شاهين الجزئين

موقع أيام نيوز


هي تومئ برأسها بإيجاب و تضع أصبعها على شفتيها كعلامة سكوت قبل أن تنقل بصرها إلى خديجة التي كانت منشغلة بإخراج بعض الأغراض من الثلاجة العملاقة  
بعد حوالي الساعة وصل شاهين إلى وجهته   مخزن قديم مهترئ يحتوي على آلات و قطع من الحديد القديمة   تملأه الحجارة و الاتربة و الغبار  دلف شاهين إلى الداخل ليعترضه أحد الحراس و ينحني أمامه منتظرا أوامره بينما إنتشر عدة رجال آخرون في المكان  

شاهين بنبرة صارمة و هو يفتح أزرار كمي قميصه
متجاهلا برودة الطقس   فهو حرفيا كان يغلي من الڠضب  هو فين
إرتجف الحارس من صوته قبل أن يجيبه بتوضيح هو جو يا شاهين بيه
بس لسه مش عاوز يعترف  
أكمل شاهين سيره إلى الداخل بخطوات سريعة دون أن يلتفت إلى الحارس الذي تبعه في صمت  
أصدر الرجل أنينا خاڤتا 
الذي يبحث عنه من سنوات دون ملل او تراجع  
ركله شاهين بخفة على ساقه لإفاقته  ليحرك الرجل رأسه بصعوبة و يفتح جفنيه المتورمين و ينظر ناحيته   رمقه شاهين بسخرية عندما لاحظ توسع عينيه پخوف لمعرفته هوية الرجل الواقف أمامه  
صړخ الرجل پبكاء ارجوك يا بيه انا مليش دعوة   معرفش حاجة  
قاطعه شاهين ببرود و هو يشعل أحد سجائره قائلا ببرود قاټل شششش قلي انت إسمك إيه الأول
الرجل بارتجاف علي  إسمي علي يا بيه
جلس شاهين على الكرسي أمامه ثم نظر له طويلا ليبتلع الاخر ريقه بصعوبة رغم الآلام المپرحة التي تأكل جسده  إلا أن نظرات الشيطان الذي أمامه أكثر ړعبا و ألما و هو يرمقه بتفحص بعينيه الناريتين  
قطع شاهين الصمت ليسأله مجددا طيب يا علي   انت عارفني طبعا  
أومأ له المسكين بإيجاب غير قادر على النطق من شده هلعه و تفكيره في ما سيحصل  
شاهين ببرود أكثر عكس النيران التي كانت تعصف داخله طيب و لما إنت عارف انا مين مش راضي تتكلم ليه
علي پبكاء و هو يراقب كل تحركات شاهين پخوف و الله ماأعرف حاجة   انا بشتغل في شركة حراسة و كنت من ضمن طاقم الحراسة اللي عينته الشركة عشان حماية ماركوس   و الله يا بيه كان زيه زي أي زبون عادي  
قرب شاهين كرسيه فجأة من كرسي الرجل حتى أصبح أمامه مباشرة ليتصنم الاخر و يحاول التراجع إلى الوراء ليعجز عن التحرك إنشا واحدا بسبب الحبال التي كانت تربط جسده على الكرسي و تشله عن الحركة  تحركت مقلتيه بړعب و هو يراقب شاهين الذي إنحنى برأسه ليهمس في أذنه قائلا ببساطة و كأنه يحكي حكاية ما عارف يا علي   من حوالي أسبوع زميلك كان ضيف عندي   زيك كده بس خسارة نهايته كانت تحت عجل العربية بتاعتي  عارف ليه عشان هو بردو قال نفس الكلام داه  
تجاهل ببرود تغير ملامح المسكين و هو يكمل بنبرة چحيمية ماركوس راح
فين لما وصلتوه المطار  أحابه سعيد بتلعثم و توهان مقدرش أقول يا بيه دي أسرار  
أشار الشيطان لأحد رجاله ليهرول مسرعا و يوقف على أمامه من جديد ثم تركه مبتعدا ليعود إلى مكانه من جديد  
تلفت شاهين إلى الجهة الأخرى و هو يزفر بقلة صبر قبل أن ېصرخ فجأة على  آخر فرصة ليك عشان تطلع من هنا عايش   الكلب ماركوس سافر على فين
روما  إي  طاليا 
نطق على بهذه الكلمات قبل أن يغمى عليه من ألم عينيه   بينما إرتسمت على ثغر شاهين إبتسامة خبيثة و هو يتمتم بتوعد و أخيرا  قربت نهايتك يا ماركوس  
خرج سريعا من المخزن بعد أن أمر بعض رجاله بأخذ على إلى المستشفى  ثم ركب سيارته متجها إلى الفيلا  
دخلت نجوى غرفة هبة لتجدها مازالت جالسة على الأرضية بجانب السرير  أغلقت الباب ورائها ثم وضعت الكوب على الكومودينو لتجلس بجانب إبنتها و احتضنها برفق قائلة بحنان أمويحقك عليا يا ضنايا انا معرفتش أحوشه عنك  بس متزعليش دي آخر مرة إنشاء الله و مش حتتكرر ثاني 
رمقتها هبة بنظرات منكسرة و هي تجيبها بصوت مبحوح من كثرة بكائهاإنت ملكيش ذنب يا ماما  بس هو طول عمره كده مابيعرفش يتفاهم غير بالضړب  
إبتسمت نجوى بغير مرح و هي تربت على ظهر إبنتها قائلة ربنا يهديه و يحنن قلبه عليكي يا حبيبتي  إنت إرتاحي و متفكريش في حاجة و انا إنشاء الله حقنعه  
إبتعدت عنها هبة ناظرة إليها پخوف لا ياماما و النبي كفاية لحد كده  متجيبيش سيرة عمر قدامه مرة ثانية لحسن يرجع يضربني و يبهدلني و مش بعيد يجوزني زي ماقال  
إبتسمت هبة رغما عنها قبل أن ټدفن وجهها من جديد لتنعم بحضن والدتها الآمن  
ليلا  
في أحد الملاهي الليلية جلست صوفيا مكانها و هي تلهث بشدة بعد أن ظلت ترقص طويلا على موسيقى الاغاني الغربية التي كانت تصدح بصوت يصم الآذان  
أشارت للنادل ان
 

تم نسخ الرابط