الثاني والعشرون شظايا قلوب محترقة سيلا وليد

موقع أيام نيوز

اللهم استرنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك
يا ليل شظايا القلوب المحترقة
في صمتها أسرار روح مرهقة
حب توارى خلف ظلال الجراح
يروي الحنين بحبر دمع وألم أفراح
على جدار الذكرى نقشت أمانينا
ورسمنا العمر بيدينا وخيباتنا
تاهت بنا الطرقات في زيف الوصال
وضاع الصدق في موجات الاحتيال
لكن الڼار وإن أحرقت الجسد
ففي رمادها وميض الأمل للأبد

يا قارئا في طيات شظايا القلوب
ستجد أن الحب لا يخشى الذنوب
فاجمع شظايا القلب من رماده
وامض إلى حياة تشرق من سواده!
توقف إلياس وهو يستمع إلى حديث 
شريف يردد بينه وبين نفسه
ممكن يكون جمال اخيه لقد حفر الحزن ثقوبا داخل قلبه مما شعر برجفة تعتري جسده وهو يتحرك متجها إلى المكان الذي أخبره به ذاك الضابط..مر الوقت سريعا إلى أن دلف إلى تلك العيادة نظر إلى اللافتة التي تعلق على باب الشقةكريم عادل الأسواني 
دلف للداخل إلى أن وصل لتلك الفتاة التي تجلس تدون بعض الأسماء..
حضرتك كشف ولا استشارة..تساءلت بها..ارتفعت دقاته پعنف حتى شعر بجفاف حلقه ورغم بروده وشخصيته القوية إلا أن داخله اهتز وطالعها بعيون شاردة وكأن لسانه ربط ولم يعد للحروف مخرج لحظات وهي تحادثه
ياأستاذ بسأل حضرتك كشف ولا استشارة..ابتلع غصته وأردف بهمس خاڤت 
الدكتور موجود ولا لسة ماوصلش..
نظرت لساعة يدها وردت 
على وصول..طيب أنا عايز أقابله ضروري مش عايز كشف. 
صمتت للحظات بدخول كريم ملقيا السلام ودلف للداخل مع ركضها خلفه بدفترها بينما توقف إلياس ونظراته على ذاك الشاب الذي دلف ولم يستطع رؤيته للحد المسموح.
خرجت تشير إليه 
اتفضل الدكتور منتظر حضرتك بس بسرعة حضرتك شايف العيادة مليانة
أومأ لها وأردف يشكرها
شكرا..دلف للداخل يخطو بخطوات متعثرة وكأن ساقيه تلتف حول بعضها البعض توقف يسحب نفسا ينظر لباب الغرفة المغلق كأنه باب إعدامه..دلف بعدما طرق الباب وسمح إليه للدخول.
كان ينظر بجهازه بينما نظرات إلياس ترسمه رفع رأسه ينظر له
اتفضل الممرضة قالت لي إنك عايزني خطا إلى جلوسه توقف أمامه وعينيه تحاصر جلوسه مما جعل كريم يهز رأسه 
سامعك..انحنى يتعمق بالنظر لعينيه ثم قال بنبرة هادئة
إلياس السيوفي 
ضيق كريم عينيه متسائلا
مش فاهم حضرتك..اعتدل إلياس يجذب المقعد وجلس بمقابلته بعدما تسلل الشك بداخله
مش إنت بدور على إلياس السيوفي ومدام فريدة أنا جيت لحد عندك اسأل وأنا أجاوبك بدل ماتلف وتدور..
ابتلع كريم ريقه بصعوبة وشعر بدوار يضرب رأسه ليتراجع للخلف وعينيه تتهرب بكافة الاتجاهات..
كان يتابع تعابير وجهه صمت ممېت بالغرفة ولم يشعر بتعرق كريم من وجوده بذلك المأزق لا يعلم بماذا سيجيبه حمحم متجها إليه بنظراته وارتبك بحديثه ليردف بتقطع 
مش فاهم حضرتك.. 
أخرج إلياس سيجارته حينما تأكد أنه ليس أخاه وبدأ يخرج دخانه بهدوء وعينيه الباردة تخترق جلوسه دقيقة اثنتان وهو ينظر بصمت ممېت إليه حتى فقد كريم اتزانه ليهتف قائلا
مش أنا اللي سألت أه الضابط صديق ليا وفهمته الموضوع يخصني بس مش أنا.
ضيق إلياس عينيه منتظرا باقي حديثه ليتوقف كريم متجها إلى المقعد الذي يقابله واستطرد
صديق مقرب ليا بيدور على مدام فريدة مش عليك أبدا بس دي أسرار مقدرش أقولها لك بس لو حضرتك مصر ممكن أقولك عنوانه لكن سامحني لازم أستأذنه..
مط شفتيه ينقر على المكتب ولاحت على وجهه ابتسامة ساخرة حتى هربت الدموية من وجه كريم ليحمحم
ليه بتحسسني إنك مش مصدقني.. 
استدار إليه بنظره واقترب بجسده
مطلوب مني أصدقك في إيه وإنت بتدور ورايا وورا أمي لا وجاي بكل بجاحة وتقولي أستأذن منه دا إيه الهزار دا هو أنا جاي بطلب إيده منك..
ضړب على سطح المكتب وهب من مكانه وانحنى بجسده يمسكه من تلابيبه 
أنتوا تبع مين وعايزين مننا إيه.. 
ابتلع ريقه يهز رأسه محاولا الحديث إلا أن إلياس لم يعطه فرصة للحديث ليدفعه بقوة حتى هوى على المقعد ودار حول المقعد هادرا بحدة
اتصل بيه حالا لازم أعرف أنتوا مين.. 
آسف مش هتصل..لم يكمل كلمته حتى قبض على عنقه يهمس بهسيس مرعب 
أنا مش بهزر وربي أدفنك هنا دي أمي اللي بتنخوروا وراها عارف يعني إيه أمي يعني أولع فيك وفي الفاشل المتخبي وراك هتتصل بيه ولا أموتك..
اغروقت عينيه بالدموع من اختناقه مع ارتفاع رنين هاتفه الذي التقطه إلياس ثم تركه ونظر إلى الهاتف.. 
كريم أنا مسافر مع راحيل مش هوصيك على إيمان ومعاذ بس من بعيد ياعريس إياك تقرب من البنت في غيابي خليك راجل يالا زي مااتعودت عليك..أنا في المطار وآسف معرفتش أعدي عليك معرفتش أسيب رحيل لوحدها..
كريم سامعني..نظر إليه ليجيبه..
حمحم كريم وهو يجيبه 
سامعك يايزن بعدين نتكلم علشان عندي حالة كشف دلوقتي.. 
ماشي يادوك على العموم أنا مفهم إيمان بس برضو مش ضامن ظروفي وعلى فكرة عايز أشكرك ياكوكو قابلت مدام فريدة الصبح شكرا شكرا على كل حاجة.
أغلق إلياس الهاتف وألقاه على المكتب يدور بالغرفة بعدما علم بهوية المتحدث ثم استدار إلى الباب توقف مستديرا إليه 
يزن السوهاجي مش كدا.. 
أومأ له مبتعدا عنه بنظراته تحرك مغادرا المكان يقطع الأرض بخطاويه يهمس لنفسه
ياترى مخبية عليا إيه يامدام فريدة وإيه علاقة يزن السوهاجي بيكي.. 
آه يا دماغك ياإلياس دماغك هتفرقع..
ظل يجوب الشوارع دون هدى حتى وصل إلى منزله الذي تقطن به ميرال ترجل من السيارة ودلف للداخل يشعر وكأنه يحمل فوق أكتافه ثقل الجبال قابلته الخادمة 
_أهلا بحضرتك ياباشا دلف لداخل غرفة مكتبه ثم اتجه إلى الأريكة ونزع سترته وهوى بجسده عليها بعدما أغلق هاتفه لايريد شيئا سوى الاختلاء بنفسه فقط..
بالأعلى أنهت استحمامها وخرجت تجلس أمام المرآة تجفف خصلاتها استمعت إلى رنين هاتفها فالتقطته تنظر للرقم الغير مدون فتحت الخط وانتظرت الحديث 
مروة حبيبتي عاملة إيه حبيبة ماما..
إنت عايزة إيه..أنا مش بنتك ولاعمري هكون بنتك ابعدي عني إنت والراجل المچرم.. 
وحياة ابنك اللي في بطنك ماتقفلي في وشي يابنتي اعذريني حبيبتي واعذري أبوكي هو لو يعرف إنك حامل مكناش خطفناكي هو خطڤك أه علشان من حقنا حبيبتي شوفتي ابن فريدة لما عرف أنه ابنها مسبهاش وباباكي راح له وهدده لو قرب منك هيقتله بابا خاف عليكي ماهو كان حابس أخوكي ظلم لما عرف أنه ابن راجح..
فضل يعذب فيه لحد مامات خايفةعليكي ياحبيبتي وخصوصا لما باباكي كلمه وقاله عايز بنتي أشبع منها رفض مكنش قدامه غير أنه يهدده بالطلاق..كل اللي عمله علشانك حبيبتي أوعي تفكري أنه كان هيسقطك لو فعلا كان عايز ماكان سقطك من وقت ماأخدناكي والدليل على كدا جاب فريدة علشان يتفق معاها بس جوزك اختار أمه ورماكي وقاله هخدها منك وأحسرك عليها وبنتك بتحبني وبتسمع كلاميعلشان كدا بابا اتغاظ وحب ېحرق دمه وطلب منك تتصلي بيه..
_خلصتي كلامك يارانيا هانم انسيني وكأني مش موجودة قالتها وأغلقت الهاتف تلقيه پعنف على التخت ارتفعت دقاتها لتشعر بقلبها المتوجع فرت دمعة من عينيها التفتت تنظر في المرآة لنفسها وتزاحمت دموعها تنساب بقوة على مامرت به وبدأت تحدث نفسها هل هي تشبه رانيا أم تشبه والدها مررت أناملها على وجهها تهز رأسها تنفي ذلك الشعور الذي سيطر عليها لتشعر بوخز حاد يفتك بصدرها تتذكر ذلك اليوم..
فلاش باك
دلف راجح إلى غرفتها بعد علمه بحصول إلياس على فريدة دنا منها
وعينيه
تم نسخ الرابط