الدهاشنة لأية محمد

موقع أيام نيوز


لها على الفور ثم هبط ليسرع بفتح بابها فحاولت الهبوط ولكنها كادت بالتعثر فساندها أحمد وعاونها على الجلوس بالاستراحة القريبة من السيارة وجلس جوارها ثم سألها باهتمام 
_انتي كويسة 
مالت برأسها على حافة الأريكة الخشبية وهي تشير له بالنفي فعاد ليتساءل مجددا 
_فين ادويتك 
رددت بصوت يكاد يكون مسموع 

_بالعربية. 
تركها أحمد وأسرع للسيارة ففتح الباب الخلفي ليبحث بحقيبة يدها فوجدها بكيس صغير حمله وأعاد غلق الحقيبة ثم عاد إليها ففتح محتوياته ووضعه بيدها ثم قدم له زجاجة مياة تناولت روجينا الدواء ثم مالت برأسها مجددا فجلس جوارها يترقب ما سيحدث انهمرت دمعاتها لتصاحب نبرتها المذبذبة 
_مش هقدر يا أحمد هيكشفوني. 
رق لحالتها فكانت تبعد كل البعد عن تلك الفتاة العنيدة صعبة المنال من يرأها مجرد فتاة منكسرة هزمها قدرها ليجردها من كل طاقة قوة امتلكتها يوما فرفع يديه ليربت على يدها الممدودة ليخبرها بهدوء صوته العذب 
_متخافيش حتى لو ده حصل فأنا اللي هتحمل المسؤولية مش عايزك تفكري في حاجة عشان متوتريش. 
خذلتها تلك الدمعة البائسة فقالت بخذلان 
_أنا مش عارفة أقولك أيه يا أحمد بجد اللي أنا عملته معاك صعب أي حد يتقبله. 
لم يرغب في سماع المزيد أو بالمعنى الصريح يرفض تذكر الأمر فالحړب الذي سيخوضها كل مرة يستعيد بها تنشيط ذكرياته تدمره نفسيا لذا نهض من جوارها وهو يشير بيديه على السوبر ماركت القريب منهما 
_هجيب عصير وهرجع. 
أومأت برأسها بهدوء فتركها واتجه ليشتري بعض الأغراض أما هي فتحكمت بدوارها العڼيف حينما أغلقت عينيها لفترة مطولة علها تستطيع محاربة اعيائها الشديد. 
أصابعه تضغط بقوة على شاشة الهاتف وهو يرأها مغلقة العينين مازالت مكالمة الفيديو مستمرة بينه وبين أحد رجاله المسؤولين عن مراقبتها تمنى لو كانت قريبة منه فيتمكن من صفعها لقربها من أحمد بالرغم من تحذيراته لها سابقا ألقى أيان هاتفه أرضا وهو يصيح بانفعال 
_ماشي يا روجينا هانت وهتشوفي عواقب اللي بتعمليه ده. 
ثم نهض عن مقعده وبسمة خبيثة تزور وجهه ذو المعالم المبهمة 
_مش أنتي وبس أنتي وكل عيلتك وأولهم أبوكي... خلاص يا فهد وقت الحساب مبقاش بعيد! 
بمنزل الكبير.. 
ازدحم المطبخ بالنساء والأقارب ليتعاونا على طهي عدة أصنف من الطعام الفاخر احتفالا بابنة كبيرهم حتى رواية فقد حرصت أن تعد كل شيئا بيدها وعاونتها تسنيم ونادين وباقي الفتيات وبمجرد وصول روجينا وحور شرعت تالين ورؤى بتجهيزها فلم يكن متبقي على الحفل سوى القليل شعرت روجينا في تلك اللحظة بأنها تسابق الوقت الذي ستصمد به بصحبة النساء في قاعة المنزل كانت ترى الجميع من حولها في حالة من السعادة الا هي تغمرها تعاسة لا نهاية لها لم يعنيها وجود اسرتها من حولها فأي منهما لن يستطيع تخفيف ما تشعر به في تلك اللحظة جذبتها تالين وهي تهمس لها بمكر 
_تعالي نطلع نتفرج من فوق السطوح مع البنات. 
كادت بالتعثر من خلفها من شدة ركضها فساندتها حور في محاولة لتغطية الامر لټعنف تالين بمرح 
_يا بنتي مش كده فستانها طويل وهيوقعها. 
لم ينتبه أحدا لما حدث فكانت حور تنتبه لأصغر تفاصيلها حتى لا ينكشف أمرها اتبعتهن للأعلى فوقفن جميعا جوار بعضهن البعض فاختلسن النظرات لما يحدث بالأسفل. 
جاهد لرسم ابتسامة زائفة تخفي من خلفها خيبة أماله بشريكته الذي استقر به القدر بمخضعها ولكنه كان يقنع ذاته بأنه يفعل شيئا عظيما تجاه العائلة انسجم أحمد مع الشباب على إيقاع المزمار البلدي فكان آسر يمسك بأحد ذراعيه ويديه الاخرى تلوح بعصا والده العتيقة وكأن فهد يتعمد بكل لحظة أن تعود إليها ليثبت لكبار عائلته بمن أحق بها من بعده كان يبدو وسيما للغاية حتى رقصه الهادئ سلب عقل من تراقبه من الأعلى بابتسامة رقيقة لا تعلم لما شعرت بالضيق لوقوف الفتيات من جوارها تراقبه أعينهن مثلما تراقبه هي بداخلها خلق شعور بالتملك تود أن لا يراه أحدا سواها 

من النيران تكاد تضرم ما يلامسها ومع ذلك تحرص أن لا ينطفئ شعلتها.. 
على عكس روجينا التي تراقب أحمد بحزن فيقال أن الظروف القاسېة التي تحيطك تجعلك تلمس معدن من ستجاوره ليت ما تعرضت له كان أمرا هين ربما كانت ستفق باكرا وستتمكن من منحه قلبها نعم هي الآن تعلم مغزى حديث والدها عن أحمد فهمت لما كان ينتباها الجنون حينما تطلب بالانفصال عنه ترقرقت الدموع من عينيها وهي ترى ذاتها متسخة بعدما اختارت من كسر غرورها وحطم كبرياء الأنثى العاشقة بداخلها بينما أزاح عنها هذا اللطخ من سمي رجلا بكل ما عهدته الكلمة من حروف مقدسة تمنت لو عاد بها الزمان للخلف علها ستمنحه حبا وإحتراما يستحقه منها. 
انتهت ساعات الحفل الأولى وانتقل أفراد العائلة للداخل لاقتباس لحظات خاصة تخصهما سويا بعدما رحل المدعون على
موعد لقاء الغد فجلس فهد و سليم وعمر والشباب بالأسفل يراقبن ما يحدث بسعادة فكان آسر يمسك يد روجينا ويتحرك بها وقدميه تدب الأرض على الايقاع ولجواره أحمد ويحيى حتى بدر أمسك بيد زوجته وحور ورقص بصحبتهم شقت الابتسامة الوجوه وكلا منهما يرى حصاد ما زرع الوحدة تظل صامدة أمام كل ظرف مرت به العائلة بالفرح والحزن كلا جوار الأخر أدمعت عين روجينا حينما قبل آسر جبهتها وهو يهمس لها بفرحة 
_الف مبروك يا حبيبتي ربنا يهنيك يا رب. 
تشبثت بأحضانه لدقائق مطولة وكأنها تود أن تفرغ ما يضيق به صدرها إليه ولكن ماذا ستخبره ما حدث قد وقع بالفعل اخباره الآن لا يصب بمصلحتها ولا بمصلحة أحدا أبعدها آسر عنه ثم أزاح الدمعات العالقة بأهدابها بحنان ثم قال بخشونة نبرته المتعمدة وهو يطبطب على ظهرها 
_أهو ده الهبل بقى. 
ثم أشار لها بيديه 
_يا عبيطة هو انتي هتسبينا وهتخلعي انتي هتفضلي معانا في نفس البيت يعني في وشنا لزق. 
ثم لف يديه حول رقبة أحمد الذي أسرع تجاههما بشك زرع بداخله فور رؤية الدموع تنساب من عينيها فخشى أن تفضحهما ليجد ذراع آسر الأقرب اليه 
_شوفتي بقى ميزة الجواز من العيلة! 
رسمت بسمة باهتة تخفي من خلفها ۏجعا عظيم بينما احتضن آسر أحمد قائلا بجدية 
_الف مبروك يا عريس. 
منحه ابتسامة هادئة وتحرك معه بعدما أمسك يد روجينا فجذبت تسنيم التي تقف جانبا وتصفق بيدها تشجيعا للجميع ارتبكت للغاية حينما أصبحت عالقة بينه وبينها فمد لها آسر يديه بعدما أمسكت روجينا بالأخرى قدمتها له ليجبرها على التحرك معهما فابتسمت بتسلية وهي تتبع خطاه انسجمت نظراتهما وكأن لا أحدا يشاركهم الرقص فاستغل أحمد انشغال آسر ثم أسرع بجذب روجينا حينما شعر بأنها ستسقط بين ذراعيه من فرط الدوار الذي تتعرض إليه ليسرع بها تجاه أقرب أريكة ثم جلس جوارها ليفصل بينها وبين الأرائك التي تضم أفراد العائلة ظل لجوارها لعدة دقائق حتى تغلبت عما يهاجمها فسألها بلهفة 
_لسه تعبانه 
هزت رأسها بالنفي ثم تطلعت لعينيه وهي تتعمد التعمق بنظرتها تجاهه ومن ثم قالت بامتنان 
_شكرا.. 
باتت كلمتها حائرة عن تقديم الف مبرر لشكره فما فعله لا يقدر بكلمات ستجتهد لتقديمها إليه استقام بجلسته وهو يجيبها بحرص بالا يسمعه أحدا 
_لازم نكون حذرين لحد ما على الأقل بكره يعدي فبلاش تعملي مجهود كبير خليكي قاعدة مكانك على قد ما تقدري. 
هزت رأسها وهي تتابع المنصة التي اشتعلت بالرقص الشعبي فحانت منه نظرة خائڼة تجاه حور التي تتحرك برفقة أخيها وزوجته سكن الحزن الطابق الأول من عينيه بينما خيم الخذلان والۏجع بالطوابق الأخرى فمازال يجابه ذاك القلب الذي يحتفظ بحبها الغير معترف به فكيف سيلفظه وهو لا يقوي على الاعتراف به لنفسه حتى حبا محرم وغير مقبل له بالمرة خاصة بهذا اليوم الذي يعد خطوة مسبقة لحياته التي ستجمعه بأخرى لذا سحب نظراته عنها بهدوء لن يشعر به أحدا مثلما إعتاد أن يخفي ما يدور بداخله عن الأعين.. 
لم تحظى بفرصة كهذة حتى بزفافها فمازالت ترقص بصحبته لدقائق طالت ويديه مازالت متشبثة بيدها حتى نظراته لم ترأف بها فكانت مسلطة عليها لتحاوطها من كل اتجاه وكأنه يخبرها بأنها مرغمة على عشقها له مرغمة على تقبله لجوارها وبداخلها كلا منهما يلخص عشقه للأخر بكلمات موجزة ولكن تلخيصها يشمل بالأمان الذي يتعمق بداخلها يوما تلو الأخر لا تعلم لما شعرت بتلك اللحظة بأنها قادرة على تخطي حواجز الماضي بأكمله كيف لا وهو بذاته خلصها منه وصدق ما أخبرته به بصدر رحب رجلا غيره كان ليقيم قيامتها في تلك اللحظة وربما كان سيشك بعفتها ولكنها لم تجد منه الا ما هو نبيل وجدت ما يجعلها تعشقه حتى أخر أنفاسها توقفت تسنيم عن تتبع حركاته فانعقد حاجبيه حينما وجدها توقفت ومن ثم أشارت له بأن يقترب فما بجسده تجاهها ليستمع لهمسها بوضوح
_خلينا نخرج برة شوية حاسة إني تعبت من الصوت. 
أومأ برأسه وأمسك بيدها ليحيط بها حتى لا يرطم بها

أحدا من الشباب دون قصدا منه فمنحها مساحة شكلت بجسده الذي بات حائلا بينها وبينهم حتى مرت من جوارهما ليخرج بها للخارج فقادتهما قدميهم للاسطبل تركته تسنيم واتجهت تجاه الغرفة الصغيرة التي تضم برق فاخذت تمسد بيدها على ظهره برفق فاحنى رأسه أرضا براحة لوجودها الذي بات يعتاد عليه بينما استند آسر بجسده على الباب الخشبي الذي يفصل غرفته عن الاسطبل بأكمله فرفعت رأسها تجاهه وهي تخبره بحماس 
_كبر عن أخر مرة شوفته فيها. 
منحها ابتسامة مهلكة وهو يجيبها بصوته الرخيم 
_مفيش حاجة بتفضل على حالها. 
ثم ولج
للداخل ليتجه للدرج الخشبي الموضوع جانبا فتسلقه للأعلى حملت تسنيم طرف فستانها الوردي ثم نهض لتتأمله ومن ثم تساءلت باستغراب
_انت رايح فين 
أجابها آسر وهو يلقي بثقل جسده على الفراش المصنوع من القش 
_اليوم كان طويل وحقيقي مش قادر تقدري تكملي قعدتك مع عم برق براحتك وأنا هرتاح هنا شوية. 
غلبها الفضول لرؤية ما وضعه بالأعلى فرفعت طرف فستانها ثم صعدت الدرج الخشبي وهي تحني رأسها حرصا بالا تصطدم بسقف الغرفة فما أن وصلت اليه حتى دعست بقدميها طرف فستانها فشلت حركتها وكادت بالتعثر أمسك بها آسر ليجذبها إليه فضحك وهو يخبرها بمشاكسة 
_مش أي حد يعرف يطلع هنا يا حبيبتي. 
ابتسم وهو يجيبها بمرح 
_في الحقيقة مش مكاني لوحدي ده مكان عم صالح المفضل وقت الراحة.. 
تعالت ضحكاتها فابتسم وهو يخبرها 
_مكان مش سري يعني تقدري تقولي استراحة لطيفة ليه وقت شغله في الاسطبل وانا بنوب عنه بليل. 
ابتعدت بنظراتها عنه فشملت المكان مرة أخرى بنظرة متفحصة ثم ردت عليه قائلة 
_مكان جميل. 
أومأ برأسه وهو يتأملها بنظرة خبيثة 
_فعلا. 
انتبهت لوضعها الذي طالت هي به فحاولت النهوض عنه ولكن ثقل فستانها منعها جذبها لجواره وهو يتساءل پخوف مصطنع 
_مرتاحة كده ولا أيه 
ثم أشار
 

تم نسخ الرابط