الفصل الثامن عشر شظايا قلوب محترقة
المحتويات
توحي بكم الألم الساكن بثنايا روحها مما شعر وكأن كلماتها وقودا حاړقة تلهب قلبه رغم محاولتها إخفاء حزنها
بعد فترة غطت بنوم عميق وكأنها لم تنم منذ شهور نهض بهدوء يجذب هاتفه ثم اتجه للخارج
أيوة ياعمو عامل إيه أنا وصلت الحمد لله وبعتلك الداتا يبقى احفظ كل اللي عليها..
أجابه على الجانب الآخر
مال صوتك حبيبي..أرجع خصلاته للخلف وزفرة قوية أخرجها من أعماقه الحزينة قائلا
علم ياحضرة الظابط اسمعني فيه خبر لازم تعرفه..
استمع إليه باهتمام إلى أن تحدث إسحاق
أنا استقلت من الشرطة خلاص مبقاش ينفع شغلي هناك أكيد فاهم قصدي..
لازم أطمن عليك ومش عايز دوشة ياله روح ارتاح ونتكلم بكرة سهرة سعيدة سلملي على غرام..
عند يزن
وضعت إيمان الطعام على الطاولة ثم اتجهت إلى أخيها طرقت الباب ودلفت للداخل
حبيبي العشا جاهز قوم علشان نتعشى هروح أصحي راحيل..
لسة بدري على العشا ليه بدري كدا..
استدارت قائلة
راحيل مااتغدتش معرفش أكلنا مش عاجبها ولا إيه خليت معاذ يجيب شوية فواكه من عمو غالي وشوية جبن منزوعة الدسم شكلها مابتكلش الزيوت دي..
نهض من مكانه متجها إلى حمامه
يبقى شوفيها بتحب إيه وعرفيني أجيبه لها..
دي مراتك يايزن يعني إنت أولى إنك تسألها ليه تدخلني في حواراتكم..
رمقها بنظرة ثابتة ثم التوى ثغره بابتسامة عابثة
لا والله على أساس إنك مش عارفة طبيعة جوازنا عيب يامنمن هزعل منك وأستغباكي..
نفخت بضجر واستدارت مغادرة الغرفة تهمهم بكلمات غير مفهومة خرجت متجهة إلى غرفتها التي تشاركها مع راحيل بسطت كفها لتفتحها ولكن قابلتها راحيل على باب الغرفة
أنا فعلا كنت جعانة أوي كنت هسألك طابخة إيه بس مكسوفة..
قهقهت إيمان تجذبها من يديها واتجهت إلى المائدة تشير على أنواع الطعام..
بصي ياستي دا رز معمر بالسمن البلدي واللي جنبه دي بطاية ودي سلطة ودي طحينة ودا لسان عصفور..
أما بقى اللي في الجنب دا جبن منزوعة الدسم وعملت لك سلطة كمان وشوية خضار بدون سمن وزيوت ولحمه مشوية عارفة إنك بتحبي الأكل الصحي..
بطة يعني إيه قصدك فرخة..قهقهت ټضرب كفيها ببعضهما بخروج يزن أشارت إليه
تعال شوف مراتك بتقول إيه بتقول يعني ايه بط..
ردد بينه وبين نفسه
مراتي وكأنه نسي ما تعنيه الكلمة خطا إليهما وعيناه تحاصر جلوسها نقية مثل المياه لامعة مثل الذهب بريئة مثل الطفلة تقابلت نظراتهما للحظات مما توردت وجنتيها تسحب عينيها عن ملتقى عينيه انسدلت خصلاتها الناعمة حول وجهها لتغطى عينيها الساحرة حمحم وجلس على رأس الطاولة الصغيرة ورغم صغرها إلا أنها تشعره بأنه ملك لتلك العائلة بحث بعينيه عن أخيه الأصغر ثم تساءل
فين معاذ مش هياكل..
سحبت إيمان المقعد قائلة
جه من الدرس ونام جسمه كان سخن إديتله خافض وغطيته ونام..
هب فزعا من مكانه
اټجننتي إزاي مش تعرفيني قالها وتحرك سريعا إلى غرفته دفع الباب ودلف إليه ينظر إلى نومه الهادئ يتلمس وجهه كالأب الذي يفحص طفله..وصلت إليه تربت على ظهره
دور برد عادي ياحبيبي متخافش هو أصلا كان مرهق صحي بدري وراجعنا مع بعض قبل الامتحان وطبيعي أنه عايز ينام..
استدار إليها يطالعها بعتاب ويشعر بتأنيب الضمير قائلا
يعني كان عنده امتحان ومتعرفنيش ياإيمان للدرجة دي مابقاش ليا أهمية..
احتضنته تهز رأسها بالنفي
أبدا ياحبيبي والله أنا شوفتك مشغول محبتش أضغط عليك وبعدين هو كان عنده إنجليزي وهو شاطر فيه ماشاءالله متعبنيش..
احتوى وجهها بين راحتيه
بعد كدا إياكي تفصليني عن حياتكم حتى لو كان فوق دماغي هموم الدنيا.. أنتوا عندي أهم من أي حاجة..
كانت تقف على باب الغرفة انسابت دموعها من مشهدهما تمنت لو لها أخا لحماها من غدر الزمن آه وألف آه عن بنت بدون سند فالأخ السند هو القوة..
فإذا سألوك عن النقاء قل هو قلب أخت واذا سألوك عن الأمان قل هو عطف أخ.
وكما قال أحد الشعراء
أخاك أخاك إن من لا أخا له كساع إلى الهيجا بغير سلاح..
ماأجمل الأخوة التي تبنى على المحبة والسلام وطيبة النفس ونقاء القلب
تراجعت إلى الطاولة تزيل دموعها لمح تحركها فجذب كف أخته وتحرك للخارج وجدها جالسة تنظر بشرود بنقطة وهمية حمحم قائلا
بقى مش عارفة البط كدا تضحكي إيمان علينا رسمت ابتسامة تنظر إليه ثم أردفت
معرفش والله يايزن أول مرة أشوفه هو البتاع دا..
ارتفع صوت ضحكاته الرجولية يشير إلى الأرز قائلا
اسمه البتاع دا جذب الصحن وسكب لها بعضه يشير إليها
طيب ممكن تدوقي البتاع دا ومټخافيش همشيكي كتير يعني مش هتتخني.
نظرت إلى الملعقة التي يرفعها أمام عينيها لتأخذها من يديه ثم إلى الطعام أشارت إيمان إليها
ياله ياحبيبتي دوقي حاجة بسيطة الأكل اللي بتاكليه دا مالوش فايدة..
أمسك البطة وقام بتقطيعها كانت تراقب تحركاته مبتسمة وهي تهز رأسها كالطفلة
أوعى تقولي هتاكلي منها دا كله..
أششش اسكتي إنت لازم نزغطوكي مثل البطة دي ضحكت تضع كفها على فمها قائلة
إيه نزغطوكي يعني إيه لم يستطع التوقف عن الضحك حتى تضجر وجهه بالدموية ينظر لأخته
عارفة بتفكريني بمسرحية المتزوجون بس أنا مش أهبل علشان أجبلها فرخة تطبخها ممعيش فلوس الفرخة اللي هتبوظ..
ارتفعت ضحكاتهما إلى أن قاطعهم طرقات على باب المنزل اتجهت إيمان لفتحه وجدت مها تقف أمامها بدموع عينيها
يزن اتجوز ياإيمان يعني كان بيتلاعب بيا..
بمنزل الرفاعي وخاصة بغرفته جالسا على جهازه يشاهد بعض الفيديوهات التي تخص عمله استمع إلى طرقات الباب دلف والده بفنجان قهوته نهض من مكانه
بابا حضرتك اللي جايب القهوة بنفسك وضعها أمامه وأشار إليه بالجلوس
اقعد ياحبيبي فيه موضوع مهم عايز أتكلم معاك فيه..
تابعه بنظراته منتظرا حديثه سحب نفسا وأخرجه يشعر باختناقه
كلمت أخوك ومراته وابن عمتك النهاردة ابن عمتك قال قدامه كام شهر كمان لما يخلص وأخوك قالي بيخلص شوية شغل واحتمال ينزل على آخر الأسبوع..
عقد مابين حاجبيه متسائلا
مش فاهم حضرتك ماينزلوا وقت ماظروفهم تسمح..
رفع عينيه إليه قائلا
متعرفش إن إيلين بعتت لأخوها وأختها علشان تسافرلهم وأنا خليت أخوك ينزل علشان يقطعلها السفر..
نهض من مكانه وولى والده ظهره متجها إلى شرفة غرفته فتحها وعينيه شاردة قاطعه والده
إزاي مش قادر تاخد مراتك في حضنك وتخليها تتمسك بيك يابن زين للدرجة دي البنت كارهاك ومش طايقة قربك طيب لو مش..استدار مقاطعا والده
بابا لو سمحت خليك عند كلمتك حضرتك قولت مش هتتدخل بينا توقف واتجه إليه
كنت قولت كدا على أساس اعتمدت على راجل بس دلوقتي البنت هضيع منا استمعوا إلى صوت بالخارج تحرك زين بعدما علم مصدر الصوت توقف ينظر إليها
خير ياسهام دفعت الخادمة من أمامها واقتربت من زين وعينيها على آدم
عايزة بنتنا ياباشمهندس إيه ينفع البنت تفضل في بيت طلقيها
متابعة القراءة