خيوط العنكبوت لفاطمة الألفي

موقع أيام نيوز

تتذكر لمحات من الماض قادتها قدميها سيرا إلى ذلك الشارع الجانبي الذي تم خطڤها مسبقا في هذا الشارع كأنها تحاول أسترجاع تلك الذكرى لفهم ما يدور بخلد زوجها الان وما فعله بها من قبل.
أما عن الضابط زين عندما لمحها تغادر البناية وحدها اسرع في خطواته ولحق بها سار على بعد أمتار منها وولج خلفها داخل الشارع الجانبي الذي ولجت منه قبله وهي تتلفت حولها كأنها تبحث عن شيء مفقود منها ثم تسمرت مكانها بمنتصف الشارع.
انتابه القلق بسبب تلك الأفعال الغير متزنة فقرر أن يهاتف الضابط ريان ليعلمه الخبر وبماذا عليه التصرف الان يبدو أنها بحالة غير واعية.
أخرج الجهاز اللاسلكي وارسل إشارة للأخير واخبره بما يراءه أمام عينه طلب منه ريان ان ينتظر ويراقب من بعيد وهو سيعلم زوجها بالأمر قبل أن يظهر أحدا منهما في الصورة.
بينما كان سليم يغادر الشركة متوجها إلى سيارته لكي يذهب إلى الفندق لكي يلتقي ب كرستين
صدح رنين هاتفه ليجبه على الفور بعدما نظر لشاشته وتبين أن المتصل ضابط الحراسة الخاصة أجابه بصوت قلق 
في حاجة حصلت يا حضرة الظابط
طمئنه بأن الأمن داخل الفيلا على أكمل الوجه ولم يجد شيئا يدعي للخوف ولكن على الصعيد الآخر عند منزل زوجته حياة غادرة المنزل مع والدتها لعنوان منزلا اخر أعلمه اياه ثم غادرت زوجته وحدها وذهبت سيرا على الأقدام إلى شارع جانبي يقبع على بعد امتارا من البناية وهي واقفة الان مكانها وكأنها تبحث عن شيء فقدته.
أغلق سليم الهاتف واستقل سيارته يقودها بسرعة چنونية يشق طريقه في الذهاب إلى حبيبته التي خذلها وهي لا تستحق منه ذلك ظل يضرب على مكبح السيارة پغضب وانفعال وهو يسب ويلعن نفسه فيما هو سببه لحوريته الجميلة الرقيقة التي لا تتحمل كل ما يحدث لها ولن يجعل والدها ينفذ رغبته فهو لا يريد من الدنيا سواها سوف يضرب كل شيء بعرض الحائط لقد سأم كل ما يكبله ويقيده بهذا الشكل سوف ينزع القيود والسلاسل الحديدية الملتفة حول عنقه ام أن يتحرر منها او يتركها ټخنقه وتزهق بروحه ولكن لن يتخلى عن محبوبته زوجته ومعشوقته وعليه الا ان يواجه حربه الشرسة وكل أحبابه جانبه ليستمد منهما قوته أو يخسر الحړب وحيدا ويخسر كل من حوله لن يجعل الماض يتغلب على حاضره ويخسره مستقبله وسعادته قرر ان يصارح الجميع بما أخفاه عنهما فهو لم يعد قادرا على التحمل أكثر من ذلك وعندما أراد أن يوقف السيارة ويترجل منها ليلحق ب حياة وجد الفرامل معطلة حاول مرارا وتكرارا ان يسيطر على سيارته ويصفها جانبا ولكن كل محاولته أبت بالفشل هل يعقل بأن تكون تلك هي النهاية
نهاية لكل شيء هل س يستسلم لمصيره المحتم الان وتلك هي نهايته بكل هذه البساطة نفس الحاډث سيتكرر معه مصرين
على قټله وأخفاء جرائمهم تسأل لثواني داخله ماذا عليه أن يفعل وبمن يريد أن يودعه في هذا الوقت العصيب الذي يمر به هل هذا اختبار أخر للقدر على قوة تحمله أم عقاپا على أخطاء الماضي الذي لا ذنب له فيها..
اليأس من الأمور الصعبة التي تواجهنا في حياتنا ويجب علينا تخطيها و عدم الاستسلام لها بكل ما نستطيع لكي تتدمر حياتنا
القدر والنصيب هي أمور تحرك الأشخاص إلى فعل أشياء ربما لا يرغبوها ولكنها دائما محملة بالخير وبداخلها خير كثير للناس بينما هناك من يلصق أفعاله بالقدر والأقدار بريئة من ذلك تماما.
الفصل الرابع عشر
كانت تسير مسلوبة الإرادة لا ترى إلا تفاصيل كل ما عاشته سابقاارتجف ج سدها عندما صدح بواق سيارة تأتي مسرعا لكي تجعلها تخرج عن شرودها وتبتعد من منتصف الطريق جلست على الرصيف الجانبي للشارع ووضعت كفها الأيمن أعلى وجنتها اليمنى في يأس وعيون تلمع بالدموع التي أسدلتها بسبب لمحات تلاحقها في صحوها ومنامها تكاد تأخذها لنوبة جنون وتسلب عقلها.
وزين واقفا يتابعها خلسة في صمت ينتظر قدوم زوجها..
يفنى الزمان وأنا على عهدك باق ولو قاسيت كل الهوان أصبوا إليك كلما برق سري أو ناح طير الأيك في الأغصان أعلل قلبي في الغرام وأكتم وكنت قبلك خاليا لا أعرف الهوى رأيتك فأصبحت حيا والفؤاد متيم
أما عن سليم فقد كان في وضع لا يحسد عليه يشعر بالعجز وهو داخل سيارته لم يستطع التحكم بها لكي تقف تماما شرد عدة ثواني يستجمع بها شتات نفسه ليقوده تفكيره في الاتصال ب ريان الذي اجابه على الفور لتجحظ عين الاخير في صدمة بعدما سرد له سليم المأذر الذي هو فيه الآن ويبدو بأن فرامل السيارة لا يعمل وهذه ليست بصدفة أنما هي بفعل فاعل والفاعل ليس إلا الماڤيا التي تحاول الخلاص منه. 
أنطلق ريان يستقل سيارته ويلحق به في سرعة چنونية وهو يهتف قائلا عليها أن يتحكم في توتره ولا يخشى القادم ويجب أن يتبع تعليماته وأنه يقود سيارته في طريق خاوي من المارة استطاع سليم التماسك وانطلق يكمل قيادة سيارته متوجها بها إلى الطريق الصحراوي ينفذ ما قاله ريان لعله ينقذ نفسه من الهلاك المحاط به فحياته الان في خطړ وليست حياته فقط فأذا حدث شيء له ستنتهي العائلة وټنهار واحدا تلو الآخر لذلك عليه الصمود. 
ازدر ريقه وحبات العرق تتساقط من جبينه بتوتر حاول كبح ما يشعر به ورأ لمحات تميض بعقله منذ أن التقى ب حياة وكيف كانت فتاة قوية جادة وعندما صرح له بحبه وبكل ما دفنه في حياته من أسرار اباح لها هي وحدها لاحت ابتسامة طفيفة أعلى ثغره وهو يتذكر اليوم ذاك وكيف نمى بينهما الحب الخفي الذي كان يغفلان عنه تشبث بعجلة القيادة وسلك الطريق الخاوي ليجد سيارة تأتي بسرعة فائقة تلحق به علم بأنها خاصة ب الضابط ريان تخطاه بسبب سرعته ويريد ان يصطدم به لكي تقف سيارة سليم وظل يحاول من الجهة الأخرى وهو ېصرخ على سليم بأن يترك قدمة من أعلى الفرامل لكي تهدأ سرعة السيارة ويحاول الاصطدام ان يوقفها دون أن تنقلب وينتهي كل شيء
كان سليم بعالم أخر لا يرا الا وجه حياة ووجه والدته وشقيقه وهم ينظرون له والدموع تنسال من عيونهم ويسمع صوت صراخاتهم تنادي بأسمه. 
همس بصوت عال والدموع تنهمر على وجنتيه دون توقف يناجي ربه وېصرخ بأعلى طبقات صوته المبحوح 
ياااا رب ياااارب لسانه لم يكف عن المناجاه التضرع يطلب العون والمدد من الله سبحانه وتعالى الذي لا يغفل ولا ينام عن عباده الرحيم بنا العطوف الجليل بعظمته تتفتح كل الدروب المغلقة بقوته وجلال وجهه الكريم العالم بعباده القريب فهو أقرب إلينا من حبل الوريد. 
ظل يحارب ريان في الاصطدام ويعافر پجنون إلى أن توقفت سيارة سليم فجأة ترجل ريان من سيارته بخطوات راكضة فتح الباب ليخرج سليم من سيارته التي على وشك الانفجار 
وركض به ليعود إلى سيارته اجلس سليم الذي كان لا يشعر بكل من حوله وكأنه مغيب تماما عن الواقع واستقل ريان خلف الوقود ليعود
تم نسخ الرابط