الدهاشنة لأية محمد
المحتويات
وكأن أحداهما ېمزق أحشائها فيزيد من الضغط على جرحها الغائر فكانت بعزلة عن فرحة الجميع بأول حفيد ينير عائلة فهد الدهشان باتت الغرفة خالية بها بعد عودتها فانشغلت الفتيات باعداد الطعام للعمال ووالدتها بتجهيز طعام خاص بها وبرضيعها الصغير أغلقت عينيها مجددا پألم يهاجم رأسها بعد أن ضربه صداع عاصف غير محتمل فذاك من البوادر المطروحة بعد الجراحة القيصرية فتطلعت للكومود المجاور لها ثم حاولت جذب المسكن
الذي أحضره يحيى منذ قليل فعبثت بمحتويات الكيس الصغير وهي تحاول إيجاده فوجدته مرفوع تجاهها فتطلعت لمن يحمله وهي تردد ببسمة يحفها التعب
_يحيى!
أسندها إليه ثم جذب كوب المياه ليضع أحد الحبوب على لسانها ثم عاونها على إرتشاف بعض قطرات المياه وعاد ليضع الوسادة خلفها جيدا ليسألها بحب
_كده أحسن
_والأحسن هو وجودك جنبي.
احتضن بيديه الخشنة جانب وجهها الأيسر وهو يسألها بعتاب
_وأنا أمته اتخليت عنك
واستكمل بنظرات عاشقة لأدق تفاصيلها
_حتى لو سبق وعملتها مرة فقلبي كان معاك برضه ومتخلاش للحظة عنك..
_بأحبك..
انحنى بوجهه ليتأمل الطرقة المتصلة بباب الغرفة وحينما وجد الطريق آمن طبع قبلة عميقة على جبينها وهو يهمس لها بصوته الرخيم
_قومي أنتي بس بسرعة وأنا هوصفلك بنفسي أنا بأحبك أد أيه
ضحكت بصوت مسموع فأنتباها ۏجعا شديد ففزع الأخير وهو يحاول استنتاج ما يحدث لها وخاصة حينما لکمته بصدره وهي تصرخ به پغضب
رفع أحد حاجبيه بسخط
_وبيرخي مع العياط ولا نظامه أيه
بغتاته بضړبة قوية على صدره اسټنزفت قواها هي فصړخت مجددا تعالت ضحكات يحيى فأشار لها ساخرا
_أنا بقول إنك تعتكفي أنتي وايدك لحد ما چرحك يلم.
ثم انحنى تجاهها وهمس بشغف احتل كيانه
ابتسمت خجلا ثم قالت كمحاولة منها للتهرب من حديثه المشاكس
_هو فين تيم من ساعة ما رجعنا وأنا ما شوفتوش!
ضيق عينيه بضيق مصطنع
_هنبتديها من دلوقتي ولا أيه ده رابع مرة تسأليني على البيه يا هانم!
واسترسل بمرح
_هتلاقيه صايع هنا ولا هنا ما أنتي عارفة ابنك مش راكز كده..
_أطلع بره يا يحيى.
رفع يديه باستسلام
_خلاص خلاص طالع.
وتركها وغادر على الفور حتى يتفادى ڠضبها الصريح..
وصل آسر وآيان لسرايا فهد الدهشان فأتجه كلا منهما للبناء ليجدوا العمل يقام على قدم وساق حتى أن سليم وعمر كانوا يشرفون على العمال بأنفسهم مما زاد من دهشة آسر الذي تساءل باستغراب
_أمال فين بدر والشباب
أجابه آيان بحيرة
_يمكن بيشتروا حاجة وراجعين..
وضع آسر الكرتون الصغير الممتلأ بالعصائر الطازجة أرضا وأشار له بغموض
_أنا عارف هما فين تعالى ورايا..
لحق به آيان للداخل فوجده يدلف لأحد غرف المندارة فتفاجئ بالشباب بأكملهم يلتفون حول مولود صغير وعلى ما بدى له بأنه ابن يحيى انطلق صوت آسر كالشرار الذي مزق بقاع سعادة كلا منهم
_ما شاء الله على رجالة العيلة سايبن العمال بيشتغلوا بره وقاعدين بالبيبي جوه!
انتصبوا بوقفتهم حتى بدر نهض حاملا الصغير بين يديه فقال بتوتر
_أحنا بس بنعرفه علينا مش كده ولا أيه يا عبد الرحمن..
بتلعثم قال
_آآه.. يعني ميصحش الواد يبقى عنده أربع أعمام وميعرفش عنهم حاجة..
أضاف أحمد پخوف من نظرات آسر الحادة
_يعني نسيب يحيى في يوم مهم زي ده يصح يعني
أتاه ردا ساخرا ممن يدنو ليصبح قريبا منه
_لا صاحب واجب طول عمرك..
منحه أحمد نظرة متعصبة ثم جذب الصغير من يد بدر ليضعه بين يديه قائلا
_طب خد ابنك مش عايزين منك حاجة.
حمل يحيى منه الصغير ثم قال بشراسة
_أنت بتحدف كيس جوافه ما براحة يا عم أنت.
صاح آيان بملل
_يا شباب الناس محتاجنا بره هنسيب الشغل ونقف نتخانق على عم تيم القمور ده..
استدار آسر برأسه للخلف ليقذفه بنظرة غاضبة فردد بصوت منخفض
_ما أنا ھموت وأشيله أنا كمان والله.. رفع آسر صوته بصرامة مخيفة
_كل واحد يروح يكمل اللي بيعمله وبطلوا شغل العيال ده.
هبط عبد الرحمن أولا ثم لحقه بدر واتبعه أحمد فحمل يحيى الصغير ثم كاد بالخروج من الغرفة ليصعد به للاعلى فاوقفه آسر حينما تنحنح وهو يتصنع الجدية
_سيب الواد ده هنا وروح أنت معاهم..
كبت ضحكاته بصعوبة ثم وضعه بين يديه
_لا خد راحتك يا كبير..
وتركه يحيى وهبط للأسفل فحمله آسر ثم جلس على الأريكة القريبة منه يتطلع له باهتمام فأمسك بيديه التي بدت صغيرة للغاية مقارنة بيديه تابعه آيان ببسمة صغيرة ثم قال بمشاكسة
_اللي يشوفك دلوقتي ميشوفكش من شوية وأنت هايج في الشباب.
أجابه وعينيه متعلقة بالصغير
_تعالى شوف الجمال ده.. عايزين نجبله بنتين ونسيبه يختار براحته.
راقب آيان الطريق بالخارج قبل أن يسرع بالجلوس لجواره فحمل عنه الصغير وطبع قبلة على جبينه ثم قال بخبث
_فكك من حوار البنتين دول المفروض بعد اللي حصلك وحصلي نتعلم أن مستحيل تختار لابنك او لبنتك عريس على مزاجك هما اللي بيختاروا ولا أيه..
ضحك بصوته الرجولي الجذاب ثم قال بمزح
_خلاص ننقيله عروستين احتياطي.
تعالت الضحكات فيما بينهما حتى قاطعهما صوت صارم أتى ليعيد ما حدث بالغرفة منذ قليل
_صحيح اللي سمعته ده يا آسر.
استقام بوقفته ثم أعطى الصغير لآيان الذي حمله عنه وهو يجيب من يقف أمامه باحترام
_الموضوع بسيط يا بابا.. وخلاص اتحل.
تلألأ الشړ بعينيه فانقبضت عاصفة هائجة تتبعت لتلاحق نبرته المتعصبة
_بسيط
كيف! اللي عمل اكده كان قاصد يتخلص منك أنت وآيان وأكيد أنت عارفه زين بس ورحمة
أبوي حسابه عندي عسير عشان يكون عبرة لغيره ولأي حد يفكر يمس عيلتي.
وطرق فهد بعصاه أرضا پغضب
_هاشم مش هيهداله بال الا لما أكسرله جناحه..
اقترب منه آيان ثم قال بثبات
_وأنا كسرتهوله ومفتكرش هيطلعله جناح تاني بعد اللي عملناه فيه أنا وآسر ولا أيه..
صاحب الشړ ابتسامة خبيثة زرعت على وجهه فقص على مسمع أبيه ما فعله آيان به.. فما أن انتهى حتى اتجهت نظرات فهد تجاه آيان فربت على كتفيه بفخر
_بكيفك أو ڠصب عنيك
بقيت واحد مننا.
رد عليه بحب وعاطفة حملت من هذا المكان الذي شعر بانتمائه إليه
_ده اللي كنت بتمناه من لحظة دخولي هنا يا كبيرنا.
منحه نظرة اندث بها الحنان الذي اتبع نبرته
_قولتهالك سابق وهرجع أقولهالك أنت اهنه وسط أهلك وناسك يا ولدي.
ثم أشار لهما قائلا
_ورانا شغل كتير هملوا الصغير وحصلوني.
قبل آسر الصغير ثم قال وهو يتجه للخروج خلف والده
_سمعت اللي قاله طلع الولد وحصلنا..
ذهل من تصرفه الغير مبرر فصاح بدهشة
_اطلعه فين خد هنا متهزرش...
وحينما لم يستمع لرده خرج للردهة وهو يناديه بغيظ
_آسر..
زفر بضيق شديد فكان يشعر بالحرج للصعود للطابق العلوي الخاص بالنساء وبالرغم من ذلك كان يشعر بالسعادة لثقة آسر الكبيرة به لأنه يعلم كونه حازما لا يسمح لأي شخصا بالتعدي على حرمته وبسماحه له بالصعود قد حصل على مكانة عظيمة بداخله لذا حمل آيان الصغير ثم صعد الدرج الجانبي فوضع عينيه أرضا حتى لا ټجرح خصوصياتهم فانتبهت رواية إليه فكانت الفتيات بأكملهن تتجمعان بغرفة ماسة رفعت رواية صوتها وهي تناديه من داخل الغرفة التي تقطن بها ماسةو تكشف الدرج بشكل كبير
_تعالى يا آيان..
اتبع الصوت حتى ولج للغرفة فقال ومازالت عينيه أرضا
_الكل خلع وسبوه فقولت أطلعهولكم.
ضحكت الفتيات فميزت آذنيه ضحكاتها فرفع عينيه تجاه الأريكة المقابلة إليه فوجدها تراقبه بعشق انتبه آيان لرواية فوجدها تحمل الصغير منه وتخبره
_طب ادخل يا حبيبي واقف بره ليه كده..
_معلشي لازم أنزل عشان في حاجات كتيرة هنجبها من برة للعمال.
هزت رأسها بتفهم ثم قالت
_ربنا يعينكم يا رب.
منحها ابتسامة هادئة ثم غادر وقلبه يتعلق بمن تتابعه بعينيها بنظرات تسللت لتشعل حبه الدافين فهبط الدرج وهو يردد بابتسامة حالمة
_مدة الاختبار انتهت ودلوقتي مبقاش في اللي يفرقنا تاني يا روجينا..
غلب الليل الضياء وساد ليبتلع نوره ومازال الجميع يتعاون بالعمل الشاق في محاولات عسيرة للانتهاء من السرايا وما أن غادر العمال حتى توجه الشباب لغرفتهما المؤقتة بالأسفل فطرح أحمد بمساعدة عبد الرحمن غطاء سميك احتل أرضية الغرفة بأكملها ثم وضعوا عدد من الوسادات ليصنعوا فراش مريح فالقى أحمد بجسده المتعب عليه ولجواره تمدد يحيى وهو يردد بارهاق
_حرام اللي حصل فيا النهاردة ده المفروض تقدروا إني لسه أب جديد ومحتاج أخد كام ساعة راحة كده مع مراتي وابني..مش الصبح أكون معاها بالمستشفى وبالليل بشيل رمل وطوب بالذمة ده كلام!
تمدد بدر جواره بتعب شديد ثم قال ساخرا
_يا عم اتلهي بلا أب بلا نيلة ما أنا قدامك أهو عريس جديد وبعيش العزوبية من أول وجديد..
جلس آسر على المقعد المقابل لهم ثم خلع حذائه بصمت مخيف فخلع آيان جاكيته الاسود ثم وضعه على المقعد المجاور له ولحق بالشباب على الفراش ثم قال بمكر
_أنت مش لوحدك يا بدر كلنا في الهوا سوا..
ثم غمز بخبث وهو يسترسل
_مش كده ولا أيه يا آسر..
فهم الشباب ما يقصد آيان بالقاه فاتجهت النظرات تجاه آسر الذي ردد بسخرية
_فكك مني عشان مزعلكش وأنت مجرب زعلي قبل كده ولا أيه
دفع أحمد يحيى وبدر حتى استلقى هو جوار آيان فهمس له بصوت ظنه غير مسموع
_كبيرنا المستقبلي بيشد علينا بالنهار وهو بينحرف عادي وبيعرف يصرف نفسه..
رد عليه آيان باستهزاء
_يعني هو ينحرف براحته وإحنا ڼموت بادبنا ولا أيه !
أبدل آسر ملابسه ثم ترنح جوارهما وهو يشير بتحذير
_هترجع مكانك يا أحمد ولا تنام برة في حضڼ همام ومهجة النهاردة
ابتلع ريقه بتوتر
_مين المچنون اللي يقرب للخيل الأهبل ده لا هرجع مكاني وباحترام..
وبالفعل عاد لمحله قبل أن ينال هذا العقاپ الحازم بصحبة الخيل المتمرد تحرر صوت آيان الناعس حينما قال
_أحمد اقفل النور..
أجابه الاخير بنوم
_قوم أنت أنا مش قادر اتحرك..
وهز أحمد من يغفل جواره قائلا
_قوم أنت يا بدر اقفله.
رد عليه بتعصب
قال ساخرا
_تبقى دعوة جماعية انه يقطع عمومي..
وغفل بنومه الذي بدى مزعجا حينما صاح آسر پغضب
_قوم يا زفت اقفل النور مش عارف أنام..
زفر بغيظ وهو يلقي بالغطاء عنه
_هو يوم مش فايت أنا عارف..
وأغلقه أحمد ثم عاد ليستلقي محله من جديد فداثرهما نوما ثقيل بعد يوما شاق للغاية ولكن لم يدم طويل حينما بات ذاك الصوت المسموع مزعجا وما جعل الأمر ملموسا حينما ضربهم الثليج فنخر
عظامهم فجعل الاستيقاظ مصير مؤلم لهم فأسرع أحمد الى مفتاح الضوء وهو يردد بانزعاج
_احنا فينا من كده أيه صوت الشخير ده!!!
تفحصوا الغطاء فوجدوه مسحوبا بأكمله من عليهما فاتجهت النظرات الحائرة تجاه الصوت المزعج فوجدوا عبد الرحمن يحتضن الغطاء الكبير وصوته يغدو ليصبح أعلى من زي قبل كز بدر على أسنانه وهو يردد بغيظ
_وأنا أقول
متابعة القراءة