مرة واحدة في العمر لفاطمة الألفي
المحتويات
لم تستجيب لتلك المحاولات .
فزع نديم وصړخ علي شقيقه لكي يهاتف الاسعاف
اتصل بالاسعاف بسرعه يا نبيل
علي الفور اخرج نبيل هاتفه ثم هاتف الاسعاف لتاتي سياره الاسعاف بعد مرور خمس عشر دقيقه وتحمل جسد فيروز الغائب عن الوعي ليستقل نديم وابنته سياره الاسعاف بجانب فيروزته ويمسك بكف يدها البارده يتشبث بها ويدلكها برفق بين راحتيه ليمدها بالدفئ ...
صفا سيف سيارته امام مبني النيابه العامه ثم ترجل منها بخطوات واسعه ثم دلف لداخل المبنى الضخم وهو عازم النيه علي مقابله وكيل النائب العام لاعاده فتح القضيه الخاصه بوالده التي مر عليها واحد وعشرون عاما ...
بعدما عثر عبدالله علي ذاك المفتاح غادر المنزل علي الفور وصعد الي سطح المنزل حيث يوجد شقيقه الذي يهتم بغيه الحمام خاصته ...
وقف خلفه يهتف باعتذار متاسف يا ميدو واسف جدا للحمام ممكن بقي تركز معايا دقيقه بس مش هعطلك
زفر بضيق ثم وضع الحمامه التي كانت بين كفيه يطعمها داخل عشها الخاص ونظر له اتفضل عاوز ايه
عياده خالو باسم
جحظت عينيه پصدمه ثم هتف قائلا انت ناوي علي ايه بالظبط
عادي يا احمد ماانت عارف ان بحاول اخد القرار المناسب عشان تخصصي في الطب
لا يا حبيبي مش هتعرف تضحك عليه بالكلمتين دول قولي كده وخليك واضح وصريح هتعمل ايه في عياده خالك
زفر بضيق وهو ينظر له پحده اخلص قولي ناوي تعمل بيها ايه
تنحنح بخفه ثم استطرد قائلا قصه انسانيه والله كل الحكايه في بنت محتاجه طبيب نفسي بس تتكلم معاه ويديها ثقه في نفسها وانا قولت اجرب ولو عجبني الموضوع اكمل فيه ويكون هو ده تخصصي واكون ريست علي بر بدل الحيره اللي انا فيها
نفسك وهتخلي البنت تثق فيك ازاي اصلا بعد كده ولم تعرف انك طالب وبتلعب عليها وبتحاول تجرب اي حاجه وخلاص هيكون رد فعلها ايه ان دكتورها مخادع وبدل مايكسب ثقتها نيخسرها ثقتها بالناس كلها اسمع يا عبدالله انت لازم تعرف حجمك كويس انت لسه طالب فاهم يعني ايه طالب بلاش تغلط غلطات تكون صعب تتصلح اقعد كده مع نفسك يا حبيبي وشوف نفسك من جوه واسالها انت بتتصرف صح ولا غلط وراجع قراراتك وياريت تنظر للحياه بواقعيه شويا وتاخد قرار ماترجعش فيه عاوز تكون طبيب ناجح بص لمستقبلك احلم وحقق حلمك واختار التخصص اللي يناسبك ومن جواك مرتاح ليه وعايز تثبت وجودك فيه انا لم سبت دراستي في الهندسه فده عشان ماكنتش شايف نفسي انفع فيها ولا قادر احقق فيها اي نجاح وعشان كده مبسوط بحياتي وباختياري
تنهد بارتياح وهو يؤمي براسه ايوه يا عبدالله مبسوط جدا وسط طيوري فاهم انا عاوز ايه وبعمل ايه عارف كل خطوه بخطيها رايحه فين واللي انا بعمله ده يستحق مجهودي وتعبي هي دي حياتي وعجباني وافضل بكتير من اعيش وسط البشر اللي ماعدش في قلوبهم رحمه الطيور دي رحمه من ربنا ليه بفهمها وتفهمني وبتواسي حزني وزي ما بطيب چراحها بتخفف جراحي .
وانا يا احمد انا فين من حياتك انا تؤامك يا احمد ووجعك ۏجعي بس أن الاوان تشوف نفسك وتنسي حزن الماضي .
ضم شقيقه لصدره وهو يقول بحزن انا ماعنديش اغلي منك يا عبدالله وعشان كده بقولك علي الصح فين واعمله مش عاوزك ټندم ولا تجرب اللي انا جربته قلبي انفتح للحب مره ولم ماټ الحب قلبي خلاص قفل عليه صعب يتشد لحد غيرها
شدد في عناقه وهو يؤمي براسه ربنا يرحمها
اخرج تنهيده حارقه وهو يزفر انفاسه پألم ومراره الفقد يارب انا متاكد انها في مكانه احسن من الدنيا بكتير بس صعبان علي قلبي خسارتها وعشان كده هي ماتتعوضش ومش ندمان علي الوقت اللي قضيته معاها كفايه ان لسه بحس بوجودها حواليا وشايف ضحكتها وبراءتها وشقاوتها مش عايز اعيش اللحظات دي مع حد غيرها .
لم يقدر علي مجادلته فهو يعلم بقلب شقيقه الذي انشطر الي نصفين بعدما رحلت عنه محبوبته ولم يدق قلبه لغيرها رحلت عن الدنيا دون وداع ....
بعدما ابتعد عن احضان شقيقه نظر له احمد برجاء عشان خاطري بلاش تأدي اي بنت حتي لو علي حساب مستقبلك يا عبدالله مش حاجه زي دي اللي تختبر بيها نفسك وتعرف انك دكتور ناجح ولا لأ انت كمل مشوار الطب وربنا هيلهمك الصواب خلي توكالك عليه لا يمكن يضيعك ولا يخذلك
هزت راسه مؤكدا لحديث شقيقه اوعدك هعمل كده
ابتعد عنه بفزع وهو يشيح بكفه لا ياعم الحنين بلا سفروته بلا زقروده انا انزل اساعد بسبوسه ارحم
ضحك احمد بخفه وهو يرأ خوف شقيقه من تلك المخلوقات الجميله التي يعشقها هو .......
عندما دلف للشقه سار علي اطراف اصابعه لكي لا تشعر به والدته ثم اقترب من البوفيه واخرج المفاتيح من جيب بنطاله وقبل ان يضعه مكانه نظر له بأسي وهمس بصوت خاڤت علي عيني والله اتنازل عنك كنت ناوي استغلك بس احمد اصدر فرمان وانا مااقدرش علي زعل الغالي تؤام روحي قبله بخفه ثم دثره كما كان وعاد الي حيث غرفته وكأن شيا لم يكن ...
وصلا مراد الي رفح برفقه زملائه وبدءو في ڼصب الخيام التي سوف يجلسون بها تلك الفتره ..
حاول التسلل لداخل المعبر ولكن عندما صدح رنين هاتفه توقف مكانه ليخرج هاتفه بهدوء ليجد المتصل والدته ليبتسم لا اراديا ويحاول الابتعاد عن المعبر بعدما تذكر وعده الذي قطعه من اجل الحفاظ علي سلامته ..
ثم اجابها بهدوء
روح قلبي أحب اطمنك انا بخير ولسه واصل حالا .
ظلت تتحدث معه عده دقائق وتوصيه الوصايا العشر وتودعه بوابل من الدعوات التي ترافقه لينهى بعد ذلك المكالمه وهو يتنفس الصعداء ...
غادر سيف مبني النيابه بخيبه أمل حيث ان تم رفض اعاده التحقيق بتلك القضيه بسبب عدم وجود أدله جديده ولذلك لا يحق فتحها الا بوجود اثبات لنفي تلك التهم التي وجهت الي والده ...
ولكن سيف لم يستسلم فقرر البحث عن الاثباتات لمحاوله اثبات مرض والده واسقاط التهمه عنه لذلك عليه الاستعانه بجده الذي يعلم كل شي عن ما حدث بالماضي ..
وقفت العائله امام غرفه العنايه ينهشهم القلق بسبب حاله فيروز التي تسوء بالداخل والطبيب يحاول فعل ما بوسعه لابقاءها علي قيد الحياه ..
حاوط ابنته بقوه وهو يحاول بث الطمانينه داخلها مامي بخير انا متاكد انها هتعدي منها زي ماعدت أزامات كتير وكانت قويه وقدها ياما مرينا ببلاءات كتير وكانت دايما صامده وقويه
نظرت له بأمل مامي مش هتسبنا يا بابي صح
ضمھا لصدره بحنان وهو يربت علي ظهرها بخفه فيروزه لا يمكن تسبنا من غير وداع
انسابت دموعهم سويا وعندما غادر الطبيب غرفه العنايه توجه نديم اليه بخطوات ثقيله يخشى ان يستمع لخبر يرفض تصديقه ثم همس بصوت مبحوح فيروزه بخير يا دكتور طمني ارجوك ....
هز الطبيب راسه بنفي ثم قال أنا أسف
اختفت انفاسه وانعدمت الرؤيه امامه اصبح لم يرا الا الظلام وفجاه ارتطم جسده ارضا واصبح جسده ساكن بلا حراك لينحي الطبيب بجزعه ويتفقد حالته .
صړخت ليلى مناديا لوالدها وهي تهبط ارضا لمستواه بابي .... بابي ..
نظر الطبيب لها بشفقه ولا يعلم بماذا يخبرها ...
الفصل العاشر
ليلى حلم العمر
بقلم فاطمه الالفي
تم فحص نديم وتبين معه هبوط حاد بالدوره الدمويه اثر الصدمه الذي تعرض لها عندما ظن بان فيروز فارقت الحياه ...
وقفت ليلى عاجزه عن فعل شيئ والديها الان ممددون علي فراش المشفي ولم يشعرون بها وهي بأمس الحاجه اليهم تريد عناق والدتها الحبيب لتبث داخلها الامان والطمانينه وتريد لمسات والدها الحانيه فهي تفتقد وجودهم شعرت بوحدتها وبروده جسدها فهم الدفئ والامان والحنان وكل شي بالنسبه اليها ..
اقتربت منها خالتها بحب تمسد علي كتفها بحنو ماتقلقيش يا قلبي والله مامي وبابي بخير
نظر لها نبيل بأسي علي حالتها فمنذ ان خطو بقدميهم داخل المشفي وهي لم تنطق بكلمه فقط تنظر امامها پضياع احتضن نبيل وجنتيها ليجعلها تنظر اليه
حبيبه عمو بابي بخير وكلها ساعتين ويقوم زي الحصان كل الحكايه جاله هبوط بس من قلقه علي فيروز وبعد المحلول والحقنه المهدئه االي اخدها هيرتاح ويبقي كويس ووضع مامي بيتحسن الحمد لله ونسبه الاكسجين ارتفعت
همست بحزن كل اللي بيحصلهم ده بسببي
ضمھا لصدره بحنان وهو يهمس بقولك ايه ماتحمليش نفسك فوق طاقتها وخلينا نطمن عليهم احسن يحصلك حاجه انتي كمان وانا بقي اللي اموت من قلقي عليكم كلكم
بعد الشړ عنك يا عمو ربنا يخليك لينا
اقترب عابد يهمس بمشاكسه هو انا ماليش
في الحب ده نصيب ولا ايه
وكزه نبيل بكتفه وهي يهتف بمرح انت بالذات تخرص خالص
ضحك بخفه وهو يقول ليه كده يا بوب ده انا غلبان حتي طالعلك
انهي كلماته وهو يرسل اليه غمزه بعينه اليسري ليقابل نظرات نبيل الباسمه علي هذا المشاكس الذي حقا يشبهه ...
عاد سيف للمنزل في الساعه العاشره مساء وجد الجميع ينتطره .
اقبلت عليه ساره بلهفه وهي تهتف سيف حبيبي انت كويس
ازاح يدها المحاطه بكتفه ثم اقترب بخطواته من جده هتف امامه بود اطمن حضرتك ربيت راجل ولا يمكن يإذي نفسه محتاج اتكلم معاك لوحدنا يا جدو
مد سامي له بيده ليمسك بها سيف ويساعدها علي النهوض ثم سارو سويا الي حيث غرفه المكتب الخاصه به ...
شعرت بالضيق بسبب معاملته معها ونظرت الي والدتها بضجر شايفه يا ماما بيعاملني ازاي ده مش شايفني اصلا
همست بثينه بأسي مستنيه منه ايه يا ساره بعد مايعرف بالحقيقه سيف محتاج بهدى ويستوعب اللي هو فيه
استاذن كريم من والدته الخروج. يريد ان يتفتل بشوارع القاهره ويستنشق الهواء
متابعة القراءة