
ده بقي الكلام عندك انت اتصرف يا كبير ...
ابتسم له راكان بمحبه قائلا
سيبها على الله يا معالي المستشار وكله هيبقي تمام .
ابتسم جلال وهو يرتكز بمرفقيه على زراع الكرسى ويضع اصبعيه السبابه والوسطى تحت ذقنه .. يمعن النظر إلي راكان..
عندما علم أن مقصد كلام احمد أنه هو المسؤول عن اخواته الاربعه.. وان القادم تؤول مسؤليته على عاتقه.. فتلميحات يونس ومشاعره واضحه وزمام الأمر ومفاتيحها من يتحكم بها راكان..
مشاعر الابوه اجتاحته.. ليتمتم بداخله بسعاده.. يتمنى أن ينول مثل هذا القرب بين ابنه واحمد .. يفتقده بشده اخ و صديق ..
حديقة السرايا
اما في الخارج كانت الاجواء مختلفه يخيم الۏجع أرواح فارقهتا الفرحة وسكنتها الحزن والفراق .
انا جاي معاكم هروح اجيب العربيه
لحق به يونس ليهتف قائلا
وانا كمان يا ماما جاي معاكم ..
زياد هياخد ورده وطنط فهيمه وانا وحضرتك وطنط كريمه وصفاو وتين هنركب مع بعض.
هتفت كريمه
بس صبا كلمتني وقالت لي اعدي عليها عشان تيجي معانا هنعدي ناخدها في طريقنا .
ردت عليها ابرار مبتسمه قائله
بس
يعقوب بعت لي رساله وقال لي ان هو رايح عشان يجيبها ...
ردت عليها صفا قائله
فعلا هو يعقوب راح لها بس احنا هنعدي عليهم ناخدهم ... عشان مينفعش يمشوه لوحدهم عشان اهل البلد متعرفهوش .. وهنا القيل والقال كتير ..
انا هنزل وهاجي معهم وهنروح المقاپر مشي ..
ويونس ياخذكم بالعربيه ويجيبكم لينا
أرادت أن تشعل فتيل عصبيته و رفعت له حاجبها تستفذه أكثر ...
كان يستمع لها وهو يجز على اسنانه من دلالها وكلامها التي ترميه في وجهه كالقنبله التي لو اڼفجرت ستحرقها قبله...
ولاكن أراد أن يحرقها بنفس نارها خطي خطواته باتجاهها وقف عكسها واقترب من اذنها قائلا
سأجعلك تتدللي ولو طلبتي انفاس صدري لاهديتها لك...
ولكني يا فتاتي اغار عليك من الاماكن التي تشهد حسنك وتحسد جمالك...
ان اردت الدلال فما لك سوى غيري ...
لينفخ بجوار اذنيها زفير حار وكأنه يرسل لها قبله ټحرق اوصالها..
ببرأه اكمل طريقه للجراج ليأتي بالسياره .. و تركها تائهه في بحر كلامه.. وحرارة انفاسه .. بريئ كبرأة الذئب من ډم ابن يعقوب ..
تنظر باندهاش الى الجميع.. هي تعلم ان لا احدا غيرها استمع لما قاله ... ولكن انفاسه مازالت تشعر بها ټضرب عنقها بلا رحمه .. كلماته اهتزت لها اوردتها .. دفع قلبها يتلوى بين اضلعها ..
زفرت انفاسها بهدوء واستكانت فى وقفتها حتى لا تسير انتباه الواقفين.
سيارة زياد
اتي زياد بالسياره لتصعد فهيمه بجواره وورده جلست بالمقعد الخلفي ..
استندت براسها على زجاج السياره تتطلع الي الطريق بشرود...
لبرهة التقت أعينهم وكأنها تقرأ افكاره لتفصح عينه عن ما بداخله ليحدثها قائلا
ليتكي تدري اني اكره وقتي بدونك.. واني اشتاق لكي وانا معكي بكل ظروفك.. ولو تعبت لتعبك